المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413217
يتصفح الموقع حاليا : 311

البحث

البحث

عرض المادة

نموذج من أباطيل الفلاسفة وأقوالهم الخبيثة

وحديث أبي موسى رضي الله عنه الذي ذكره الحاكم قد رواه الإمام أحمد ومسلم من حديث أبي أسامة عن طلحة بن يحيى عن أبي بردة عن أبي موسى رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا كان يوم القيامة دفع إلى كل مؤمن رجل من أهل الملل فيقال له: هذا فداؤك من النار» هذا لفظ أحمد. ولفظ مسلم «إذا كان يوم القيامة دفع الله عز وجل إلى كل مسلم يهوديا أو نصرانيا فيقول: هذا فكاكك من النار» ورواه الإمام أحمد أيضا من طريق أخرى بنحو رواية مسلم.

قال ابن القيم رحمه الله تعالى: الفلاسفة اسم جنس لمن يحب الحكمة ويؤثرها وقد صار هذا الاسم في عرف كثير من الناس مختصا بمن خرج عن ديانات الأنبياء ولم يذهب إلا إلى ما يقتضيه العقل في زعمه. وأخص من ذلك أنه في عرف المتأخرين اسم لأتباع أرسطو وهم المشاؤن خاصة وهم الذين هذب ابن سينا طريقتهم وبسطها وقررها وهي التي يعرفها بل لا يعرف سواها المتأخرون من المتكلمين. انتهى.

ومن أقوال الفلاسفة التي ذكرها شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى في مواضع من كتبه: أن النبوة مكتسبة وأنها فيض يفيض على روح النبي إذا استعدت نفسه لذلك فمن راض نفسه حتى استعدت فاض ذلك عليه. والنبي عندهم من جنس غيرهم من الأذكياء الزهاد لكنه قد يكون أفضل. والملائكة عندهم هي ما يتخيل في نفسه من الخيالات النورانية. وكلام الله هو ما يسمع في نفسه من الأصوات بمنزلة ما يراه النائم في منامه. ويجوزون على الأنبياء الكذب في خطاب الجمهور للمصلحة. والفيلسوف عند بعضهم أعظم من النبي. وعند بعضهم أن الرسالة إنما هي للعامة دون الخاصة. والعبادات كلها عندهم مقصودها تهذيب الأخلاق. والشريعة عندهم سياسة مدنية. إلى غير ذلك من كفريات الفلاسفة وأقوالهم الباطلة.

وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية

لكن حقيقة قولهم أن قد أتوا ... بالكذب عند مصالح الإنسان

والفيلسوف وذا الرسول لديهم ... متفاوتان وما هما عدلان

أما الرسول ففيلسوف عوامهم ... والفيلسوف نبي ذي البرهان

والحق عندهم ففيما قاله ... أتباع صاحب منطق اليونان

ومضى على هذي المقالة أمة ... خلف ابن سينا فاغتذوا بلبان

منهم نصير الكفر في أصحابه ... الناصرين لملة الشيطان

فاسأل بهم ذا خبرة تلقاهم ... أعداء كل موحد رباني

واسأل بهم ذا خبرة تلقاهم ... أعداء رسل الله والقرآن

وقد تعلق بأذيالهم كثير من منافقي هذه الأمة من المتقدمين والمتأخرين إلى زماننا ووردوا مواردهم الخبيثة, فمستقل منها ومستكثر.

وكثير منهم أضر على الإسلام والمسلمين من اليهود والنصارى وغيرهم من المشركين.

وقد ذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى في رده على الرافضي مما قيل فيهم.

الدين يشكو بليه ... من فرقة فلسفيه

لا يشهدون صلاة ... إلا لأجل التقيه

ولا ترى الشرع إلا ... سياسة مدنيه

ويؤثرون عليه ... مناهجا فلسفيه

قلت وقد ذكر لنا عن بعض أتباعهم في زماننا أنهم لا يصلون إلا للرياضة أو للتقية. وأنهم ينكرون وجود الملائكة وتنزلهم بأمر الله وتدبيرهم للأمور بإذنه. وبعضهم ينكرون كونهم يعقلون وإنما هم عندهم بمنزلة الجمادات والنباتات وينكرون أيضا وجود الجن وصرعهم لبني آدم ويسمون الصرع الأمراض العصبية. إلى غير ذلك مما دخل عليهم من سموم الفلاسفة وجراثيم أمراضهم المهلكة.

