المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413652
يتصفح الموقع حاليا : 239

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 948: زعمه أنّ القتْلَ كان جزاء كلّ وثني في مكة وغيرها بسبب جرائم القتل التي ارتكبها

هل أجبرَ الإسلامُ عرب الجزيرة على الإسلام؟

هناك رأيان في ذلك؛

أولهما أنه لم يجبرهم، بل نهى عن الإجبار كله، ونهى عن أيّ إكراه في الدين. وقد أسلَموا مع مرور الزمن.

وثانيهما أنه أجبرهم على الإسلام عند نزول سورة التوبة في السنة العاشرة للهجرة، وأمهلهم 4 أشهر، فإما أن يرحَلُوا وإما أنْ يُسْلِموا، وإلا قُتلوا.

وإذا سئل القائلون بالرأي الثاني عن آية {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، قال بعضهم إنها منسوخة، وقال بعضهم إنها خاصة باليهود والنصارى. وإذا سئلوا عن الحكمة في إجبار الناس على اعتناق دين ليسوا مقتنعين به! لم يعجزوا عن إبداع حِكمة مِن أذهانهم، كقولهم: لقد أراد الإسلام أن تكون الجزيرة العربية قلعته الأبدية، فقرّر تنظيفها مِن الوثنيين، أو: لقد أمر الإسلام بتنظيف العالم كله مِن الوثنية بالقوة، لأنّ الوثنية لوثَةٌ ضارة. أو: إجبارهم فيه مصلحة لأولادهم، فلماذا لا نسعى لمصلحة ذرية الجاهلين؟

أما قول الميرزا فيسهل نقضُه، لأنه مجردُ تلفيق كاذب، وتناقض صارخ، وهراء بعضه يهدم بعض.

يقول الميرزا:

"ولو قيل إنّ جعْل العرب مسلمين عنوةً كان جائزًا، فهو زعمٌ لا يثبُت من القرآن المجيد مطلقا، إنما يثبت من القرآن أن العرب كلهم كانوا قد آذوا النبي صلى الله عليه وسلم إيذاء شديدا، وقتلوا كثيرا من الرجال والنساء من أصحابه، وأخرجوا مَن نجوا مِن سيوفهم مِن أوطانهم، لذا فكل أولئك الذين ارتكبوا منهم جريمة القتل أو أعانوا عليها كانوا يستحقّون القتل بالقتل عند الله، وكان القتل قصاصًا هو الحكم الأساس فيهم، ولكن الله أرحم الراحمين خفّف عنهم وقال إن من اعتنق منهم الإسلام فسوف يعفى عنه جرمه الذي استوجب به الإعدامَ. فشتان بين هذه الرحمة والإكراه؟" (سفينة نوح، ص67)

فلنوضح الآن أقواله في نقاط:

1: لا يثبت مِن القرآن جواز إجبار العرب على اعتناق الإسلام.

2: يجوز إجبار العرب على اعتناق الإسلام، لأنّهم "قتلوا كثيرا من الرجال والنساء من الصحابة، وأخرجوا البقية من أوطانهم، فاستحقوا القتل".

3: مَن أسلَمَ مِن هؤلاء الوثنيين المستحقين القتل فيُلغى حكمُ إعدامه.

التعليق:

1: النقطة الأولى والثانية متناقضتان تناقضا كلّيّا.

2: ما قيمة إيراد العبارة الأولى في هذه الفقرة وهو ينقضها كليّا بُعَيْد ذلك؟

3: الميرزا يكذب كذبا مستطيرا حين يزعم أن الوثنيين قتلوا كثيرا من الصحابة قبل الهجرة وقبل التفكير بها، مع أننا لا نعثر في السيرة على أيّ حكم بالإعدام، بل كل ما في الأمر تعذيب متواصل يكاد يقتصر على العبيد، ثم قَتْلِ سمية وزوجها ياسر في لحظة غضب ألَمَّتْ بسيّدهم الوثني.. بل تذكر لنا السيرة أنّ حمزةَ مثلا كان يضرب أبا جهل مِن دون أن يتجرأ أحد على الدفاع عنه.

أي أننا لا نعرف أحدا من المسلمين الأحرار قد قُتِل في تلك الفترة، بل نعرف أنّ العديد من الوثنيين كانوا يُجيرون المسلمين [يمنحونهم "لجوءا سياسيا"]. ولا نعرف سيدا رفض أن يبيع عبده المسلم حتى يتلذّذ بتعذيبه مثلا.

وكيف للوثنيين جميعا أن يشاركوا في قتل المسلمين بينما نجد قبيلة خزاعة الوثنية قد تحالفت مع المسلمين بعد صلح الحديبية. فهل شاركتْ في قتلهم وهي في حِلْفٍ معهم؟ فهل يُحكم بإعدام أهل الجزيرة عن آخرهم لمجرد قَتْل بضعةِ مسلمين خلال 13 سنة على يدِ بضعة وثنيين؟!!

لو كان الإعدامُ هو الحكم الصادر بسبب قتْلهم كثيرا مِن المسلمين، لطبّقَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم هذا الحكمَ عند فتح مكة، لكننا لا نعثر على أي إشارة إلى إجبار أحد مِن مكة على اعتناق الإسلام، أو تخييرهم بين الإسلام وبين القتل، أو إخبارهم أنه قد حُكم بإعدامهم إلا أنْ يُسلموا. لكنّ المرزا لا يتورّع عن الكذب في ردوده بسبب جهله وكرهه للحوار بالحسنى.

  • الاربعاء AM 11:38
    2022-08-31
  • 684
Powered by: GateGold