المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412204
يتصفح الموقع حاليا : 305

البحث

البحث

عرض المادة

الرعب يجتاح الجيب الصهيوني

تتميز الأعمال الفنية (الأدبية والتشكيلية) بأنها تقدم رسالتها من خلال المجاز، ومن خلال التلميح لا التصريح، وهذا يوسع من رقعة الحرية أمام مؤلف العمل، إذ يمكنه أن يتناول موضوعات لا يمكن لرجل السياسة أن يتناولها، أي أن بوسعه أن يتناول موضوعات لا يمكن لرجل السياسة أن يتناولها، وبعبارةٍ أخرى فهو يتناول "المسكوت عنه" كما نقول هذه الأيام. كما أن الأعمال الفنية تعبر عن المكنونات الخفية للوجدان واللاشعور، بطريقةٍ قد تتجاوز إرادة مؤلف العمل.  

انظر على سبيل المثال لقصة الروائي الإسرائيلي أبراهام يهوشوا، فهذا الروائي يؤمن إيماناً عميقاً بالأيديولوجية الصهيونية ويدافع عنها بكل جوارحه، مع هذا كتب قصة قصيرة بعنوان "في مواجهة الغابة"، وصفها النقاد والمعلقون والسياسيون في الدولة الصهيونية بأنها هدامة وانتحارية.  

تتناول القصة بعض الأحداث في حياة طالب إسرائيل يكتب دراسة عن ممالك الفرنجة. وإشارة الكاتب لممالك الفرنجة مسألة ذات دلالة عميقة، فالوجدان الاستيطاني الإحلالي الصهيوني مشغول إلى درجة محمومة بهذه الممالك، التي كانت تجربة استيطانية إحلالية دامت زهاء قرنين من الزمان، ولكنها لم تنجح في أن تضرب جذوراً في الأرض العربية، ولذا كان مآلها الاختفاء. وقد عُيِّن الطالب حارساً لغابةٍ غرسها الصندوق القومي اليهودي في موقع قرية عربية أزالها الصهاينة مع ما أزالوه من قرى ومدن. وكانت كل شجرة في الغابة تحمل اسم أحد المساهمين من الصهاينة التوطينيين من يهود الخارج. ومرة أخرى تحمل التفاصيل كثيراً عن الدلالات العميقة. فإزالة القرية العربية هو محاولة لفرض الرؤية الصهيونية القائلة بأن فلسطين "أرض بلا شعب"، وهي جريمة يسهم فيها صهاينة الخارج.  

وتستمر أحداث القصة، إذ يقابل الطالب/الحارس عجوزاً أبكم من أهل القرية العربية التي أُزيلت، وتنشأ علاقة مركبة بين الحارس الإسرائيلي والعجوز العربي، فالإسرائيلي يخشى انتقام العربي، ولكنه مع هذا يجد نفسه منجذباً إليه بصورة غير عادية، بل إنه يكتشف أنه يحاول، بلا وعي، مساعدة العربي في إشعال النار بالغابة. وفي النهايـة، عنـدما يـنجح العربي في أن يضرم النار في الغابة كلها، يتخلص البطل من كل مشاعره المكبوتة. ولكن ما هي هذه المشاعر المكبوتة؟ لا تخبرنا القصة شيئاً، ومع هذا لـيس مـن الصـعب أن نخمن، فالحارس الإسرائيلي يعرف أنه يعيش في كذبةٍ كبرى، ففلسطين عامرة بسـكانها، وتاريخ ممالك الفرنجة التي زالت وولت ولم يبق منها سوى بعض الأطلال تحـوم فـي وجدانه، وحينما يظهر العجوز العربي تسنح أمام الحارس الإسرائيلي فرصة التخلص من حالة الكذب التي يعيش منها، والتي لا يمكنه أن يواجهها، ولهذا يشعر الحارس بالراحـة حينما تحترق الغابة.  

