المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412301
يتصفح الموقع حاليا : 248

البحث

البحث

عرض المادة

الأدلة من الكتاب والسنة على إثبات الحرف والصوت في كلام الله تعالى

الله تبارك وتعالى يتكلم بكلام مسموع بحرف وصوت لا يشبه أصوات المخلوقين، وقد دل على إثبات كون الله تبارك وتعالى يتكلم بحرف وصوت: الكتاب والسنة والإجماع واللغة.

فمن الكتاب قوله تبارك وتعالى: {وكلم الله موسى تكليما} النساء164.

وقال: {فلما جاء موسى لميقاتنا وكلمه ربه} الأعراف143. وغير ذلك من الآيات.

والكلام لغةً لا يكون إلا بحرف وصوت. فلما أثبت الله لنفسه الكلام دل على أنه حرف وصوت. لأن الله تعالى وصف كتابه بأنه: {بلسان عربي مبين} الشعراء195.

قال أبو نصر السجزي: (الكلام لا يكون إلا حرفاً وصوتاً ذا تأليف واتساق، وإن اختلفت بهم اللغات.

وعبر عن هذا المعنى الأوائل الذين تكلموا في العقليات وقالوا: الكلام حروف متسقة، وأصوات متقطعة. وقالت العرب: الكلام: اسم وفعل وحرف جاء لمعنى، فالاسم مثل: زيد، وحامد، والفعل مثل: جاء، وذهب، وقام، وقعد، والحرف الذي يجئ لمعنى مثل: هل، وبل، وما شاكل ذلك. فالإجماع منعقد بين العقلاء على كون الكلام حرفاً وصوتاً) (1) اهـ.

وقال قوام السنة أبو القاسم التيمي الأصبهاني: (وقد أجمع أهل العربية أن ما عدا الحروف والأصوات ليس بكلام حقيقة) (2) اهـ.

وقال تعالى: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله} التوبة6. ومعلوم أن السامع إنما يسمع حرفاً وصوتاً.

والقرآن كلام الله تبارك وتعالى، وقد بين النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه سور وآي وحروف فقال: (من قرأ سورة الإخلاص .. ) الحديث، (ومن قرأ آية الكرسي) الحديث، و (من قرأ حرفاً من القرآن) الحديث.

وقد وصف الله تبارك وتعالى نفسه بالنداء فقال: {وإذ نادى ربك موسى} الشعراء10.


(1) رسالة السجزي إلى أهل زبيد (ص81).
(2) الحجة في بيان المحجة (1/ 399).

وقال تعالى: {هل أتاك حديث موسى إذ ناداه ربه} النازعات16.

قال السجزي: (والنداء عند العرب صوت لا غير، ولم يرد عن الله تعالى ولا عن رسوله - صلى الله عليه وسلم - أنه من الله غير صوت) (1) اهـ.

وقال ابن منظور في اللسان: (النداء: الصوت) (2) اهـ.

أما الأدلة من السنة:

(1) فعن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (يقول الله عز وجل يوم القيامة: يا آدم، يقول: لبيك ربنا وسعديك، فينادى بصوت: إن الله يأمرك أن تخرج من ذريتك بعثاً إلى النار، قال: يا رب وما بعث النار؟ قال: من كل ألف أراه قال تسعمائة وتسعة وتسعين ... ) الحديث (3).

(2) عن عبد الله بن أنيس - رضي الله عنه - قال: (قال سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: يحشر الناس يوم القيامة أو قال العباد عراة غرلاً بُهماً، قال: قلنا: وما بُهماً؟ قال: ليس معهم شيء، ثم يناديهم بصوت يسمعه من قرب: أنا الملك أنا الديان، ولا ينبغي لأحد من


(1) رسالة السجزي إلى أهل زبيد (ص166).
(2) لسان العرب/ مادة "ندى".
(3) رواه البخاري (4/ 1767).

أهل النار أن يدخل النار وله عند أحد من أهل الجنة حق حتى أقصه منه، ولا ينبغي لأحد من أهل الجنة أن يدخل الجنة ولأحد من أهل النار عنده حق حتى أقصه منه، حتى اللطمة، قال: قلنا: كيف وإنا إنما نأتي الله عز وجل عراة غرلاً بُهماً؟ قال: بالحسنات والسيئات) (1).

(3) وعن عبد الله - رضي الله عنه - قال: (إذا تكلم الله عز وجل بالوحي سمع صوته أهل السماء فيخرون سجداً، حتى إذا فزع عن قلوبهم، قال سكن عن قلوبهم، نادى أهل السماء: ماذا قال ربكم؟ قال - صلى الله عليه وسلم -: الحق، قال كذا وكذا) (2).

وغيرها أحاديث كثيرة رواها أهل العلم وتلقوها بالقبول غير منكرين لمعناها، ولا طاعنين في دلالتها.


(1) رواه أحمد في المسند (3/ 495) والبخاري في خلق أفعال العباد (ص137) وفي الأدب المفرد (رقم 970/فضل الله الصمد 2/ 423) واستشهد به في صحيحه معلقاً (6/ 2719) ورواه الحارث في مسنده (زوائد الهيثمي 1/ 188) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 225) وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني (4/ 97) والروياني في مسنده (2/ 315) وأبو الحسين في معجم الصحابة (2/ 135) والحاكم (2/ 475) وعنه البيهقي في الأسماء والصفات (ص346) والخطيب في الرحلة في طلب الحديث (ص110) وأبو ذر الهروي في فوائده (ص42) وابن عبد البر في التمهيد (23/ 232) والضياء في المختارة (9/ 26) وقال الحافظ في تغليق التعليق (5/ 356): (قال الطبراني في مسند الشاميين .. ) ثم ساقه بإسناده، وقال الحاكم: (صحيح الإسناد). ووافقه الذهبي، وقال المنذري في الترغيب والترهيب: (رواه أحمد بإسناد حسن). وصححه الألباني في ظلال الجنة (السنة لابن أبي عاصم 1/ 225).

(2) علقه البخاري في صحيحه (6/ 2719) ووصله في خلق أفعال العباد (ص138) ورواه أبو داود (3/ 240) والمروزي في تعظيم قدر الصلاة (1/ 237) والدارمي في الرد على الجهمية (ص172) وعبد الله في السنة (1/ 281) واللفظ له، وابن خزيمة في التوحيد (ص145) والنجاد في الرد على من يقول القرآن مخلوق (ص32) وابن بطة في الإبانة (1/ 238) واللالكائي (2/ 334) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص262). وصحح الألباني في السلسلة الصحيحة (3/ 282، رقم 1293).

 

  • الخميس AM 06:32
    2022-06-02
  • 946
Powered by: GateGold