المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413465
يتصفح الموقع حاليا : 225

البحث

البحث

عرض المادة

لماذا يهاجمون المرجع محمد حسين فضل الله؟!

الناظر في الواقع الشيعي اليوم يدرك أن هناك يقظة وصحوة من سبات عميق طال.. لكنه لن يطول أكثر.

 

فالأسماء التي برزت على الساحة كمنتقدة للغلو الموجود في المذهب وبدأت تمحص وتدقق في الروايات التي يمر عليها قراء العزاء وخطباء المنابر الحسينية والمتعصبون من أبناء ومشايخ المذهب دون تمحيص ودراسة بدأت تزداد يوماً بعد يوم.

 

بالأمس نهض (آية الله العظمى أو الفضل البرقعي) و (أحمد الكسروي) و (العلامة الخوئيني) و (الدكتور موسى الموسوي) و (محمد الياسري) و (أحمد الكاتب)، واليوم (آية الله العظمى محمد حسين فضل الله).

 

لقد أدرك السيد فضل الله أن بعض الأطروحات العقائدية والتاريخية – التي كان يدافع عنها صغيراً، ويفسرها ويدعو إليها وهو مرجع وعالم مرموق في الأوساط الشيعية – لم تكن ترقى للحقيقة.

 

فعلى المستوى التاريخي توصل السيد فضل الله ببحثه وتقييمه لما يُذكر عن حادثة الاعتداء على الزهراء أن كل ما يُذكر عن ضرب الزهراء وإسقاط جنينها لا يمت للحقيقة بصلة.

 

وقد نال بسبب هذا التصريح الأذى من خصومه حتى أًخرجت الفتاوى المضللة له وربما المكفرة!

 

يقول السيد فضل الله منتقداً ما يذكر في قصة الاعتداء على الزهراء: (.. أنت إذا كان واحد جاء وهجم على زوجتم ويريد أن يضربها، هل تقعد في بيتك وبالغرفة وتقول: لا حول ولا قوة إلا بالله، أو تهجم على الذي جاء يضرب زوجتك؟!

علي بن أبي طالب سلام الله عليه، هذا الرجل الذي دوَّخ الأبطال يترك الجماعة يهجمون على الزهراء بهذا الشكل وهو قاعد في البيت يقول: لا حول ولا قوة إلا بالله العظيم؟! أي واحد يقبل على نفسه منكم؟! ولا أحد...).

 

ويقول: (لماذا الزهراء تفتح الباب.. أنت إذا كنت موجود في البيت وزوجتك موجودة ودق الباب أحد، خصوصاً إذا جاء رجال أمن ليعتقلونك، هل تقول لامرأتك أنت: أخرجي؟.. يعني الإمام علي جبان، ما عنده غيرة؟ يقولون: النبي صلى الله عليه وسلم أوصاه، أوصاه بأن لا يفتح المعركة في الخلافة! وليس أن لا يدافه عن زوجته).

 

وعلى المستوى العقائدي كان من ضمن التصريحان الجريئة التي أطلقها بعد تأمل وتدبر في نصوص الكتاب والسنة أن الإمامة ليست شرطاً في صحة الإسلام أو قبول أعمال العباد، وإنما هي نظرية ترجحت عند بعض المسلمين ولم تترجح عند غيرهم من المسلمين، وأن الإمامة من المتحول الذي يخضع للتوثيق والتضعيف.

 

ومن الأمور التي نحا السيد فضل الله فيها منحى تصحيحياً انتقاده لنسبة علم الغيب للأئمة.

 

ففي تفسيره لقوله تعالى: {قُل لَّآ أَقُولُ لَكُمْ عِندِى خَزَآئِنُ ٱللَّهِ وَلَآ أَعْلَمُ ٱلْغَيْبَ وَلَآ أَقُولُ لَكُمْ إِنِّى مَلَكٌ ۖ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَىٰٓ إِلَىَّ ۚ قُلْ هَلْ يَسْتَوِى ٱلْأَعْمَىٰ وَٱلْبَصِيرُ ۚ أَفَلَا تَتَفَكَّرُونَ} [الأنعام: 50]، وذكر فضل الله أن الآية تدل بشكل واضح على أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يمتلك علم الغيب، وأن الله لم يرد من الرسول أن يكون إنساناً يقف بين الناس ليتحدث عن أسرارهم الكامنة في صدورهم وعما ينتظر كل واحد منهم من أحداث المستقبل، على أساس ما يحمله من علم الغيب الإلهي، كما هو دور النبي في تصور الكثيرين، حيق يجعلون من النبي صلى الله عليه وسلم أشبه ما يكون بشخصية الكاهن.

 

لكن هذه الأطروحات وللأسف الشديد لم تلق قلوباً تصغى لها وعقولاً تتفكر فيها، فتحاور السيد فضل الله بهدوء وإنصاف لتمحيص ما توصل له بعد البحث والدراسة، بل لقي السيد فضل الله جراء هذه الأطروحات سيلاً عارماً من التشهير به واتهامه بالضلال!