 ولا أدري مدى تأثر المخرجة السينمائية الإسرائيلية راشيل ليه جونز بهذه القصة، فقد قدمت فيلماً بعنوان "٥٠٠ دونم في القمر" (في المهرجان السنوي الثالث عشر للأفلام المتعلقة بحقوق الإنسان والذي عُقد في نيويورك في النصف الثاني من شهر يونيو /حزيران ٢٠٠٢ .( وقد بدأت المخرجة حياتها مثل أي مستوطنة صهيونية، إذ هاجرت من الولايات المتحدة واستقرت في مستوطنة للفنانين تسمى "عين هود" تقع عند سفح جبل الكرمل، أسسها عام 1953 فنان يهودي جاء من رومانيا، وذلك على أنقاض قرية فلسطينية تُدعى "عين حوض".  وقد أُعجب الفنان الروماني بجمال القرية فحولها إلى مستعمرة للفنانين والسياح. وقد سُحرت مخرجة الفيلم بجمال بيوت القرية المبنية من الحجارة وبطرقها الضيقة المنحدرة.  

 ولكن مخرجة الفيلم تدرك تدريجياً كذب الأسطورة الصهيونية إذ بدأ تعرف أن قرية عين حوض الفلسطينية لم تختف تماماً أثناء حرب ١٩٤٨ .فرغم أن معظم أهل القرية رحلوا واستقروا في مخيم جنين (تتضمن الفيلم حواراً معهم)، فإن أسرة أبو حلمي صممت بل أسست قرية عربية جديدة على بعد ميل واحد من القرية القديمة (لا يختلف هذا كثيراً عن الطرق الالتفافية التي يشيدها المستوطنون الصهاينة في الضفة الغربية لتحاشي رؤية القرى العربية، فبعد أن اكتشفوا أن فلسطين ليست "أرضاً بلا شعب"، قرروا أن يجعلوا منها "أرضاً لا نريد أن نرى أصحابها الأصليين" وقد أصبحت القرية العربية الجديدة كأنها شبح يطارد القرية الاستيطانية، تماماً مثل العجوز الأبكم في قصة يهوشاوا). وتعيش القريتان جنباً إلى جنب، ولكنهما لا يتقاطعان، بل إن عدم التفاهم والمرارة يتزايدان، لأن الصراع بين القريتين متجدد في التاريخ الذي يحاول الإسرائيليون تناسيه (كما تقول المخرجة).

وقد لاحظت المخرجة أن الأسطورة الصهيونية والدعاية الإسرائيلية يستبعدان التاريخ، بحيث تصبح فلسطين مجرد قطعة أرض لا تاريخ لها. وينتج عن هذا أيضاً فصل الأسباب عن النتائج. فالصهاينة يتحدثون عن الإرهاب الفلسطيني ولا يتحدثون قط عن المستوطنات الصهيونية أو البطش العسكري الإسرائيلي. وهذا ما أكدته المخرجة في حديث لها إذ قالت "إن إسرائيل التي نشأنا فيها، هي مجرد جزء من القصة الكاملة، وهو جزء مشوه ... تنشأ في إسرائيل فترى الأطلال من حولك في كل مكان، ولكنهم يجعلونك تصدق أن هذه الأطلال جزء من تاريخ قديم موغل في القدم. ولكنني الآن أعرف أن هذه الأطلال لا يزيد عمرها عن ثلاثين أو أربعين عاماً". وإذا كان الإسرائيليون ينسون أو يتناسون التاريخ فإن الفيلم يذكِّر الجميع بأن المقهى الذي يتجمع فيه الفنانون في المستوطنة الصهيونية كان في يوم من الأيام مسجد القرية. وحينما يتباهى مستوطن صهيوني وزوجته بأصالة منزلهما المبني من الأحجار، فإن الفيلم يذكرنا بأن هذه الأحجار بل نوافذ المنزل كلها مأخوذة من بيوت عربية. وتضيف المخرجة أن الإسرائيليين يتصورون أن هذه المنازل عبارة عن أشياء "عثروا عليها" يمكنهم استخدامها ليشكلوا أعمالهم الفنية! ولكنك لو ألقيت نظرة واحدة على المواد التي بُنيت منها المنازل فإنك ستلاحظ أنها تصرخ باللهجة الفلسطينية.  

