المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413459
يتصفح الموقع حاليا : 238

البحث

البحث

عرض المادة

مالك الأشتر والشيخين أبو بكر وعمر

وهذا مالك الأشتر النخعي صاحب علي بن أبي طالب رضي الله عنه المقرب كما تسّطر كتب التاريخ، يثني على الشيخين أبي بكر وعمر ثناء عطراً، لا يكاد يُذكر أو يُشار إليه في المجالس الحسينية التي لا تخلو عادة من الطعن في الشيخين والحديث عن الخلافة المغتصبة! كحال بعض أسماء شهداء كربلاء من آل علي وآل الحسين الذين حملوا أسماء أبي بكر وعمر اللذين تتهمهما الشيعة الإثنا عشرية الإمامية بأنهم أعداء أهل البيت!

فقد خطب الأشتر في الناس قائلاً: (أيها الناس، إنّ الله تبارك وتعالى بعث فيكم رسوله محمداً صلى الله عليه وآله وسلم بشيراً ونذيراً وأنزل عليه كتاباً بيّن فيه الحلال والحرام والفرائض والسنن، ثم قبضه إليه وقد أدى ما كان عليه، ثم استخلف على الناس أبا بكر فسار بسيرته واستن بسنته، واستخلف أبو بكر عمر فاستن بمثل تلك السنة) (1).

ويقول في خطبة أخرى: (أما بعد، فإنّ الله تبارك وتعالى أكرم هذه الأمة برسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم فجمع كلمتها وأظهرها على الناس، فلبث بذلك ما شاء الله أن يلبث، ثم قبضه الله عز وجل إلى رضوانه ومحل جنانه صلى الله عليه وآله وسلم كثيراً، ثم ولي من بعد قوم صالحون عملوا بكتاب الله وسنة نبيه محمد صلى الله عليه وآله وسلم وجزاهم بأحسن ما أسلفوا من الصالحات) (2).

[بيعة الرضوان تشهد لعثمان بن عفان بالرضوان]

حين ينسى علماء ورواة الشيعة الإثني عشرية الإمامة قليلاً وينسون الرغبة بالتشفي في أصهار وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم تظهر على السطح حقائقُ لم يكن لها أن تطفو أو أن ترى النور.

بيعة الرضوان ... تلك البيعة التي بايع بها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أصحابه على القتال واضعاً يده الشريفة على يده الأخرى قائلاً (هذه لعثمان) بعد أن جاءه النبأ بمقتل عثمان رضي الله عنه.

حديث صحيح ومشهور لكني استبعدت أن يذكره الشيعة الإثني عشرية الذين أشبعوا عثمان سباً ولعناً وطعناً حتى لا تكاد تتصور أنهم يذكرونه بخير.

لكن حديثاً شيعياً مرّ بي أثناء القراءة من شأنه أن يغير نظرة الشيعي المنصف إلى عثمان بن عفان رضي الله عنه وأن يبين قيمة عثمان ومكانته عند رسول الله وفي الإسلام بشكل عام.

روى الكليني في "الكافي" عن الإمام جعفر الصادق أنه قال: (لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في غزوة الحديبية خرج في ذي القعدة فلمّا انتهى إلى المكان الذي أحرم فيه أحرموا ولبسوا السلاح ... وكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أراد أن يبعث عمر فقال: يا رسول الله، إنّ عشيرتي قليل وإني فيهم على ما تعلم ولكني أدلّك على عثمان بن عفان فأرسل إليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: انطلق إلى قومك من المؤمنين فبشّرهم بما وعدني ربي من فتح مكة.

فلمّا انطلق عثمان لقي أبان بن سعيد فتأخر عن السرح، فحمل عثمان بين يديه ودخل عثمان فأعلمهم وكانت المناوشة، فجلس سهيل بن عمرو عند رسول الله صلى الله عليه وآله

وسلم وجلس عثمان في عسكر المشركين، وبايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين وضرب بإحدى يديه على الأخرى لعثمان، وقال المسلمون: طوبى لعثمان، قد طاف بالبيت وسعى بين الصفا والمروة وأحلّ.

فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما كان ليفعل، فلمّا جاء عثمان، قال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أطفت بالبيت؟ فقال: ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يطف به) (3).

فقد بايع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المسلمين من أجل عثمان وضرب باحدى يديه الشريفتين على الأخرى لعثمان ثم ترى ثقته بعثمان جلية وهو يرد على المسلمين قائلاً: (ما كان ليفعل) .. وفي هذا كله الدليل الساطع والبرهان القاطع على حب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعثمان وثقته به.

وانظر إلى فعل عثمان بن عفان وهو يقول: (ما كنت لأطوف بالبيت ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لم يطف به) .. ما أعظم إكباره لرسول الله.

 


(1) الفتوح لابن أعثم الكوفي 1/ 396
(2) المصدر نفسه 1/ 385

(3) الكافي - كتاب الروضة - حديث رقم (503)، قال المجلسي في (مرآة العقول 26/ 438 - 448): حديث حسن.

 

  • الاثنين AM 03:00
    2022-05-23
  • 1262
Powered by: GateGold