ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
ما المقصود بالقول"ابن الله"؟
ما المقصود بالقول"ابن الله"؟
قد يدعي بعض المسيحيين إنهم لا يعتقدون أن المسيح هو الله، بل ابن الله. المشكلة هنا ما هو المقصود بالقول: " ابن الله "؟ فالابن البشري هو بشر شبيه بأمه وأبيه، فهل ابن الله هو أيضاً إله. فإن كان الأمر كذلك فقد عدنا من حيث بدأنا وللمشكلة السابقة نفسها، كما أن الابن البشري هو نتاج عملية جنسية، فهل قام الله بهذه العملية، تعالى عما يصفون؟ وهذا يناقض بشكل واضح كل ما نعرفه عن الله بأنه لا يشبه الخلق.
ولكن ربما تبنى الله المسيح كابن؟ هذا ايضاً ينافي المنطق، لأنك لا يمكن أن تتبنى شيئاً كابن إلا إذا كان مثلك، كمثال: إذا تبنى أحد من الناس سمكة، وقال هذا ابني، فلا أحد سيأخذه على محمل الجد. يمكن أن يحبها كابن، يمكن أن تأكل معه ويكون لها غرفة في المنزل، وربما تحصل على أوراق التبني، لكن تبقى السمكة سمكة ويبقى الإنسان أنساناً، الاثنان لا يتشابهان، ونحن نعلم أن الخالق ليس كمثله شئ في الكون،
فطبقاً للمثال الماضي: نحن أقرب شبها بالسمك من الخالق، فنحن كائنات محدودة متناهية محتاجة كالأسماك، بينما الخالق أزلي غير محتاج، ويجب أن يكون منزهاً عن الخلق، وعن أن يكون له ابن، سواء حرفياً أو رمزياً، ماعدا ربما في المعنى المجازي من أن الأهل يعتنون بالابناء، يوجهونهم، ويرعونهم، والخالق يفعل هذا لخلقه، وهذا المعنى ينطبق على كل الخليقة وليس فقط البشر، ناهيك عن واحد من البشر.
أما بالنسبة للبوزية: فالخالق ليس له دوراً أبداً، مما يجعل من البوذية فلسفة أكثر من أن تكون ديانة، وهذا له مشكلاته، بالذات التفسيرات المتعلقة بـ: الهدف من الحياة، وسبب المعاناة، وما يحدث بعد الموت، فهي أفكار بشر وليست للإله. وما نحتاجه حقاً في هذا الموضوع هو أجوبة نهائية حتمية أكيدة، تأتي فقط من الذي يعلم ما لا نرى، خالق مالا نرى، وكل شئ ما عدا ذلك فهو تخمينات.
وهناك بعض الديانات الأخرى التي قد تذكر. السيخية تشبه البوذية في كونها لا تزعم أنها من أصول إلهية، ليس بشكل مباشر على الأقل، فمؤسس السيخية- غوروناناك- انتقى ما يظنه الأفضل من الهندوسية والأفضل من الإسلام، ودمجها بطريقته الخاصة. هذا شئ قد يجذب الكثير منا للقيام به في مواجهة هذا الخيار، ولكن هناك مشكلة منطقية بسيطة هنا: إذا كنا نؤمن بأن هناك وحي ورسالة من الخالق، فكيف يمكننا عقلاً أن نتخلى عن هداية الخالق ونتبع شيئاً آخر، أو نجرؤ أن ندمجها بشئ آخر، مالم يكن بالطبع بإمكاننا إثبات أن الله يريدنا أن نفعل هذا؟ يمكن للمرء أن يكون قادراً على تبرير ذلك من الأفكار الهندوسية، ولكن من الصعب جداً أن يفعل هذا من وجهة نظر الإسلام أو اليهودية على سبيل المثال.
طبقناً حتى الآن اختباراً واحداً لمعرفة ما إذا كان زعم بعض الديانات أنها من الخالق مقبولاً أو مرفوضاً. هل تتوافق مع الأساس المنطقي الذي من خلاله وصلنا إلى أن هناك خالقاً واحداً فريداً أزلياً صمداً، لا يشبه الخلق، منزهاً عنه. هل هناك أي معيار آخر نستطيع أن نقلص به لائحة المرشحين.
