المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412592
يتصفح الموقع حاليا : 293

البحث

البحث

عرض المادة

الرد على زعمه أن الأخبار في نزول المسيح وخروج المهدي تفتح أبواب الفتن

وأما قوله: إن مثل هذه الأخبار تفتح على الناس أبوابا من الفتن حيث تتطلع نفوس كثيرة إلى ادعائها كما حدث من ادعاء كثيرين لأنفسهم بأنهم المهدي المنتظر فأوقعوا الفرقة والقتال بين المسلمين، وأنه ليس ببعيد أن يقوم في الناس يوما من يدَّعي أنه المسيح المنتظر فكيف تكون الحال حينئذ؟!.

فجوابه أن يقال: إن الأخبار الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - لا ترد بمثل هذه الاحتمالات والتعليلات الخاطئة، بل تصدق وتقابل بالقبول والتسليم، ولو افتتن بمضمونها من افتتن من الناس. وقد قال الله تعالى آمرا رسوله - صلى الله عليه وسلم - أن يقول للناس: {وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين} وهكذا يقال في الأخبار الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنها تقابل بالقبول والتصديق، ولا يلتفت إلى ما يكون من أهل الفتن الذين يتأولون الأحاديث على غير تأويلها ويطبقونها على ما لا تنطبق عليه.

ويقال أيضا: إن المهدي المنتظر إنما يخرج في آخر الزمان قرب خروج الدجال وعند انتشار الفوضى والفتن، ثم ينزل عيسى عليه الصلاة والسلام فيصلي خلف المهدي أول ما ينزل كما جاء ذلك في حديث جابر الذي تقدم ذكره، ثم يذهب إلى الدجال فيقتله، وحينئذ يكون قيام الساعة قريبا جدا، وعلى هذا فمن ادَّعى من المفتونين أنه المهدي المنتظر، ولم يخرج الدجال في زمانه، فإنه دجال كاذب (1)، وكذلك من ادَّعى أنه المسيح بن مريم ولم يكن الدجال قد خرج قبله فإنه دجال كاذب، وللمسيح بن مريم علامتان لا تكونان لغيره من الناس:

إحداهما: أنه يقتل الدجال كما تواترت بذلك الأحاديث.

والثانية: أنه لا يحل لكافر يجد ريح نَفَسه إلا مات، ونَفَسه ينتهي حيث ينتهي طرفه، كما جاء ذلك في حديث النواس بن سمعان، الذي رواه الإمام أحمد ومسلم والترمذي وابن ماجة، وقال الترمذي: غريب حسن صحيح. وفي هاتين العلامتين قطع لأطماع كل دجال يدَّعي أنه المسيح بن مريم.

وقبل الختام أحب أن أنبه عبدالكريم الخطيب على خطورة الأمر في رد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، سواءً كانت من أحاديث أشراط الساعة مثل ظهور المهدي، وخروج الدجال، ونزول عيسى بن مريم عليهما الصلاة والسلام وغير ذلك من أشراط الساعة، أو كانت من غيرها، فإن الذي يرد الأحاديث الثابتة عن النبي - صلى الله عليه وسلم - إنما هو في الحقيقة يرد على النبي - صلى الله عليه وسلم -، ولا ينسَ

الخطيب قوله تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} وقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويؤمنوا بي وبما جئت به فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله).

ولعل الخطيب يراجع الحق، فإن الحق ضالة المؤمن، والرجوع إلى الحق نبل وفضيلة، كما أن التمادي في الباطل نقص ورذيلة. والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 


(1) هذا اللازم يعد لغوا من الكلام لا حاجة له في تقرير صحة اعتقاد المهدي عن نفسه أنه المهدي أو تصديق الآخرين له أنه المهدي المبشر به، وذلك لكون صدق تحقق أنه المهدي قد ثبت يقينا للبراهين السابقة على خروج الدجال والتي على وفقها آمن المؤمنون به ولزمهم بها نصرته والقتال معه لفتح القسطنطينية وروما وسائر البلدان، وكل ذلك يقينا مما يسبق خروج الدجال.

 

  • الخميس AM 06:40
    2022-05-26
  • 773
Powered by: GateGold