المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413799
يتصفح الموقع حاليا : 349

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 149: كذبة الدمار الجزئي

يقول الميرزا:

"تلقيت في أول مايو 1904م وحيا من الله ونشرته في جريدة "الحَكَم" وجريدة "البدر" وهو: "عَفَتِ الدِّيَارُ مَحَلُّهَا وَمُقَامُهَا". أيْ سيندرس جزء من هذه البلاد، وستدمَّر بناياتها التي هي مساكنٌ دائمة أو مؤقتة ولن يبقى لها أثر. إن "ال" التعريف الموجودة في "الديار" تفيد بأن الدمار بحسب علم الله تعالى سيطال أماكن معينة في هذا البلد الذي سيحل به الدمار، فالبنايات القائمة في جزء معين من البلاد هي التي ستُسوّى بالأرض. فكم هي خارقةٌ للعادة هذه النبوءة! وكيف ذُكر فيها بقوة وشدة حادث مقبل لا نظير له في البلاد منذ 1600 سنة مضت!!" (البراهين الخامس)

الـ التعريف تفيد الشمول أو العهد.. فالديار إما أنها تعني كل الديار بلا استثناء، أو أنها تفيد الديار المذكورة آنفا، أو المشار إليها. أما إذا كانت ديارا غير محددة، فيجب أن تخلو منها الـ التعريف.. أي يجب أن يقول: عفتْ ديارٌ.

فتحريف التفسير دليل على الكذب. ولكن هناك أدلة أخرى على الكذب، وهي:

1: أنه فسّر هذا الوحي في فبراير 1905 أنه دمار شامل بسبب الطاعون، ولم يقل أنه دمار جزئي، فقال: "لعلكم تعلمون أنني نشرتُ في جريدتَي الحكم والبدر اللتين تصدران في قاديان بإخبار من الله قبل تسعة أشهر تقريبا من الآن نبوءة: "عفت الديار محلها ومقامها". أي أن هذا البلد على وشك الانقراض بسبب الطاعون ولن تسلم أماكن الإقامة الدائمة ولا أماكن الإقامة المؤقتة، أي أنه سيتفشى فيها وباء الطاعون بوجه عام ويكون شديدا. انظروا جريدة الحكم عدد30/5/1904م. (إعلان 27/2/1905)

أي أنه فسّر "محلها ومقامها" على أنها تشمل كل الأماكن بلا استثناء..

وكان قد قال في 5/11/1904، أي بعد خمسة أشهر على فبركته:

جاء في القرآن الكريم: {أَيْنَ الْمَفَرّ} والمراد منه أن الطاعون سينتشر بشدة لدرجة لن يبقى مكان للفرار. هذا هو معنى إلهامي: "عفت الديار محلها ومقامها"، أيضا. (الملفوظات نقلا عن الحكم، 17-24/12/1904)

2: أنّه بعد زلزال 4 ابريل 1905 بدأ الميرزا يتنبأ عن زلزال غير مسبوق يدمّر البلد كله، بل تنبأ ذات مرة عن خمسة زلازل، وقال:

"هذه الزلازل الخمسة عندما تحدث ويتم الدمار قدر ما أراده الله، عندئذ ستفور رحمةُ الله مرة أخرى وتنقطع الزلازل غير العادية والمرعبة الهائلة لأمدٍ، كما أن الطاعون هو الآخر سيغادر البلد، كما خاطبني الله قائلا: سيأتي على جهنم زمان ليس فيها أحد" أي سيأتي على هذه الجحيم - التي هي جحيم الطاعون والزلازل - يومٌ لن يبقى فيها أي فرد من البشر، أي في هذا البلد. وكما وُهب زمن السلام والأمن في زمن نوح بعد موت الخلق الكثير، سيحدث هنا أيضا. (التجليات الإلهية)

فهو يتحدث عن موت عام وشامل يشبه موت قوم نوح، ولم يتحدّث عن موت جزئي.

وتابع يقول: كان لا بد من كثرة الأموات في زمن المسيح الموعود كما كان حدوث الزلازل وتفشي الطاعون أمرا مقضيا. وهذا هو معنى الحديث الذي ورد فيه سيهلك الناس بنفس المسيح وسوف يعمل نفسه القاتل على مدِّ بصره. (التجليات الإلهية)

أما الحقيقةُ فإنّ نور الدين هو الذي لفَّقَ هذه الكذبة، فبعد زلزال 4 ابريل بأسبوع، أي في 11 ابريل 1905 "جرى الحديث عن الوحي الإلهي: عفت الديار.. فقال المولوي نور الدين: يبدو أن المراد من "الدار" هو "وادي كانغره" لأنه مكان الشرك أكثر من غيره وتوجد هنالك صومعتان لإلهتين كبيرتين [يبدو أنه يقصد معبدا هندوسيا]، وقد دمّر الله كلتيهما، وبذلك محا من العالم شركا كان منتشرا منذ القِدم". (الملفوظات نقلا عن البدر 20/4/1905)

وبعد أن فبركها نور الدين التقفها الميرزا، على فرض أنه هو من صنَّف كتاب البراهين الخامس الذي نُشر بعد نصف سنة من وفاته. أما هدمُ هذا المعبد فليس محوا للشرك، لأنهم لا بدّ أنهم بنوا معبدا بدلا منه، أو أكثر. فالشرك لا يُمحى بهدم معبد، بل يُمحى من القلوب أولا.

  • الخميس PM 12:14
    2022-10-27
  • 505
Powered by: GateGold