المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412204
يتصفح الموقع حاليا : 295

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 915: افتراؤه على المشايخ أنهم يؤوّلون نبوءة مَتَّى 26/24

يقول المرزا:

لقد قرأت في بعض الكتب أن المشايخ المعاصرين يؤوّلون هذا النبأ "28اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مِنَ الْقِيَامِ ههُنَا قَوْمًا لاَ يَذُوقُونَ الْمَوْتَ حَتَّى يَرَوُا ابْنَ الإِنْسَانِ آتِيًا فِي مَلَكُوتِهِ" (إِنْجِيلُ مَتَّى 16: 28) تأويلاً أغربَ من تأويل المسيحيـين أنفسهم؛ إذ يزعمون أن المسيح مادام قد اشترط لظهوره حياةَ بعض أهل ذلك العصر وحياةَ أحد حوارييه أيضًا، فقد لزم أن يكون ذلك الحواري حيًّا إلى اليوم، لأن المسيح لم يرجع حتى اليوم؛ بل يظنّون أن ذلك الحواري مازال ينتظر المسيح متخفيًّا في بعض الجبال! (المسيح في الهند، ص 47 الحاشية)

قلتُ: كذبَ المرزا، فليس هنالك شيخ يهرأ بمثل ذلك، لا من المعاصرين ولا من غيرهم، لأنّ المسلم لا يؤمن بعصمة الإنجيل حتى يضطر للتأويل.

إنما هنالك رواية مكذوبة وسخيفة أوردها ابن الجوزي في الموضوعات تحت عنوان:

حديث زريب بن برثملى.. بالنصّ التالي:

أنبأنا عبدالرحمن بن محمد القزاز قال أنبأنا أحمد بن على بن ثابت قال أنبأنا محمد بن أحمد بن رزق قال أنبأنا عثمان بن أحمد الدفاف [ الدقاق ] قال حدثنا يحيى بن أبى طالب قال حدثنا عبدالرحمن بن إبراهيم الراسبى قال حدثنا مالك عن نافع عن ابن عمر قال: " كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبى وقاص رضى الله عنهما وهو بالقادسية أن سرح نضلة بن معاوية إلى حلوان فليغز على ضواحيها، فوجَّهَ سعد نضلة في ثلثمائة فارس، فخرجوا حتى أتوا حلوان العراق، فأغاروا على ضواحيها، فأصابوا غنيمة وسبيا. فأقبلوا يسوقون الغنيمة والسبي إلى سفح جبل، ثم قال فأذن، فقال: الله أكبر الله أكبر، فإذا مجيب من الجبل يحيبه: كبرت كبيرا يا نضلة.

 قال: أشهد أن لا إله إلا الله.

قال: كلمة الاخلاص يا نضلة.

قال: أشهد أن محمد رسول الله.

قال: هو النذير الذى بشر به عيسى بن مريم وعلى رأس أمته تقوم الساعة.

قال: حى على الصلاة.

قال: طوبى لمن مشى إليها وواظب عليها.

قال: حى على الفلاح.

قال: أفلح من أجاب محمدا صلى الله عليه وسلم وهو البقاء لأمة محمد.

قال: فلما قال الله أكبر قال أخلصت الاخلاص كله يا نضلة، فحرم الله بها جسدك على النار، فلما فرغ من أذانه قمنا فقلنا من أنت يرحمك الله ؟ أملك أنت أم ساكن من الجن أم طائف من عباد الله ؟ أسمعتنا صوتك فأرنا صورتك فإننا وفد الله ووفد رسول الله صلى الله عليه وسلم ووفد عمر بن الخطاب رضى الله عنه، فانفلق الجبل عن هامة كالرحى أبيض الرأس واللحية عليه طمران من صوف.

قال: السلام عليكم ورحمة الله.

قلنا: وعليك السلام ورحمة الله من أنت يرحمك الله ؟ قال أنا زريب بن برثملى وصى العبد الصالح عيسى بن مريم أسكنني هذا الجبل، ودعا لى بطول البقاء إلى نزوله من السماء، فيقتل الخنزير ويكسر الصليب ويتبرأ مما نحلته النصارى، فأما إذ فاتني لقاء محمد صلى الله عليه وسلم فاقرئوا عنى عمر السلام وقولوا يا عمر سدد وقارب فقد دنا الامر، وأخبِرْه بهذه الخصال التى أخبركم بها: يا عمر إذا ظهر من هذه الخصال في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فالهرب الهرب، إذا استغنى الرجال بالرجال والنساء بالنساء، وانتسبوا في غير مناسبهم، ......... ثم غاب عنا.

 قال: وكتب نضلة إلى سعد وكتب سعد إلى عمر فكتب عمر إلى سعد: لله أبوك فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرنا أن بعض أوصياء عيسى بن مريم نزل ذلك الجبل ناحية العراق قال: فخرج سعد في أربعة آلاف من المهاجرين والانصار حتى نزلوا ذلك الجبل أربعين يوما ينادى بالاذان في كل وقت صلاة فلا جواب ". (الموضوعات)

فهذه الرواية الموضوعة لا ينطبق عليها أنها تأويل المشايخ المعاصرين لنبأ مَتَّى 16: 28، بل ليس للرواية أيّ علاقة بالنبأ، إنما هو خبر موضوع بلا أساس. فلن تعثر على شيخ معاصر يقول: ما دام المسيح قد اشترط لظهوره حياةَ بعض أهل ذلك العصر وحياةَ أحد حوارييه أيضًا، فقد لزم أن يكون ذلك الحواري حيًّا متخفيا في جبل حتى اليوم!!

فثبت كذب المرزا الذي لا هَمَّ له سوى التشنيع على خصومه.  

 6 أكتوبر 2021

  • الخميس AM 11:25
    2022-09-01
  • 720
Powered by: GateGold