المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412651
يتصفح الموقع حاليا : 331

البحث

البحث

عرض المادة

حرمة مكة

قال الله سبحانه وتعالى: {وإذ جعلنا البيت مثابةً للنّاس وأمنًا واتّخذوا من مقام إبراهيم مصلًّى وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهّرا بيتي للطّائفين والعاكفين والرّكّع السّجود ? وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا بلدًا ءامنًا وارزق أهله من الثّمرات من ءامن منهم بالله واليوم الآخر قال ومن كفر فأمتّعه قليلاً ثمّ أضطرّه إلى عذاب النّار وبئس المصير (1)}.

وقال تعالى: {إنّ أوّل بيت وضع للنّاس للّذي ببكّة مباركًا وهدًى للعالمين ? فيه ءايات بيّنات مقام إبراهيم ومن دخله كان ءامنًا ولله على النّاس حجّ البيت من استطاع إليه سبيلاً ومن كفر فإنّ الله غنيّ عن العالمين (2)}.

وقال سبحانه وتعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا ليبلونّكم الله بشيء من الصّيد تناله أيديكم ورماحكم ليعلم الله من يخافه بالغيب فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب أليم ? ياأيّها الّذين ءامنوا لا تقتلوا الصّيد وأنتم حرم ومن قتله منكم متعمّدًا فجزاء مثل ما قتل من النّعم يحكم به ذوا عدل منكم هديًا بالغ الكعبة أو كفّارة طعام مساكين أو عدل ذلك صيامًا ليذوق وبال أمره عفا الله عمّا سلف ومن عاد فينتقم الله منه والله عزيز ذو انتقام ? 


(1) سورة البقرة، الآية:125 - 126.
(2) سورة آل عمران، الآية:96 - 97.

أحلّ لكم صيد البحر وطعامه متاعًا لكم وللسّيّارة وحرّم عليكم صيد البرّ ما دمتم حرمًا واتّقوا الله الّذي إليه تحشرون ? جعل الله الكعبة البيت الحرام قيامًا للنّاس والشّهر الحرام والهدي والقلائد ذلك لتعلموا أنّ الله يعلم ما في السّموات وما في الأرض وأنّ الله بكلّ شيء عليم (1)}.

وقال تعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا إنّما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا (2)}.

وقال سبحانه وتعالى: {يسألونك عن الشّهر الحرام قتال فيه قل قتال فيه كبير وصدّ عن سبيل الله وكفر به والمسجد الحرام وإخراج أهله منه أكبر عند الله والفتنة أكبر من القتل (3)}.

وقال تعالى: {وإذ قال إبراهيم ربّ اجعل هذا البلد ءامنًا واجنبني وبنيّ أن نعبد الأصنام? ربّ إنّهنّ أضللن كثيرًا من النّاس فمن تبعني فإنّه منّي ومن عصاني فإنّك غفور رحيم? ربّنا إنّي أسكنت من ذرّيّتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربّنا ليقيموا الصّلاة فاجعل أفئدةً من النّاس تهوي إليهم وارزقهم من الثّمرات لعلّهم يشكرون (4)}.

وقال تعالى: {أولم نمكّن لهم حرمًا ءامنًا يجبى إليه ثمرات كلّ شيء رزقًا من لدنّا ولكنّ أكثرهم لا يعلمون (5)}.


(1) سورة المائدة، الآية:94 - 97.
(2) سورة التوبة، الآية:28.
(3) سورة البقرة، الآية:217.
(4) سورة إبراهيم، الآية:35 - 37.
(5) سورة القصص، الآية:57.

وقال تعالى: {وما لهم ألا يعذّبهم الله وهم يصدّون عن المسجد الحرام وما كانوا أولياءه إن أولياؤه إلاّ المتّقون ولكنّ أكثرهم لا يعلمون ? وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاءً وتصديةً فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون (1)}.

وقال تعالى: {أولم يروا أنّا جعلنا حرمًا ءامنًا ويتخطّف النّاس من حولهم أفبالباطل يؤمنون وبنعمة الله يكفرون (2)}.

