المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412292
يتصفح الموقع حاليا : 336

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 909: زعمُه أن المسيح دعا الله أن ينجيه من الموت على الصليب

يقول المرزا:

ومن الشهادات التي نجدها في الأناجيل على نجاة المسيح من الصليب ما ورد في إنجيل "متى" الإصحاح 26 العدد 36-46 بأن المسيح عليه السلام لما تلقّى الوحيَ عن اعتقاله، ظلّ يتضرّع إلى الله ساجدًا باكيًا مبتهلاً طوال الليل؟ (المسيح في الهند، ص 40)

قلتُ: يقصد المرزا أنّ المسيح دعا الله –حسب الأناجيل- أنْ ينجيه من الموت على الصليب، فأنجاه.

وقد كذب، لأنّ المسيح لم يقُل: يا ربّ نجّني من الموت على الصليب، بل إننا نقرأ في في آخر النصّ الذي أحال المرزا إليه:

{45ثُمَّ جَاءَ [المسيح] إِلَى تَلاَمِيذِهِ وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! هُوَذَا السَّاعَةُ قَدِ اقْتَرَبَتْ، وَابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. 46قُومُوا نَنْطَلِقْ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُني قَدِ اقْتَرَبَ!».} (إِنْجِيلُ مَتَّى 26: 45-46)

وعندما ضربَ أحدُ أتباع المسيح عبدَ رئيس الكهنة استنكر المسيحُ فِعْلَته، وقال:

{53أَتَظُنُّ أَنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الآنَ أَنْ أَطْلُبَ إِلَى أَبِي فَيُقَدِّمَ لِي أَكْثَرَ مِنِ اثْنَيْ عَشَرَ جَيْشًا مِنَ الْمَلاَئِكَةِ؟ 54فَكَيْفَ تُكَمَّلُ الْكُتُبُ: أَنَّهُ هكَذَا يَنْبَغِي أَنْ يَكُونَ؟».(إِنْجِيلُ مَتَّى 26: 53)

فالنصّ الذي ألّفه لوقا ينسب إلى المسيح أنه يعلم مسبقا أنه سيُلقى القبض عليه وسيُصلب وسيقوم من الموت. فدعاؤه لا يمكن أن يكون  المقصود به أنْ يمنع الله صلبه، لأنّ الصلبَ يجب أنْ يكون، حسب قول لوقا.

وهذا ما تؤيده الأناجيل الأخرى، فحسب رواية مرقص:

{وَفِيمَا هُوَ فِي بَيْتِ عَنْيَا فِي بَيْتِ سِمْعَانَ الأَبْرَصِ، وَهُوَ مُتَّكِئٌ، جَاءَتِ امْرَأَةٌ مَعَهَا قَارُورَةُ طِيبِ نَارِدِينٍ خَالِصٍ كَثِيرِ الثَّمَنِ. فَكَسَرَتِ الْقَارُورَةَ وَسَكَبَتْهُ عَلَى رَأْسِهِ. 4وَكَانَ قَوْمٌ مُغْتَاظِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ، فَقَالُوا:«لِمَاذَا كَانَ تَلَفُ الطِّيبِ هذَا؟ 5لأَنَّهُ كَانَ يُمْكِنُ أَنْ يُبَاعَ هذَا بِأَكْثَرَ مِنْ ثَلاَثِمِئَةِ دِينَارٍ وَيُعْطَى لِلْفُقَرَاءِ». وَكَانُوا يُؤَنِّبُونَهَا. 6أَمَّا يَسُوعُ فَقَالَ:«اتْرُكُوهَا! لِمَاذَا تُزْعِجُونَهَا؟ قَدْ عَمِلَتْ بِي عَمَلاً حَسَنًا!. 7لأَنَّ الْفُقَرَاءَ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ، وَمَتَى أَرَدْتُمْ تَقْدِرُونَ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِمْ خَيْرًا. وَأَمَّا أَنَا فَلَسْتُ مَعَكُمْ فِي كُلِّ حِينٍ. 8عَمِلَتْ مَا عِنْدَهَا. قَدْ سَبَقَتْ وَدَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَدِي لِلتَّكْفِينِ. (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 14: 3-8)

فها هو المسيح يقول إنه ليس معهم في كل حين، بل سيغادرهم قريبا.. ويقول عن المرأة إنها دهنت جسده للتكفين.. أي أنه سيموت قريبا.. أي أنّ صلبه حتميّ، لا أنه سينجو ويعيش 120 سنة! ويقول إنها دَهَنَتْ بِالطِّيبِ جَسَده لِلتَّكْفِينِ!

