المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412630
يتصفح الموقع حاليا : 319

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 687: مبرر قتال القبائل العربية عند الميرزا

في آخر يوم من مناظرته مع عبد الله آتهم طرح آتهم سؤالا عن الآية (ويَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ للهِ) حيث يرى أنّ معناها أن تقاتلوا حتى لا يبقى كفر على الأرض، فقال المرزا في الردّ:

"إذا كان القرآن الكريم قد عامل جميع الأديان المعاملة نفسها أيْ إما الإيمان أو القتل فإنك مصيب في هذا الاستنتاج، وإلا فافهم واقع الأمر". (حرب المقدسة، ص 291)

يقصد المرزا أن الإسلام لم يتعامل مع الأديان كلها بنفس الطريقة، فقد خيّر البعض بين الإسلام والجزية والقتل، وخيّر البعض الآخر بين الإسلام والقتل فقط. لذا فلم يأمر الإسلام باستئصال الكفر كله بالقوة، بل أمر باستئصال بعضه، مثل الوثنية ومن مكان محدد وهو الجزيرة.

ثم ردّ المرزا على سؤال آتهم عن سبب تخيير العرب بين الإيمان وبين القتل، حيث كان سؤاله: "لماذا وُضع شرطٌ للعرب إما الإيمان أو القتل لولا أنّ الإيمان بالإكراه؟"

فقال المرزا: "إنّ حكْم القتل للعرب كان بسبب سفكهم الدماء إذ قتلوا - قبل الحروب الإسلامية- جماعةً من المسلمين المساكين المنعزلين. وإنَّ إطلاق سراحهم مقابل الإيمان كان تخفيفا عنهم". (الحرب المقدسة، ص 291)

يقصد المرزا أنّ العرب الوثنيين قبل معركة بدر قتلوا جماعةً من المسلمين المساكين،  أي أنّ العرب اجتمعوا ليحكموا بقتل جماعة من المسلمين المساكين ثم حكموا بقتلهم ثم أعدموهم شنقا أو بحدّ السيف!

وهذا كذب واضح، وإلا فليذكر لنا المرزا أسماء هذه الجماعة من المسلمين المساكين الذين قتلهم العرب، بل هاجر عامة المسلمين في وضح النهار إلى المدينة، ولم يُضطهد إلا العبيد وبعض المستضعفين، حتى قُتِلت سمية وزوجها ياسر على يد شخص واحد من المشركين لم يتآمر مع أحد على هذا القتل، ولم يستأذن أحدا.

وورد أَنّ صُهَيْبًا حَيْنَ أَرَادَ الْهِجْرَةَ قَالَ لَهُ كُفّارُ قُرَيْشٍ: أَتَيْتنَا صُعْلُوكًا حَقِيرًا ، فَكَثُرَ مَالُك عِنْدَنَا ، وَبَلَغْت الّذِي بَلَغْت ، ثُمّ تُرِيدُ أَنْ تَخْرُجَ بِمَالِك وَنَفْسِك ، وَاَللّهِ لَا يَكُونُ ذَلِكَ فَقَالَ لَهُمْ صُهَيْبٌ أَرَأَيْتُمْ إنْ جَعَلْت لَكُمْ مَالِي أَتُخْلُونَ سَبِيلِي ؟ قَالُوا: نَعَمْ . قَالَ فَإِنّي جَعَلْت لَكُمْ مَالِي . [وتركوه يهاجر] (سيرة ابن هشام)

فلو كانوا قد خططوا لقتل المسلمين لقتلوه، لكنهم اكتفوا بسلب ماله، مع محاولة شرعنة هذا السلب.

فثبت أن المرزا يستسهل الكذب.

والحقيقة أنّ كذبة المرزا فيها إشكالات أخلاقية أيضا، فهو يبرر قتل فئة من الناس لمجرد أنّ أحدهم أو بعضهم ارتكب جرائم، ويتغافل عن أنه لا تزر وازرة وزر أخرى.

 8 فبراير 2021

  • السبت PM 01:44
    2022-10-01
  • 555
Powered by: GateGold