وليعلم أن بين الفلاسفة والملاحدة الباطنية تناسبا وتقاربا واتفاقا في بعض الأمور.

وقد ذكر بعض العلماء عن ابن سينا أنه قال كان أبي وأخي من أهل دعوة الحاكم - يعني العبيدي.

وكان نصير الشرك الطوسي وزيرا لأصحاب قلاع الالموت من الإسماعيلية وكانوا ينتسبون إلى نزار بن المستنصر العبيدي. ثم وزر لهولاكو. وقد شرح الإشارات لابن سينا. ذكر ذلك شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية رحمه الله تعالى وغيره من أكابر العلماء.

وذكر شيخ الإسلام أيضا في رده على الرافضي عن نصير الشرك الطوسي أنه كان ممن يقول أن الله موجب بالذات لا مختار ويقول بقدم العالم. قال وهذا الرجل قد اشتهر عند الخاص والعام أنه كان وزيرا لملاحدة الباطنية الإسماعيلية بالألموت ثم لما قدم التتر المشركون هولاكو أشار عليه بقتل الخليفة وبقتل أهل العلم والدين واستبقاء أهل الصناعات والتجارات الذين ينفعونه في الدنيا وأنه استولى على الوقف الذي للمسلمين وكان يعطي منه ما شاء الله لعلماء المشركين وشيوخهم من النخشية السحرة وأمثالهم وأنه لما بنى المرصد الذي بمراغة على طريقة الصابئة المشركين كان أخس الناس نصيبا منه من كان إلى أهل الملل أقرب وأوفرهم نصيبا من كان أبعدهم عن الملل مثل الصابئة المشركين ومثل المعطلة وسائر المشركين. ومن المشهور عنه وعن أتباعه الاستهتار بواجبات الإسلام ومحرماته ولا يحافظون على الفرائض كالصلاة ولا ينزعون عن محارم الله من الخمر والفواحش وغير ذلك من المنكرات حتى أنهم في شهر رمضان يذكر عنهم من إضاعة الصلاة وارتكاب الفواحش وفعل ما يعرفه أهل الخبرة بهم. ولم يكن لهم قوة وظهور إلا مع المشركين الذين دينهم شر من دين اليهود والنصارى إلى أن قال: وبالجملة فأمر هذا الطوسي وأتباعه في المسلمين أشهر وأعرف من أن يوصف. انتهى.

ومع ما ذكره شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية والعلامة ابن القيم رحمهما الله تعالى عن نصير الشرك الطوسي من الأفعال الشنيعة والأقوال الباطلة الوضيعة فقد خالفهما الصواف وصار معهما في طرفي نقيض حيث بالغ في الثناء على نصير الشرك ووصفه بما لا يستحقه وجعله من سلفه الصالح وفي هذا أوضح دليل على كثافة جهله وعدم تمييزه بين الطيب والخبيث.

وقد ذكر الشيخ عبد القاهر بن طاهر البغدادي في كتابه (الفرق بين الفرق) عن عبيد الله بن الحسين القيرواني جد العبيديين أنه قال في رسالته إلى سليمان بن الحسن بن سعيد الجنابي القرمطي إذا ظفرت بالفلسفي فاحتفظ به فعلى الفلاسفة معولنا وأنا وإياهم مجمعون على رد نواميس الأنبياء وعلى القول بقدم العالم لولا ما يخالفنا فيه بعضهم من أن للعالم مديرا لا نعرفه.

وذكر شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى في رده على الرافضي نحو ذلك أيضا نقله عن القاضي أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني.

ورسالة عبيد الله إلى القرمطي تسمى عندهم بالبلاغ الأكبر والناموس الأعظم أوصاه فيها بالدعاء إلى مذهبهم الخبيث وأمره بالاحتفاظ بإخوانهم الفلاسفة وهذا مما يدعو كل مسلم إلى زيادة البغض للفلاسفة ومقتهم والبعد عنهم.

