المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412161
يتصفح الموقع حاليا : 324

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبتان 588-589: افتراؤه على المسيح أنه انتقم من الخنازير وسعى لشراء السيوف للانتقام

يقول المرزا:

بعض الناس يظنون أن عيسى عليه السلام لم ينتقم [بل ظلّ يدير الخدّ الآخر]، فليسألهم أحد كم مئات مِن الخنازير قتلَ، ثم أمر ببيع الثياب لشراء السيوف. (ملفوظات 10، نقلا عن البدر مجلد 7 رقم 19-20 صف 7، 24/5/1908)

الكذبة الأولى زعمه أنه قتل الخنازير انتقاما. وهذا مجرد كذب، وفيما يلي الحكاية:

{28وَلَمَّا جَاءَ إِلَى الْعَبْرِ...اسْتَقْبَلَهُ مَجْنُونَانِ... هَائِجَانِ جِدًّا، حَتَّى لَمْ يَكُنْ أَحَدٌ يَقْدِرُ أَنْ يَجْتَازَ مِنْ تِلْكَ الطَّرِيقِ.... 30وَكَانَ بَعِيدًا مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31فَالشَّيَاطِينُ [التي تركب المجنونَين] طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ:«إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا، فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ». 32فَقَالَ لَهُمُ:«امْضُوا». فَخَرَجُوا وَمَضَوْا إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ، وَإِذَا قَطِيعُ الْخَنَازِيرِ كُلُّهُ قَدِ انْدَفَعَ مِنْ عَلَى الْجُرُفِ إِلَى الْبَحْرِ، وَمَاتَ فِي الْمِيَاهِ.} (إِنْجِيلُ مَتَّى 8: 28-32)

فهل كان المسيح يعلم أنّ الشياطين إذا ركبت الخنازير جُنّ جنونها واندفعت نحو البحر؟! كلا؛ فهذه المعلومة يجهلها الناس كافةً حتى اليوم.. فلم نسمع منذ خُلقنا أنّ الجنّ إذا ركب خنزيرا فقد الخنزير عقله وهبط مندفعا من الجبل نحو البحر منتحرا!!

سيكون تغييرا للموضوع إذا قيل إنّ هذه القصة سخيفة ولم تحدث في الواقع، لأنّ السياق هو افتراء المرزا على المسيح وزعمه أنه انتقم من الخنازير، لا نقد القصة.

ثم إنّ قوله: " كم مئات مِن الخنازير قتلَ" يوهِم أنه في كل يوم كان يفعل هذه الفِعلة حتى يقضي على خنازير البلاد كلها، مع أنّ النصّ يذكر قطيعا، ويذكر أنّ القصة حدثت مرة واحدة.

أما حكاية شراء السيوف للانتقام فكذبٌ محض. وفيما يلي النصّ في سياقه:

وَكَانَ رُؤَسَاءُ الْكَهَنَةِ وَالْكَتَبَةُ يَطْلُبُونَ [المسيح] كَيْفَ يَقْتُلُونَهُ.... 14وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ، 15وَقَالَ لَهُمْ:«شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ.... 19وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي».... 35ثُمَّ قَالَ لَهُمْ:«حِينَ أَرْسَلْتُكُمْ بِلاَ كِيسٍ وَلاَ مِزْوَدٍ وَلاَ أَحْذِيَةٍ، هَلْ أَعْوَزَكُمْ شَيْءٌ؟» فَقَالُوا: «لاَ». 36فَقَالَ لَهُمْ:«لكِنِ الآنَ، مَنْ لَهُ كِيسٌ فَلْيَأْخُذْهُ وَمِزْوَدٌ كَذلِكَ. وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَلْيَبِعْ ثَوْبَهُ وَيَشْتَرِ سَيْفًا. 37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». 38فَقَالُوا: «يَارَبُّ، هُوَذَا هُنَا سَيْفَانِ». فَقَالَ لَهُمْ:«يَكْفِي!».} (إِنْجِيلُ لُوقَا 22: 2-38(

فأين القتال وأين الانتقام في هذا النص الذي يقول إنّ سيفين يكفيان الجميع؟ وهل يقاتِل سيفان جمعا من الناس؟ هل كان صعبا على المسيح أن يقول لهم: جهزوا أنفسكم للقتال وللانتقام بما لديكم من أسلحة؟! ما دام يذكر لهم أنه سيتألم، أي سيعاقَب، ولم يطلب منهم الدفاع عنه، فلماذا يُفترى عليه بأنّ السيوف للانتقام؟

ثم إذا عُدنا إلى إنجيل مَتَّى وجدنا المسيح ينتقد استعمال السيف، فيقول:

{حِينَئِذٍ تَقَدَّمُوا وَأَلْقَوْا الأَيَادِيَ عَلَى يَسُوعَ وَأَمْسَكُوهُ. 51وَإِذَا وَاحِدٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَ يَسُوعَ مَدَّ يَدَهُ وَاسْتَلَّ سَيْفَهُ وَضَرَبَ عَبْدَ رَئِيسِ الْكَهَنَةِ، فَقَطَعَ أُذْنَهُ. 52فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ! 53أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ 54فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».} (إِنْجِيلُ مَتَّى 26: 50-54)

فلم يقل له تلميذه: لكنك أمرتنا بشراء الأسلحة للانتقام، فلماذا غيرتَ رأيك؟! لم يخطر ببال أحد مثل ذلك.

أما لماذا طالبهم بشراء سيف، فالنصّ غامض ولا يبدو أنه يجيب عن ذلك، لكنه حتما ليس للانتقام ولا لقتال الدولة ولا قتال الأمة اليهودية التي كادت تُجمِع على تكذيب المسيح والسَّعْي لِقَتْله.

 14 ديسمبر 2020

  • الاحد AM 11:34
    2022-10-02
  • 533
Powered by: GateGold