 وحتى ينسى المستوطنون الصهاينة التاريخ فقد زرعوا غابة كثيفة من أشجار السرو ليحجبوا القرية العربية الجديدة، التي يقطنها في الوقت الحاضر ٢٥٠ فلسطيني. ولكن السلطات الإسرائيلية لم تعترف بها (لذا فالقرية محرومة من الماء والكهرباء) لأنها بُنيت في منطقة خضراء، أي "أنها أرض تقرر أن تكون حديقة عامة" حسب خريطة اعتمدتها الدولة الصهيونية عام ١٩٦٥

 ولكن الفلسطينيين لم ينسوا الماضي مطلقاً لأن وجودهم الحالي سواء في جنين أو في قرية عين حوض الجديدة وجود مؤقت. ويقول محمد أبو الهيحا، وهو من أحفاد أبو حلمي:  "نحن نكره أشجار السرو اليهودية". وفي عام ١٩٩٨ اندلعت النيران في غابة السرو فظهرت القرية العربية (ألا يذكرنا هذا بقصة يهوشاوا). واكتشفت المخرجة الإسرائيلية الحقيقة، واكتشفت أن الحاضر ليس معزولاً عن الماضي وعن التاريخ وكما قالت: "إذا كنا نريد أن نفهم أين نحن الآن فعلينا أن نعود للماضي".

والفيلم الذي أخرجته راشيل ليه جونز هو إسهام في عملية استرجاع التاريخ الذي يحاول الصهاينة تناسيه وإلغاءه. ولعل عرض مثل هذا الفيلم في نيويورك ثم التعليق عليه في صحيفة نيويورك تايمز ( ١٧ يونيو /حزيران ٢٠٠٢ (يبينان أن الصهاينة بدأوا يخسرون بعض المواقع في خضم المعركة الإعلامية المستمرة.  

 

الرعب يجتاح الجيب الصهيوني

  

حينما تتصاعد المقاومة العربية للغزوة الصهيونية، يبدأ الوجدان الإسـرائيلي فـي الشـعور بورطته التاريخية: كتلة بشرية تم نقلها من أوروبا ثم غُرست غرساً في فلسطين، فـي وسـط العالم العربي فقسمته إلى قسمين ثم طردت الفلسطينيين من أرضهم وأرض أجدادهم. وكـان الصهاينة الأوائل يتصورون أن الفلسطينيين سيختفون من على وجه الأرض، مثلمـا اختفـى السكان الأصليون في أمريكا. ولكن الفلسطينيين لم يختفوا بل تجمعوا ونظمـوا أنفسـهم فـي حركة مقاومة آخذة في التصاعد. ولذا قال الشاعر الإسـرائيلي حـاييم جـوري بمـرارة إن "المستوطن الإسرائيلي يُولد وفي داخله السكين الذي سيذبحه". وعنـدما انـدلعت الانتفاضـة الأولى، كتب الشاعر إفرايم سيدون قصيدة (رفض التليفزيون الإسرائيلي إذاعتها) رسم فيهـا صورة فكاهية سوداء للإسرائيليين الذين يتجاهلون النار المشتعلة حولهم. فالأب جالس تأكـل النيران قدميه، ولكن الأم لا تضطرب لأن الأب لديه قدم صناعية. ثم يغني الأب والأم قائلين:  "لقد أثبتنا للنار بشكل واضح ... من هو الرجل هنا، ومن الحاكم".

 ومع اندلاع انتفاضة الأقصى بدأ الوجدان الإسرائيلي يشعر مرة أخرى بالوجود الفلسطيني وبالمقاومة الفلسطينية. ويتحدث الأديب عاموس ألون (نيويورك ريفيو أوف بوكس، ٢٣ مايو /أيار ٢٠٠٢ (عن الإحساس بالخوف الذي اجتاح المجتمع الإسرائيلي، وكيف أن المحلات أُغلقت، وانتشر الجنود في كل مكان. وحين ذهب إلى مكتبة الجامعة العبرية (وهذا قبل العملية الاستشهادية في كافتيريا الجامعة) لم يجد سوى ثلاثة أشخاص في مكان كان يقدم الخدمات لعشرين ألف طالب. وعندما ذهب إلى عيادة أحد الأطباء سمع الممرضة تقول إنها وكل الممرضات سيتوقفن عن العمل في غضون ساعة إن لم يُعين جندي للحراسة.  

 وقد نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت ( ١٢ إبريل /نيسان ٢٠٠٢ (مقالاً ساخراً للكاتب الفكاهي الإسرائيلي ب مايكيل بعنوان "أغيثونا".