ولكن الأمر قد انعكس في زماننا فصار الانتساب إلى الفلسفة مألوفا عند كثير من المسلمين بل عند كثير من المنتسبين إلى العلم فإذا بالغوا في مدح العالم والثناء عليه قالوا: (هو فيلسوف). وكذلك الكلام المشتمل على الحكم يسمونه فلسفة ويجعلون الوصف بذلك تعظيما له وثناء عليه. وهو في الحقيقة تهجين له وعيب وذم, لأنه ليس للإسلام فلاسفة وليس الفلاسفة من المسلمين. وأقل ما يقال في ذلك أنه خلاف عرف المسلمين ولغتهم وعدول عن ذلك إلى عرف اليونان ولغتهم وذلك نوع من التشبه بهم. وفي الحديث الصحيح «من تشبه بقوم فهو منهم» رواه الإمام أحمد وأبو داود من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وصححه ابن حبان وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية: إسناده جيد. وقال الحافظ العراقي: إسناده صحيح. وقال ابن حجر العسقلاني: إسناده حسن. وقد احتج به الإمام أحمد رحمه الله تعالى وذلك يقتضي صحته عنده.

قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وأن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ}. انتهى.

وقد قال الله تعالى {يُؤْتِي الْحِكْمَةَ مَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} وقال تعالى {وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وقال تعالى {فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ} وقال تعالى {وَشَدَدْنَا مُلْكَهُ وَآَتَيْنَاهُ الْحِكْمَةَ وَفَصْلَ الْخِطَابِ} وقال تعالى {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ}.

فسماها الله تعالى حكمة ولم يسمها فلسفة. وكذلك سمى أهلها علماء وأئمة وربانيين وأحبارا ولم يسمهم فلاسفة. قال تعالى {إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ} وقال تعالى {وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآَيَاتِنَا يُوقِنُونَ} وقال تعالى {لَوْلَا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالْأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الْإِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ} وقال تعالى {مَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُؤْتِيَهُ اللَّهُ الْكِتَابَ وَالْحُكْمَ وَالنُّبُوَّةَ ثُمَّ يَقُولَ لِلنَّاسِ كُونُوا عِبَادًا لِي مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ}.

وفي الصحيحين وغيرهما عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق ورجل آتاه الله الحكمة فهو يقضي بها ويعلمها».

فسماها حكمة ولم يسمها فلسفة.

وروى أبو نعيم وغيره عن سويد بن الحارث رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أثنى على وفد الأزد ووصفهم بأنهم حكماء علماء ولم يقل إنهم فلاسفة.

وفي حديث أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال «إن العلماء ورثة الأنبياء وإن الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما وإنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر» رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجة وابن حبان في صحيحه والبيهقي.

وإذا كان العلماء ورثة الأنبياء فالفلاسفة ورثة اليونان وكان معلمهم الأول أرسطو وزيرا للإسكندر بن فليبس المقدوني ملك اليونان وكان هو والملك وأصحابهما مشركين يعبدون الكواكب والأصنام ويعانون السحر. فهذا ميراثهم الذي خلفوه لأتباعهم مع ما تقدم ذكره عنهم قريبا وما لم يذكر فهو أكثر.

وأما معلمهم الثاني أبو نصر الفارابي التركي فقد خلف لهم من الميراث أنواع الألحان والمعازف.

وقد قال ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية:

أنى يقاوم ذي العساكر طمطم ... أو تنكلوشا أو أخو اليونان

أعني أرسطو عابد الأوثان أو ... ذاك الكفور معلم الألحان

ذاك المعلم أولا للحرف والثا ... ني لصوت بئست العلمان

هذا أساس الفسق والحرف الذي ... وضعوا أساس الكفر والهذيان

إذا عرف هذا فما أسفه رأي من رغب عن الأسماء التي اختارها الله لهذه الأمة واختارها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكانت هي المعروفة عنده وعند أصحابه والتابعين لهم بإحسان. وعدل إلى أسماء أجنبية عن الإسلام وأهل الإسلام ولغتهم وعرفهم.

وقد قال الشيخ سليمان بن سحمان رحمه الله تعالى في رده على زنادقة البحرين لما خاطبوا رشيد رضا باسم الفيلسوف

