المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 436503
يتصفح الموقع حاليا : 291

البحث

البحث

عرض المادة

الرحلة تبدأ !

أنا متيقن أنك لن تحب هذه البداية، سأتكلم عن جميع الاشياء التي نمضي كثيراً من وقتنا في محاولة تجنبها، كالموت مثلاً! نعم الموت، المحاكمة، الجنة والنار، ( أم أن كل هذه خرافات سماوية؟)، كما سأتحدث عن معنى الحياة، وبالطبع السؤال الكبير هل هنالك حقاً إله؟ أم كل ذلك عبارة عن وهم؟ تقريبا جميع الأشياء التي تحاول قصارى جهدك في تجنب التفكير بها، لكن ما علاقة هذا بالرجل ذي السروال الأحمر القصير بأي حال؟

 

أريدك أن تأتى معي في رحلة، هي ليست رحلة طويلة، لكننا في طريقنا  سنواجه أشياء مثيرة، وربما مخيفة، وأشياء ربما لن تريد تصديقها حتى لو كانت منطقية، بعضكم ينسحب من الآن وبعضكم سيضع هذا الكتاب ولن يكمله، وبعضكم سيرفع أنفه في اشمئزاز، وهذا شئ محزن للغاية، لأنك سوف تضيع أهم شئ في حياتك على الإطلاق!

 

بعضكم سيقرأ هذا الكتاب كله، وربما سيتفق معه، ولكنه لن يغير أى شئ حيال ذلك، وهذا أيضاً شئ محزن وسيئ. لقد أخبرتك من قبل أن هذا الكتاب سيحوي أشياء لن تعجبك! ولكن البعض سيتدبر ما في الكتاب كاملاً، سيفكر قليلاً أو كثيراً، ثم سيفعل شيئاً مذهلاً حقاً في حياته، سيتقبل الاستنتاجات العقلية الحتمية، خذ نفساً عميقاً( على الأقل ذهنياً )، وقرر أن تتعهد بالتزام سيقوم بتحويلك بطرق رائعة إلى الأفضل، مع أن هذا يبدو مخيفاً، لكنك عندما تقوم به، فإن الأشياء ستكون منطقية أكثر.

إذن يكفي مقدمات، و إلى صلب الموضوع، لنبدأ الرحلة، ولنركب عربة العقل والمنطق السليم.

ماذا ستفعل إذا كان رجل بسروال أحمر قصير يطرق بابك، ويقول أنه جاء ليقرأ عداد الغاز ليصدر الفاتورة؟!

أنا أتكلم بشكل جدي، ماذا ستفعل؟ في الحقيقة ما ستفعله ليس هو المهم هنا، مقارنة بما هي النظم التي ستستخدمها لتصل إلى قرار يتعلق بما ستفعله في موضوع هذا الرجل وما يزعم. هل ستصدقه من غير تفكير وتدخله بيتك؟ فقط (تكون مصدقاً له)؟ أم أنك ستفكر بالموقف وتسأل بعض الأسئلة وتعرضها على المنطق والعقل؟ بالتأكيد الخيار الثاني، فإنك حتى لو قلت له: "اغرب من هنا أيها المعتوه" فإنك قد استخدمت العقل والمنطق لتصل إلى قرار يتعلق بالرجل ذي السروال الأحمر القصير، كما نفعل في أغلب الأشياء التي تحدث في حياتنا.

 

والآن قبل أن نكمل، أريد منك أن توافقني في شئ واحد، فإن لم توافقني فيه فلا داعي للمضي قدماً، يجب أن نتفق أن العالم الذي نعيش فيه هو عالم حقيقي، وأنا وأنت وكل شئ حولنا موجود حقيقة، ولسنا عبارة عن عالم وهمي أنتجه حاسوب ما، أو أنه من الممكن حقاً أن كل ما نراه من حولنا هو حلم أو وهم، لكن كيف سيساعدنا هذا التفكير في موضوعنا؟ إذا كنا نظن ذلك فليس بإمكاننا أن نعقل أي شئ حولنا، حتى وإن قبلنا هذا… فإننا سنستمر باستخدام العقل للمحاولة وجعل ذلك منطقياً، وسيكون علينا حتماًقبول ما نراه كحقيقة بشكل من الأشكال.

فإذا كنت معي في هذا الأمر، وأن هذا العالم حقيقي، وأن ما نراى ونشم ونسمع ونلمس ونتذوق حقيقة، وأن حواسنا ترسل معلومات إلى عقولنا، وأننا نستخدم عقولنا لنعقل ما يدور حولنا، فلنستخدم هذه العملية إذن لنخضع هذه الحياة والعالم والكون وكل شئ حولنا لهذه الحقيقة.

  • السبت PM 01:30
    2022-03-12
  • 1172
Powered by: GateGold