المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413341
يتصفح الموقع حاليا : 204

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 859: زعمه أنّ الكفار لم يشترطوا إلا الصعود إلى السماء

يقول:

لقد طلب الكفار من نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم حالفين بالتكرار بأنك لو صعدت إلى السماء بالجسد المادي لآمنا بك، فرُدَّ عليهم: ]قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا[ أي قل لهم: سبحان ربي أن يخلف وعده فلا أستطيع أن أصعد إلى السماء بالجسد المادي لأن ذلك ينافي وعده. والسبب في ذلك أنه تعالى يقول: ]قَالَ فِيهَا تَحْيَوْنَ وَفِيهَا تَمُوتُونَ[ ويقول أيضا: ]وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ[. (ينبوع المسيحية، ص73، الحاشية)

قلتُ: كذَبَ المرزا؛ فالكفار لم يحلفوا، ولم يكرروا، ولم يقبلوا بالإسلام بمجرد تحقق هذا الشرط، بل أضافوا شرطا آخر، أو معجزة أخرى، وهي قولهم:

{وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ} (الإسراء 93).

وقد كذب المرزا، لأنّ الكفار لم يُلزموا الرسول بهذه المعجزة، بل خيّروه بين ستّ معجزات ليحقق أمامَهم واحدة منها لا أكثر، فالصعود إلى السماء مجرد خيار مُضاف إليه شرط آخر، وهو الإتيان بكتاب.

كل ما في الآية أنّ الكفار طلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم معجزةً واحدةً من ستّ معجزات، فقالوا لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ:

1: {حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا (90)

2: أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا (91)

3: أَوْ تُسْقِطَ السَّمَاءَ كَمَا زَعَمْتَ عَلَيْنَا كِسَفًا

4: أَوْ تَأْتِيَ بِاللَّهِ وَالْمَلَائِكَةِ قَبِيلًا (92)

5: أَوْ يَكُونَ لَكَ بَيْتٌ مِنْ زُخْرُفٍ

6: أَوْ تَرْقَى فِي السَّمَاءِ وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنَا كِتَابًا نَقْرَؤُهُ

فردَّ على هذه الخيارات كلها بقوله: قُلْ سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا} (الإسراء 90-93)

وهذا الردّ يشمل هذه الخيارات الستّة، أي أنهم قالوا له:

لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى تَفْجُرَ لَنَا مِنَ الْأَرْضِ يَنْبُوعًا،

فقال: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولًا

وقالوا له:

أَوْ تَكُونَ لَكَ جَنَّةٌ مِنْ نَخِيلٍ وَعِنَبٍ فَتُفَجِّرَ الْأَنْهَارَ خِلَالَهَا تَفْجِيرًا،

 فقال: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولا

وهكذا.. حتى النهاية.. ففي كل مرة يقول: سُبْحَانَ رَبِّي هَلْ كُنْتُ إِلَّا بَشَرًا رَسُولا..

فما علاقة أنه بشر رسول بالمطالبة بإحدى هذه المعجزات الستّ؟

العلاقة يجب ألا تكون مختصة بواحدة منها. فلا يمكن أن تكون العلاقة أنّ تفجير ينبوع من الأرض يليق ببشر، أما الصعود إلى السماء فلا يليق.. بل إما أنه كله يليق، أو أنه كله لا يليق ولا يجوز لبشر.

الرابط بينها جميعها هو العجز الذاتي عن تحقيق أيّ منها، لأنه مجرد بشر، ولأنّ الله هو الذي يمنح المعجزة متى شاء، وما كان لنبيّ أن يشترط على الله أن يحدّد له معجزة يقوم بها. فكأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول كلما طولب بمعجزة من هذه الستّ:

سبحان الله، كيف يخطر ببالكم أنني إله أتحكَّم بالكون؟ بل أنا مجرد بشر.

فليس في الآية أيّ نفي لإمكانية صعود إلى السماء أو تفجير نهر أو بناء بيت من زخرف بإذن الله. وبهذا ثبت تحريف المرزا وكذبه.

  • الجمعة PM 02:12
    2022-09-02
  • 876
Powered by: GateGold