المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413781
يتصفح الموقع حاليا : 261

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 734: افتراؤه على الباحثين الإنجليز في عدم اعتراضهم على معجزة انشقاق القمر

كان الهندوسي يقول للمرزا إنّ انشقاق القمر المذكور في القرآن لم يحدث، لأنه لم يشاهده أحد في العالم.

كان على المرزا أنْ يردّ بأحد الردود التالية:

1: القمر لم ينشقّ على الحقيقة، بل كان مجرد كشف لم يره غير أهل مكة، فاعتراضك يا هندوسي باطل.

2: القمر انشقّ على الحقيقة، لكنه كان بطريقة لم يرَها إلا أهل مكة وما حولها، فاعتراضك باطل يا هندوسي.

3: القمر انشق على الحقيقة، ورآه الناس في العالم كله، فاعتراضك يا هندوسي باطل.

4: القمر سينشقّ مستقبلا، كما قال بعض المفسرين، فاعتراضك يا هندوسي باطل.

ولو قال بأيّ قول منها، فلا بدّ له من دليل.. لكنها تظلّ أقوالا، وتظلّ اجتهادات، ولا تدخل في الكذب.

أما المرزا فلم يختَر أيا منها، بل اختار الكذب كعادته، واختار أن يفتري على الناس، حيث قال:

"أنت لا تعرف أن جميع المعارضين العلماء من المسيحيين واليهود والمجوس وغيرهم لا يسعهم إنكارُ الشهادات القرآنية أيْ الأحداث التي سجلها القرآن الكريم عن زمنه". (الكحل)

يقصد أنك لن تعثر على معارض مسيحي أو مجوسي أو يهودي يُنكر انشقاق القمر انشقاقا ماديا.

ويتابع قائلا:

"فلا يقولون مثلك بخصوص انشقاق القمر مثلا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كتب في القرآن الكريم هذا الحادث غيرَ الواقع". (المرجع السابق)

يقصد أنّ المعارضين المسيحيين وغيرهم عن بكرة أبيهم يُجمعون أنّه ما دام القرآن قد ذكَر انشقاق القمر، فلا بدّ أن يكون القمر قد انشقّ.

ويتابع قائلا:

"فأنت نفسك يمكن أن تشهد على أنك في أغلب الظن لم تلاحظ أي كتاب لفاضل إنجليزي أو يهودي كتب فيه مثلُك أن النبي صلى الله عليه وسلم سجل في القرآن الكريم ادعاءً كاذبا بأن القمر انشق.... ولهذا السبب لم يتقدم أحدهم إلى اليوم بهذا الرأي الذي أبديتَه".(المرجع السابق)

فهو يزعم أنّ الباحثين الإنجليز والغربيين عن آخرهم يرَون أنّ انشقاق القمر قد تحقق حسب ما ورد في سورة القمر. 

ومجرد زعمه هذا يدلّ على كذبه، لأنّه لا يجوز للمرء أن ينسب للمعارضين عن بكرة أبيهم شيئا من دون أن يكون قد قرأ لهم أو عرف ما قاله كلّ منهم، وإلا فكفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع.

ولا داعي أن نبحث في أقوال الباحثين أصلا، بل يكفي أن نأخذ بقول محمود الذي يبين أنه لم يكن هنالك أي انشقاق للقمر، بل كل ما في الأمر أنه انكشف على بعض الناس في مكة مشهد انشقاق القمر، أما سكان اليونان وأوروبا وإفريقيا فلم يرد في كتبهم مثل ذلك. يقول محمود:

وليكن معلومًا هنا أن تحوُّل عصا موسى - عليه السلام - إلى ثعبان مبين ورؤية الناس يده مضيئة نيّرة إنما هو من قبيل الكشوف التي أشرك الله فيها فرعون وأصحابه أيضًا. وهذا من الحقائق الثابتة المسلم بها، وتوجد نظائرها بكثرة في تاريخ الأنبياء والأولياء حيث يوسّع الله تعالى نطاق مشاهد الكشوف أحيانًا فيراها غيرهم أيضًا. ومثاله معجزة انشقاق القمر في عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ كانت مشهدًا من الكشف الذي وسّعه الله تعالى حتى رآه قوم من أهل مكة. وليس هذا فحسب، بل قد شاهده ملكٌ من ملوك الهند أيضًا فأسلم، كما ورد في التاريخ (تاريخ فرشته، مجلد 2 مقالة 11 ص 491). ولكن المفسرين لم يفهموا هذه الحقيقة، فظنوا أن القمر قد انشق وصار قطعتين حقيقةً. مع أن الواقع أن القمر ظل على حاله، ولكنه أُرِيَ وكأنه قد انشق، تمامًا كما أن عصا موسى ظلت عصًا ولكنها أُرِيتْ لفرعون وملئه كأنها ثعبان مبين. (تفسير سورة الشعراء)

فها هو محمود قد كذَّبَ المرزا في ردّه على الهندوسي من جذوره، ذاكرا أنّ القمر لم ينشقّ أصلا، بل رآه أهل مكة أنه قد انشقّ.

أما التفسيرات الإسلامية فالغالبية منها ترى أنّ الانشقاق حقيقي ورآه أهل مكة "وأَهْلُ الْبَوَادِي"، لكنها لا تتحدث عن رؤية الناس جميعا للحدث، بل ذهب بعضهم إلى  القول صراحةً أنّ المشهد كان خاصا بأهل مكة، فها هو العلامة الطاهر بن عاشور يقول بعد أن سرد عددا من الوجوه العِلمية المحتملة لانشقاق القمر:

وَبِهَذَا الْوَجْهِ يَظْهَرُ اخْتِصَاصُ ظُهُورِ ذَلِكَ بِمَكَّةَ دُونَ غَيْرِهَا مِنَ الْعَالَمِ. (التحرير والتنوير 27/ 169)

فإذا كان مفسر كبير يقول بمثل ذلك، فهل يُعقل أن يكون الباحثون الإنجليز قد أجمعوا على عكس ما قال، وأجمعوا على أنّ العالم كله قد شاهد هذا الانشقاق أو أنهم لم يعترضوا على الآية ولم يرَوا فيها أيّ إشكال؟! بل الإشكال عندهم معروف، وهو أنّ القمر لو انشقّ انشقاقا ماديا لرآه الناس في العالم كله، لذا فلا يصدِّقون هذه الآية، بل لا يصدّقها الأحمديون أنفسهم، حيث يُجمعون عن آخرهم على  عدم حدوث أيّ انشقاق للقمر، بل هو عندهم مجرد كشف، كما هو عند محمود سارق أفكار سيد خان. وبهذا اسودّ وجه المرزا ووجوه أتباعه، وبانَ كذبه وافتراؤه على الباحثين كعادته. 

إنّ المرزا لجريء على الكذب بلا حدود.

 8 مارس 2021

  • الاربعاء PM 03:56
    2022-09-07
  • 810
Powered by: GateGold