المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 409116
يتصفح الموقع حاليا : 309

البحث

البحث

عرض المادة

القبور في المساجد

وممـا قالوه أيضـا ً: إن كثيرا ً مـن المسـلمين يُكفرون من يصلي في مسجد أُلحق بقبر من القبور، وهذا واقع، وله آثاره.

ولذلك كان يجب أن نجلس لنفهم هذه المسألة، فالمانعون يتخذون من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لعن الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد "[1] دليلا ً لهم، وهذا هو دليلهم.

نقـول: القبر عندنا لم يتخذ مسـجدا ً، فالقبـر هو المكان الذي دُفن فيه الميت، هو مضجع الميت، فهل اتخذ المسلمون القبر مسـجدا ً؟ أبدا، لم يتخذوه مسـجدا، وإنمـا جعلوا القبر قبرا ً أُلحق به مسجد، وحول القبر شيء اسمه «المقصورة».

وكلمـة مقصـورة معناها شـيء محبوس علـى القبرية لا يتعداها إلى شـيء آخر، وربما جعلوا سـياجات: سـياجا ً من خشب، وسياجا ً من حديد، لئلا يتخذه أحد مسجدا ً.

ثم نقول: هل اشترط أحد أن نصلي في مساجد فيها قبور؟ لم يشـترط أحد ذلك، فما أغنانا عـن أن نجعل نفس القبر أو المقام مسجدا ً، ما دام الشرع لم يأمر به، وبعد ذلك ندخل في عراك مع الغير.

لماذا لا نغلق هذه المسـألة؟ الذي يريد أن يحمي الإسلام لا يجعل فيه ثغرة للغير يدخل منها إليه بالنقد، ذلك ما يمكن أن نقوله للمجيز وللمعارض، نتكلم مع هذا ومع ذاك.

إذا أقنعتهـم بأنهـم لا يتخذون القبر مسـجدا ً يقولون لك: إنهـم يصلون في القبر، نقول: يا سـيدي، مرة يجعلون القبر وراءهم، ومرة يجعلونه أمامهم، والأمامية غير ملحوظة، ومرة يجعلونه عن أيمانهم، ومرة عن شمائلهم.

ولكم في مسـجد رسول الله أسـوة، فهناك من يصلي في الروضة، ويكون قبر الرسـول وأبي بكر وعمر على اليسـار، ويصلون في منزل الوحي ويكون القبر على اليمين، ويصلون في الصُفـة ويكون القبـر أمامهم، ويصلون فـي المواجهة، والقبـر خلفهم، ومضى على ذلك علماء المسـلمين دون ذكر منهم.

يقولون: إنه مسـجد رسول الله، ونقول لهم: وفيه أبو بكر وعمر.

كان يجب أن ننهي هذه المسألة بيننا؛ لأن أثرها ليس فيما بيننا.

 

[1] أخرجه البخاري عن عائشة برقم: 4441.

  • الجمعة PM 11:06
    2022-04-08
  • 940
Powered by: GateGold