المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413362
يتصفح الموقع حاليا : 232

البحث

البحث

عرض المادة

آية الله العظمى محمد محمد صادق الصدر

أما محمد الصدر فلديه ما هو أعجب.

فهو يقارن بين صبر الإمام الحسين وبين صبر أنبياء الله تعالى بل وصبر أولي العزم من الرسل الذين أُطلق عليهم هذا الإسم لشدة صبرهم في دعوتهم وعلى ابتلائهم.

وتبلغ المقارنة حداً تقشعر منه جلود الموحدين، حين يستخف محمد الصدر بأنبياء الله تعالى بأسلوب فج قبيح لا يمكن أن يُفسر إلا بأنه استهزاء صريح بأنبياء الله تعالى وملائكته.

ففي خطب الجمعة المنشورة له يقول: (الحسين عليه السلام صبر أكثر من آدم عليه السلام، يقول في القرآن {وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى. ثُمَّ اجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَتَابَ عَلَيْهِ وَهَدَى} (1) الحسين


(1) سورة طه آية 121

صبر أكثر من نوح عليه السلام، الذي من أنبياء أولي العزم {قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً. فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائِي إِلَّا فِرَاراً. وَإِنِّي كُلَّمَا دَعَوْتُهُمْ لِتَغْفِرَ لَهُمْ جَعَلُوا أَصَابِعَهُمْ فِي آذَانِهِمْ وَاسْتَغْشَوْا ثِيَابَهُمْ وَأَصَرُّوا وَاسْتَكْبَرُوا اسْتِكْبَاراً} (1)، نوح صبر مئات السنين، مع ذلك المتوقع منه أن لا يفتح فمه بالشكوى أمام الله سبحانه وتعالى!!!، الحسين لم يفتح فمه بالشكوى أمام الله سبحانه وتعالى).

ثم يقول: (الحسين عليه السلام صبر أكثر من ذي النون، فإنّ الأخير لم يستطع الصبر عدة سنوات، وانهزم من مجتمعه الذي كان مكلفاً حسب الرواية بالدعوة فيه، أي بالنبوة فيه {وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِباً فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} (2)

مريم بشرتها الملائكة بوجود عيسى وولادته. مع ذلك استشكلت ولم تسكت إلا أن تشكل {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيّاً. قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِّنَّا وَكَانَ أَمْراً مَّقْضِيّاً} (3)، قضاه الله وقدره رغماً عنك! وليس باختيارك وإنما اختيار رب العالمين، لماذا تفتحين فمك بما لا ينبغي؟! فهل فتح واحد من المعصومين فمه بما لا ينبغي؟ حتى بالدقة العقلية لا يوجد مثل هذا الشيء.

زكريا {فَنَادَتْهُ الْمَلآئِكَةُ وَهُوَ قَائِمٌ يُصَلِّي فِي الْمِحْرَابِ أَنَّ اللهَ يُبَشِّرُكَ بِيَحْيَى مُصَدِّقاً بِكَلِمَةٍ مِّنَ اللهِ وَسَيِّداً وَحَصُوراً وَنَبِيّاً مِّنَ الصَّالِحِينَ. قَالَ رَبِّ أَنَّىَ يَكُونُ لِي غُلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَنِيَ الْكِبَرُ


(1) سورة نوح آية 5 - 7
(2) سورة الأنبياء آية 87
(3) سورة مريم آية 20 - 21

وَامْرَأَتِي عَاقِرٌ قَالَ كَذَلِكَ اللهُ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ} (1). الملائكة تقول له وجهاً لوجه وحساً بحس مع ذلك تأخذه الأسباب الطبيعية! وتصعب في نفسه أهمية هذه الأسباب فيفتح فمه بالإشكال أمامهم) (2).

هكذا يتكلم محمد الصدر عن أنبياء الله تعالى والبتول مريم بكل احتقار وسوء أدب، المهم أنّ الإمام الحسين أفضل من الكل وكفى، حتى لو كان في ذلك انتقاص لأنبياء الله وانتقاد لهم وتقليل من شأنهم وقلة حياء في الحديث عنهم.

لكن يبدو أنّ محمد الصدر يرى نفسه أتقى من الملائكة وأورع منهم، فبعد أن قال في خطبته (صَبَر الحسين أكثر من الملائكة) أعقب ذلك بقوله: ({وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَة} (3) انفتحت ألسنتهم هذا ليس بكلام جيد منك. سمعت أحداً يقول لله مثل هذا الكلام؟ أعوذ بالله من الشيطان الرجيم)!! (4)

ولا يكتفي آية الله العظمى محمد الصدر بكل هذا بل يعقد مقارنة بين مرقد الإمام علي وبين الكعبة المشرفة فيقول: (وقع الكثير من هذا الكلام بين المؤمنين الواعين أنّ الكعبة أفضل أم حرم أمير المؤمنين؟ أنا أقول: حرم أمير المؤمنين، بماذا تريد أن تجيب فأجب وكذلك المصلى مصلى أمير المؤمنين، وكذلك مسكن أمير المؤمنين، الله ما هي صداقته مع الكعبة؟ ولكن له صداقة مع أمير المؤمنين، ولي الله حقاً، فقط هذه؟ لا .... أكثر) (5).

 


(1) سورة آل عمران آية 39
(2) منبر الصدر ص44 - 46
(3) سورة البقرة آية 30
(4) بل سمعنا من ينتقد أنبياء الله تعالى والصدّيقة مريم والملائكة ويدّعي بعد ذلك أنه مسلم متبع لأهل البيت! أما الملائكة الذين لا يعرف الصدر حقهم، فهم الذين قال الله تعالى عنهم {عِبَادٌ مُّكْرَمُونَ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُم بِأَمْرِهِ يَعْمَلُون}.
يقول الشيخ الطوسي في تفسيره "التبيان 1/ 132": (فقالوا: يا ربنا أتجعل في الأرض يفسد فيها ويسفك الدماء على وجه الاستخبار منهم والاستعلام عن وجه المصلحة والحكمة لا على وجه الانكار كأنهم قالوا: إن كان هذا كما ظننا فعرّفنا وجه الحكمة فيه، وقال قوم: المعنى فيه أنّ الله أعلم الملائكة أنه جاعل في الأرض خليفة وأنّ الخليفة فرقة تسفك الدماء وهي فرقة من بني آدم فأذن الله للملائكة أن يسألوه عن ذلك وكان إعلامه إياهم هذا زيادة على التثبيت في نفوسهم أنه يعلم الغيب فكأنهم قالوا: أتخلق فيها قوماً يسفك الدماء، ويعصونك وإنما ينبغي أنهم إذا عرفوا أنك خلقتهم أن يسبحوا بحمدك كما نسبح ويقدسوا كما = = نقدس؟ ولم يقولوا: هذا إلا وقد أذن لهم، لأنهم لا يجوز أن يسألوا ما لا يؤذن لهم ما فيه، ويؤمرون به لقوله {وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُون}).

(5) منبر الصدر ص14

 

  • السبت AM 03:18
    2022-05-21
  • 795
Powered by: GateGold