المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 411867
يتصفح الموقع حاليا : 255

البحث

البحث

عرض المادة

دلالة الكتاب والسنة على أن صفات الله الواردة في الكتاب والسنة على الحقيقة

قال تعالى: {إِنَّا جَعَلْنَاهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} الزخرف3

وأما من السنة:

(1) فعن أبي يونس سليم بن جبير مولى أبي هريرة قال: سمعت أبا هريرة - رضي الله عنه - يقرأ هذه الآية {إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها} إلى قوله تعالى {سميعا بصيرا} النساء85، قال: (رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يضع إبهامه على أذنه، والتي تليها على عينه. قال أبو هريرة - رضي الله عنه -: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقرؤها ويضع إصبعيه) (1).

قال ابن يونس: قال المقرئ: يعني إن الله سميع بصير، يعني أن لله سمعاً وبصراً. قال أبو داود: وهذا رد على الجهمية.

وفي هذا الحديث تحقيق لصفتي السمع والبصر لله عز وجل، وأن الصفة الواردة في الآية إنما هي على الحقيقة، التي هي في الإنسان في العين والأذن، وليس المراد بهذا تشبيه صفة الله بصفة المخلوق، تعالى الله عن ذلك علواً كبيرا. فقد قال تعالى: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وهو السميع البصير} الشورى11. فأثبت لنفسه السمع والبصر، ونفى مماثلته للمخلوقات.

(2) وعن عبيد الله بن مقسم: أنه نظر إلى عبد الله بن عمر - رضي الله عنه - كيف يحكي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (يأخذ الله عز وجل سماواته وأرضيه بيديه، فيقول: أنا الله، ويقبض أصابعه ويبسطها، أنا الملك، حتى نظرت إلى المنبر يتحرك من أسفل شيء منه، حتى إني لأقول أساقط هو برسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (2).

وفيه تحقيق القبض والبسط من صفة الله تعالى، وأنها على حقيقتها من غير مماثلة لصفة المخلوق.

(3) وفي الحديث الطويل في ذكر آخر أهل الجنة دخولاً عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال في آخره:

 


(1) رواه أبو داود (3/ 287) وابن خزيمة في التوحيد (ص42) وابن حبان (1/ 241) والطبراني في الأوسط (9/ 132) وابن منده في التوحيد (3/ 44) والحاكم (2/ 257) واللالكائي (3/ 410) والبيهقي في "الأسماء والصفات" (ص233).

(2) رواه مسلم (2788)

(فيقول -أي العبد-: يا رب أدخلني الجنة، قال: فيقول عز وجل ما يصريني (1) منك أي عبدي، أيرضيك أن أعطيك من الجنة الدنيا ومثلها معها، قال: فيقول أتهزأ بي وأنت رب العزة، قال -الراوي-: فضحك عبد الله حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا تسألوني لم ضحكت؟ قالوا له: لم ضحكت؟ قال: لضحك رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال لنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ألا تسألوني لم ضحكت؟ قالوا: لم ضحكت يا رسول الله؟ قال: لضحك الرب حين قال أتهزأ بي وأنت رب العزة) (2).

وفيه تحقيق الضحك لله تعالى.

(4) وعن جابر - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يكثر أن يقول: «يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك»، فقال له بعض الصحابة: أتخاف علينا وقد آمنا بك وبما جئت به؟ فقال: «إن القلب بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل يقول بهما هكذا»


(1) قال أبو عبيد في" غريب الحديث" (3/ 83): (قوله: يَصريك: يقطع مسألتك مني، وكل شيء قطعته ومنعته فقد صريته. وقال الشاعر هو ذو الرمة الطويل:
فودعهن مشتاقاً أصبن فؤاده ... هواهن إن لم يصره الله قاتله
يقول إن لم يقطع الله هواه لهن ويمنعه الله من ذلك قتله).
(2) رواه أحمد (1/ 391) وأبو عوانة في مسنده (1/ 142) وأبو يعلى (9/ 193) والشاشي في مسنده (1/ 307) والطبراني في الكبير (9/ 357) (10/ 9) والحاكم (2/ 408) (4/ 634).