وقال تعالى: {هم الّذين كفروا وصدّوكم عن المسجد الحرام والهدي معكوفًا أن يبلغ محلّه ولولا رجال مؤمنون ونساء مؤمنات لم تعلموهم أن تطئوهم فتصيبكم منهم معرّة بغير علم ليدخل الله في رحمته من يشاء لو تزيّلوا لعذّبنا الّذين كفروا منهم عذابًا أليمًا (3)}.

وقال تعالى: {إنّ الّذين كفروا ويصدّون عن سبيل الله والمسجد الحرام الّذي جعلناه للنّاس سواءً العاكف فيه والباد ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم (4)}.

وقال تعالى: {ذلك ومن يعظّم حرمات الله فهو خير له عند ربّه (5)}.

وقال تعالى: {ذلك ومن يعظّم شعائر الله فإنّها من تقوى القلوب (6)}.

وقال سبحانه وتعالى: {لا أقسم بهذا البلد ? وأنت حلّ بهذا البلد (7)} أي: مكة.


(1) سورة الأنفال، الآية:.34 - 35.
(2) سورة العنكبوت، الآية:67.
(3) سورة الفتح، الآية:25.
(4) سورةالحج، الآية:25.
(5) سورة الحج، الآية:30.
(6) سورة الحج، الآية:32.
(7) سورة البلد، الآية:1 - 2.

وقال سبحانه وتعالى: {والتّين والزّيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين (1)}. أي: مكة.

وقال سبحانه وتعالى: {ألم تر كيف فعل ربّك بأصحاب الفيل ? ألم يجعل كيدهم في تضليل ? وأرسل عليهم طيرًا أبابيل ? ترميهم بحجارة من سجّيل ? فجعلهم كعصف مأكول (2)}.

وقال سبحانه وتعالى: {لإيلاف قريش ? إيلافهم رحلة الشّتاء والصّيف ? فليعبدوا ربّ هذا البيت ? الّذي أطعمهم من جوع وءامنهم من خوف (3)}.

وقال سبحانه وتعالى: {إنّما أمرت أن أعبد ربّ هذه البلدة الّذي حرّمها وله كلّ شيء وأمرت أن أكون من المسلمين (4)}.

وقال سبحانه وتعالى: {ياأيّها الّذين ءامنوا لا تحلّوا شعائر الله ولا الشّهر الحرام ولا الهدي ولا القلائد ولا ءامّين البيت الحرام يبتغون فضلاً من ربّهم ورضوانًا وإذا حللتم فاصطادوا (5)}.

قال البخاري رحمه الله (ج4 ص41): باب لا يعضد شجر الحرم.

وقال ابن عبّاس رضي الله عنهما عن -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا يعضد شوكه)).

حدّثنا قتيبة، حدّثنا اللّيث، عن سعيد بن أبي سعيد المقبريّ، عن أبي شريح العدويّ أنّه قال لعمرو بن سعيد وهو يبعث البعوث إلى مكّة: ائذن لي أيّها الأمير أحدّثك قولاً قام به رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- للغد من يوم الفتح، فسمعته أذناي، ووعاه قلبي، وأبصرته عيناي حين تكلّم به، إنّه حمد الله وأثنى عليه ثمّ قال: ((إنّ مكّة حرّمها الله ولم يحرّمها النّاس، فلا يحلّ لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك بها دمًا، ولا يعضد بها شجرةً، فإن أحد ترخّص لقتال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقولوا له: إنّ الله أذن لرسوله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولم يأذن لكم، وإنّما أذن لي ساعةً من نهار، وقد عادت حرمتها اليوم كحرمتها بالأمس، وليبلّغ الشّاهد الغائب))، فقيل لأبي شريح: ما قال لك عمرو؟ قال: أنا أعلم بذلك منك يا أبا شريح، إنّ الحرم لا يعيذ عاصيًا، ولا فارًّا بدم، ولا فارًّا بخربة، خربة بليّة.

ثم قال رحمه الله ص (46):باب لا ينفّر صيد الحرم.

حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا عبد الوهّاب، حدّثنا خالد، عن عكرمة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((إنّ الله حرّم مكّة فلم تحلّ لأحد قبلي، ولا تحلّ لأحد بعدي، وإنّما أحلّت لي ساعةً من نهار لا يختلى خلاها، ولا يعضد شجرها، ولا ينفّر صيدها، ولا تلتقط لقطتها إلا لمعرّف)). وقال العبّاس: يا رسول الله إلاّ الإذخر لصاغتنا وقبورنا؟ فقال: ((إلاّ الإذخر)).

ثم قال رحمه الله: باب لا يحلّ القتال بمكّة. وقال أبوشريح رضي الله عنه عن النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((لا يسفك بها دمًا)).

حدّثنا عثمان بن أبي شيبة، حدّثنا جرير، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم افتتح مكّة: ((لا هجرة ولكن جهاد ونيّة، وإذا استنفرتم فانفروا، فإنّ هذا بلد حرّم الله يوم خلق السّموات والأرض، وهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، وإنّه لم يحلّ القتال فيه لأحد قبلي، ولم يحلّ لي إلا ساعةً من نهار، فهو حرام بحرمة الله إلى يوم القيامة، لا يعضد شوكه، ولا ينفّر صيده، ولا يلتقط لقطته، إلا من عرّفها، ولا يختلى خلاها)) قال العبّاس: يا رسول الله إلا الإذخر، فإنّه لقينهم ولبيوتهم؟ قال: قال: ((إلا الإذخر)).

قال البخاري رحمه الله (ج4 ص20): باب قول الله تعالى: (فلا رفث).

حدّثنا سليمان بن حرب، حدّثنا شعبة، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كما ولدته أمّه)).

باب قول الله عزّ وجلّ: {ولا فسوق ولا جدال في الحجّ}.

حدّثنا محمّد بن يوسف، حدّثنا سفيان، عن منصور، عن أبي حازم، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((من حجّ هذا البيت فلم يرفث ولم يفسق، رجع كيوم ولدته أمّه)).

قال الإمام البخاري رحمه الله (ج12 ص210): حدّثنا أبواليمان، أخبرنا شعيب، عن عبد الله بن أبي حسين، حدّثنا نافع بن جبير، عن ابن عبّاس أنّ النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((أبغض النّاس إلى الله ثلاثة: ملحد في الحرم، ومبتغ في الإسلام سنّة الجاهليّة، ومطّلب دم امرئ بغير حقّ ليهريق دمه)).

وأنت إذا نظرت إلى هذه الثلاث الخصال، وإلى أعمال إمام الضلالة الخميني وجدتها تتناوله. والله أعلم.

قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله (ج2 ص136): حدّثنا محمّد بن كناسة، حدّثنا إسحاق بن سعيد، عن أبيه. قال: أتى عبد الله بن عمر عبد الله ابن الزّبير فقال: يا ابن الزّبير إيّاك والإلحاد في حرم الله تبارك وتعالى، فإنّي سمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((إنّه سيلحد فيه رجل من قريش لو وزنت ذنوبه بذنوب الثّقلين لرجحت)) قال: فانظر لا تكونه.

هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، إلا محمد بن كناسة وهو محمد بن عبد الله بن عبد الأعلى المعروف بابن كناسة، وقد وثقه ابن معين وأبوداود والعجلي كما في ((تهذيب التهذيب)).

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج2 ص196): حدّثنا أبوالنّضر، حدّثني إسحاق بن سعيد، حدّثنا سعيد بن عمرو، عن عبد الله بن عمرو قال: أشهد بالله لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((يحلّها ويحلّ به رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثّقلين لوزنتها)).

وقال رحمه الله (ج2 ص219): حدّثنا هاشم، حدّثنا إسحاق يعني ابن سعيد، حدّثنا سعيد بن عمرو قال: أتى عبد الله بن عمرو ابن الزّبير وهو جالس في الحجر فقال: يا ابن الزّبير إيّاك والإلحاد في حرم الله فإنّي أشهد لسمعت رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((يحلّها ويحلّ به رجل من قريش، لو وزنت ذنوبه بذنوب الثّقلين لوزنتها)) قال: ((فانظر أن لا تكون هو يا ابن عمرو فإنّك قد قرأت الكتب وصحبت الرّسول)) -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: فإنّي أشهدك أنّ هذا وجهي إلى الشّام مجاهدًا.

