المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414018
يتصفح الموقع حاليا : 260

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 595: زعمه هروب الشيخ محمد حسين من مواجهته في التفسير بالعربية

يقول في عام 1899:

ذات مرة تلقيت إلهاما: "الرحمن علّم القرآن. يا أحمد فاضت الرحمة على شفتيك".... أُعطِيتُ في لغة القرآن أي العربية من الفصاحة والبلاغة ما لو أراد المشايخ المعارضون أن يبارزوني فيها متَّحِدين لفشلوا وخابوا... ولقد كتبتُ بعد هذا الإلهام تفاسير بعض الآيات والسور من القرآن الكريم، وألّفتُ عدة كتب في غاية الفصاحة والبلاغة ودعوت المعارضين للمبارزة فيها، بل وضعت لهم جوائز كبيرة إن استطاعوا مبارزتي. وناشدت مرارا الشخصيات البارزة منهم مثل ميانْ نذير حسين الدهلوي وأبي سعيد محمد حسين البطالوي، مدير مجلة "إشاعة السنة"، إن كان لديهم شيء من الإلمام بعلوم القرآن أو لهم براعة في اللسان العربي، أو يعدُّونني كاذبا في إعلاني بكوني المسيح الموعود؛ أنْ يأتوا بنظير للحقائق والمعارف البليغة التي أوردتُها في كتبي مقرونةً بالتحدي بأنها تفوق قدرات البشر وأنها آية من الله. ولكنهم عجزوا عن المواجهة. (ترياق القلوب)

قلتُ: كذَبَ المرزا، فالشيخ محمد حسين وافقَ على المواجهة، واشترط شروطا بسيطة جدا وكلها لصالح المرزا إنْ كان صادقا.. وفيما يلي شروطه حسب ما قصَّها علينا المرزا نفسه.

يقول المرزا في عام 1893:

"ينبغي قراءة الصفحات من 190 إلى 192 من مجلته إشاعة السنّة رقم 8 مجلد 15 بتدبر أنه [الشيخ محمد حسين]  كيف خلص نفسه بتقديم شروط ركيكة، فقد ورد في هذه الصفحات أنه

1: سيُخرج قبل هذه المواجهة أخطاء النص العربي في كتيِّب دافع الوساوس.

2: سوف يعرض كلمات الكفر والإلحاد الواردة في كتاب فتح الإسلام وتوضيح المرام

3: سيطلب الرد على 85 سؤالا طرحه بصدد موت مرزا أحمد بيك الهوشياربوري المكتوبة في الرسالة رقم 20 المؤرخة في 9/1/1893

4: سيُعرض عليَّ السؤال: ألا تعرف علم التنجيم وعلم الرمل والجفر والمسمرية.

5: ثم سوف يردّ على ردودي وهكذا ستستمر سلسلة الردود.

6: ثم سوف يسأل الدليل على أني ملهم ومؤيد من الله بخصوص كتابة التفسير باللغة العربية، أي كيف يثبُت بإتقاني اللغةَ العربية أني أتلقّى الإلهام من الله؟

7: ثم يطلب دليلا على أني ملهم ومؤيّد من الله.

وإذا نجحت في الرد على كل هذه الأسئلة فسوف يواجهني في كتابة التفسير باللغة العربية والقصيدة في مدح النبي صلى الله عليه وسلم، وإلا فلا. (كرامات الصادقين بالأردو)

قلتُ: ما الإشكال في هذه الشروط لو حقَّقها الميرزا؟

أما استخراج أخطاء النص العربي في كتيِّب دافع الوساوس، فسيثبُت به عصمة المرزا وحماقة الشيخ وجهله بالعربية، فهذا الشرط لصالح المرزا سلّم الله معجزته! لأنه معصوم عن أيّ خطأ لغوي!!

وأما استعراض كلمات الكفر والإلحاد الواردة في كتاب فتح الإسلام وتوضيح المرام، فسيثبُت بها عصمة المرزا وصحة عقائده واتفاقها مع عقائد أهل السنة، وسيثبت حمق الشيخ وجهله بالعقيدة، فهذا الشرط لصالح المرزا، سلّم الله عقائده!!

وأما الردّ على الأسئلة المتعلقة بموت والد محمدي بيغم، فسيثبُت بها تحقق نبوءات المرزا الإعجازية، وسيثبت بها كفر الشيخ ورفضه الأدلة القاطعة، فهو شرط لصالح الميرزا ونبوءاته، سلّمها الله!

