المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413465
يتصفح الموقع حاليا : 229

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبتان 678-679: مبرر نبوءة آتهم، أي لماذا تنبأ المرزا بموت آتهم

في سياق دفاعه عن نبوءة موت آتهم التي استدلّ عبد الحقّ بعدم تحققها على خزي المرزا في مباهلته، يقول المرزا:

"فعندما انتهت خمسة عشر يوما من المناظرة، خاطبتُ "آتهمَ" في اليوم الأخير، كما ألهمني الله تعالى... وقلتُ: إنك سمَّيتَ في كتابك نبيَّنا الأكرم صلى الله عليه وسلّم دجالا واعتبرت الإسلام دينا كاذبا، وقد ناظرتَ أنت الآن لتأييد الديانة المسيحية، وأما أنا فقد ناظرتُ تأييدا للإسلام معتبرا إياه على الحق. والآن أقول ملهَمًا من الله بأن الذي يؤيد الدين الكاذب سوف يُلقى في الهاوية في حياة الصادق، أي يموت، وسيبقى مؤيد الدين الحق سليما معافى، وسيموت الكاذب في غضون 15 شهرا إن لم يرجع إلى الحق مطلقا. وحينما انتهيت من بيان هذه النبوءة التي لخصتُها هنا، أخرج آتهم لسانه فورا ورفع يديه كالتائبين وأظهر ندمه على استخدامه كلمة الدجال". (التحفة الغزنوية)

كذبة المرزا الأولى:

إيهامه أنّ النبوءة كانت بسبب أنّ عبد الله آتهم " سمَّى في كتابه نبيَّنا الأكرم صلى الله عليه وسلّم دجالا".

والصحيح أنّه ليس لذلك أيّ علاقة بالنبوءة، وها هو نصُّها مع السياق:

وما دام السيد آتهم

1: ينكر معجزات القرآن الكريم متعمدا

2: وينكر نبوءاته أيضا،

3: وقد استُهزئ بي أيضا في هذا المجلس بتقديم ثلاثة مرضى وقيل بأنه إذا كان الإسلام دينا صادقا، وكنتَ ملهَما في الحقيقة فاشفِ هؤلاء المرضى الثلاث، مع أنني ما ادّعيتُ أني قادر على كل شيء. فلم تكن تلك المطالبة بحسب القرآن الكريم، بل قد اعتُبر ذلك علامة إيمان النصارى في الإنجيل أنهم لو كانوا مؤمنين صادقين لشفَوا العرج والعميان والصم حتما. ولكني ظللت أدعو لهذا الأمر. (الحرب المقدسة)

فهذه هي البواعث على النبوءة، خصوصا النقطة الثالثة منها. وليس منها ما زعمه.

ويتابع المرزا قائلا:

وما كُشف عليّ هذه الليلة هو ما يلي: عندما دعوت الله تعالى بكل تضرع وابتهال، وسألته أن يحكم في هذا الأمر، وقلت إننا لسنا سوى بشر ضعفاء، وبدون حكمك لا نستطيع أن نحقق شيئا، أعطاني ربي هذه الآية بشارة منه، مؤدّاها أن الفريق الذي يتبع الباطل عمدا في هذا النقاش من بين الفريقين ويترك الإله الحق ويؤله الإنسان العاجز، فإن مصيره أن يُلقى في الهاوية خلال خمسة عشر شهرا شهر بكل يوم من أيام المناظرة، وأنه سيلقى ذلا وهوانا كبيرين شريطة ألا يرجع إلى الحق. أما الذي على الحق، ويؤمن بالله الحق، فإنه بذلك سوف ينال الإكرام. وحين تتحقق هذه النبوءة سوف يبصر بعض العميان، وسيمشي بها بعض العرج وسيسمع بعض الصم بحسبما أراد الله تعالى. فالحمد لله والمنة على أنه لو لم تظهر هذه النبوءة من الله تعالى لذهبت أيامنا هذه الخمسة عشر هدرا. إن من عادة الإنسان الظالم أنه لا يبصر وهو ينظر، ولا يستمع مع أنه يسمع، ولا يعقل مع أنه يفهم ويستمر في التجاسر والوقاحة، ولا يدري أن الإله موجود. أما الآن فقد آن أوان الحكم في الموضوع. كنتُ أستغرب مصادفة حضوري شخصيا هذه المناظرة، مع أن هناك أناسا كثيرين يقومون بنقاشات عادية؟ فقد تبينت الحقيقية الآن أن كل ذلك لإظهار آية. فأقرُّ في هذا المقام أنه لو ثبت بطلان هذه النبوءة، أي لو لم يسقط الفريق الكاذب في نظر الله في الهاوية بعقوبة الموت في غضون 15 شهرا من تاريخ اليوم لكنت جاهزا لتحمل كل نوع من العقوبة، سواء أأُهنتُ أو سُوِّد وجهي، أو وُضع حبلٌ في عنقي، أو قُتلتُ شنقا؛ فسأكون جاهزا لكل شيء. وأقول حلفا بالله جلّ شأنه بأنه تعالى سيفعل حتما ما قلتُ، سيفعل حتما، سيفعل حتما. يمكن أن تزول الأرض والسماء ولكن لن يزول كلامه". (الحرب المقدسة)

