المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412333
يتصفح الموقع حاليا : 284

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبات 758-760: مبررات بعثته نبيّا للعالَمين

يقول:

معلوم أن العصر ينادي بلسان حاله أن هناك ضرورة حتما لمصلح سماوي يهب اليقين مرة أخرى ويسقي جذورَ الإيمان من أجل:

1: رفع الفُرقة بين الفِرق الإسلامية

2: ولحماية الإسلام من الهجمات الخارجية،

3: وإقامة التوحيد مجددّا الذي اندثر من الدنيا. (محاضرة لاهور، ص 46-47)

قلتُ: كذب المرزا، فالعصر لا ينادي أنّ هناك ضرورة لنبيّ من أجل رفع الفُرقة بين الفِرق الإسلامية، لأنّ هذه الفُرقة ليست جديدة حتى تقتصر مناداة النبيّ على هذا العصر، فلو كانت الفرقة تقتضي بعثة نبيّ لوجب أن يُبعث قبيل معركة صفين ومعركة الجمل ومعركة الحرّة، وقبل أن تُباد الدولة الأموية، وقبل معارك السنة والشيعة في بغداد التي تواصلت قرونا، وقبل أن تختار الدولة الصفوية المذهب الشيعي حتى توحّد الناس ضد الدولة العثمانية. ولعلّ أقوى وسائل الوحدة أو البقاء هي اختراع عقيدة للناس وإخبارهم أنها في خطر، ثم خَلْق عدوّ والزعم أنه يريد القضاء على هذه العقيدة. ألا ترى الأحمديين مثلا يفبركون على لساني أنني قلتُ إنني سأستأصل الأحمدية؟ مع أنني لم أقل مثل ذلك، بل قلتُ: هل انقرضت شهادة الزور حتى تنقرض الأحمدية؟ وظللت أقول: دعونا نساعد الأحمديين..أي أنني أرى استحالة انقراض الأحمدية بسبب استحالة انقراض شهادة الزور، وأرى وجوب مساعدة الأحمدية، لا محاربتها. ومع ذلك يُصرّون على أنني عدوّ وأريد استئصالهم. وإنما سببُ افترائهم معرفتُهم أنّ هذه هي أقوى وسائل البقاء.

 فالخلاصة أنّ عصر المرزا لا يختلف من حيث الفُرقة عن العصور السابقة، بل لعلّه أقلّ العصور فُرقةً مذهبية، لأنّ العالم الإسلامي كان يتعرّض لهزّات عنيفة أخرى، حيث فوجئ عند اطلاعه على الحضارة الغربية أنّ بيننا وبينهم مسافات شاسعة. ولأنّ العدوّ يوحّد الناس عادةً، فقد ضعُف الخلاف المذهبي بُعَيد الاطلاع على حالة الغرب في زمن المرزا، وإنْ عاد قبل سنوات لأسباب عديدة.

وأما الكذبة الثانية فهي قوله أنّ العصر ينادي بلسان حاله أن هناك ضرورة حتما لبعثة نبيّ يهب اليقين لحماية الإسلام من الهجمات الخارجية، لأنّ هذه الهجمات  الخارجية ليست جديدة، فلو كانت تقتضي بعثة نبيّ لوجب أن يُبعث منذ قرون.

والكذبة الثالثة زعمه أنّ التوحيد قد اندثر وأنّ الله بعثه لإعادة التوحيد؛ ذلك أن التوحيد هو هو لم يندثر؛ فهناك سلفيون يؤمنون أنّ التوحيد ينقسم إلى ثلاثة أقسام؛ توحيد ربوبية وألوهية وأسماء وصفات، وهؤلاء كانوا يملأون الدنيا في زمن المرزا، وكانت قد قامت لهم دولة في نجد في زمنه وقبل زمنه. أما غيرهم من مذاهب فقد ظلّت أقوالهم في التوحيد هي هي، وظلوا يملأون الدنيا. فما هو التوحيد الذي غاب في عام 1882 حتى اقتضى بعثة نبيّ، وكان حاضرا بقوة في عام 1750 مثلا فلم يتطلّب بعثة أيّ نبيّ؟!

فهذه كذبات مرزائية ثلاث.

 17 مارس 2021

  • الثلاثاء PM 12:11
    2022-09-06
  • 703
Powered by: GateGold