يتابع مرقص قائلا:

17وَلَمَّا كَانَ الْمَسَاءُ جَاءَ مَعَ الاثْنَيْ عَشَرَ. 18وَفِيمَا هُمْ مُتَّكِئُونَ يَأْكُلُونَ، قَالَ يَسُوعُ: «الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ وَاحِدًا مِنْكُمْ يُسَلِّمُنِي. اَلآكِلُ مَعِي!» 19فَابْتَدَأُوا يَحْزَنُونَ، وَيَقُولُونَ لَهُ وَاحِدًا فَوَاحِدًا:«هَلْ أَنَا؟» وَآخَرُ:«هَلْ أَنَا؟» 20فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ:«هُوَ وَاحِدٌ مِنَ الاثْنَيْ عَشَرَ، الَّذِي يَغْمِسُ مَعِي فِي الصَّحْفَةِ. 21إِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ عَنْهُ. (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 14: 17-21)، فواضح أنّ المسيح سيمضي حتما، وواضح أنّه يعرف أنّ أحدا سيسلّمه.. وكان يمكنه أن يهرب إلى مكان آمن، لكنه لم يفعل، لأنه يريد أن يموت هذه الميتة في رأي مَن كتَب هذه الروايات الإنجيلية.

ويتابع مرقص:

22وَفِيمَا هُمْ يَأْكُلُونَ، أَخَذَ يَسُوعُ خُبْزًا وَبَارَكَ وَكَسَّرَ، وَأَعْطَاهُمْ وَقَالَ:«خُذُوا كُلُوا، هذَا هُوَ جَسَدِي». 23ثُمَّ أَخَذَ الْكَأْسَ وَشَكَرَ وَأَعْطَاهُمْ، فَشَرِبُوا مِنْهَا كُلُّهُمْ. 24وَقَالَ لَهُمْ:«هذَا هُوَ دَمِي الَّذِي لِلْعَهْدِ الْجَدِيدِ، الَّذِي يُسْفَكُ مِنْ أَجْلِ كَثِيرِينَ. 25اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ بَعْدُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ إِلَى ذلِكَ الْيَوْمِ حِينَمَا أَشْرَبُهُ جَدِيدًا فِي مَلَكُوتِ اللهِ». 26ثُمَّ سَبَّحُوا وَخَرَجُوا إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ.

27وَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«إِنَّ كُلَّكُمْ تَشُكُّونَ فِيَّ فِي هذِهِ اللَّيْلَةِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: أَنِّي أَضْرِبُ الرَّاعِيَ فَتَتَبَدَّدُ الْخِرَافُ. 28وَلكِنْ بَعْدَ قِيَامِي أَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ». (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 14: 22-28)

ففي كل سطر يؤكد المسيح على أنه سيُسفك دمه.. أي سيموت، بل يتنبأ بما بعد ذلك.

ويتابع مرقص:

35ثُمَّ تَقَدَّمَ قَلِيلاً وَخَرَّ عَلَى الأَرْضِ، وَكَانَ يُصَلِّي لِكَيْ تَعْبُرَ عَنْهُ السَّاعَةُ إِنْ أَمْكَنَ. 36وَقَالَ:«يَا أَبَا الآبُ، كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لَكَ، فَأَجِزْ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِيَكُنْ لاَ مَا أُرِيدُ أَنَا، بَلْ مَا تُرِيدُ أَنْتَ». (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 14: 35-36)

فهو يسأل الله أن يعبُر عنه هذه الساعة.. لا أنْ ينجيه الله من الصلب أو القتل أو الأذى.. كلا، بل أنْ يَعْبُرَ الله عنه هذه الساعة. والمعنى –كما يبدو- أنْ يعجّل الله بهذا الحدث الحتمي بحيث يموت المسيح بسرعة مِن دون آلام تفوقُ الخيال.