انتهى نصّ النبوءة وليس فيها أي عبارة عن تسمية الرسول بالدجال.

ثم تابع المرزا قائلا:

والآن فإني أسأل عبد الله آتهم المحترم: إذا تحققت هذه الآية فهل تقبلها كدليل قاطع وكنبوءة من لدن الله تعالى ظهرت بحسب رغبتك أم لا؟ ألا تكون حينئذ برهانا قويا على أن رسول الله صلى الله عليه وسلم -الذي وصفتَه في كتابك "أندروناي بايبل" بأنه الدجّال- إنما هو رسول صادق؟ (الحرب المقدسة)

واضح أنّ جملة "الذي وصفتَه في كتابك "أندروناي بايبل" بأنه الدجّال" ليست إلا جملة معترضة ليس لها أدنى علاقة بالنبوءة؛ فقد قالها المرزا بعد أن أنهى النبوءة، وجعلها جملة معترضة بين اسم إنّ وخبرها.

هذا على فرض أنّ عبد الله آتهم قال ما نُسِب إليه، بل سيثبت أنه لم يقُل.

الكذبة الثانية قوله:

"والآن أقول ملهَمًا من الله بأن الذي يؤيد الدين الكاذب سوف يُلقى في الهاوية في حياة الصادق، أي يموت، وسيبقى مؤيد الدين الحق سليما معافى".

إذ ليس في النبوءة مثل ذلك البتة. وقد ذكرتُ هذه الكذبة سابقا.

والكذبة  الثالثة قوله:

"وحينما انتهيت من بيان هذه النبوءة التي لخصتُها هنا، أخرج آتهم لسانه فورا ورفع يديه كالتائبين وأظهر ندمه على استخدامه كلمة الدجال".

والصحيح أنّ عبد الله آتهم أنكر أن يكون قد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم بالدجال، لا أنه تاب عن وصفه بذلك. والدليل ما قاله المرزا في 18/8/1907م:

"يعترضون على نبوءة آتهم، ولكن عليهم أن يفكّروا أنه عندما قيل له بأنك سمّيتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دجالا فأُنبئ بحقك، هزّ رأسه بسماع ذلك وقال: كلا، ثم كلا، لم أقل ذلك. وأخرج لسانه ووضع يديه على أذنيه وأنكر ذلك". (الملفوظات نقلا عن الحكم 24/8/1907)

فواضح أنّ عبد الله آتهم أنكر أن يكون قد قال ذلك.

وقد كرر المرزا الكذبة الأولى في عبارته الأخيرة، حين قال: "إنك سمّيتَ النبي - صلى الله عليه وسلم - دجالا فأُنبئ بحقك"!

والصحيح كما بينتُ أنّ النبوءة لا علاقة لها بذلك.

 4 فبراير 2021

  • السبت PM 01:54
    2022-10-01
  • 569
Powered by: GateGold