وأما شرط عَرْض سؤال عن علم التنجيم وعلم الرمل والجفر والمسمرية، فهو لصالح المرزا، لأنه سيُجيب عليه بما يدحض عن معجزاتِ نبوءاته أيّ شبهة!!

وأما سؤال الشيخ عن العلاقة بين الإلهام وبين إتقان اللغة، فهو لصالح المرزا، لأنه سيثبت به أنّ الله علّمه 40 ألف هراء في الليلة السوداء!!

وأما شرط الإتيان بدليل على أنه ملهم من الله، فهو لصالح المرزا حتما، لأنّ لديه 300 ألف دليل على ذلك!!

لكنّ المرزا رفض الشروط كلها، رغم أنها لصالحه، وقال:

"فاقرأوا الآن أيها القراء بالله عليكم هذه الصفحات الثلاث من مجلة إشاعة السنة المذكورة أي 190-191-192 بتدبر، لتعرفوا هل هذا الجواب والحيل من هذا الطراز يمكن أن تصدر من شخص يَعُدّ نفسه في الحقيقة من علماء اللغة العربية الأفاضل، والذي يوقن بأنّ خصمه جاهل لدرجة لا يعرف بحسب قوله أي صيغة عربية، وهو لا يتلقى الدعم من الله. إنما كان أساس طلبنا على أن هذا الشيخ المكار المحتال كان قد بدأ يصرح في الجلسات والندوات والمواعظ في خطاباته وكتاباته في كل مكان بأن هذا الإنسان أي هذا العبد المتواضع مفترٍ في دعواه بتلقي الإلهام من ناحية ودجال وكاذب، ومن ناحية أخرى يجهل العلوم العربية وعلم الأدب وعلم التفسير وأمّي لدرجة لا يمكن أن تخرج من فمه صيغة واحدة صحيحة، وكان قد أنكر الآيات السماوية التي كانت سابقا واعتبرها من علم الرمل والجفر، لذا قد أراد الله  أن يخزي هذا الرجل ويهينه من هذه الناحية أيضا، فالواضح أن هذا الرجل لو كان من أهل العلم والأدب لما كانت هناك حاجة لطرح مائة أو مائتي شرط وحيلة هذه، إنما كان الأمر الجدير بالتنقيح التأكد هل الشيخ المذكور صادق أم كاذب في تصريحاته التي نشرها في كل مكان، وهل هذا العبد المتواضع أقل درجة منه أو أكثر في الكتابة باللغة العربية والتفسير، وكنت قد أقررت في حالةِ إذا فاقَني أني سوف أحرق كتبي وأتوب". (كرامات الصادقين الأردو)

إذن، صارت القضية عند المرزا أن يثبت أنّه أكثر إتقانا للعربية من الشيخ!!

قلتُ: يا أتفه الناس، ماذا يُبنى على كونك أكثر إتقانا من فلان أو علان؟! هل بعثك الله لتثبت أنك تتقن العربية أكثر من الشيخ الفلاني أو العلاني؟!

الخلاصة أنه يثبت من هذا النصّ كذب المرزا فيما زعمه من هروب الشيخ محمد حسين من المواجهة، بل واضح أنّ الشيخ وافق، لكنه أراد استثمار المواجهة ليعرف الناس الحقيقةَ.. ولأنّ المرزا كان موقنا بكذبه لم يتجرأ على الاستجابة للشروط البسيطة، التي لا تُسمى شروطا أصلا.. بل هي امتحان بسيط جدا يثبت به كذب المرزا. وهذا هو الحلّ الأمثل، لأنه لا يليق بك أن تواجه كذابا فترفع من شأنه، بل لا بدّ من طرح أسئلة بسيطة جدا عليه، فإذا فشل فيها وثبت فيها أنه كذاب، فقد قُضي الأمر، وسهُل على البسطاء استنتاج الحقيقة. أما المسارعة في المواجهة في كتابة التفسير فستكون ضارة بالبسطاء، لأنهم لا يعرفون أيّ التفاسير أعلى شأنا وأكثر إتقانا وأقلّ أخطاءً، وكيف يعرفون وهم يجهلون اللغة العربية؟! فالحقّ أنّ الشيخ قد أبدع إبداعا رائعا.

 16 ديسمبر 2020

  • السبت PM 09:02
    2022-10-01
  • 536
Powered by: GateGold