المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409172
يتصفح الموقع حاليا : 353

البحث

البحث

عرض المادة

بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة

أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال «بعثت والساعة كهاتين» رواه الإمام أحمد والشيخان من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه قال رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال بأصبعيه هكذا بالوسطى والتي تلي الإبهام «بعثت والساعة كهاتين» وفي رواية للبخاري «بعثت أنا والساعة هاتين» ويشير بإصبعيه فيمدها في رواية لأحمد أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: «مثلي ومثل الساعة كهاتين» وفرق بين أصبعيه الوسطى والتي تلي الإبهام ثم قال: «مثلي ومثل الساعة كمثل فرسي رهان» ثم قال: «مثلي ومثل الساعة كمثل رجل بعثه قومه طليعة فلما خشي أن يسبق ألاح بثوبه أتيتم أتيتم» ثم يقول: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «أنا كذلك».

وروى الإمام أحمد أيضا والشيخان وأبو داود الطيالسي والترمذي عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «بعثت أنا والساعة كهاتين»، زاد مسلم قال شعبة وسمعت قتادة يقول في قصصه كفضل إحداهما على الأخرى فلا أدري أذكره عن أنس أو قاله قتادة، وفي رواية له عن معبد وهو ابن هلال عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «بعثت أنا والساعة كهاتين» قال وضم السبابة والوسطى.

وروى البخاري أيضا وابن ماجة واللفظ له عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «بعثت أنا والساعة كهاتين» وجمع بين أصبعيه.

وروى الإمام أحمد ومسلم وابن ماجة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إذا خطب احمرت عيناه وعلا صوته واشتد غضبه حتى كأنه منذر جيش، يقول صبحكم ومساكم، ويقول «بعثت أنا والساعة كهاتين»، ويقرن بين أصبعيه السبابة والوسطى.

وروى الترمذي عن المستور بن شداد الفهري رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم - «بعثت أنا في نفس الساعة فسبقتها كما سبقت هذه هذه» لإصبعيه السبابة والوسطى.

قال الحافظ ابن حجر قوله في نفس بفتح الفاء وهو كناية عن القرب أي بعثت عند نفسها. انتهى.

وروى الإمام أحمد بإسناد صحيح عن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول «بعثت أنا والساعة جميعا إن كادت لتسبقني».

وروى الإمام أحمد أيضا بإسناد حسن عن جابر بن سمرة رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يشير بإصبعيه ويقول «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه».

ورواه ابن جرير ولفظه قال كأني أنظر إلى أصبعي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أشار بالمسبحة والتي تليها وهو يقول «بعثت أنا والساعة كهذه من هذه»، وفي رواية وجمع بين أصبعيه السبابة والوسطى.

وفي هذه الأحاديث على اختلاف ألفاظها إشارة إلى قلة المدة التي بين بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين قيام الساعة.

قال عياض وغيره: والتفاوت إما في المجاورة، وإما في قدر ما بينهما ويعضده - أي القول الأخير - قوله كفضل إحداهما على الأخرى.

وقال: القرطبي في " المفهم " حاصل الحديث تقريب أمر الساعة وسرعة مجيئها.

وقال البيضاوي: معناه أن نسبة تقدم البعثة النبوية على قيام الساعة كنسبة فضل إحدى الإصبعين على الأخرى، ورجح الطيبي هذا القول، ذكر ذلك الحافظ ابن حجر في فتح الباري.

وقال الحسن البصري: بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة، ذكره ابن كثير في تفسيره وقال: هو كما قال.

وقال ابن كثير أيضا: بعثة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة لأنه خاتم الرسل الذي أكمل الله به الدين وأقام به الحجة على العالمين.

وقال البغوي في تفسيره: وكان النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة.

وذكر الحافظ بن حجر في فتح الباري عن الضحاك أنه قال: أول أشراطها بعثة محمد - صلى الله عليه وسلم -.

وإذا علم قرب زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - من قيام الساعة، وإنها كادت أن تسبقه علم بطلان ما يهذو به طواغيت الافرنج من أنه بعد 432 مليون سنة ينقص دوران الأرض بمقدار ساعة، ويصبح مجموع ساعات الليل والنهار 25 ساعة، وأنه هكذا يتوالى النقص ويطرد طول الليل والنهار.

ولا يخفى أن قولهم هذا يعارض قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «بعثت أنا والساعة كهاتين»، وقوله أيضا «مثلي ومثل الساعة كمثل فرسي رهان»، وقوله أيضا «بعثت في نفس الساعة»، وقول أيضا «بعثت أنا والساعة جميعا أن كادت لتسبقني».

وإذا تعارض قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وقول غيره من الناس فقول الغير مطرح مردود على قائله كائنا من كان.