ثم لو سلمنا أن الفيلسوف على عرف الفلاسفة وأتباعهم من أهل الكلام هو محب الحكمة وأنه يمدح ويثنى به على العالم المصلح المرشد للعباد لم يكن هذا من عرف أهل الإسلام ولا من لغتهم ولا يمدح به أحد من علماء الإسلام, لأنه قد كان من المعلوم أنه لم يكن يسمى به أحد من علماء الصحابة ولا علماء التابعين ولا من بعدهم من الأئمة المهتدين والعلماء المصلحين المرشدين ولا أكابر علماء أهل الحديث المجتهدين بل كان هذا الاسم في عرف أهل الإسلام لا يسمى به إلا من كان من علماء الفلاسفة ومن نحا نحوهم من زنادقة هذه الأمة فكان في الحقيقة إن هذا مما يعاب ويذم به من يسمى بذلك لا مما يمدح ويثنى به عليه. ولو أراد هؤلاء المتنطعون المتعمقون أن ينقلوا هذا عن أحد من أهل العلم أو يذكروه في شيء من دواوين أهل الإسلام لم يجدوا إلى ذلك سبيلا البتة. اللهم إلا ما يذكر عن أشباه هؤلاء الهمج الرعاع أتباع كل ناعق. الذين لم يستضيئوا بنور العلم ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق من الفهم. إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل أولئك هم الغافلون. انتهى كلامه رحمه الله تعالى.

ومما ذكرنا يعلم أن اسم الفيلسوف ليس بمدح وإنما هو ذم على الحقيقة وإن هذا الاسم هو اللائق بنصير الشرك الطوسي وأشباهه من ورثة اليونان. ولا ينبغي أن يسمي به أحد من علماء المسلمين.

وأما قوله وكان يراقب النجوم والقمر ويرصد حركاتها بمرصد مراغة في مصر.

فجوابه أن يقال إن نصير الشرك الطوسي إنما بنى المرصد بمدينة مراغة المعروفة بأذربيجان. قال محمد فريد وجدي في دائرة المعارف ولما نبغ نصير الدين الطوسي بنى مرصدا في المراغة بالتركستان أنفق عليه الأموال الطائلة وهذا هو الصحيح لا ما توهمه الصواف.

وأما قوله وبعد السنين الطوال طلع على الناس بكتبه الفذة في علم الفلك.

فجوابه أن يقال وهو مع ذلك على مذهب أهل الهيئة القديمة في القول بجريان الشمس وثبات الأرض. فأي فائدة للصواف من الجعجعة بذكره وذكر غيره من الفلكيين الذين هم على خلاف ما يراه هو وأسلافه أهل الهيئة الجديدة من ثبات الشمس ودوران الأرض حولها.

وأما قوله ولو أردنا أن نزيد لأتينا بالشيء الكثير الغزير من فعل سلفنا الصالح رحمهم الله ورضي الله عنهم وأرضاهم وحشرنا وإياهم مع المتقين الأبرار.

فجوابه أن يقال قد ذكر الصواف في مقدمة رسالته في صفحة 12 أن ما جمعه في رسالته فهو مما تركه العلماء الأعلام والخلفاء العظام.

فأما علماؤه الذين أشار إليهم فهم أهل الهيئة الجديدة من فلاسفة الإفرنج وقد ذكرت قريبا أسماء جملة منهم. وذكرت في أول الكتاب جملة ممن نقل عنهم واعتمد على جهالاتهم وتخرصاتهم وظنونهم الكاذبة وهم جيمس أوثر. ولابلاس. وسيمون. وتوماس جولد. ودونالد مينزل. واللورد افبري. وسبريل هازارد. والبروفيسور شميدت. وأرثر فندلاي. وسيمون نيوك وأصحاب المرصد الأمريكي. والمراصد في ليك. ومونت. ويلسون. وبالومار.

فهؤلاء كلهم من الإفرنج وهم علماء الصواف الذين زعم أنهم أعلام.

ومن علمائه أيضا وأعلامه الذين اعتمد على تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة جميل صدقي الزهاوي وهو من الجهمية كما تقدم إيضاح ذلك في أول الكتاب.

والجهمية كفار كما قد نص على ذلك أئمة السلف. قال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية رحمه الله تعالى المشهور من مذهب أحمد وعامة أئمة السنة تكفير الجهمية وهم المعطلة لصفات الرحمن فإن قولهم صريح في مناقضة ما جاءت به الرسل من الكتاب. وحقيقة قولهم جحود الصانع وجحود ما أخبر به عن نفسه على لسان رسوله - صلى الله عليه وسلم - بل وجميع الرسل. وقال غير واحد من الأئمة إنهم أكفر من اليهود والنصارى. وبهذا كفروا من يقول إن القرآن مخلوق وأن الله لا يرى في الآخرة وأن الله ليس على العرش وأنه ليس له علم ولا قدرة ولا رحمة ولا غضب ونحو ذلك من صفاته.

