المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413897
يتصفح الموقع حاليا : 289

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 893: دليله القطعي الثاني من الإنجيل على عدم موت المسيح على الصليب

يقول المرزا:  

"إن نجاة المسيح من الموت على الصليب كانت أمرًا محتومًا لسبب آخر أيضًا وهو أنه قد ورد في الكتاب المقدّس: ملعون كلّ من يُعلَّق على الخشبة. وكلمة اللعنة تتضمن معنًى شنيعًا بحيث يصبح إطلاقه على إنسان مقدس مثل المسيح عيسى، ولو للحظة واحدة، ظلمًا عظيمًا وتعسّفًا صارخًا...... هل يسوغ لنا القول بأنه قد أتى على المسيح زمان انصرف فيه قلبُه عن الله تعالى، وأصبح كافرًا به، ومتبرّئًا منه، وعدوًّا له؟ (المسيح في الهند)

قلتُ: كذب المرزا، فليس مكتوبا في الكتاب المقدّس أنّه "ملعون كلّ من يُعلَّق على الخشبة"، بل الوارد في التوراة:

«وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا". (اَلتَّثْنِيَة 21: 22 23)

فالنص يتعلق بشخص يُعدَم لجريمة عقوبتُها الإعدام. فهو ملعون لجريمته، لا لقتله ولا لصلبه. هذا المجرم الملعون إذا قَتَلْتَه ثم عَلقْتَ جثتَه فلا تُبْقِ جثته معلقةً ليلا، لأن هذا المعلَّق ملعون بسبب جريمته، لا بسبب قتله، ولا بسبب صلْب جثّته. فلا تنجس أرضك بأن تُبقي جثةَ ملعونٍ معلقةً حتى اليوم الثاني. فالمجرم ملعون، وبقاء جثته مرفوعة ليلاً يُعَدُّ تنجيسا للأرض حسب هذا النصّ.

أما بولس فقد زيَّف في الإحالة إلى التوراة، فقال:

{13اَلْمَسِيحُ افْتَدَانَا مِنْ لَعْنَةِ النَّامُوسِ، إِذْ صَارَ لَعْنَةً لأَجْلِنَا، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «مَلْعُونٌ كُلُّ مَنْ عُلِّقَ عَلَى خَشَبَةٍ».} (رِسَالَةُ بُولُسَ الرَّسُولِ إِلَى أَهْلِ غَلاَطِيَّةَ 3: 13)، فها هي التوراة ولا نعثر فيها على هذا، بل نعثر على: «وَإِذَا كَانَ عَلَى إِنْسَانٍ خَطِيَّةٌ حَقُّهَا الْمَوْتُ، فَقُتِلَ وَعَلَّقْتَهُ عَلَى خَشَبَةٍ، 23فَلاَ تَبِتْ جُثَّتُهُ عَلَى الْخَشَبَةِ، بَلْ تَدْفِنُهُ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ، لأَنَّ الْمُعَلَّقَ مَلْعُونٌ مِنَ اللهِ. فَلاَ تُنَجِّسْ أَرْضَكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ نَصِيبًا". (اَلتَّثْنِيَة 21: 22 23)

فلو أخذنا بحرفية هذا الكلام –كما يفتري المرزا- فعلينا القول إنّ مجرد التعليق على الصليب يعني اللعنة!!

فالخلاصة أنّ المرزا قد كذب في الإحالة، لكنّ الكذبة التي نعدُّها هنا هي قوله إنّ الإنجيل يبيّن بجلاء بطلان موت المسيح على الصليب، لأنّ الإنجيل لا يبيّن ذلك بجلاء، ولأنّ النصارى ليسوا بلهاء جميعا حتى يقرأوا  النصَّ الذي يبيّن بجلاء أنّ المسيح لم يمت على الصليب ثم يقولوا بعكسه.

 28 سبتمبر 2021

  • الخميس AM 11:44
    2022-09-01
  • 646
Powered by: GateGold