هذا حديث صحيح رجاله رجال الصحيح، قد اختلف فيه على سعيد بن عمرو، فتارة يرويه عن عبد الله بن عمر وتارة، عن عبد الله بن عمرو، ولعله سمعه منهما. والله أعلم.

قال البخاري رحمه الله (ج3 ص573): حدّثنا عليّ بن عبد الله، حدّثني يحيى بن سعيد، حدّثنا فضيل بن غزوان، حدّثنا عكرمة، عن ابن عبّاس رضي الله عنهما أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- خطب النّاس يوم النّحر فقال: ((يا أيّها النّاس أيّ يوم هذا))؟ قالوا: يوم حرام. قال: ((فأيّ بلد هذا))؟ قالوا: بلد حرام. قال: ((فأيّ شهر هذا))؟ قالوا: شهر حرام. قال: ((فإنّ دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في بلدكم هذا، في شهركم هذا))، فأعادها مرارًا ثمّ رفع رأسه فقال: ((اللهمّ هل بلّغت، اللهمّ هل بلّغت)) قال ابن عبّاس رضي الله عنهما فوالّذي نفسي بيده إنّها لوصيّته إلى أمّته، ((فليبلغ الشّاهد الغائب، لا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض)).

حدّثنا حفص بن عمر، حدّثنا شعبة. قال: أخبرني عمرو. قال: سمعت جابر بن زيد. قال: سمعت ابن عبّاس رضي الله عنهما قال: سمعت النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يخطب بعرفات. تابعه ابن عيينة عن عمرو.

ثم قال رحمه الله: حدّثني عبد الله بن محمّد، حدّثنا أبوعامر، حدّثنا قرّة، عن محمّد بن سيرين. قال: أخبرني عبد الرّحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة ورجل أفضل في نفسي من عبد الرّحمن، حميد بن عبد الرّحمن، عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: خطبنا النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم النّحر قال: ((أتدرون أيّ يوم هذا))؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه قال: ((أليس يوم النّحر))؟ قلنا: بلى. قال: ((أيّ شهر هذا))؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه. فقال: ((أليس ذو الحجّة))؟ قلنا: بلى. قال: ((أيّ بلد هذا))؟ قلنا: الله ورسوله أعلم. فسكت حتّى ظننّا أنّه سيسمّيه بغير اسمه. قال: ((أليست بالبلدة الحرام))؟ قلنا: بلى. قال: ((فإنّ دماءكم، وأموالكم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، إلى يوم تلقون ربّكم، ألا هل بلّغت))؟ قالوا: نعم. قال: ((اللهمّ اشهد، فليبلّغ الشّاهد الغائب، فربّ مبلّغ أوعى من سامع، فلا ترجعوا بعدي كفّارًا، يضرب بعضكم رقاب بعض)).

حدّثنا محمّد بن المثنّى، حدّثنا يزيد بن هارون، أخبرنا عاصم بن محمّد ابن زيد، عن أبيه، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بمنًى: ((أتدرون أيّ يوم هذا))؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. فقال: ((فإنّ هذا يوم حرام، أفتدرون أيّ بلد هذا))؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((بلد حرام، أفتدرون أيّ شهر هذا))؟ قالوا: الله ورسوله أعلم. قال: ((شهر حرام، قال: فإنّ الله حرّم عليكم دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا)).

وقال هشام بن الغاز: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما وقف النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يوم النّحر بين الجمرات في الحجّة الّتي حجّ بهذا وقال: ((هذا يوم الحجّ الأكبر)) فطفق النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول: ((اللهمّ اشهد))، وودّع النّاس. فقالوا: هذه حجّة الوداع.

