المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414020
يتصفح الموقع حاليا : 284

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 852: تلفيق شخصية عبد الرحمن الأفغاني

يقول:

قُتل رجما بأمر من حاكم كابول شخصان صالحان من جماعتنا أولهما السيد عبد الرحمن الذي كان شابا تقيا، والثاني المولوي عبد اللطيف الذي كان رجلا صالحا عظيما. (البراهين الخامس، ص 80)

ثم قال:

لقد قُتل الشيخ عبد الرحمن خنقا على مرأى من الحاكم عبد الرحمن. (البراهين الخامس، ص 345)

مع أنه كان قد قال قبل سنوات عن عبد الرحمن:

قبل استشهاد المولوي صاحبزاده عبد اللطيف بعامين على وجه التخمين جاء تلميذه الرشيد ميان عبد الرحمن إلى قاديان مرتين أو ثلاث مرات، وكان في كل مرة يقيم عدة شهور. وببقائه في صحبتي بصورة متواصلة وتعليمي له وسماعه الأدلة، اتخذ إيمانه صبغة إيمان الشهداء. وحين عاد إلى كابول في المرة الأخيرة، كان قد أخذ نصيبا كاملا من تعليمي. وفي أيام إقامته هنا نُشرت صدفةً بعض كتبي عن منع الجهاد، فعلم من خلالها أن هذه الجماعة تعارض الجهاد. ثم استأذنني ووصل إلى مدينة بيشاور، وقابل هناك صدفةً "خواجه كمال الدين" الذي كان يزاول مهنة المحاماة وكان من مريديَّ. وفي تلك الأيام بالذات كان خواجه كمال الدين قد نشر كتيبا في النهي عن الجهاد. فاطّلع على مضمون الكتيب وترسخ في ذهنه - حتى أصبح بعد وصوله إلى كابول يذكر في كل مكان - أن قتال الإنجليز لا يجوز، لأنهم يحمون أعدادا كبيرة من المسلمين، ويعيش في ظل حكومتهم الملايين منهم بأمن وسلام. ثم وصل هذا الخبر رويدا رويدا إلى الحاكم عبد الرحمن، فقال له بعض البنجابيين الأشرار - الذين كانوا زملاءه في العمل- أن "ميان عبد الرحمن" مريد شخص بنجابي يدّعي أنه المسيح الموعود، ومن تعليمه أن الجهاد ضد الإنجليز لا يجوز، بل إنه يعارض قطعا فكرة الجهاد في هذا العصر. فاستشاط الحاكم غضبا بسماع هذا الكلام وأمر بسجنه، ليطّلع على الأمور بوضوح أكثر بعد البحث والتحقيق، وفي نهاية المطاف ثبت أن هذا الشخص مريد للمسيح القادياني ويعارض فكرة الجهاد، عندها طُوِّق عنق هذا المظلوم واستُشهِد خنقا، ويقال إن بعض الآيات السماوية قد ظهرت بعد شهادته. (تذكرة الشهادتين)

أدلة فبركة هذه الشخصية:

1: لم يذكر المرزا شيئا عنه قبل مقتل عبد اللطيف، مع أنه زعم أنه جاء قبل عامين من مقتله ومقتل عبد اللطيف.

2: التناقض، فمرة يذكر المرزا أنه رُجم، ومرة أنه خُنق. والتناقض يكشف أنّ الأمر مجرد تلفيق، لأنّ مثل هذا الحدث التاريخي لا يخلط المرء فيه بهذه السرعة إلا أن يكون فبركةً، فالفبركة هي التي لا تصمد في الذاكرة.  

3: لو كان قد جاء قبل عامين، أي في عام 1901، ولو كان يقيم في كل مرة بضعة شهور، لبلغتْ إقامتُه في قاديان أكثر من عام.. وهذا غير معقول.

4: لو مكث في قاديان بضعة أشهر في كل زيارة من زياراته لعرفه الجميع، ولتحدّث عنه الجميع، ولقرأنا عنه في كتاب سيرة المهدي أو في جريدة البدر أو الحَكَم، لكنّنا لا نعثر على شيء من هذا.

فنستنتج من ذلك كله أنه لما قُتل عبد اللطيف بحث المرزا عن وحي يطبّقه عليه بحيث يتضمّن تخويفا للأفغان أو شعورا بالرغبة في الانتقام منهم، فلم يعثر إلا على وحي "شاتان تُذبحان وكل من عليها فان"، فاضطر أن يصنع شاة أخرى.

 18 أغسطس 2021

  • الجمعة PM 02:24
    2022-09-02
  • 712
Powered by: GateGold