المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412258
يتصفح الموقع حاليا : 356

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 286.. رقص القلوب لمجرد سماع كتاب الميرزا

متحدثا عن مؤتمر الأديان في عام 1896 وعن مقاله الذي أُلقي فيه، يقول الميرزا:

"في هذه الجلسة لوحظ الناس يبكون بكاء مرا. لقد تحولت هذه الجلسة بفضل هذا المقال إلى مجلس صوفي حيث كانت جميع الألسن تندهش والعيون تذرف الدموع الغزيرة وكانت القلوب ترقص فرحا ومتعة، وبعد انتهاء الخطاب قدّم الجميع التهاني للمسلمين حتى اعترف الشيخ محمد حسين البطالوي أيضا طوعا وكرها بأن هذا التأثير تولَّد من الله وأن هذا المقال أكسب الإسلام العزة والفخار والانتصار". (عاقبة آتهم)

قلتُ:

علامَ ستُذرف الدموع الغزيرة وترقص القلوب فرحا؟ ما هو هذا الشيء في مقال الميرزا الذي يُرقص القلوب بمجرد سماعه؟ هل يعرف الناس أحدا رقص قلبه بمجرد قراءة هذا الكتاب التافه؟

فيما يلي بعض ما جاء في كتابه الذي ذرفت الدموع الغزيرة اندهاشا به!!

"إنّنا نرى كل يوم ألوفا مؤلّفةً مِن الدّيدان والجراثيم تتكوّن في الأطعمة الآسنة الفاسدة وفي الجروح المتقيحة، ومئات من القمل تتولّد في الثّياب المتسخة، وأنواع الديدان تتولّد في البطن أيضا.. فهل نقول إنّ أرواحها تأتي من الخارج؟ أم هل رآها أحد تتساقط من السّماء؟ كلا، بل الحقّ أَنّ الروح تنشأ من الجسد نفسه، وهذا النّشوء نفسه دليل قاطع على كونها من المخلوقات". (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 18)

هل هذا الهراء يرقص القلوب فرحا ومتعة؟

ويقول:

"وقوله تعالى: (ذُقْ إنّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ) يشير أيضا إلى أن كلمة "الزقوم" مركبة في الأصل من "ذُقْ" و "أَمْ". و "أم" مختصر من قوله " إنّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ " حيث أُخِذ الحرف الأول من بداية الجملة والحرف الأخير من الجملة، وبُدل "ذ" إلى "ز" لكثرة الاستعمال". (المرجع السابق)

فهل هذا الهراء هو الذي أرقص القلوب؟

ويتابع الميرزا:

"كان العرب يومئذ قد تدنوا إلى أحط درجات الهمجيّة. لم يعُدْ لديهم أي نظام يعلمهم القِيَم الإنسانية. وكانت المعاصي مفاخر عندهم يتباهون بها. كان الواحد منهم يحتفظ بمئات الزوجات. وكان أكل الحرام عندهم سائغا كصيد يصطادونه، وكانوا يستبيحون نكاح الأمهات، ولأجل ذلك جاء تحريمهن في القرآن بقوله: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ)، كذلك كانوا يأكلون الميتةَ، بل لحم البشر أيضا. ما من مأثمة في العالم إلا كانوا يأتونها. كانوا ينكرون يوم الحساب، وكان أكثرهم يكفرون بالله أصلا، ومعظمهم كانوا يئدون البنات بأيديهم، ويقتلون الأيتام ليأكلوا أموالهم. كانوا في الظاهر أناسا.. ولكنهم مسلوبو العقول، لا حياء عندهم ولا حشمة ولا غيرة. كانوا يعاقرون الخمر كالماء. كان أزناهم أسبَقَهم إلى الرئاسة. وكانوا من الجهالة بحيث إنهم اشتهروا بين الأمم المجاورة جمعاء باسم الأميين.

في مثل هذا الزمان، ولإصلاح هؤلاء الأقوام.. ظهر في مكة سيدنا ومولانا محمد صلى الله عليه وسلم. فلا شك أن ذلك الزمن". (فلسفة تعاليم الإسلام)

أقول: كذَبَ الميرزا. كان أسوأ قرشي في ذلك الوقت أفضل مِن ألف ميرزا؛ فقد ورد في صحيح البخاري أَنَّ هِرَقْلَ أَرْسَلَ إِلَى أبي سفيان ليسأله عن الرسول صلى الله عليه وسلم، فقال أبو سفيان محدِّثا عن ذلك: "فَوَاللَّهِ لَوْلَا الْحَيَاءُ مِنْ أَنْ يَأْثِرُوا عَلَيَّ كَذِبًا لَكَذَبْتُ عَنْهُ". (البخاري)

فالبواعث على الكذب قوية هنا؛ فقليلٌ من الناس مَن لا يشوّهون خصومهم بالافتراء عليهم، ولكنّ الجاهليّ أبا سفيان يخشى مِن أنْ يُؤثَر عليه كذبة واحدة!! مما يعني أنه لم يُعرف عنه أنه كذب في حياته ولو مرة واحدة. فهل يوصف هذا المجتمع بالأوصاف التي أطلقها الميرزا؟ وهل ترقص القلوب فرحا لمجرد قراءة هذا الكذب والسُّخف؟

وأتحدى الأحمديين أن يذكروا لنا العبارات التي تُرقص القلوب فرحا في هذا الكتاب عديم القيمة المليء بالهراء.

لو أنّ القلوب رقصت لهذا الكتاب لسمعنا عن انضمام أفواج للميرزا، لكننا لم نسمع عن انضمام أحد. ولو أنّ الشيخ محمد حسين البتالوي اعترف "طوعا وكرها بأن هذا التأثير تولَّد من الله وأن هذا المقال أكسب الإسلام العزة والفخار والانتصار"، لذكر ذلك في مجلته أو في مقال.. بل لانضمّ للميرزا، وكيف لا ينضمّ وهو يرى أنّ تأثير كتابه جاء من عند الله، وأنه يشهد على ذلك بعد أن رآه رأي العين!!

  • الاربعاء PM 12:35
    2022-10-26
  • 653
Powered by: GateGold