قال البخاري رحمه الله (ج5 ص329): حدّثني عبد الله بن محمّد، حدّثنا عبد الرّزّاق، أخبرنا معمر. قال: أخبرني الزّهريّ. قال: أخبرني عروة بن الزّبير، عن المسور بن مخرمة، ومروان يصدّق كلّ واحد منهما حديث صاحبه قالا: خرج رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- زمن الحديبية حتّى إذا كانوا ببعض الطّريق قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّ خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة، فخذوا ذات اليمين))، فوالله ما شعر بهم خالد حتّى إذا هم بقترة الجيش، فانطلق يركض نذيرًا لقريش، وسار النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حتّى إذا كان بالثّنيّة الّتي يهبط عليهم منها بركت به راحلته، فقال النّاس: حل، حل، فألحّت. فقالوا: خلأت القصواء. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ما خلأت القصواء، وما ذاك لها بخلق، ولكن حبسها حابس الفيل، ثمّ قال: والّذي نفسي بيده لا يسألوني خطّةً يعظّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها))، ثمّ زجرها فوثبت. قال: فعدل عنهم حتّى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء يتبرّضه النّاس تبرّضًا، فلم يلبّثه النّاس حتّى نزحوه، وشكي إلى رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- العطش، فانتزع سهمًا من كنانته ثمّ أمرهم أن يجعلوه فيه فوالله ما زال يجيش لهم بالرّيّ حتّى صدروا عنه، فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعيّ في نفر من قومه من خزاعة، وكانوا عيبة نصح رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- من أهل تهامة فقال: إنّي تركت كعب بن لؤيّ وعامر بن لؤيّ نزلوا أعداد مياه الحديبية، ومعهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادّوك عن البيت. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّا لم نجئ لقتال أحد، ولكنّا جئنا معتمرين، وإنّ قريشًا قد نهكتهم الحرب وأضرّت بهم، فإن شاءوا ماددتهم مدّةً، ويخلّوا بيني وبين النّاس فإن أظهر فإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه النّاس فعلوا، وإلا فقد جمّوا، وإن هم أبوا فوالّذي نفسي بيده لأقاتلنّهم على أمري هذا حتّى تنفرد سالفتي، ولينفذنّ الله أمره)) فقال بديل: سأبلّغهم ما تقول.

قال: فانطلق حتّى أتى قريشًا قال: إنّا جئناكم من هذا الرّجل وسمعناه يقول قولاً فإن شئتم أن نعرضه عليكم فعلنا. فقال سفهاؤهم: لا حاجة لنا أن تخبرونا عنه بشيء. وقال ذوو الرّأي منهم: هات ما سمعته يقول. قال: سمعته يقول كذا وكذا، فحدّثهم بما قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقام عروة بن مسعود فقال: أي قوم ألستم بالوالد؟ قالوا: بلى. قال: أولست بالولد؟ قالوا: بلى. قال: فهل تتّهموني؟ قالوا: لا. قال: ألستم تعلمون أنّي استنفرت أهل عكاظ فلمّا بلّحوا عليّ جئتكم بأهلي وولدي ومن أطاعني؟ قالوا: بلى. قال: فإنّ هذا قد عرض عليكم خطّة رشد اقبلوها ودعوني آته. قالوا: ائته، فأتاه فجعل يكلّم النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نحوًا من قوله لبديل. فقال عروة عند ذلك: أي محمّد أرأيت إن استأصلت أمر قومك هل سمعت بأحد من العرب اجتاح أهله قبلك، وإن تكن الأخرى فإنّي والله لأرى وجوهًا وإنّي لأرى أوشابًا من النّاس خليقًا أن يفرّوا ويدعوك. فقال له أبوبكر الصّدّيق: امصص بظر اللات، أنحن نفرّ عنه وندعه. فقال: من ذا؟ قالوا: أبوبكر. قال: أما والّذي نفسي بيده لولا يد كانت لك عندي لم أجزك بها لأجبتك. قال: وجعل يكلّم النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فكلّما تكلّم كلمةً أخذ بلحيته والمغيرة ابن شعبة قائم على رأس النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ومعه السّيف وعليه المغفر، فكلّما أهوى عروة بيده إلى لحية النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ضرب يده بنعل السّيف وقال له: أخّر يدك عن لحية رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-. فرفع عروة رأسه فقال: من هذا؟ قالوا: المغيرة بن شعبة. فقال: أي غدر ألست أسعى في غدرتك؟! وكان المغيرة صحب قومًا في الجاهليّة فقتلهم وأخذ أموالهم، ثمّ جاء فأسلم. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((أمّا الإسلام فأقبل، وأمّا المال فلست منه في شيء)) ثمّ إنّ عروة جعل يرمق أصحاب النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعينيه.

