المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412386
يتصفح الموقع حاليا : 378

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 946: أصل دعواه

يقول المرزا:

إن أصل ادّعائي هو وفاة عيسى عليه السلام. (محاضرة سيالكوت)

قلتُ: كذب المرزا، فهذا ليس أصل دعواه، وليس له أيّ علاقة بدعواه.. بل ظلّ يقول بحياة المسيح رغم تلقيه معظم ما تلقاه من وحي خلال حياته.

إنما أصل دعوى المرزا هو ما أعلن عنه في البراهين التجارية وما بعده من كتب، أي هو الأمر الذي ظلّ قائما عليه من أول يوم من دون تغيير، ألا وهو استمرار الوحي المتضمّن نبوءات وتعاليم وتفسيرات، واستمرار الخوارق [المعجزات]. فأدلة صدق الدين عند المرزا آياته المتجددة، لا ما ورد في كتبه السابقة من قصص. فهذا هو أصل دعوى المرزا، وهذا الأساس لا يتأثر بحياة المسيح ولا بوفاته.

يقول المرزا:

القصص المجرّدة لا تهب اليقين، وليس فيها قوّة تجذب إلى ربّ العالمين. وإنما الجذب في الآيات المشهودة، والكرامات الموجودة. (الاستفتاء، ص 30)

ويقول:

إن وسيلة العلم الكامل التي بها نشاهد الله تعالى، وإن الماءَ المطهِّر من الأدران الذي تزول به جميع الشكوك، وإن المِرآة الصافية التي تُري طلعةَ الإله العلي.. إنما هي المكالمة الإلهية. (فلسفة تعاليم الإسلام، ص 139)

ويقول:

المعجزات والكرامات القديمة تصبح قصصا بعد مرور الزمن، وفي نهاية المطاف تخالج الأجيالَ القادمة شكوكٌ وشبهاتٌ عن المعجزات السابقة أيضا حين يرون أنفسهم محرومين من كل ما هو خارق للعادة. (شهادة القرآن)

ويقول:

القصصُ التي تقدَّمُ معجزاتٍ- سواء أكان مقدِّمها مسلما، أو مسيحيا...- كلها أمور سخيفة وتافهة لا جدوى منها، ولا أهمية لها على الإطلاق ما لم يصحبها مثال حيٌّ. والدين الصادق هو ذلك الذي يرافقه المثال الحي. (ترياق القلوب)

والمثال الحيّ عند المرزا هو المعجزات أو الخوارق التي تجري على يد الوليّ أو الإمام، مثل مسرور!!

ويقول:

هل يمكن لعقل إنسان أن يقبل مثل هذا الفشل الذريع؛ إذ نجد في أنفسنا رغبة عارمة وشعورًا قويًا بالحاجة إلى تلك المعرفة التامة التي لا تكتمل بدون المكالمة والمخاطبة الإلهية والآيات العظيمة، فكيف يُتوقع من رحمة الله تعالى في هذه الحالة أن تغلق علينا باب الوحي. هل تغيرت قلوبنا في هذا العصر؟ أم تغير الإله نفسه؟! يمكن أن نقبل بأن وحي شخص واحد في بعض العصور كان يكفل تنمية المعرفة لدى مئات الألوف من الناس بحيث لم تكن ثمة ضرورة أن يتلقى كل فرد منهم وحيًا، ولكن ما لا نستطيع أن نقبله هو أن تُطوى صحيفة الوحي بشكل نهائي؛ فلا يبقى في أيدينا سوى قصص وأساطير لم نشهدها ولم نجربها بأنفسنا. والواضح أنه لو ظل أمر من الأمور يُنقل عبر الأجيال لمئات السنين كانتقال القصص الخرافية دون أن يظهر ما يصدّقه من الأدلة القوية والنماذج الجديدة فلا يمكن لبعض الطبائع الفلسفية أن تقبله، ولا سيما إذا كانت هذه القصص تتكلم عن أمور تبدو لنا في عصرنا الحاضر مخالفة للقياس. ولهذا السبب نفسه أخذ أصحاب الطبائع الفلسفية يستهزئون بمثل هذه الكرامات كلما تقادم عليها الزمن، بل أصبحوا يشككون في صدقها، وهذا حقهم، لأنهم فكّروا أنه إذا كان الله هُوَ هُوَ ، وصفاته هِيَ هِيَ ، وحاجات الإنسان هِيَ هِيَ، فلماذا انقطعت سلسلة الإلهام، في حين أن الأرواح كلها تنادي بأعلى صوتها بأنها بحاجة إلى المعرفة المتجددة. (ضرورة الإمام)

ويقول:

إن لم تصدر مني الإنجازات والخوارق التي ينبغي ظهورها من المؤيَّد من الله - سبحانه وتعالى - فلا تؤمنوا بي. (السراج المنير)

فهذه هي قضية المرزا التي ظلّ يدندن حولها منذ عام 1882 بلا توقّف، وملأ براهينه التجارية بها. أما حياة المسيح فقد ظلّ يقول بها حتى عام 1890، وكان يمكن أن يظلّ يقول بذلك حتى موته من دون أن تتأثر دعواه التجارية أدنى تأثّر.

 25 أكتوبر 2021

  • الاربعاء PM 01:54
    2022-08-31
  • 695
Powered by: GateGold