نكرّرُ أنّ مؤلفي الأناجيل في أذهانهم فكرة قد اتَّفَقوا عليها، وألّفُوا هذه الأناجيل في ضوئها.. فخيانةٌ أنْ يحاول المرء استخراجَ فكرةٍ تتناقض مع جوهر ما بنَوْا عليه الإنجيل كلَّه. ومثالُه أنْ يحاول مسيحي - مستغلا كلمةً هنا أو كلمة هناك - أنْ يستخرج من سيرة ابن هشام أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسعى لنشر عبادة الأصنام، أو أن يقول: كان قلبُ محمد (صلى الله عليه وسلم) مفعما بحبّ عبادة الأوثان، بدليل أنه صمّم على تقديس الحجر الأسود!! ويتغافل عن مئات النصوص التي تجرّم أدنى شكل من أشكال تقديس الأوثان.

ويتابع مرقص:

41ثُمَّ جَاءَ ثَالِثَةً وَقَالَ لَهُمْ:«نَامُوا الآنَ وَاسْتَرِيحُوا! يَكْفِي! قَدْ أَتَتِ السَّاعَةُ! هُوَذَا ابْنُ الإِنْسَانِ يُسَلَّمُ إِلَى أَيْدِي الْخُطَاةِ. 42قُومُوا لِنَذْهَبَ! هُوَذَا الَّذِي يُسَلِّمُنِي قَدِ اقْتَرَبَ!». (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 14: 41-42)

ويتابع مرقص:

فَقَامَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ فِي الْوَسْطِ وَسَأَلَ يَسُوعَ قِائِلاً:«أَمَا تُجِيبُ بِشَيْءٍ؟ مَاذَا يَشْهَدُ بِهِ هؤُلاَءِ عَلَيْكَ؟» 61أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ:«أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟» 62فَقَالَ يَسُوعُ:«أَنَا هُوَ. وَسَوْفَ تُبْصِرُونَ ابْنَ الإِنْسَانِ جَالِسًا عَنْ يَمِينِ الْقُوَّةِ، وَآتِيًا فِي سَحَابِ السَّمَاءِ». 63فَمَزَّقَ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ ثِيَابَهُ وَقَالَ:«مَا حَاجَتُنَا بَعْدُ إِلَى شُهُودٍ؟ 64قَدْ سَمِعْتُمُ التَّجَادِيفَ! مَا رَأْيُكُمْ؟» فَالْجَمِيعُ حَكَمُوا عَلَيْهِ أَنَّهُ مُسْتَوْجِبُ الْمَوْتِ. 65فَابْتَدَأَ قَوْمٌ يَبْصُقُونَ عَلَيْهِ، وَيُغَطُّونَ وَجْهَهُ وَيَلْكُمُونَهُ وَيَقُولُونَ لَهُ:«تَنَبَّأْ». وَكَانَ الْخُدَّامُ يَلْطِمُونَهُ. (إِنْجِيلُ مَرْقُسَ 14: 60-65)

فهل مثل هذا الشخص يتمنى ألا يموت؟ بل واضح أنه يريد أن يموت ويسعى جاهدا أن يصلبوه، وإلا لقال حين سئل: أنا المسيح، لكني مجرد بشر، وهؤلاء الناس فهموا كلامي خطأً وظنوا أنني أدّعي الألوهية، لكني لا أريد إلا تجديد التوراة، فقد بعثني الله نبيا تابعا للتوراة، لكنّ الأحبار يريدون قتلي لأنهم يرفضون أيّ تجديد للتوراة، ويرفضون أن يعلو عليهم غيرهم، فاتّهموني بهذه التهم التي أنا بريء منهم كل البراءة.

لكنه لم ينطق حرفا من ذلك، بل زاد في استفزازهم.