اختبار العالمية
ربما هناك اختبارات أخرى نستطيع تطبيقها لنعلم إذا كانت الهوية صحيحة أم لا، إحدى هذه الطرق المنطقية نوعاً ما هي أن تكون الرسالة عالمية، المراد أن هذه الرسالة من الخالق يجب أن تكون للجميع، بما أن جميع البشر لديهم القدرة العقلية لفهم أسباب وجود الخالق، والقدرة على طرح هذه الأسئلة العميقة عن سبب الوجود والحياة والموت والكون وكل شئ، فإنه من غير المعقول أن الخالق سيعطي الهداية لمجموعة مختارة من الناس ويستبعد البقية، لكن بالطبع قد يكون منطقياً أن يختار مجموعة من الناس لحمل هذه الرسالة وتطبيقها، كما يبدو منطقياً أن تعطى هذه الرسالة لشخص مميز، بدلاً عن التكلم مع كل شخص بشكل فردي، لكن إن كان الأمر أن هذه المجموعة هي الخاصة فقط بالرسالة فسيدعو الأمر إلى التساؤل ماذا لو كنا لسنا من هذه المجموعة ماذا علينا أن نفعل؟ ماذا يحصل لنا؟
قد يبدو غريباً أن الخالق القادر على أن يؤمِّن لكل فرد الاحتياجات الجسدية، لا يؤمن الاحتياجات النفسية والعقلية والروحية، الاحتياجات الكبري، التي هي أجوبة الأسئلة الكبري!
هذا السبب يستبعد الديانة اليهودية، فاليهودية جيدة إذا كنت مولوداً من أم يهودية، لكنها ليست جيدة في غير هذا الحال! بالرغم من أن العديد منا يميل إلى التفكير بطريقة أو بـأخرى أن البلد الذي ننتمي إليه أو العرق أو القبيلة أو المدينة أو حتى فريق الكرة، هو الأفضل( أو على الأقل سيكون الأفضل يوما ما )، ومعظمنا قد يجد أنه من الصعب عليه هضم فكرة أنه إن لم تكن مولوداً لعرق أو قبيلة معينة فإنه ليس لديك أمل في الحصول على البركة الأبدية ودخول الجنة بعد الموت، وأن الحكمة الإلهية هي حكر لهم وليست لغيرهم، فحتى لو كان الأمر صحيحاً، فإن أغلب الناس سيرفضون الفكرة على أنها غير محتملة بكل الأحوال!
وهناك أسباب أخرى وراء إقصاء اليهودية من الصحة منطقياً، لكن ليس هذا وقتها.
وعليَّ أن أتوقف هنا لاستراحة بسيطة.
قد حذرتك منذ البداية إن هذا الكلام لن يعجبك!
ربما كان عليَّ أن أحذرك أكثر قليلاً منذ البداية أن استنتاجات هذا المنهج العقلي قد تعنى معارضة رغباتك تماما ولما تظن أنك تريده من هذه الحياة، ربما كان عليَّ تحذيرك من أنك ربما ستكره الحقيقة، وإذا كنت أحد الناس الذين يظنون أن حياتهم كما هي جيدة، وأنك قد حصلت على ما أردت بأية حال، فأنا أحذرك أن هناك العديد من الأسباب تجعل الأمور لن تبقى كما هي عليه بالنسبة لك لفترة طويلة، فإن كنت من هذا النوع من الناس فأنت لن تستمع بأي حال،
تحذير
ما يلي هو فقط للأشخاص الذين هم على استعداد حقاً لوضع مفاهيم السابقة جانباً، ولأن يفكروا بشكل أعمق قليلاًو يتبعوا النتيجة الأكثر منطقية. سارت الأمور بسلاسة حتى الآن، لكن الآتي سيكون كالقيادة على أرض وعرة عندما يتعلق الأمر بنوعية القرارت والاستنتاجات التي عليك اتخاذها. لست أحاول أن أحبطك، لأن الأمر سيكون مستحقاً للجهد، فبعد كل شئ، هل يوجد أى شئ يستحق الحصول عليه من غير أن يُبذل بعض الجهد للحصول عليه؟ النتائج التي أقودك إليها هنا ستحتاج بعض الجهد للمتابعة، وفي الحقيقة فإن بعضها يحتاج الكثير من الجهد.
