المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412656
يتصفح الموقع حاليا : 358

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 837: زعمه أنّ حديث (إمامكم منكم) يحرّم الصلاة خلف عامة المسلمين

يقول المرزا:

فتذكّروا أن الله تعالى قد أخبرني أنه حرام عليكم حرمةً قطعية أن تصلّوا وراء أي مكفِّر ومكذِّب أو متردد. وإنما يجب أن يكون إمامكم منكم، وإلى ذلك يشير جزءٌ من حديث البخاري: "وإمامكم منكم".. أي أن المسيح عندما ينـزل فلا بد لكم أن تتركوا بالكلية كلَّ الفِرق الأخرى التي تدّعي الإسلام، ويجب أن يكون إمامكم منكم.". (الأربعين رقم 3، الخزائن ج 17 ص 417)

قلتُ: كذبَ المرزا، فعبارة "إمامكم منكم" لا تشير إلى ما ذهب إليه البتة، بل قوله تحريف واضح لا يخفى عليه. وها هو نصّ الحديث:

كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ. (البخاري)

فعبارة (وَإِمَامُكُمْ مِنْكُمْ) حال.. أي "نزلَ حالَ كوْنِ إمامكم منكم".

فالحديث لا يطالبهم بأن يكون إمامهم منهم، بل يذكر أنّ إمامهم سيكون عند نزول المسيح منهم. فالحديث يُخبر، ولا يأمر بشيء.

وللمرزا تفسير آخر فيه تحريف أقلّ درجة، ومفاده:

كَيْفَ أَنْتُمْ إِذَا نَزَلَ ابْنُ مَرْيَمَ فِيكُمْ وهو إمامكم، وهو منكم.

فإنْ قيل: ما قيمة الحديث إذا كان يذكر أنّ نزول المسيح سيحدث حين يكون إمامنا منا، لأنّ إمامنا لا بدّ أن يكون منا؟ قلتُ: قد يكون في ذلك إشارة إلى أننا لن نكون واقعين تحت احتلال الكافرين، فالإمام (الحاكم) سيكون مِنّا، لا مِن الإنجليز كما حدث في زمن المرزا.. فكأنّ الحديث يقول: إذا ادّعى أحدٌ أنه المسيح وكان عندها حاكمكم أجنبيّا، فكذِّبوا هذا المدّعي مِن فوركم. وقد يكون بمعنى آخر، وهو أنه حين ينزل ستكون هناك صلاة وسيكون هناك إمام، فيقال للمسيح: تقدَّم لتكون إماما، كما ورد في رواية أخرى مثل ذلك.. وقد يكون هناك تفسير آخر.. فالمشكلة مع المرزا هنا ليس في اختلاف التفسير، ولا في تقديم تفسير يقول إنه ظنّي، كما أقول، بل في التحريف الذي أراد به الاستدلال على منهجه في قوقعة أتباعه وإبعادهم عن الاختلاط بالمسلمين حتى ينفرد بهم ويمنع عنهم المعرفة.

 15 يوليو 2021

  • السبت AM 11:50
    2022-09-03
  • 622
Powered by: GateGold