كما أنّ لوقا يؤيد مَتّى ومرقص تماما.. وهذه روايته:

{وَلَمَّا كَانَتِ السَّاعَةُ اتَّكَأَ وَالاثْنَا عَشَرَ رَسُولاً مَعَهُ، 15وَقَالَ لَهُمْ:«شَهْوَةً اشْتَهَيْتُ أَنْ آكُلَ هذَا الْفِصْحَ مَعَكُمْ قَبْلَ أَنْ أَتَأَلَّمَ، 16لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ آكُلُ مِنْهُ بَعْدُ حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ». 17ثُمَّ تَنَاوَلَ كَأْسًا وَشَكَرَ وَقَالَ:«خُذُوا هذِهِ وَاقْتَسِمُوهَا بَيْنَكُمْ، 18لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنِّي لاَ أَشْرَبُ مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ». (إِنْجِيلُ لُوقَا 22: 14-18)

فقبل أن يدعو الله أن يعبر عنه هذه الساعة وهذه الكأس يجزم أنه لن يأكل ولن يشرب حَتَّى يُكْمَلَ فِي مَلَكُوتِ اللهِ، وأنه يَشْرَب مِنْ نِتَاجِ الْكَرْمَةِ حَتَّى يَأْتِيَ مَلَكُوتُ اللهِ.

وتابع لوقا:

19وَأَخَذَ خُبْزًا وَشَكَرَ وَكَسَّرَ وَأَعْطَاهُمْ قَائِلاً: «هذَا هُوَ جَسَدِي الَّذِي يُبْذَلُ عَنْكُمْ. اِصْنَعُوا هذَا لِذِكْرِي». 20وَكَذلِكَ الْكَأْسَ أَيْضًا بَعْدَ الْعَشَاءِ قَائِلاً:«هذِهِ الْكَأْسُ هِيَ الْعَهْدُ الْجَدِيدُ بِدَمِي الَّذِي يُسْفَكُ عَنْكُمْ. 21وَلكِنْ هُوَذَا يَدُ الَّذِي يُسَلِّمُنِي هِيَ مَعِي عَلَى الْمَائِدَةِ. 22وَابْنُ الإِنْسَانِ مَاضٍ كَمَا هُوَ مَحْتُومٌ، (إِنْجِيلُ لُوقَا 22: 19-21)

وتابع لوقا قائلا على لسان المسيح:

37لأَنِّي أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّهُ يَنْبَغِي أَنْ يَتِمَّ فِيَّ أَيْضًا هذَا الْمَكْتُوبُ: وَأُحْصِيَ مَعَ أَثَمَةٍ. لأَنَّ مَا هُوَ مِنْ جِهَتِي لَهُ انْقِضَاءٌ». ...39وَخَرَجَ وَمَضَى كَالْعَادَةِ إِلَى جَبَلِ الزَّيْتُونِ، وَتَبِعَهُ أَيْضًا تَلاَمِيذُهُ. 40وَلَمَّا صَارَ إِلَى الْمَكَانِ قَالَ لَهُمْ:«صَلُّوا لِكَيْ لاَ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ». 41وَانْفَصَلَ عَنْهُمْ نَحْوَ رَمْيَةِ حَجَرٍ وَجَثَا عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَصَلَّى 42قَائِلاً:«يَا أَبَتَاهُ، إِنْ شِئْتَ أَنْ تُجِيزَ عَنِّي هذِهِ الْكَأْسَ. وَلكِنْ لِتَكُنْ لاَ إِرَادَتِي بَلْ إِرَادَتُكَ». 43وَظَهَرَ لَهُ مَلاَكٌ مِنَ السَّمَاءِ يُقَوِّيهِ. (إِنْجِيلُ لُوقَا 22: 37-43)

فواضح أنه بشر يوقن أنه سيتألم ويُصلب، ويدعو أن يكون الألم قليلا عابرا، ولكنّ الملائكة تقوّيه وتقول له: عليك بالتحمّل فأنت قويّ.

أما يوحنا فالمسألة عنده أكثر وضوحا وأكثر تفصيلا، ولكن نكتفي بالثلاثة الأوائل.

ولا يُعَدّ المرزا مجردَ مخطئ في هذه المسألة، لأنه لا بدّ أنْ يكون قد قرأها مرات عديدة ولا بدّ أن يكون قد ناقش فيها كثيرا، ولا بدّ أن يكون قد أعاد التركيز فيها.. فالخطأ ليس عيبا، وقد ظننا سابقا أنّ هذا الهراء معقول، ودافعْنا عنه.. لكنّ التركيز في النصوص يثبت أننا كنا قد اتّبعنا قولا اتباعا أعمى مِن دون تركيز.

 4 أكتوبر 2021

  • الخميس AM 11:35
    2022-09-01
  • 675
Powered by: GateGold