وقال أيضا نفي الصفات كفر والتكذيب بأن الله لا يرى في الآخرة كفر وكذلك ما كان في معنى ذلك كإنكار تكليم الله لموسى واتخاذ الله إبراهيم خليلا. انتهى.

وقال العلامة ابن القيم رحمه الله تعالى في الكافية الشافية

ولقد تقلد كفرهم خمسون في ... عشر من العلماء في البلدان

واللالكائي الإمام حكاه عنـ ... ـهم بل حكاه قبله الطبراني

فذكر رحمه الله تعالى أن خمسمائة عالم كفروا الجهمية. وقد ذكر عبد الله بن الإمام أحمد في كتاب السنة جملة منهم. وكان بعض الأئمة يسميهم الزنادقة. وروي عن عبد الله بن المبارك ويوسف بن أسباط وغيرهما من أهل العلم والحدث أنهم قالوا أصول اثنتين وسبعين فرقة هي أربع: الخوارج والروافض والمرجئة والقدرية. قيل لابن المبارك فالجهمية قال ليست الجهمية من أمة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وكلام أئمة السلف في ذم الجهمية وتكفيرهم كثير جدا.

وعن أحمد رحمه الله تعالى في تكفير من لم يكفر الجهمية روايتان.

وبالتكفير يقول أبو بكر بن عياش وسفيان بن عيينة وأبو زرعة وأبو حاتم الرازيان وحكى أبو زرعة وأبو حاتم ذلك عمن أدركاه من العلماء في جميع الأمصار.

ومن علماء الصواف وأعلامه أيضا نصير الشرك الطوسي وقد تقدم الكلام فيه قريبا.

ومن علمائه وأعلامه أيضا أبو علي ابن الهيثم. وسيأتي الكلام فيه قريبا ومن علمائه وأعلامه أيضا علي بن عبد الرحمن بن يونس المنجم صاحب الزيج الحاكمي وقد ذكر ابن خلكان عنه أنه كان قد أفنى عمره في الرصد والتسيير للمواليد وأنه كان يقف للكواكب. ثم نقل عن الأمير المسبحي قال أخبرني أبو الحسن المنجم الطبراني أنه طلع معه إلى جبل المقطم وقد وقف للزهرة فنزع ثوبه وعمامته ولبس ثوبا نساويا أحمر ومقنعة حمراء تقنع بها وأخرج عودا فضرب به والبخور بين يديه.

قلت وهذه الأفعال كلها من أفعال فلاسفة اليونان وأتباعهم من الكفرة الذين يعبدون الكواكب ويتقربون إليها بما يرون أنه يناسبها من اللباس والبخور والضرب بآلات اللهو.

ومن علمائه وأعلامه أيضا طنطاوي جوهري وموسى جار الله. وسيأتي ذكر ما نقله عنهما من الهوس والهذيان في آخر الكتاب إن شاء الله تعالى.

وأما خلفاؤه الذين زعم أنهم عظام فهم الملوك المنحرفون ومنهم المأمون والحاكم العبيدي وبعض بني بوبه والسلاجقة وهولاكو وتيمورلنك وحفيده أولغ بيك وأشباههم من الملوك المفتونين بالنجوم وعمل الأرصاد. فهؤلاء مع من ذكرنا من فلاسفة الإفرنج وأتباعهم هم السلف الطالح للصواف الذين يترحم عليهم ويسأل الله أن يرضى عنهم ويرضيهم ويحشره وإياهم مع المتقين الأبرار. هذا مبلغ علم الصواف وحاصل عقله. وقد قال الله تعالى {فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}. ومن أعظم عمى القلب أن يعتقد الشخص في أعداء الله من الكفرة والفجرة الطالحين أنهم من السلف الصالحين ويترحم عليهم ويسأل الله تعالى أن يرضى عنهم ويرضيهم ويحشره وإياهم مع المتقين الأبرار. نعوذ بالله من عمى البصيرة {رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنْتَ الْوَهَّابُ}. اللهم أرنا الحق حق وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبسا علينا فنضل.

ولقد أحسن الشاعر حيث يقول

يقضى على المرء في أيام محنته ... حتى يرى حسنا ما ليس بالحسن

 

 

  • الاربعاء PM 08:41
    2022-05-25
  • 1103
Powered by: GateGold