ولو كان الأمر على ما زعمه أعداء الله من طول مدة الليل والنهار بعد 432 مليون سنة لما كانت بعثة النبي - صلى الله عليه وسلم - من أشراط الساعة. وفي الأحاديث التي ذكرنا أبلغ رد على هذا التخرص والظن الكاذب.

الوجه الرابع: أن ما زعمه أعداء الله تعالى من زيادة الليل والنهار مقدار ساعة في كل 432 مليون سنة بناء على ما توهموه بعقولهم الفاسدة من نقصان دوران الأرض، يقتضي أن يكون قد مضى على الأرض ثمانية آلاف وستمائة وأربعون مليون سنة منذ خلقت، أو منذ انفصالها عن الشمس على حد تعبيرهم الخاطئ وظنهم الكاذب، وهذا من الرجم بالغيب.

وقد قال الله تعالى {قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} وقال تعالى {وَيَقُولُونَ لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ آَيَةٌ مِنْ رَبِّهِ فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ} وقال تعالى {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ}.

وقد ذكر ابن قتيبة في كتاب المعارف أن آدم عليه السلام عاش ألف سنة، وكان بينه وبين الطوفان ألفان ومائتان واثنتان وأربعون سنة، وبين الطوفان وبين موت نوح عليه السلام ثلاثمائة وخمسون سنة، وبين نوح وإبراهيم ألف وأربعون سنة، وبين إبراهيم وموسى تسعمائة سنة، وبين موسى وداود خمسمائة سنة، وبين داود وعيسى ألف سنة، وبين عيسى ومحمد - صلى الله عليه وسلم - وعليهم أجمعين ستمائة وعشرون سنة، فكان من عهد آدم إلى محمد سبعة آلاف وثمانمائة واثنتان وخمسون سنة على ما ذكره ابن قتيبة. وقد مضى منذ ولد - صلى الله عليه وسلم - إلى سنتنا هذه وهي سنة 1388 هـ ألف سنة وأربعمائة وإحدى وأربعون سنة، فيكون منذ خلق آدم إلى هذه السنة تسعة آلاف ومائتان وثلاث وتسعون سنة، وهذا يعارض ما تخرص به الفلكيون من طول المدة التي مضت على الأرض منذ خلقت إلى الآن.

وما ذكره ابن قتيبة في تحديد المدة التي كانت منذ خلق آدم إلى أن ولد النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مما لا ينبغي الجزم به؛ لأن ذلك لم يثبت عن المعصوم صلوات الله وسلامه عليه. ومع هذا فهو أقرب إلى الصواب مما تخرصه أعداء الله وتوهموه بعقولهم الفاسدة.

وإذا علم هذا فالواجب على المسلمين الإعراض عن أعداء الله تعالى وعن تخرصاتهم وظنونهم الكاذبة؛ لأن الله تعالى قد حذر منهم وأمر بالإعراض عنهم فقال تعالى {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الْأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا يَخْرُصُونَ} وقال تعالى {وَمَا يَتَّبِعُ أَكْثَرُهُمْ إِلَّا ظَنًّا إِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَفْعَلُونَ} وقال تعالى {وَمَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنَّ الظَّنَّ لَا يُغْنِي مِنَ الْحَقِّ شَيْئًا * فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِمَنِ اهْتَدَى}.

الوجه الخامس: أن ما قرره في هذا الموضع يقتضي أن الدنيا لا تزال باقية على الأبد، وأنه ليس هناك قيامة ولا بعث ولا آخرة، وقد قرر هذا المعنى في صفحة 117 حيث قال عن القرآن أنه كتاب أبدي سرمدي أنزل للخلود والبقاء وليكون دينا أبديا للإنسانية جمعاء. انتهى.

والآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة في إثبات القيامة والمعاد أكثر من أن تحصر.

وقد قال الله تعالى {اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانْشَقَّ الْقَمَرُ} وقال تعالى {اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ} وقال تعالى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ تَكُونُ قَرِيبًا} وقال تعالى {وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ} وفي هذه الآيات أبلغ رد على ما ذكرنا من تخرصات أعداء الله وظنونهم الكاذبة.

الوجه السادس: أن الصواف قد نقض ما قرره في هذا الموضع بما قرره في صفحة 104 من أن حركة الأرض حول محورها يبلغ من الانتظام والدقة بحيث لا يلحقه خلل ولا تقديم أو تأخير ثانية واحدة في موعدها ولو بعد قرون، وهكذا الباطل لا تجده إلا مختلفا ينقض بعضه بعضا.

وأما قوله وعلى هذا الأساس يقول العلماء أن الأرض لابد أن تقف يوما والله أعلم بذلك اليوم، وعند وقوفها يصبح الوجه المقابل للشمس نهارا دائما والوجه البعيد عنها ليلا دائما، وهذا ما أشار إليه الرب تبارك وتعالى في كتابه العزيز، وما ذكر الناس به من تعاقب الليل والنهار.