قال: فوالله ما تنخّم رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون إليه النّظر تعظيمًا له، فرجع عروة إلى أصحابه فقال: أي قوم والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنّجاشيّ، والله إن رأيت ملكًا قطّ يعظّمه أصحابه ما يعظّم أصحاب محمّد -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- محمّدًا، والله إن تنخّم نخامةً إلا وقعت في كفّ رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضّأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلّموا خفضوا أصواتهم عنده وما يحدّون إليه النّظر تعظيمًا له، وإنّه قد عرض عليكم خطّة رشد فاقبلوها. فقال رجل من بني كنانة: دعوني آتيه؟ فقالوا: ائته، فلمّا أشرف على النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وأصحابه قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((هذا فلان، وهو من قوم يعظّمون البدن فابعثوها له)) فبعثت له واستقبله النّاس يلبّون، فلمّا رأى ذلك قال: سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدّوا عن البيت، فلمّا رجع إلى أصحابه قال: رأيت البدن قد قلّدت وأشعرت، فما أرى أن يصدّوا عن البيت، فقام رجل منهم يقال له: مكرز بن حفص فقال: دعوني آتيه.

فقالوا: ائته، فلمّا أشرف عليهم قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- هذا مكرز وهو رجل فاجر، فجعل يكلّم النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فبينما هو يكلّمه إذ جاء سهيل بن عمرو -قال معمر: فأخبرني أيّوب عن عكرمة أنّه لمّا جاء سهيل بن عمرو قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((قد سهل لكم من أمركم)) -قال معمر: قال الزّهريّ في حديثه: فجاء سهيل بن عمرو فقال: هات اكتب بيننا وبينكم كتابًا، فدعا النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الكاتب فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-:)) ? ((. قال سهيل: أمّا الرّحمن فوالله ما أدري ما هو، ولكن اكتب: باسمك اللهمّ، كما كنت تكتب. فقال المسلمون: والله لا نكتبها إلا: ?.

قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((اكتب: باسمك اللهمّ)) ثمّ قال: ((هذا ما قاضى عليه محمّد رسول الله)). فقال سهيل: والله لو كنّا نعلم أنّك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك، ولكن اكتب: محمّد بن عبد الله. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((والله إنّي لرسول الله وإن كذّبتموني، اكتب: محمّد بن عبد الله)) قال الزّهريّ: وذلك لقوله: ((لا يسألوني خطّةً يعظّمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إيّاها)). فقال له النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((على أن تخلّوا بيننا وبين البيت فنطوف به)) فقال سهيل: ((والله لا تتحدّث العرب أنّا أخذنا ضغطةً، ولكن ذلك من العام المقبل)) فكتب. فقال سهيل: وعلى أنّه لا يأتيك منّا رجل وإن كان على دينك، إلا رددته إلينا. قال المسلمون: سبحان الله كيف يردّ إلى المشركين، وقد جاء مسلمًا، فبينما هم كذلك إذ دخل أبوجندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده، وقد خرج من أسفل مكّة، حتّى رمى بنفسه بين أظهر المسلمين. فقال سهيل: هذا يا محمّد أوّل منا أقاضيك عليه، أن تردّه إليّ. فقال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّا لم نقض الكتاب بعد)) قال: فوالله إذًا لم أصالحك على شيء أبدًا. قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((فأجزه لي)) قال: ما أنا بمجيزه لك. قال: ((بلى فافعل)) قال: ما أنا بفاعل. قال مكرز: بل قد أجزناه لك. قال أبوجندل: أي معشر المسلمين، أردّ إلى المشركين وقد جئت مسلمًا، ألا ترون ما قد لقيت، وكان قد عذّب عذابًا شديدًا في الله. قال: فقال عمر بن الخطّاب: فأتيت نبيّ الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فقلت: ألست نبيّ الله حقًّا؟ قال: ((بلى)) قلت: ألسنا على الحقّ، وعدوّنا على الباطل؟ قال: ((بلى)) قلت: فلم نعطي الدّنيّة في ديننا إذًا؟ قال: ((إنّي رسول الله ولست أعصيه، وهو ناصري)) قلت: أوليس كنت تحدّثنا أنّا سنأتي البيت فنطوف به؟ قال: ((بلى فأخبرتك أنّا نأتيه العام))؟ قال: قلت: لا. قال: ((فإنّك آتيه ومطّوّف به)) قال: فأتيت أبا بكر فقلت: يا أبا بكر أليس هذا نبيّ الله حقًّا؟ قال: بلى. قلت: ألسنا على الحقّ، وعدوّنا على الباطل؟ قال: بلى.

