المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413434
يتصفح الموقع حاليا : 252

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 694: افتراءه على حديث وإخفاؤه نصفه الآخر

يقول:

وكذلك يؤيد الأمر نفسَه الحديثُ الذي ورد في "كنـز العمال" الذي يثبت منه أنه عليه السلام سافر بعد حادث الصليب إلى بلد آخر. (التحفة  الغزنوية)

قلتُ: كذبَ المرزا، فالحديث المقصود لم يثبت منه أن المسيح سافر بعد حادثة الصلب إلى بلد آخر، وها هو نصُّه:

"أوحى اللهُ تعالى إلى عيسى أنْ يا عيسَى انتَقِلْ من مكان إلى مكان، لئلا تُعرَف فتؤذَى". (المجلد الثاني ص 34)

فهذا الحديث لا يثبت منه السفر بعد حادثة الصلب حتما ولا قبلها حتما، ولا يثبت إنْ كان السفر داخل حدود منطقة واحدة [دولة واحدة] أو عبر دول أخرى.. لا يثبت شيء من ذلك، بل يحتمل ذلك كله. فثبت كذب المرزا. وإلا، ما الذي يمنع أن يكون المقصود أنه ظلّ يتنقّل داخل فلسطين حتى مات؟ أو ما الذي يمنع أنْ يكون المقصود أنّ ذلك حدث قبل حادثة الصلب حين كانوا يلاحقونه؟ هذا على فرض صحة هذا الحديث الذي تفوح منه رائحة الهراء والكذب للأسباب التالية:

1: تكملة متن الحديث: "فوعزتي وجلالي لأزوجنك ألف حوراء ، ولأولمن عليك أربعمائة عام".

2: في السند ابن المتوكل الاسكندراني، قال عنه ابن حبان: كان تدخل عليه المناكير وكثرت فلا يجوز الاحتجاج به.

فإخفاء المرزا لهذه الحقائق يدلّ على تعمّده الكذب لمجرد نصرة قوله.

ثم إنّ هذا الحديث لو كان صحيحا لأطبقت شهرتُه الآفاق، وإلا مَن لا يهتمّ بقصة المسيح وهجرته على فرض حدوثها؟ ولماذا لم يروِه البخاري ومسلم وأحمد ومالك وأصحاب السنن والمعاجم، ولم يرد في أي كتاب من كتب الحديث في القرن الثاني ولا الثالث ولا الرابع ولا الخامس؟ هل ظلّ مجهولا حتى تفطّن له  ابن عساكر المتوفى في عام 571هـ؟ هل علِق في حناجر المحدّثين عن آخرهم؟

 10 فبراير 2021

  • السبت PM 01:39
    2022-10-01
  • 519
Powered by: GateGold