المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413623
يتصفح الموقع حاليا : 216

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 921: تزييفه في حديث "الغرباء"

يقول المرزا:

ووردت في الكتاب نفسه روايةٌ أخرى عن عبد الله بن عمرو عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ونصُّها: "قال: أَحَبُّ شيءٍ إلى الله الغرباء. قيل: أيُّ شيء الغرباءُ؟ قال: الذين يفرّون بدينهم، ويجتمعون إلى عيسى بن مريم". (المجلد السادس صفحة 51). أي الذين يفرّون بدينهم من بلادهم كما فعل عيسى بن مريم. (المسيح في الهند)

قلتُ: كذب المرزا مرتين؛ مرة في نصّ الحديث ومرة في معناه. أما نصُّه فهو:  

أحب شيء إلى الله تعالى الغرباء الفرارون بدينهم، يبعثهم الله يوم القيامة مع عيسى ابن مريم. "( كنز العمال، 5930)

فهذا الذي أوره صاحب كنز العمال نقلا عن أبي نعيم في الحلية.

وفيما يلي النصّ من الحلية نفسِه:

«أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللهِ تَعَالَى الْغُرَبَاءُ». قِيلَ: وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الْفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ، يَبْعَثُهُمُ اللهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِمَا السَّلَامُ». (حلية الأولياء وطبقات الأصفياء 1/ 25)

وهناك نصوص أخرى، مثل:  

1: نصّ ورَد في الزهد والرقائق لابن المبارك والزهد لنعيم بن حماد (1/ 532)

«أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْغُرَبَاءُ» قِيلَ: وَأَيُّ الْغُرَبَاءِ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَفِرُّونَ بِدِينِهِمْ يَجْتَمِعُونَ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ»

2: نصّ وردَ في الفتن لنعيم بن حماد (1/ 77)

«أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى الْغُرَبَاءُ» ، قِيلَ: أَيُّ شَيْءٍ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الَّذِينَ يَفِرِّونَ بِدِينِهِمْ، يُجْمَعُونَ إِلَى عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ عَلَيْهِ السَّلَامُ»

3: نص ورد في الإبانة الكبرى لابن بطة (2/ 600)

«أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْغُرَبَاءُ» , قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَمَنِ الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: «الْفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ»

4: نصّ ورد في السنن الواردة في الفتن للداني (2/ 430)

" أَحَبُّ شَيْءٍ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ الْغُرَبَاءُ قِيلَ: وَمَا الْغُرَبَاءُ؟ قَالَ: الْفَرَّارُونَ بِدِينِهِمْ يُحْشَرُونَ مَعَ عِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ".

فواضح أنّ الحديث يتحدث عن الأتقياء زمن نزول المسيح قرب يوم القيامة.

وحتى لو فرضنا أنّ النصّ الذي حرّفه المرزا هو كما حرّفه، فإنّ معناه يبقى هو هو، ولا يتحوّل كما أراد له المرزا.

فالحديث –حتى حسب نصّ المرزا- يتحدث عن الغرباء ويمجّد الغرباء، وهم أقوام يأتون في آخر الزمان يفرّون بدينهم ليجتمعوا مع عيسى عليه السلام حين ينزل، ولا يقول الحديث البتة أنهم يفرّون بدينهم كما فعل المسيح. مع أنّ المسيح لم يفرّ بدينه، حتى حسب هراء المرزا الكشميري، بل ذهب إلى تبليغ الدعوة إلى بني إسرائيل الآخرين.

  8 أكتوبر 2021

  • الاربعاء PM 02:49
    2022-08-31
  • 906
Powered by: GateGold