المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413683
يتصفح الموقع حاليا : 198

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 817: تحريف كلمة "رجال" إلى "دجال" لتوافق هواه، أو استدلاله بكلمة في قضية من دون التأكد

لا شكّ أنه "كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكلّ ما سمع"، أمّا مَن استدلّ بكلمة في قضيةٍ تدعمُ وجهة نظره من دون أن يتأكد منها، فهو يستسهل الكذب. على المرء ألا يفرّق في درجةِ بحثه وتحرّيه بين ما يخدمه وما يخدم خصمَه؛ ففي الحالتين عليه أن يتحرّى الدقة، بلا فرق.

عن أبي هريرة قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رِجَالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِنْ اللِّينِ أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِنْ السُّكَّرِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ. (الترمذي)

أما المرزا فقد كتب:

أورد النَّسائي في صفة الدجال حديث النبي صلى الله عليه وسلم برواية أبي هريرة: يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجّالٌ يَخْتِلُونَ الدُّنْيَا بِالدِّينِ يَلْبَسُونَ لِلنَّاسِ جُلُودَ الضَّأْنِ مِن اللِّينِ، أَلْسِنَتُهُمْ أَحْلَى مِن السُّكَّرِ وَقُلُوبُهُمْ قُلُوبُ الذِّئَابِ. يَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ أَبِي يَغْتَرُّونَ أَمْ عَلَيَّ يَجْتَرِئُونَ... الخ" (التحفة الغلروية، مجلد 17 ص211)

وقد كذبَ كذبتين في عبارته هذه، لأنّ الحديث لم يخرجه النسائي، بل الترمذي،ولأنه وردت فيه كلمة "رجال"، لا كلمة "دجال".. أي يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ رجالٌ، وليس يَخْرُجُ فِي آخِرِ الزَّمَانِ دَجّالٌ.

فالرجال يختلون، أما الدجال فيختل.

لكنّ المرزا أراد أن يستدلّ به على أنّ الدجال أمة.. فلم يسْعَ للتحقّق من الكلمة بالعودة إلى المصدر الأصلي، بل أحال الحديث إلى كنز العمال، وزعم أنّ كنز العمال يُحيله إلى النسائي. وعدَمُ سعيه للتأكد، وعدمُ طلبِه مِن العارفين في جماعته التأكد مِن الحديث يدلّ على  استهتاره بالصِّدق واستسهاله الكذب.

هذا كله على فرض أنّ ناسخَ كنز العمال قد أخطأ وكتب راء بدل الداء. أما إذا لم يكن كذلك، فسيكون تحريف المرزا من النوع الأشدّ جُرما. وأيا كان الحال فقد ثبت كذب المرزا.

 4 ابريل 2021

  • السبت PM 02:08
    2022-09-03
  • 705
Powered by: GateGold