المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412343
يتصفح الموقع حاليا : 282

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 598: افتراؤه على القرآن أنه يقول إنّ المسيح كان قد أُعطِي قوة للقيام بالخلق والإحياء، وأنّ هذه القدرة الفطرية أُودعت في طبيعة كل البشر وأنه لا خصوصية للمسيح في ذلك

يقول:

"هناك وسوسة أخرى تراود كثيرا من الناس أنه إذا أُحييَ ميِّتٌ أو سَرَتِ الحياةُ في جماد بدعاء نبي فأي شركٍ في ذلك؟". (إزالة الأوهام)

أي أنه يردّ على شبهة تقول: ما المشكلة لو أنّ المسيح أحيا أحدا من الموت بدعائه ربّه، فلا شرك في ذلك، لأنّ الله هو المحيي الحقيقي، لا المسيح.

فيردّ المرزا بقوله:

" فليعلم هؤلاء الناس أنه لا ذكر للدعاء في هذا المقام، فإن استجابة الدعاء أو عدمها في يد الله جلّ شأنه. وما يترتب نتيجة الدعاء فهو فعل الله تعالى ولا دخل للنبي في ذلك." (المرجع السابق)

فهذه هي الكذبة الأولى، لأنّ الدعاء مذكور ضمنيا في عبارة "بإذن الله" كما سنرى.

ثم  يتابع المرزا قائلا:

"إن دراسة الأناجيل الأربعة توحي بجلاء أن كل ما قام به المسيح من الأعمال أمام قومه لم يكن نتيجة الدعاء قط، ولم يُذكَر في القرآن الكريم أن المسيح كان يدعو الله تعالى بُغية إبراء المرضى أو عند خلقه الطيور، بل كان يقوم بهذه الأعمال الاقتدارية بروحه التي بوركتْ بروح القدس. لذا فكل من قرأ الإنجيل بتدبر في حياته سيصدِّق بياني هذا بكل يقين. وإن آيات القرآن الكريم أيضا تعلن بأعلى صوتها أن المسيح كان قد أُعطِي قوة للقيام بمثل هذه الأعمال. ولقد قال تعالى بصراحة تامة إنها كانت قدرة فطرية أُودعت في طبيعة كل البشر ولا خصوصية للمسيح في ذلك". (المرجع السابق)

لا يعنينا البحث فيما نسبه إلى الإنجيل هنا، بل بما افتراه على القرآن، فهل يقول القرآن بكل وضوح:

1: أن المسيح قد أُعطي قدرة ذاتية للقيام بالإحياء والخلق؟

2: وأنّ هذه القدرة الفطرية أُودعت في طبيعة كل البشر

3: وأنه لا خصوصية للمسيح في ذلك.

القرآن لا يذكر شيئا من هذا، بل يقول على لسان المسيح:

{وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآَيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ} (آل عمران 49)

ويقول:

{إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ [فهي نعمة الله لا قدرة المسيح الفطرية]... إِذْ تَخْلُقُ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي [فهي إذن الله] فَتَنْفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ بِإِذْنِي وَإِذْ تُخْرِجُ الْمَوْتَى بِإِذْنِي} (المائدة 110)

ومعنى إذن الله أنّ الله أذن له بذلك، سواء كان ذلك أمرا من الله إليه، أو أنّ المسيح دعاه فاستجاب الدعاء.. وفي الحالتين فإنّ المعجزة تمّت بإذن الله، لا بقدرة المسيح الفطرية. وأنّ الناس لا يملكون شيئا من مثل هذا، ولا يشاركون المسيح في ذلك، إلا إذا استجاب الله دعاءهم، أو إذا أذن لهم.. فالناس مثل المسيح، ليس لديهم أيّ قدرة على الخلق أو الإحياء.. لكنّ الله هو المحيي وهو الخالق. لكنّ المرزا تلاعب في القضية كلها لمجرد إسكات القائلين له: إذا كنتَ المسيح، فافعل مثل المسيح.

ويتابع المرزا قائلا:

"باختصار، إن الاعتقاد بأن المسيح كان يخلق من الطين طيورا وينفخ فيها ويجعلها طيورا حقيقية، إنما هو اعتقاد خاطئ تمامًا وفاسد ومبني على الشرك. بل الحق أنه كان من عمل التِّرب فقط، وقد تم بتأثير الطاقة الحيوية.... على أية حال، إن هذه المعجزة كانت من قبيل الألاعيب، وإلا فالطين كان يبقى طينا على أية حال، مثل عِجل السامري. فتدبّر، فإنها نكتة جليلة ما يُلقَّاها إلا ذو حظٍّ عظيم". (المرجع السابق)

فهذا هو سياق نقد معجزات المسيح والاستخفاف بها.. إنه الدفاع  عن نفسه، لذا كذب واستهتر، لا أنه اجتهد فأصاب أو أخطأ.

وكان الردّ على كتاب أخلاق المرزا قد امتدح أقوال المرزا هذه (ص 42)، لكني لم أعْدُدها في كذباته، لأنّها قد تخفى عليه.

 28 ديسمبر 2020

  • السبت PM 08:58
    2022-10-01
  • 526
Powered by: GateGold