المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413867
يتصفح الموقع حاليا : 296

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 900: دليله القطعي السابع من الإنجيل على عدم موت المسيح على الصليب

يقول المرزا:

الكلمات الموجودة في قصص الإنجيل لتدل دلالة صريحة على أن المسيح لقي الحواريـين بهذا الجسم المادي الفاني، وقام بالسفر الطويل إلى الجليل مشيًا على الأقدام، وأرى الحواريـين جروحَه، وتعشّى وبات تلك الليلة عندهم. وسنثبت فيما بعد أنه قد عالج جروحه باستعمال مرهم خاص. (المسيح في الهند)

قلتُ: كذب المرزا، فلم يُرِ المسيحُ الحواريين جروحَه، ولم يَبِت تلك الليلة عندهم، ولم يعالج جروحَه بمرهم خاصّ ولا غير خاصّ. يقول لوقا:

{فَأَلْزَمَاهُ قَائِلَيْنِ:«امْكُثْ مَعَنَا، لأَنَّهُ نَحْوُ الْمَسَاءِ وَقَدْ مَالَ النَّهَارُ». فَدَخَلَ لِيَمْكُثَ مَعَهُمَا. 30فَلَمَّا اتَّكَأَ مَعَهُمَا، أَخَذَ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ وَنَاوَلَهُمَا، 31فَانْفَتَحَتْ أَعْيُنُهُمَا وَعَرَفَاهُ ثُمَّ اخْتَفَى عَنْهُمَا، [فواضح أنه لم يبِت عندهما].... 36وَفِيمَا هُمْ يَتَكَلَّمُونَ بِهذَا وَقَفَ يَسُوعُ نَفْسُهُ فِي وَسْطِهِمْ، وَقَالَ لَهُمْ:«سَلاَمٌ لَكُمْ!» 37فَجَزِعُوا وَخَافُوا، وَظَنُّوا أَنَّهُمْ نَظَرُوا رُوحًا. 38فَقَالَ لَهُمْ:«مَا بَالُكُمْ مُضْطَرِبِينَ، وَلِمَاذَا تَخْطُرُ أَفْكَارٌ فِي قُلُوبِكُمْ؟ 39اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي». 40وَحِينَ قَالَ هذَا أَرَاهُمْ يَدَيْهِ وَرِجْلَيْهِ. 41وَبَيْنَمَا هُمْ غَيْرُ مُصَدِّقِين مِنَ الْفَرَحِ، وَمُتَعَجِّبُونَ، قَالَ لَهُمْ:«أَعِنْدَكُمْ ههُنَا طَعَامٌ؟» 42فَنَاوَلُوهُ جُزْءًا مِنْ سَمَكٍ مَشْوِيٍّ، وَشَيْئًا مِنْ شَهْدِ عَسَل. 43فَأَخَذَ وَأَكَلَ قُدَّامَهُمْ.} (إِنْجِيلُ لُوقَا 24: 29-43)

فالجروح غير مذكورة هنا، بل التركيز على الجسد والعظم واللحم والبشرية أي أنه ليس روحا ولا شبحا ولا مجرد خيال. وإنْ كان قد أشار إلى أماكن المسامير فإنما للتأكيد أنه هو هو، لا أنها تؤلمه أو أنها تحتاج علاجا. ولو كان يتألم من الجروح لقال لهم: عليكم أن تساعدوني في العثور على أدوية لجروحي! بل لَرَكَّزوا هم أنفسهم على هذه المسألة بمجرد رؤيته، ولقالوا: أيها المسيح، عليك أن ترتاح حتى نحضّر لك الدواء للجروح ولا ترهق نفسك بالمشي، بل نحن نخدمك، وكن مطمئنا فقد ابتعدنا عن العدوّ. أو لسألوه: أما زلتَ تشعر بآلام شديدة بسبب المسامير. أو لتساءلوا: كيف استطعتَ أن تَصِلَ هنا وأنت مجروح؟ فعدمُ وجود شيء من ذلك دليل على أنّه كان في أذهان كتَبةِ الأناجيل أنّ المسيح حين قام من الموت لم يكن يشعر بأي آلام، بل كان في حالةٍ جديدة ليست بشرية أو ليست عادية على الأقلّ. فمحاولةُ استخراج فوائد مِن قصة تتناقص مع جوهرها لا بدّ أنْ يكون فشلا وهراء.

 يتابع لوقا قائلا:

{44وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ الْكَلاَمُ الَّذِي كَلَّمْتُكُمْ بِهِ وَأَنَا بَعْدُ مَعَكُمْ: أَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنْ يَتِمَّ جَمِيعُ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنِّي فِي نَامُوسِ مُوسَى وَالأَنْبِيَاءِ وَالْمَزَامِيرِ». 45حِينَئِذٍ فَتَحَ ذِهْنَهُمْ لِيَفْهَمُوا الْكُتُبَ. 46وَقَالَ لَهُمْ:«هكَذَا هُوَ مَكْتُوبٌ، وَهكَذَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ الْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ وَيَقُومُ مِنَ الأَمْوَاتِ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ، 47وَأَنْ يُكْرَزَ بِاسْمِهِ بِالتَّوْبَةِ وَمَغْفِرَةِ الْخَطَايَا لِجَمِيعِ الأُمَمِ، مُبْتَدَأً مِنْ أُورُشَلِيمَ. 48وَأَنْتُمْ شُهُودٌ لِذلِكَ. 49وَهَا أَنَا أُرْسِلُ إِلَيْكُمْ مَوْعِدَ أَبِي. فَأَقِيمُوا فِي مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ إِلَى أَنْ تُلْبَسُوا قُوَّةً مِنَ الأَعَالِي».

50وَأَخْرَجَهُمْ خَارِجًا إِلَى بَيْتِ عَنْيَا، وَرَفَعَ يَدَيْهِ وَبَارَكَهُمْ. 51وَفِيمَا هُوَ يُبَارِكُهُمُ، انْفَرَدَ عَنْهُمْ وَأُصْعِدَ إِلَى السَّمَاءِ. 52فَسَجَدُوا لَهُ وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ، 53وَكَانُوا كُلَّ حِينٍ فِي الْهَيْكَلِ يُسَبِّحُونَ وَيُبَارِكُونَ اللهَ. آمِينَ} (إِنْجِيلُ لُوقَا 24: 44-53)

فهذا الذي في ذهن لوقا؛ أنّ المسيح كان ينبغي أن يتألّم، وأن يموت، وأن ينتهي الألم، وأن يقوم من الأموات قيامةً خاليةً من الألم.. وأن تكون له قدرات هائلة.. فليس في الموضوع أدنى رائحة لإغماء أو لآلام أو لعلاج أو لضعف أو لأدوية أو لمرهم.. كل ذلك كذب مرزائي.

 30 سبتمبر 2021

  • الخميس AM 11:41
    2022-09-01
  • 675
Powered by: GateGold