المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412315
يتصفح الموقع حاليا : 284

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 879: زعمه أنّ كثيرا من الصحابة آمنوا بسبب حاجة العصر ووقت الضرورة

يقول:

لقد آمن كثير من الصحابة - رضي الله عنهم - بالنبي - صلى الله عليه وسلم - بمجرد أن رأوا أنه جاء في وقت الضرورة الملحة. (الملفوظات نقلا عن الحكم 31 يوليو 1906)

قلتُ: كذبَ المرزا، فلم يكن أهل قريش يرَون أنّ الشرك فساد، ولم يكونوا يرَون أنّ هذا الفساد قد عمّ العالم في وقتهم، بل كانوا يرَون حالهم لا يختلف عن حال آبائهم وأجدادهم، فهذه الأصنام تُعبَد منذ زمن لا يعرفون له بداية، ولا يرَون بعبادتها عارا، بل يبررونه ويدافعون عنه على أنه يقرّبهم  إلى الله.

صحيح أنّ هناك أخلاقا فاسدة كانت في ذلك الوقت، مثل العدوان والانتقام وقطع الأرحام وأكل مال اليتيم وقذف المحصنات، لكنّ هذا الفساد لم ينشأ في ذلك العصر، ولا يعرفون لنشأته تاريخا.

إنْ كان المرزا صادقا في قوله هذا، فعلى أتباعه أن يأتوا بروايات تفيد أنّ الصحابيّ الفلاني قد اعتنق الإسلام بمجرد سماعه به قائلا: لا بدّ أن يكون هذا الدين من عند الله، لأنّ هذا الوقت يقتضي ذلك.. فأشهد ألا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله، قبل أن أتأكد من صدق الرسول ومن عقله، فأنا لا أعرفه جيدا، ولكن ما دام العصر يقتضي هذه البعثة فأنا مؤمن فورا. 

صحيح أنّ الحوار الذي جرى عند النجاشي يذكر فيه جعفر عددا من سلبيات الجاهلية، لكنّ سرْدَ سلبيات الجاهلية لا يعني أنّ فلانا وعلانا قد آمنوا بهذه الحجة، بل المذكور في الروايات أنّ أبا بكر آمن بسبب معرفته المسبقة بصدق الرسول صلى الله عليه وسلم. وأما عمر فآمن بمجرد سماعه آيات بداية سورة طه، فتأثر بها ورقّ لها قلبه. وأما عثمان فقد سمع من أبي بكر. فمن هو هذا الذي آمن لمعرفته أنّ هذا الوقت هو وقت الضرورة الملحة ولم يكن يعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم صادق؟

لقد أراد المرزا من هذه الكذبة أن يقول للناس: عليكم أن تؤمنوا بي لمجرد شيوع الفساد، ولا يجوز أن تبحثوا في صدقي من كذبي، وحتى لو عرفتم حقيقتي وأنني نشأتُ محتالا، فلا ضير ما دام العصر يقتضي بعثة المسيح.

6 سبتمبر 2021

  • الخميس PM 02:52
    2022-09-01
  • 556
Powered by: GateGold