فجوابه من وجوه:

أحدها: أنه لا ينبغي تسمية أعداء الله باسم العلماء لأن هذه التسمية لا تليق بهم ولا تطابق حالهم، وقد تقدم التنبيه على ذلك قريبا.

وقد روى ابن أبي الدنيا وأبو يعلى والبيهقي في شعب الإيمان عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - «إذا مُدح الفاسق غضب الرب واهتز لذلك العرش».

ومن المعلوم أن اسم العالم والعلماء من أعلى صفات المدح والتعظيم، وعلى هذا فلا ينبغي مدح أعداء الله ولا تسميتهم بأسماء المدح والتعظيم؛ لأن ذلك مما يغضب الرب تبارك وتعالى ويهتز له العرش.

الوجه الثاني: أن يقال إن الأرض لا تزال واقفة ساكنة منذ أرساها الله بالجبال إلى أن تقوم الساعة فترج رجا كما أخبر الله بذلك في قوله {إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ * خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ * إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا * وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا * فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا * وَكُنْتُمْ أَزْوَاجًا ثَلَاثَةً} وقال تعالى {يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا} وقال تعالى {فَإِذَا نُفِخَ فِي الصُّورِ نَفْخَةٌ وَاحِدَةٌ * وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ فَدُكَّتَا دَكَّةً وَاحِدَةً * فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ} وقال تعالى {إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا} الآيات.

فأما قبل يوم القيامة فهي كما قلنا لا تزال واقفة ثابتة، وقد تضافرت الأدلة من الكتاب والسنة على وقوفها وثباتها وأجمع المسلمون على ذلك، وأجمع على ذلك أهل الكتاب أيضا، وقامت على ذلك الأدلة العقلية الصحيحة، وقد ذكرت ذلك مستوفى في أول الصواعق الشديدة فليراجع هناك، وما زعمه الخراصون من أن الأرض لابد أن تقف يوما فهو مردود بما ذكرنا من الأدلة على وقوفها منذ أرسيت بالجبال إلى أن تقوم الساعة.

الوجه الثالث: قولهم أنه عند وقوفها يصبح الوجه المقابل للشمس نهارا دائما والوجه البعيد عنها ليلا دائما.

جوابه أن يقال إنما يكون هذا لو وقفت الشمس عن حركتها وجريانها في الفلك، وهي لا تقف إلى يوم القيامة كما قال الله تعالى {وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى} قال: أبو الفرج ابن الجوزي في تفسيره أي إلى وقت معلوم وهو فناء الدنيا.

وقال: ابن كثير في قوله {وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ} قال: القرطبي المعنى يجريان إلى يوم القيامة لا يفتران، وقال: ابن كثير أي لا يفتران، ولا يقفان إلى يوم القيامة انتهى.

وإذا علم هذا فما تخرصه أعداء الله من وقوف الأرض ودوام النهار على الوجه البعيد عنها مردود عليهم لأنه من الرجم بالغيب، والأرض لم تزل واقفة ساكنة منذ أرساها الله بالجبال، ولا تزال كذلك إلى يوم القيامة كما تقدم تقريره في الوجه الثاني.

الوجه الرابع: أن الله تبارك وتعالى لم يشر قط إلى حركة الأرض ودورانها حول نفسها وعلى الشمس، فضلا عن الإشارة إلى وقوف حركتها في المستقبل ودوام النهار على الوجه المقابل للشمس ودوام الليل على الوجه البعيد عنها.

وما زعمه الصواف ههنا فهو كذب على الله وعلى كتابه، وقد قال الله تعالى {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ * الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا}، وقال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ لَا يُفْلِحُونَ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}، وقال تعالى: {وَمَا ظَنُّ الَّذِينَ يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ}، وقال تعالى {وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تَرَى الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى اللَّهِ وُجُوهُهُمْ مُسْوَدَّةٌ}.

وقد تقدم حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال «من قال في القرآن برأيه، أو بما لا يعلم فليتبوأ مقعده من النار» رواه الإمام أحمد والترمذي وابن جرير والبغوي، وقال: الترمذي هذا حديث حسن صحيح.

وما ذكر في هذا الحديث والآيات قبله من الوعيد الشديد يمنع من له أدنى مسكه من عقل من الجراءة على القرآن والقول فيه بغير علم، ومن اجترأ على القول في القرآن بغير علم ولم يبال بهذا الوعيد الشديد فذلك لا عقل له، وقد قال الله تعالى {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}.

 

  • الاثنين PM 07:06
    2022-05-23
  • 999
Powered by: GateGold