الجهد هنا ليس جسدياًَ، ولا عقلياًَ بمعنى الحاجة إلى التفكير كثيراً، فإذا كنت قد وافقت على استخدام العقل والمنطق السليم للوصول إلى نتائجك، وإذا كنت مستعداً لاتخاذ الخيار الأكثر منطقية، وكان هذا كل ما يهمك، أظن أنك ستكون على ما يرام، أما البعض الآخر فلا، البعض ممن يقرأ هذا قد يتفق مع كل شئ و بعدها سيستمر بعيش حياته بالطريقة نفسها التى عاشها دائماً، أو على الأقل ستحاول، وأقول تحاول لأنك لن تكون قادراً على ذلك، لأنني أتكلم عن تجربة.
حقائق صادمة
الآتي سيقودك إلى نتائج قد تكون للبعض حقائق صادمة والبعض قد يكون شك بصحتها من قبل. لكن هناك شيئاً واحداً مؤكداً، إنك حينما تعرف الحقيقة فلن تعود حياتك كما كانت أبداً، وستلازمك دائماً، فمهما حاولت الهرب فلن تستطيع الهروب من نفسك.
قد تم تحذيرك
إذن لنعد لما توقفنا عنده…
هذا يتركنا مع متنافسين اثنين: الزرادشتية والإسلام.
هناك عدة أسباب لماذا يتفوق الإسلام على الزرادشتية، أولاً أن الإسلام يدعي أن رسالته عالمية لكل الناس، على عكس ما قد يظن البعض وما يتصرف وفقه بعض المسلمين، فالإسلام ليس ديناً عربياً أو باكستانياً أو هندياً، إنه دين للبيض المتحدثين بالإنجليزية على قدر ما هو للعرب، والأفارقة والإسكيمويين.
ومن اللافت للنظر أن كلمة إسلام هي كلمة عربية ذات معنى، وهو لفظ وصفي يعنى الخضوع والاستسلام للخالق. فالمسلم إذن هو من يدعي الطاعة والانقياد لهداية الخالق، وهو يدعي أيضاً أن الرسالة الأساسية هي الإيمان والانقياد لله الواحد المنزه المتفرد، وهي الرسالة الأساسية التي أرسلها الله عبر أشخاص مميزين مختاريين والمسمّين بالرسل أو الأنبياء، فاسم هذه الديانة ليس مرتبطاً بشخص أو مكان معين، اليهودية ( يهوذا )، المسيحية ( المسيح )، البوذية ( بوذا )، الهندوسية ( الهند )، الزرادشتية ( زاردشت )، كلها مرتبطة بأسماء أشخاص أو أماكن، فمثلاً: إن كان شخص يعيش في مكان بعيد، ولم يسمع أبداً أن رجلاً اسمه عيسى وهو أيضاً إله وابن الله، وأنه مات من أجل أن يمحو خطايا شخص، فمن المستحيل أن يتمكن هذا الشخص من إدراك ذلك من خلال عقله أو تجربته. لن تستطيع أبداً أن تجعل هذه النتيجة منطقية، فيجب أن يخبرك أحد بذلك. أما في الإسلام فالحال ليس هكذا، فالرسالة الأساسية للإسلام أن هناك خالقاً متفرداً يجب أن نتبع هدايته، وهو أمر يستطيع أى أحد الوصول إليه واستنتاجه، وكفكرة فإن- الإستسلام لإله واحد- هي فكرة عالمية بحق.
-
السبت PM 01:48
2022-03-12 - 1503