 يبدأ المقال بالكلمات التالية: "المطلوب من القراء الذين يعيشون بالقرب من البحر أن يقطعوا هذه المذكرة، وأن يترجموها إلى الإنجليزية ويطووها بعناية ثم يضعوها في زجاجة مغلقة، ويلقوا بها في البحر، ولهم في النهاية أن يتمنوا خيراً". أما المذكرة فجاء فيها ما يلي:  

إلى كل الناس الطيبين الذين سيعثرون على هذه المذكرة، هذه الرسالة التي 

وصلتكم هي من رجال ونساء وأطفال حُوصروا في مكانٍ منعزل في الشرق 

الأوسط.

نحن أناس طيبون، ولكن نتيجة حادثة تصويت حادة [أي انتخاب شارون] وجدنا أنفسنا تحت رحمة مجموعة من القيادات الفريدة في غبائها: معظمهم جنرالات ولواءات ورجال دين وغير ذلك من رجال العصابات.  

هؤلاء الأشرار يُصرِّون على أن الإله نفسه هو الذي طلب منهم أن يحاربوا بلا نهاية من أجل قطعة من الأرض لا فائدة تُرجى منها [إشارة على المستوطنات في الضفة الغربية] يقولون إنها مقدسة بالنسبة لهم، وهم يفرضون علينا أن نموِّل حروبهم بل وأن نشترك فيها بشكل مباشر أحياناً.

إن وجدتم هذه المذكرة، نرجو أن تأخذوها إلى قياداتكم. فهذه آخر وسيلة للاتصال. فالتليفزيون والإذاعة تتحكم فيها حكومتنا وعملاؤها ... لا يزال عندنا بعض الطعام والماء، ولكن لم يبق سوى قطرات بسيطة في مخزوننا من العقل والحكمة.  

التوقيع  

(الجبهة الشعبية لتحرير الناس العاديين)

ونصادف نفس الاستجابة الكوميدية السوداء في البرنامج التليفزيوني "في إسرائيل فقطالذي يقدمه ايريز طال وأورنا باناي. ويتكون البرنامج من مشاهد تمثيلية قصيرة تبـين أثـر الانتفاضة على المجتمع الإسرائيلي. وتبدأ إحدى التمثيليات برجلٍ وحبيبته يذهبان إلـى أحـد المطاعم ويجلسان على مائدةٍ يحرسهما حارس مدجج بالسلاح ويطلبان عشاء، ولكـن حينمـا يفتح النادل زجاجة الشامبانيا يلقي الرجل وحبيبته بنفسهما على الأرض ثم تصرخ المرأة فـي النادل: "هل أنت مجنون؟ ما الذي يجعلك تفتح الزجاجات بهذه الطريقة؟". وكأن هناك طريقـة أخرى لفتح الزجاجة. ثم يعود الرجل وحبيبته إلى المائدة، ولكي يتخلصا بعض الشـيء مـن خوفهما يغنيان أغنيةً عن الليل الجميل، ولكن الرجل يُسقط كوباً من الماء عن طريق الخطـأ فيتحطم، فيلقي الحبيبان بنفسهما مرة أخرى على الأرض، ثم يعودان إلى المائدة مـرة ثالثـة، ويحاولان تهدئة الخوف فيغنيان أحد أناشيد حركة السلام الإسرائيلية ويطلقان بالونـاً، ولكـن البالون ينفجر فيلقيان بنفسهما مرة ثالثة على الأرض وتصرخ المرأة "لا تتركني وحدي. أنا لا أستطيع أن أتحرك"، ولكنها تكتشف أن الرجل قد لاذ بالفرار.  

 وعندما صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، بنيامين بن أليعازر، أن الإسرائيليين لا يشعرون بأي توتر أو قلق بسبب انتفاضة الأقصى بل إنهم فرحون مبتسمون دائماً، أذاع برنامج "في إسرائيل فقط" تصريح الوزير وقد صاحبته أغنية فرحة، ولكن على الشاشة ظهرت صور إحدى الهجمات الفدائية وقد تناثرت الأشلاء وسالت الدماء وهُرعت سيارات الإسعاف.  

 ويشاهد البرنامج حوالي نصف مليون مشاهد، وهو رقم كبير للغاية، خاصة إذا عرفنا أنه يُذاع يوم الجمعة مساءً (بعد ابتداء طقوس السبت) حين يمتنع اليهود الأرثوذكس البالغ عددهم حوالي مليون نسمة عن مشاهدة التليفزيون.  

