المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409095
يتصفح الموقع حاليا : 235

البحث

البحث

عرض المادة

الكذبة 971: زعمه أنّ القرآن مليء بالنبوءات، وأنّ الله يُطْلع المؤمن على كثير من النبوءات

يقول المرزا:

"يجب أن يبين [كلام الله] كثيرا مِن النبوءات والأخبار الغيبية، ثم يُري تحقُّقَها ويُثبت لطالبِ الحقِّ صفةَ عِلم الغيب التي هي صفة خاصة بالله سبحانه". (البراهين التجارية الرابع)

قلتُ: لا بدّ أنه قصد بقوله هذا الدعوة إلى الإلحاد، لأنّه أوجبَ على كلام الله أن يشتمل على ما ليس فيه، حتى إذا نظر الناس في القرآن فلم يجدوا فيه ما أوجَبَه المرزا، قالوا: القرآن ليس كلام الله.

وإلا، أين أنباء الغيب القرآنية الكثيرة؟ بل هي نبوءات قليلة، ثم إنّ هذه القليلة بشارات لا نبوءات أصلا، أي بشارات بالانتصار الفكري والمادي، أو تحذيرات، أي تحذيرات للكافرين بالعذاب، والتحذيرات ليست نبوءات أصلا. أي أننا إذا أزلنا صفة النبوءة عن هذه البشارات وهذه الإنذارات، فلن يبقى في القرآن سوى نبوءةِ "غُلبت الروم" التي  يمكن أن تكون بشارة أيضا. وعلى فرض أنها نبوءة فهي ليست كثيرة، بل واحدة. فالقرآن ليس فيه كثير مِن النبوءات والأخبار الغيبية، ولم يُرِ تحقُّقَها للصحابة والتابعين، ولم ويُثبت لطالبِ الحقِّ منهم صفةَ عِلم الغيب بكثرة هذه النبوءات، بل قرأنا على العكس من ذلك، مثل الآية: {وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ} (الأعراف 188). ولم يرد في أيّ رواية أنّ الله كان يُطلع الصحابة على كثير من الغيب، ولا قليله.

ويتابع المرزا:

اتِّباعُ القرآنِ اتباعًا صادقا يجعل الإنسانَ... جديرا بأنْ يخاطبه الله، ويخلق فيه أنوارا، ويجعل الفيوض من الغيب والتأييدات الخالية مِن الريب حليفة له... وينزل عليه من الله تعالى كلامٌ عذب وممتع يتبين له بواسطته كل حين وآن أنه قد أُوصل إلى هذه المقامات الخاصة بأحباء الله تعالى. (البراهين التجاري الرابع)

قلتُ: كذَبَ المرزا؛ ذلك أننا نعرف الملايين ممن اتبعوا القرآن اتِّباعًا صادقا، ولا نعرف أحدا منهم أعلن أنّ الله يخاطبه ويوحي إليه أو يُطْلِعه على الغيب. 

فإن زعم زاعم أنّ القرآن تنبأ بشقّ الشوارع وحفر الآبار وغزو الفضاء والحرب العالمية الرابعة، قلتُ: هذه لم يرَها الصحابة ولا التابعون على فرض وجودها، فهل ظلّ القرآن لا يتّصف بصفة كلام الله حتى القرن العشرين؟!

ويتابع المرزا قائلا:

ومنذ أن ظهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم... بلَغَ آلافٌ من ذوي السعادةِ والقدرةِ المدارجَ العالية المذكورة آنفا، ولا يزال يبلغون..

وقد شرح المرزا ذلك بقوله:

ويرى [المرء من هؤلاء] أنوارَ الله تعالى نازلةً عليه كالمطر الغزير؛ فتُلقي تلك الأنوار بظلها عليه تارةً بصورة أخبار غيبية وتارة بصورة علوم ومعارف وأحيانا أخرى بصورة أخلاق فاضلة. (البراهين الرابع)

قلتُ: لو صحَّ ذلك لرأينا خليفة الأحمدية يُخبر جماعته والعالم بنبوءة واحدة، رغم أننا تحدّيناه.. بل لرأينا الآلاف من جماعة الـ 200 مليون كذاب يُظهرون للعالم هذه النبوءات الخارقة، وهذه العلوم الربانية الغزيرة، لكنّهم يفرّون من أيّ حوار، مهما بلغ من المودة ومن السلام.

  • الاربعاء AM 11:08
    2022-08-31
  • 763
Powered by: GateGold