قلت: فلم نعطي الدّنيّة في ديننا إذًا؟ قال: أيّها الرّجل إنّه لرسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وليس يعصي ربّه، وهو ناصره، فاستمسك بغرزه، فوالله إنّه على الحقّ. قلت: أليس كان يحدّثنا أنّا سنأتي البيت ونطوف به؟ قال: بلى، أفأخبرك أنّك تأتيه العام؟ قلت: لا. قال: فإنّك آتيه ومطّوّف به.

قال الزّهريّ: قال عمر: فعملت لذلك أعمالاً. قال: فلمّا فرغ من قضيّة الكتاب قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأصحابه: ((قوموا فانحروا، ثمّ احلقوا)) قال: فوالله ما قام منهم رجل حتّى قال ذلك ثلاث مرّات، فلمّا لم يقم منهم أحد دخل على أمّ سلمة فذكر لها ما لقي من النّاس. فقالت أمّ سلمة: يا نبيّ الله أتحبّ ذلك، اخرج ثمّ لا تكلّم أحدًا منهم كلمةً حتّى تنحر بدنك، وتدعو حالقك فيحلقك، فخرج فلم يكلّم أحدًا منهم حتّى فعل


(1) سورة التين، الآية:1 - 3.
(2) سورة الفيل.
(3) سورة قريش.
(4) سورة النمل، الآية:91.
(5) سورة المائدة، الآية:2.

ذلك، نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه، فلمّا رأوا ذلك قاموا فنحروا، وجعل بعضهم يحلق بعضًا، حتّى كاد بعضهم يقتل بعضًا غمًّا، ثمّ جاءه نسوة مؤمنات فأنزل الله تعالى: {يا أيّها الّذين آمنوا إذا جاءكم المؤمنات مهاجرات فامتحنوهنّ} حتّى بلغ: {بعصم الكوافر (1)} فطلّق عمر يومئذ امرأتين كانتا له في الشّرك، فتزوّج إحداهما معاوية بن أبي سفيان، والأخرى صفوان بن أميّة، ثمّ رجع النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى المدينة، فجاءه أبوبصير رجل من قريش وهو مسلم، فأرسلوا في طلبه رجلين فقالوا: العهد الّذي جعلت لنا، فدفعه إلى الرّجلين فخرجا به حتّى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم. فقال أبوبصير لأحد الرّجلين: والله إنّي لأرى سيفك هذا يا فلان جيّدًا، فاستلّه الآخر، فقال: أجل والله إنّه لجيّد، لقد جرّبت به ثمّ جرّبت. فقال أبوبصير: أرني أنظر إليه، فأمكنه منه، فضربه حتّى برد، وفرّ الآخر حتّى أتى المدينة، فدخل المسجد يعدو. فقال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حين رآه: ((لقد رأى هذا ذعرًا)) فلمّا انتهى إلى النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: قتل والله صاحبي وإنّي لمقتول، فجاء أبوبصير، فقال: يا نبيّ الله قد والله أوفى الله ذمّتك، قد رددتني إليهم ثمّ أنجاني الله منهم.

قال النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((ويل أمّه مسعر حرب لو كان له أحد)) فلمّا سمع ذلك عرف أنّه سيردّه إليهم، فخرج حتّى أتى سيف البحر، قال: وينفلت منهم أبوجندل بن سهيل فلحق بأبي بصير، فجعل لا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتّى اجتمعت منهم عصابة، فوالله ما يسمعون بعير خرجت لقريش إلى الشّأم


(1) سورة الممتحنة، الآية:10.