 ولعل أثر انتفاضة الأقصى يظهر بصورةٍ أوضح في رواية أورلي كاستيل بلوم المعنونة "أشلاء بشرية". والرواية تعكس التنوع (أو ربما عدم التجانس) العِرقي الذي يسم المجتمع الإسرائيلي في الوقت الحاضر. فهناك سمسار أشكنازي وفراش كردي وعارضة أزياء إثيوبية. وتحتك هذه الشخصيات ببعضها البعض في عالم تصفه الروائية بأنه "لم تسقط فيه قبة السماء على الأرض وحسب، بل مادت الأرض ذاتها. وهذا يعود إلى أن الإرهابيين (أي الفدائيين الفلسطينيين) موجودون في كل مكان". ولذا حينما تتأخر صديقة السمسار الأشكنازي فإنه يفترض على الفور أنها سقطت ضحية إحدى الهجمات الاستشهادية. لقد أصبح الرعب من الهجمة التالية ً معلما أساسياً في التجمع الصهيوني إلى درجة أن الروائية تقول:  "إنك حين تضع ابنتك في حافلة، فإنك كمن يلعب الروليت الروسية" (وهي لعبة انتحارية، كان يلعبها الجنود الأمريكيون في فيتنام)

ويمكننا الآن أن ننتقل من عالم الأدب والوجدان إلى عالم الواقع والأرقام، وسنجد أن الأمر لا يختلف كثيراً. فعلى سبيل المثال، تُقدر خسائر الاقتصاد الإسرائيلي من جراء الانتفاضة بما يتراوح بين ٦ بالمئة إلى ٨ بالمئة من إجمالي الناتج القومي (يديعوت أحرونوت، ٢٨ يونيو /حزيران ٢٠٠٢ ،(وكان قطاع السياحة هو الأكثر تضرراً نظراً لعزوف السياح عن التوجه إلى الدولة الصهيونية بسبب المخاوف الأمنية (واشنطن بوست، ١٩ مايو /أيار ٢٠٠٢ .(ووصلت نسبة العاطلين عن العمل خلال عام ٢٠٠١ إلى أكثر من ٢٧٦ ألف شخص، أي ما يزيد عن ١٠ بالمئة من قوة العمل (هاآرتس، ١٣ يونيو /حزيران ٢٠٠٢ ( ويتزايد بصفة مستمرة عدد المستوطنين الصهاينة الذين يتقدمون للحصول على الجنسية الألمانية، حيث بلغ ١٧٥١ في عام ٢٠٠١ ) يديعوت أحرونوت، ١٧ يونيو /حزيران ٢٠٠٢ .( وقد نشرت إحدى الصحف أن عدد النازحين سنوياً يتراوح بين ١٥ و٢٠ ألفاً (هذا الرقم لا يتضمن بطبيعة الحال النازحين الذين يدعون أنهم تركوا إسرائيل لفترة مؤقتة). كما أن ٢٢ بالمئة من الشباب في المرحلة العمرية من ١٨إلى ٣٥ عاماً يودون النزوح عن الدولة الصهيونية. أما أرقام الهجرة إلى إسرائيل فهي تبعث على السخرية، فعدد الذين هاجروا إلى إسرائيل في الأسبوع الثاني من يونيو /حزيران ٢٠٠٢ لم يزد عن ٦١٦ منهم ٤٤٠ مهاجرين من روسيا وأوكرانيا ولم يحضر سوى ٨ من المملكة المتحدة و١٣ من الولايات المتحدة). وقد علق أحدهم على ذلك بقوله "هذه ليست أعداد مهاجرين، إنها أعداد سياح عابرين" (موقع com.israelNN ٩ ،يونيو/حزيران ٢٠٠٢ .(ويُلاحظ أن أكثرية المهاجرين من روسيا وأوكرانيا، أي أنهم من غير اليهود، وقد تنبأ عالم السكان الإسرائيلي سرجيو ديلا برجولا أنه في خلال ثمانية أعوام ستكون الغالبية الساحقة من المهاجرين إلى إسرائيل (٩٤ بالمئة ) من غير اليهود (جيروساليم بوست، ١٢ يونيو/حزيران ٢٠٠٢ .( 

 ولا يمكن تفسير هذه الأرقام إلا في ضوء الرعب الذي يجتاح الجيب الصهيوني والذي يكمن وراءه سبب جوهري، وهو "الانتفاضة الفلسطينية".

  • الخميس PM 04:22
    2022-08-18
  • 1132
Powered by: GateGold