وإني لغفار لمن تاب وآمن

وعمل صالحاً ثم اهتدى

 

من أجل هذا كله وحقائق أخرى لا يتسع المقام لذكرها كان لزاماً عليَّ أن أتبع الحق، لقد توصلت لهذه الحقيقة بعد سنوات من الصراع مع النفس.

 

لم أستطع إقناع نفسي بأنه يمكن لي أن أقول: أنا شيعي إثني عشري؛ لكني في الوقت ذاته لا أومن بما تؤمن به الإثنا عشرية..!

 

كان علي أن أختار.. فالإسلام لا يقبل اللون الرمادي في الاعتقاد، فإما أن أتبع الحق أو أسير قي ركب الباطل.

 

فكرت ملياً.. ما الذي سأخسره إن تحولت عن معتقدي الذي نشأت عليه إلى معتقد آخر تؤكده الأدلة والبراهين وتقره الفطرة والأخلاق؟

 

لقد اخترت ولم أخسر شيئاً بل ربحت!

 

نعم: لقد ربحت الصحابة ولم أخسر آل البيت، إذا علمت أن الصحابة وآل البيت روح واحدة في جسد واحد.

 

لم أكن وحدي الذي اخترت الطريق، فهناك كثيرون ساروا على الدرب نفسه.. متطلعين إلى رحمة الله تعالى ورضوانه.. متخذين قول الله تعالى: {وَإِنِّى لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ صَٰلِحًا ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ} [طه: 82] نبراساً لهم في حياتهم.

 

(صلاح الكاظمي) والخوف من الموت

 

تفاجأ أهله بتحول حالته إلى حالة غير طبيعية، وكان دائماً يحدثهم عن الموت، حتى عرفوا منه أنه خائف من الموت، وأنه يموت عن قريب وهو لا يريد أن يموت، أصبح قليل النوم، وقليل الأكل، عجز الأطباء عن علاجه، وعجز المشايخ والملالي الشيعة عن علاجه، وقد كانوا يزعمون أنه مضرور من قبل الجن، وخسر مبالغ كبيرة من المال من أجل إرضاء المشايخ والملالي الذين يعالجونه بزعمهم، ويقول الأخ (صلاح) أنَّ علاجهم له كان بأساليب غريبة، منهم من كان يعالج بالتولة، ومنهم من كان يعالج بالطلاسم، وهكذا، وأما القرآن فلم أجد له دوراً في العلاج.

 

ثم اقترح عليه أحد الشيعة أن يذهب إلى مشايخ أهل السنة والجماعة لقراءة القرآن عليه؛ معللاً ذلك بأن نَفَس السنَّة علاج للشيعة (وبحسب اعتقاد شائع عند الشيعة أن الشيطان لا يخرج إلا بواسطة شيطان).

 

ذهب إلى مسجد الإمام أحمد بن حنبل المجاور لبيته، وعندما قرأ عليه إمام المسجد القرآن، وسمع الأخ (صلاح) الآيات، وشعر بالطمأنينة والسكينة وانشراح الصدر.

 

انتهى الشيخ من القراءة كان الأخ (صلاح) في سكوت تام.. لم يتكلم ولم ينطق بحرف واحد، سوى أنه جلس في المسجد ولم يخرج منه لارتياحه للجو وإحساسه بالراحة، وعندما جاء وقت الأذان وأذن المؤذن، كان الأخ (صلاح) ينظر ويراقب المصلين وهم يتدفقون إلى المسجد حتى إقامة الصلاة، ومن غير تردد دخل وصلى معهم، وفي اليوم الثاني تفاجأ الإمام بحضور الأخ (صلاح) إلى المسجد وقت الصلاة، وعندما سأله الإمام عن حاله قال: الحمد لله.. حالي أفضل بكثير.

 

لقد لاحظ (صلاح) أن واقع أهل السنة أكثر قرباً ومعرفة بالقرآن الكريم، لاحظ تعظيمهم لله وحرماته وأداءهم الصلاة مع الجماعة في أوقاتها، ولاحظ أن خطبهم المنبرية مليئة بتعظيم الله والثناء عليه، بخلاف الخطب المنبرية الشيعية التي تعتني بتعظيم أهل البيت والكلام عن الأئمة على حساب كتاب الله.

 

أخبرني أنه كان يجلس في المسجد لقراءة ما تيسر من القرآن، وذكر لي كيف أن قلبه تعلق بكتاب الله قراءة وتدبراً، وكيف أن إمام المسجد كان له دور رئيسي في ترسيخ هذا الجانب الإيماني فيه.

 

واستمر (صلاح) في التردد على المسجد.. حتى لاحظ بعض معارفه من الشيعة ذلك، فقرروا إقناعه بترك ما هو عليه، ولكنه لم يستجب لهم، وكان دائماً يقول لهم: أكون منشرح الصدر وأنا أصلي مع أهل السنة، وخصوصاً عندما أستمع إلى قراءة الإمام في الصلوات الجهرية.

