المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413138
يتصفح الموقع حاليا : 266

البحث

البحث

عرض المادة

الشك في الرسول

وآخر ما أذاعه المفترون على الإسلام أن قالوا: إنكم تؤمنون بأن محمدا ً مبلغ عن ربه، والواقع ينقض ذلك، لأن محمدا نشأ في جزيرة العرب، مع إخـوان عاصروه، ومن الذين عاصروه عمربن الخطاب، وكان عمر أشار برأي، وأبو بكرأشار برأي، فأخذ الرسول برأي أبي بكر، فلما نزل قوله تعالى: " مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) " الأنفال: 67،68.

قالـوا: إذن فعمـر كان له رأي أصح مـن رأي محمد وأبي بكر. إذن فقد ثبت أن مثل محمد من العرب يستطيع أن يأتي بأشياء عجيبة ومتميزة، بدليل مسألة عمر هذه، وبدليل أشياء كثيرة سبق فيها عمر القرآن، هذا قولهم مع خطئهم في سبق عمر للقرآن، بل هو موافقة القرآن لعمر. 

نقول: هذا صحيح مثل اتخاذ مقام إبراهيم مصلى أو مثل الحجاب. وغيرهما، وهـذه ملحظيته لو أن الناس فطنوا إليها لأكـد ذلـك صدق القرآن فيمـا يأتي من القضايـا التي تتصل بالفطرة السليمة. 

فـكأن القـرآن ترك لمثـل عمر أشـياء يقترحهـا بفطرته الصافيـة، ليدل على أن الفطـرة الصافية تصل ما بينها وبين تشريع السماء. 

ولكـن أين كانـت فطرة عمـر الصافية يـوم أراد أن يقتل رسـول الله؟ أين كانت فطرته الصافية يـوم عاداه؛ ويوم أن ذهب إلى أخته ليقتلها لأنها أسلمت؟ 

إذن فالفطـرة الصافية هي التي نفض عنها الإسـلام غبار الجاهليـة، ولـو تركت بغير إسـلام لكانت فطرة منطمسـة. فالإسـلام أزاح عنها الغشـاوة التي لحقتها، والتراكمات التي أحدثتهـا الجاهليـة، ولذلك يقولها عمر نفسـه: «مـن أنا لولا الإسلام»؟ 

مـا العلة في أن يكـون عمر موجودا مع رسـول الله صلى الله عليه وسلم، ورسول الله يوحى إليه، فيقترح عمرأشياء، فيأتي بها القرآن؟ هذا هو الذي يجب ان يسأل عنه ؟ 

العلـة: أن الله يريـد أن يقول لنـا: أنا لم أتعبدكم بشـيء يخالـف الفطرة السـليمة، ولو أن فطرة سـليمة فكرت بحق لوصلت إلى ما يريد الإسـلام من تشريع، ولكن من يضمن أن الفطرة صافية؟ 

إذا جئت بمصباح تعلوه أتربة وأوساخ، فإن الضوء يحجب من المصباح، أما إذا أزحت هذا الغبار فإن نوره يسطع.

وأنت لـم تأت بزيادة سـوى أنك صقلت الفطـرة، فتجلت الفطـرة بنصاعتها الطبيعيـة، فكأن الله تعالـى بتركه كثيرا مـن القضايا ليكتشـفها تابع من أتباع الرسـولصلى الله عليه وسلم، أخلص فكـرهللدعوة ولله، وصقلت فطرته، يقول لنا: إن هذهالفطرة تسـتطيع أن تصل إلى قضايا الدين، فالله تعالى يثبت لنا أن هذه المسائل لو لم تنزل من السماء لنبعت من صفاء الفطرة في الأرض.

  • الاربعاء PM 10:35
    2022-08-24
  • 1018
Powered by: GateGold