المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413932
يتصفح الموقع حاليا : 298

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 565: زعمه أنّ روايات كثيرة كانت تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا قد أحيا الأموات

يقول:

"كانت روايات كثيرة تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا قد أحيا الأموات، لكنها لم ترد في كتب الحديث الموثوق بها، فالإمام البخاري رحمه الله كان قد جمع مائة ألف حديث تقريبا بتجشُّم صعوبات كثيرة، ولم يختَر منها سوى 40 ألف حديث، وترك البقية، فقد كان المسلمون بحثوا في هذا كثيرًا". (ملفوظات 10 نقلا عن الحكم مجلد 12 رقم 16 صف 4-6، 2/3/1908)

ولم يذكر لنا المرزا كيف عرف ذلك؛ بوحي أم باجتهاد. ولم يذكر لنا إنْ كانت هذه الروايات صحيحة أم مكذوبة. والحقيقةُ أنه كذاب في زعمه هذا؛ لأنّ مثل ذلك لا يُقال مِن دون دليل، فمجردُ زعمِ أمر كبير مثل هذا من دون دليل يُعدّ تعمّدا للكذب. ثم لماذا يخطر ببال الناس أن ينسبوا للرسول صلى الله عليه وسلم أنه أحيا الموتى وهم الذين شاهدوه يبكي على أبنائه المتوفين من دون أن يخطر ببال أحد أنْ يطلب منه إحياءهم؟ وهم الذين شاهدوه يبكي عمّه في معركة أُحد، ويبكي ابن عمه بعد غزوة مؤتة؟!

فإنْ قيل: لأنه قد خطر ببال الناس أن ينسبوا للمسيح أنه أحيا الموتى من دون أن يكون قد أحيا أحدا، فهذه كتلك، قلتُ:

إنْ كان قائل ذلك لا يؤمن بالإحياء الحقيقي للموتى على يد المسيح، نقول له: أنت تؤمن أنّ هناك حالات كانت شبيهة بالموت وشُفِيت على يد المسيح، ثم تصوَّرَ الناس عبر الزمن أنه أحياهم. لا بأس، لكننا لا نعثر على مثل هذه القصص في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم حتى تتطور إلى إحياء موتى.

وإنْ كان قائل ذلك يؤمن بإحياء المسيح للموتى على الحقيقة نقول له: ما دمتَ تؤمن بذلك، فأنت تؤمن أنه حصل على الحقيقة، أما في سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم فأنت تؤمن أنه لم يحصل مثل ذلك قطّ، فكيف تقيس هذا على هذا، وكيف تقبل بقول المرزا؟

ومما يزيد من حجم كذبة المرزا قوله أنّ روايات كثيرة كانت تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا قد أحيا الأموات، لا رواية أو اثنتين. ومما يزيد من هَول كذبته هو جزمه بها.. فقد كان بإمكانه أن يقول:

لا يُستبعد أنّ روايات كانت تذكر أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أحيا الأموات، لكنّ جامعي الأحاديث حكموا بوضعها، لأنها فعلا موضوعة مكذوبة لا أصل لها. أما جامعو الأناجيل فلم تكن دقّتهم مثل دقة أهل الحديث في رأيي.

وبهذا ينجو من الكذب، ويتحوّل قوله إلى مجرد رأي.. وكلٌّ حرّ في رأيه. والرأي لا يوصَف بصدق أو بكذب.

 3 ديسمبر 2020

 

ملحوظة: قوله: 40 ألف حديث قد تكون سهوا من الكاتب أو من المترجم، لذا لا نعدّها كذبة.. ولا بدّ أنه يقصد 4 آلاف حديث. لأنه لا مصلحة له في مثل هذا الكذب. كما لا نعدّها بلاهة ولا جهلا، لأنها كما قلتُ: ستكون سهوا غالبا جدا.

  • السبت PM 02:21
    2022-10-08
  • 494
Powered by: GateGold