المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413764
يتصفح الموقع حاليا : 248

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 755: حكاية مرض عبد الرحيم بن محمد علي خان

يقول المرزا:

حدث مرة أن مرض عبد الرحيم ابن سردار محمد علي خان زعيم "مالير كوتله" وبدت بوادر اليأس للعيان، فأخبرني الله بإلهامٍ أنه يمكن أن يُشفى بشفاعتك. فأكثرت له من الدعاء كناصح مشفق، وشُفي الولد وكأن ميِّتًا قد أُحيي. (محاضرة لاهور، ص 45)

دليل كذبه أنه سرَدها بطريقة مختلفة كثيرا قبل أشهر. (انظر التذكرة، نقلا عن "بدر"، مجلد 2، عدد 41-42، يوم 29 إلى18/10/1903، ص 321 بقلم عبد الكريم السيالكوتي 29/10/1903)

أما حقيقة ما حدث والذي يُستنبط مما سردوه، فهو كما يلي:

كان عبدُ الرحيم، ابنُ محمد علي خانْ الأصغر، قد مرِض مرضًا شديدًا، ولازمتْه الحمى الشديدة 14 يومًا على التوالي، واختلَّت حواسّه وفقَد الوعي، حتى أصيب بالتيفوئيد. وكان الميرزا يدعو له يوميا. وفي 25/10/1903 قالوا للميرزا بمنتهى القلق أنْ لا أملَ في حياة عبد الرحيم بحسب العلامات. ففبرك الميرزا الوحي التالي: "القدر مُبرَم والهلاك مقدّر". (التذكرة، ص 517، بتصرُّف)

نلحظ أنّ الميرزا فبرك الوحيَ حسب حالة الطفل. ولكن لأنّ كل شيء عكسي عنده، فقد "بدأت صحّة الطفل تتحسن باستمرار، وكلّ مَن كان يرآه بعدها ويعرفه كان قلبه يمتلئ شكرًا لله تعالى، وكان يعترف أن ميتًا عاد إلى الحياة بلا ريب". (التذكرة، ص 518)

فلنتصوَّر الخزي الذي تعرّض له الميرزا، وواضح أنّ شفاء الولد كان معجزةً بعد أن زعم الميرزا أنّ موته مِن القدر المبرم الذي لا ينفع معه أي دعاء!!!

ولكنّ المحتال لا يعجز عن متابعة مسلسل احتياله، فالكذب عنده مسألة عادية، فقال الميرزا في أثتاء تحسُّن حالة الطفل أو بعد تماثله للشفاء:

"عندما تلقيت مِن الله تعالى هذا الوحي القهري [يقصد وحي الهلاك] خَيَّم عليَّ حزنٌ عميق، وخرج مِن لساني تلقائيًا: إلهي، إذا لم يكن هذا وقت الدعاء، فهناك وقت الشفاعة، وها إني أشفع له عندك. فنزل عليّ الوحي فورًا:

"يُسبّح له مَن في السماوات ومن في الأرض. مَن ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه."

فارتجف جسدي بهذا الوحيّ الجلالي، وسيطرَ عليّ الخوف والهول إذ شفعتُ بدون إذن الله تعالى. ثم بعد دقيقتين نزل عليّ الوحي:

"إنك أنت المجازُ."

أي قد أَذِنّا لك. (التذكرة، ص 517-518)

وهذه الفبركة والفشل الذريع والعكسية الواضحة صارت معجزة عظيمة عند الميرزا والأحمدية، ويسردونها بطريقة مختلفة عما سردتُه.. حيث إنّ الطفل أوشك على الموت، فتلقى الميرزا وحي الهلاك الحتمي، ثم شفع له عند الله، ثم أذن الله له بالشفاعة، ثم عاد الطفل إلى الحياة!!!

والحقيقةُ أنّ هذا من الكذب الذي اعتدنا عليه؛ فمثل هذا الوحي وهذا التغيير المتسرّع في القرارات الإلهية لم نسمعه في سيرة أي نبيّ. لكننا سمعنا عن كذبات الميرزا اليومية. فإذا كان الله يتراجع عن قدره المبرم في دقائق، فماذا عن قدره غير المبرم؟!

 16 مارس 2021

  • الثلاثاء PM 12:13
    2022-09-06
  • 552
Powered by: GateGold