وحرك أبو أحمد إصبعه (1).

قلت: وأبو أحمد: هو الإمام الثقة الثبت محمد بن عبد الله بن الزبير الأسدي الزبيري الكوفي (ت 203هـ). وهو راو الحديث عن سفيان الثوري.

وفيه تحقيق الأصابع لله تعالى.

(5) وعن حماد بن سلمة قال: ثنا ثابت البناني عن أنس بن مالك - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - في قوله تعالى: {فلما تجلى ربه للجبل} الأعراف 143، قال: قال هكذا، يعني أنه أخرج طرف الخنصر، قال أبي: أرانا معاذ قال: فقال له حميد الطويل: ما تريد إلى هذا يا أبا محمد -أي ثابت البناني-؟ قال: فضرب صدره


(1) رواه أبو يعلى (4/ 207) والطبري في تفسيره (3/ 188) والدارقطني في الصفات (ص124) وابن منده في "الرد على الجهمية" (ص87) وقال: (وهذا حديث ثابت باتفاق) وفي التوحيد (3/ 112)، وقال: (اختلف على الأعمش في إسناد هذا الحديث، فرواه أبو معاوية وغيره عن الأعمش عن أبي سفيان ويزيد الرقاشي عن أنس بن مالك، ورواه جرير بن عبد الحميد وغيره عن الأعمش عن يزيد الرقاشي عن أنس، وكذلك رواه عتبة بن أبي حكيم وغيره عن يزيد عن أنس، ورواه منصور بن أبي نويرة وغيره عن أبي بكر بن عياش عن الأعمش عن غنيم بن قيس عن أنس بن مالك، وقال إسماعيل بن عمرو بن قيس بن الربيع عن الأعمش عن ثابت البناني عن أنس بن مالك، وكلها معلولة إلا رواية الثوري وفضيل. - أي من مسند جابر -. وروي هذا الحديث عن عائشة وأم سلمة وأسماء بنت يزيد وعن أبي ذر وعبد الله بن مسعود وأبي هريرة وغيرهم من طرق فيها مقال) اهـ.

ضربة شديدة، وقال: من أنت يا حميد؟ وما أنت يا حميد؟ يحدثني به أنس بن مالك عن النبي - صلى الله عليه وسلم - فتقول: أنت ما تريد إليه (1).

(6) وعن ابن عباس - رضي الله عنه - قال: مر يهودي بالنبي - صلى الله عليه وسلم - فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: يا يهودي حدثنا. فقال: كيف تقول يا أبا القاسم إذا وضع الله السماوات على ذه، والأرض على ذه، والماء على ذه، والجبال على ذه، وسائر الخلق على ذه، وأشار أبو جعفر محمد بن الصلت بخنصره أولاً، ثم تابع حتى بلغ الإبهام فأنزل الله: {وما قدروا الله حق قدره} الزمر 67 (2). قال أبو عيسى الترمذي: هذا حديث حسن غريب صحيح.


(1) رواه أحمد (3/ 125،209) والترمذي (5/ 265) وقال: (حديث حسن غريب صحيح) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 210) وعبد الله في السنة (1/ 269) وابن خزيمة (ص113) وابن جرير في تفسيره (9/ 53) وابن أبي حاتم في تفسيره (5/ 1559 - 1560) والطبراني في الأوسط (2/ 232) وابن عدي في الكامل (2/ 260) وابن منده في الرد على الجهمية (ص88) وقال: (وهذا حديث مشهور). والحاكم (1/ 77) (2/ 351) وقال: (هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه) وابن الأعرابي في معجمه (1/ 226) والضياء في المختارة (5/ 54) وصححه الألباني في ظلال الجنة (السنة لابن أبي عاصم 1/ 210).
(2) رواه أحمد (1/ 251،324) والترمذي (5/ 371) وقال: (حديث حسن غريب صحيح) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 241) وابن خزيمة في التوحيد (ص78) والطبري في تفسيره (24/ 26) والطبراني في الأوسط (5/ 67) وابن منده في الرد على الجهمية (ص85).