إلا اعترضوا لها فقتلوهم، وأخذوا أموالهم، فأرسلت قريش إلى النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- تناشده الله والرّحم لمّا أرسل فمن أتاه فهو آمن، فأرسل النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إليهم فأنزل الله تعالى: {وهو الّذي كفّ أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكّة من بعد أن أظفركم عليهم} حتّى بلغ: {الحميّة حميّة الجاهليّة (1)} وكانت حميّتهم أنّهم لم يقرّوا أنّه نبيّ الله، ولم يقرّوا ببسم الله الرّحمن الرّحيم، وحالوا بينهم وبين البيت، قال أبوعبد الله: معرّة العرّ: الجرب، تزيّلوا: اتمازوا، وحميت القوم: منعتهم حمايةً وأحميت الحمى جعلته حمًى لا يدخل وأحميت الحديد وأحميت الرّجل إذا أغضبته إحماءً.

وقال عقيل عن الزّهريّ: قال عروة: فأخبرتني عائشة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- كان يمتحنهنّ، وبلغنا أنّه لمّا أنزل الله تعالى أن يردّوا إلى المشركين ما أنفقوا على من هاجر من أزواجهم وحكم على المسلمين أن لا يمسّكوا بعصم الكوافر أنّ عمر طلّق امرأتين قريبة بنت أبي أميّة، وابنة جرول الخزاعيّ، فتزوّج قريبة معاوية، وتزوّج الأخرى أبوجهم، فلمّا أبى الكفّار أن يقرّوا بأداء ما أنفق المسلمون على أزواجهم أنزل الله تعالى: {وإن فاتكم شيء من أزواجكم إلى الكفّار فعاقبتم (2)} والعقب ما يؤدّي المسلمون إلى من هاجرت امرأته من الكفّار، فأمر أن يعطى من ذهب له زوج من المسلمين ما أنفق من صداق نساء الكفّار اللائي هاجرن، وما نعلم أحدًا من المهاجرات ارتدّت بعد إيمانها، وبلغنا أنّ أبا بصير بن أسيد الثّقفيّ قدم على النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مؤمنًا مهاجرًا في المدّة فكتب الأخنس بن شريق إلى النّبيّ -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يسأله أبا بصير فذكر الحديث. اهـ

قال الإمام أحمد رحمه الله (15 ص35): حدّثنا يزيد، أخبرنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان. قال: سمعت أبا هريرة يخبر أبا قتادة أنّ رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم- قال: ((يبايع لرجل ما بين الرّكن والمقام، ولن يستحلّ البيت إلا أهله، فإذا استحلّوه فلا يسأل عن هلكة العرب، ثمّ تأتي الحبشة فيخرّبونه خرابًا لا يعمر بعده أبدًا، وهم الّذين يستخرجون كنْزه)).

وقال الإمام أحمد رحمه الله (245): حدّثنا زيد بن الحباب، حدّثنا ابن أبي ذئب، حدّثني سعيد بن سمعان، وسعيد قد وثقه النسائي والدارقطني. وضعفه الأزدي ولكن الأزدي يسرف في التجريح، ثم هو متكلم فيه كما في ترجمته من ((الميزان))، وهو أبوالفتح محمد بن الحسين الأزدي.

وأخرجه الطيالسي ص (78).

قال الإمام أحمد رحمه الله (ج11 ص36): حدّثنا أبوكامل، حدّثنا حمّاد يعني ابن سلمة، أخبرني حبيب المعلّم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جدّه، قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم-: ((إنّ أعتى النّاس على الله عزّ وجلّ من قتل في حرم الله، أو قتل غير قاتله، أو قتل بذحول الجاهليّة)).

وقال الإمام أحمد رحمه الله (ج10 ص158) حدّثنا يحيى، عن حسين، عن عمرو بن شعيب به.

 


(1) سورة الفتح، الآية:25 - 26.
(2) سورة الممتحنة، الآية:10.

 

  • السبت PM 03:49
    2022-08-06
  • 956
Powered by: GateGold