المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412191
يتصفح الموقع حاليا : 307

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 872: افتراؤه على الحديث النبوي أنه ينسب إلى المسيح أنه سيُنهي الحرب التي يشنّها المشايخ

يقول:

أُخْبِرَ في الأحاديث النبوية عن الزمن الأخير أنه عندما يأتي المسيح الموعود في الزمن الأخير سيأتي إلى الدنيا برسالة الصلح ويضع الحروب، أي سيلغي الحروب التي يشنّها المشايخ نتيجة سوء تصرفاتهم. (ينبوع المعرفة، ص 363-364)

قلتُ: كذبَ المرزا، فلم يرد مثل ذلك في الأحاديث النبوية، بل ورد ما يلي:

1: فَيَكُونُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَام فِي أُمَّتِي حَكَمًا عَدْلًا وَإِمَامًا مُقْسِطًا يَدُقُّ الصَّلِيبَ وَيَذْبَحُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَيَتْرُكُ الصَّدَقَةَ فَلَا يُسْعَى عَلَى شَاةٍ وَلَا بَعِيرٍ وَتُرْفَعُ الشَّحْنَاءُ وَالتَّبَاغُضُ وَتُنْزَعُ حُمَةُ كُلِّ ذَاتِ حُمَةٍ حَتَّى يُدْخِلَ الْوَلِيدُ يَدَهُ فِي فِي الْحَيَّةِ فَلَا تَضُرَّهُ وَتُفِرَّ الْوَلِيدَةُ الْأَسَدَ فَلَا يَضُرُّهَا وَيَكُونَ الذِّئْبُ فِي الْغَنَمِ كَأَنَّهُ كَلْبُهَا وَتُمْلَأُ الْأَرْضُ مِن السِّلْمِ كَمَا يُمْلَأُ الْإِنَاءُ مِن الْمَاءِ وَتَكُونُ الْكَلِمَةُ وَاحِدَةً فَلَا يُعْبَدُ إِلَّا اللَّهُ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا وَتُسْلَبُ قُرَيْشٌ مُلْكَهَا وَتَكُونُ الْأَرْضُ كَفَاثُورِ الْفِضَّةِ تُنْبِتُ نَبَاتَهَا بِعَهْدِ آدَمَ حَتَّى يَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الْقِطْفِ مِن الْعِنَبِ فَيُشْبِعَهُمْ وَيَجْتَمِعَ النَّفَرُ عَلَى الرُّمَّانَةِ فَتُشْبِعَهُمْ. (ابن ماجة)

2: يُوشِكُ مَنْ عَاشَ مِنْكُمْ أَنْ يَلْقَى عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ إِمَامًا مَهْدِيًّا وَحَكَمًا عَدْلًا فَيَكْسِرُ الصَّلِيبَ وَيَقْتُلُ الْخِنْزِيرَ وَيَضَعُ الْجِزْيَةَ وَتَضَعُ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا. (أحمد)

فواضح من الأحاديث أن المسيح سيضَع الجزية، أما الحرب فهي التي تضع أوزارها، لا المسيح الذي يُنهيها. ولا تذكر أن المشايخ هم الذين بدأوا بها، بل هي موجودة منذ الدهور، ثم تنتهي عند نزول المسيح. وإنما سبب انتهائها أن الناس لا يقاتلون المسيح حسب قول النووي:

"فَإِنَّهُ لَا يُقَاتِلهُ أَحَدٌ فَتَضَع الْحَرْب أَوْزَارَهَا". (شرح النووي على مسلم)

ثم يرد على شبهة أنّ هذا يتضمّن نسخ حكم شرعي، فيقول:

 "فَعَلَى هَذَا قَدْ يُقَال هَذَا خِلَاف حُكْم الشَّرْع الْيَوْم فَإِنَّ الْكِتَابِيّ إِذَا بَذَلَ الْجِزْيَة وَجَبَ قَبُولهَا وَلَمْ يَجُزْ قَتْله وَلَا إِكْرَاهه عَلَى الْإِسْلَام ، وَجَوَابه أَنَّ هَذَا الْحُكْم لَيْسَ بِمُسْتَمِرٍّ إِلَى يَوْم الْقِيَامَة بَلْ هُوَ مُقَيَّد بِمَا قَبْل عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام وَقَدْ أَخْبَرَنَا النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي هَذِهِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة بِنَسْخِهِ وَلَيْسَ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلَام هُوَ النَّاسِخ بَلْ نَبِيّنَا صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هُوَ الْمُبَيِّن لِلنَّسْخِ . فَإِنَّ عِيسَى يَحْكُم بِشَرْعِنَا فَدَلَّ عَلَى أَنَّ الِامْتِنَاع مِنْ قَبُول الْجِزْيَة فِي ذَلِكَ الْوَقْت هُوَ شَرْع نَبِيّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، [لا شرع المسيح]. (النووي على مسلم)

الخلاصة

1: أنّ الأحاديث لا تذكر أن المسيح سيأتي إلى الدنيا برسالة الصلح، كلا، فليس هنالك مثل ذلك.

2: الأحاديث لا تذكر أنّ المسيح سيضع الحروب، بل الحرب ستضع أوزارها لأنّ الناس لن يقاتلوه.

3: الأحاديث لا تذكر البتة أنّ هذه الحروب التي سيضعها هي التي يشنّها المشايخ!!

فهذا كذب مرزائي مركّب.

خلاصة الخلاصة أنّ المسيح حسب الروايات لا يأتي برسالة السلام، ولا يأتي ليُنهي القتال، ولا ليحثّ على الإخاء العالمي، ولا ليُنهي الجهاد الهجومي أو الدفاعي، كلا لا يأتي لشيء من ذلك.. بل يأتي لكسر الصليب وقتل الخنزير. وحينما يأتي يُجبِر الناس على الإسلام، أو أنّ الناس يُسلمون عن بكرة أبيهم حين يرونه نازلا من السماء.

ويتفق معنا الأحمدي على أنّ الناس إذا رأوا المسيح نازلا من السماء فإنهم سيؤمنون به عن بكرة أبيهم، لأنّ هذه معجزة إلجائية!

للأحمدي أن يُنكر هذه الروايات، فهو ينكر ما هو أهمّ منها، لكن ليس له أنْ يحرّفها، لأنّ التحريف كذب.

 31 أغسطس 2021

  • الخميس PM 02:59
    2022-09-01
  • 840
Powered by: GateGold