 

ثم أحضروا له بعض مشايخ الشيعة المعممين لإقناعه بخطأ ما هو عليه، ولكنه دخل معهم في نقاش أثناء شرحهم له بعض المسائل، واستمروا معه أكثر من جلسة.. حتى فتحوا على أنفسهم الباب ليتشعب النقاس.. وأدخلهم في مسألة تحريف القرآن، وعدم اهتمام الشيعة بالقرآن وعلومه، وأثبت لهم من مصادرهم أنهم يتهمون الصحابة رضوان الله عليهم بتحريف القرآن، فما كان منهم إلا الهرب وإنكار ذلك من غير دليل ولا برهان.

 

وتفاجأ أهل الأخ (صلاح) بتحوله إلى عقيدة أهل السنة، وغضب أهله وأصحابخ الشيعة منه لأجل ذلك، لكنه فضل رضا الله تعالى على رضا الناس، وهو اليوم فَرِحٌ بنعمة الهداية، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء.

 

وقد أصبح أبو عبدالرحمن (صلاح) اليوم من طلبة العلم المجتهدين، زاده الله تعالى علماً ورفعة.

 

ذهب إلى الحج شيعياً..

وعاد من الحج سُنيَّاً..

 

كان يسكن منطقة (جد حفص) قبل أن ينتقل إلى المنامة عاصمة مملكة البحرين، يعمل بائعاً للخضار، تربطه علاقة وطيدة بثلاثة من أهل السنة.

 

دار بينه وبينهم ذات مرة حديث عن مسألة سب الشيعة لعائشة رضي الله عنها زوج الرسول صلى الله عليه وسلم والطعن فيها، فلم يستطع أن ينكر ذلك، وقال: بصراحة نحن الشيعة نبغضها ونكرهها ونسبها ونلعنها وهي ناصبية، ونعتقد بأنها من أهل النار، فقال له أحدهم: ألم تسمع قول الله تعالى: {ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمْ} [الأحزاب: 6]؟! وفسر له الآية وشرحها له.. عندها احتار الرجل من سماع الآية والمعنى، وتساءل: هل هذه الآية موجودة في القرآن؟.. إنني أول مرة أسمعها، فقبلوا له صفحات القرآن حتى أوقفوه على الآية التي استشهدوا بها، فقال: الآن عرفت أن عائشة رضي الله عنها أمي وأم كل مؤمن هي وبقية زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم.

 

وقال: لا أستطيع أن أُكَذب كلام الله وأصَدِّق كلام البشر.

 

فقيل له أيضاً: إن الله تعالى قال عن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم: {يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ قُل لِّأَزْوَٰجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱلْحَيَوٰةَ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَٱلدَّارَ ٱلْآخِرَةَ فَإِنَّ ٱللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَٰتِ مِنكُنَّ أَجْرًا عَظِيمًا} [الأحزاب: 28-29].

 

والسنة والشيعة متفقون على أن النبي صلى الله عليه وسلم توفي ولم يطلق نساءه التسع – والآيتان هنا أمر من الله للنبي صلى الله عليه وسلم بتطليق زوجاته إذا اخترن زينة الدنيا وإبقائهن إذا اخترن الله ورسوله والدار الآخرة.

 

فهل يختار الكافر والمنافق الدار الآخرة على زينة الدنيا؟! الجواب متروك للعاقل...!

وإن كانت أم المؤمنين عائشة تُضمر في نفسها نفاقاً – عياذاً بالله – أليس الله مطلعاً على ما في نفسها ونفس كل أحد؟ فلماذا لم يُبين لرسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك حتى مات وهي زوجته تتكلم من منطق كونها أماً للمؤمنين؟!

 

إن الشيعة يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الذنوب صغيرها وكبيرها ومن الخطأ والنسيان، فهل يعدّون زواجه من أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها خطأ من أخطائه؟!

 

عندئذ سأل نفسه: كيف أسب أم المؤمنين عائشة وهي أمي وأم كل مؤمن؟

 

وذهب إلى بعض علماء الشيعة وسألهم عن قول الله تعالى: {ٱلنَّبِىُّ أَوْلَىٰ بِٱلْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ ۖ وَأَزْوَٰجُهُۥٓ أُمَّهَٰتُهُمْ} [الأحزاب: 6] فبعضهم تهرب من الإجابة، وبعضهم اعترف بأن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم هن أمهات المؤمنين وأن هذه تزكية من الله لهن.

 

ولما جاء موسم الحج، خرج من بلده حاجاً.. وهناك شرح الله صدره لقبول الحق، ورجع من الحج سنِّياً، وتفاجأ الجميع بعودته من الحج سنِّياً.

 

وقد اشتهر بهذا شهرة عظيمة في مملكة البحرين، وأصبح حديث الشارع، فهو الرجل الذي ذهب إلى الحج شيعيَّاً وعاد منه سُنِّياً.

 

  • السبت PM 12:22
    2022-03-12
  • 1397
Powered by: GateGold