وقال عبد الله في "السنة": سمعت أبي رحمه الله يقول: ثنا يحيى بن سعيد بحديث سفيان عن الأعمش عن منصور عن إبراهيم عن عبيدة عن عبد الله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أن الله يمسك السماوات على أصبع» قال أبي رحمه الله: جعل يحيى يشير بأصابعه وأراني أبي كيف جعل يشير بأصبعه يضع أصبعاً أصبعاً حتى أتى على آخرها (1).

وفيهما تحقيق الأصابع لله تعالى، وأنها على الحقيقة، مع مباينتها لأصابع المخلوق.

(7) وعن الحارث بن سويد قال: دخلت على عبد الله أعوده وهو مريض فحدثنا بحديثين حديثاً عن نفسه، وحديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (لله أشد فرحا بتوبة عبده المؤمن من رجل في أرض دوية مهلكة، معه راحلته عليها طعامه وشرابه فنام، فاستيقظ وقد ذهبت، فطلبها حتى أدركه العطش، ثم قال: أرجع إلى مكاني الذي كنت فيه فأنام حتى أموت، فوضع رأسه على ساعده ليموت، فاستيقظ وعنده راحلته وعليها زاده وطعامه وشرابه، فالله أشد فرحاً بتوبة العبد المؤمن من هذا براحلته) (2).

وفيه تحقيق صفة الفرح لله تعالى، وأنه على الحقيقة.


(1) (1/ 264) والحديث رواه البخاري (4/ 1812) ومسلم (2786).
(2) رواه البخاري (5/ 2324) ومسلم (2744)

(8) وعن أبي رزين - صلى الله عليه وسلم - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (ضحك ربنا من قنوط عباده وقرب غِيَرِه (1).

قال: قلت: يا رسول الله أويضحك الرب؟ قال: نعم. قلت: لن نُعدم من رب يضحك خيراً) (2).

وفيه أن الصحابي فهم صفة الضحك لله تعالى على الحقيقة، وأنها تستلزم الخير والرحمة.

(9) وعن جابر - رضي الله عنه - في حديث حجة النبي - صلى الله عليه وسلم - الطويل وفيه أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال في خطبة عرفة: (وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله، وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا: نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت، فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات) (3).

وفي الحديث تحقيق علو الله تعالى بالإشارة إليه في السماء.


(1) قال أمام اللغة أبو عمر الزاهد غلام ثعلب كما في الإبانة لابن بطة (3/ 112): (فأما قوله "وقرب غِيَره" فسرعة رحمته بكم، وتغيير ما بكم من ضر).

وقال الحافظ ابن رجب في جامع العلوم والحكم (1/ 490) في بيان معنى قوله "وقرب غِيَرِه": (وقد اقترب وقت فرجه ورحمته بعباده، بإنزال الغيث عليهم، وتغييره لحالهم وهم لا يشعرون) اهـ.
(2) رواه أحمد (4/ 11) والطيالسي (ص147) وابن ماجه (1/ 64) وابن أبي عاصم في السنة (1/ 244) وعبد الله في السنة (1/ 246) والطبراني في الكبير (19/ 207،212) والآجري في الشريعة (ص294) والدارقطني في الصفات (ص93) والحاكم (4/ 605) واللالكائي في أصول اعتقاد أهل السنة (3/ 426) والبيهقي في الأسماء والصفات (ص596) وصححه الألباني في الصحيحة (6/ 732) رقم (2810).

(3) رواه مسلم (1218)

 

  • الجمعة AM 05:18
    2022-05-27
  • 716
Powered by: GateGold