المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413144
يتصفح الموقع حاليا : 286

البحث

البحث

عرض المادة

تناقضات يعيشها المذهب...

تعلمنا منذ الصغر أن نحيي ليالي عاشوراء باللطم والنوح ونحن نذكر مصاب أبي عبدالله عليه السلام، لكن من منا تفكر ولو للحظة فيما نفعله، هل له مستند شرعي من كتاب أو سنة أم أن الأدلة تدين ما نفعله؟!.. لا أحد..!

سنون مضت من عمر وأنا على هذه الحال حتى طرأت علي تغيرات قادتني إلى التسنن.

لم أكن أتصور أنني عشت وهماً في حياتهي كالذي عشته في تلك الفترة.

هذا المرجع التبريزي يسأل عن الشعائر الحسينية: ما مدى مشروعيتها؟ فيجيب بقوله: (كانت الشيعة على عهد الأئمة عليه السلام تعيش التقية، وعدم وجود الشعائر في وقتهم لعدم إمكانها لا يدل على عدم المشروعية في هذه الأزمنة، ولو كانت الشيعة في ذاك الوقت تعيش مثل هذه الأزمنة من حيث إمكانية إظهار الشعائر وإقامتها لفعلوا كما فعلنا، مثل نصب الأعلام السوداء على أبواب الحسينيات بل الدور إظهار للحزن).

المسألة استحسان من قِبل علماء المذهب، ولا نص من كتاب أو سنة على مشروعية ما يُفعل في أيام محرم باسم (إحياء شعائر الله تعالى).

بينما الناظر في روايات أئمة آل البيت عليه السلام وكلام علماء الشيعة القدماء يجد شيئاً آخر؛ فقد ذكر ابن بابويه القمي في من لا يحضره الفقيه (4/373) أن من ألفاظ رسول الله صلى الله عليه وسلم التي لم يُسبق إليها: (النياحة من عمل الجاهلية).

وروى النوري الطبرسي في مستدرك الوسائل (1/134-144) عن علي عليه السلام قال: (ثلاث من أعمال الجاهلية لا يزال فيها الناس حتى تقوم الساعة: الاستسقاء بالنجوم والطعن في الأنساب والنياحة على الموتى).

وروى محمد باقر المجلسي في (بحار الأنوار) عن علي عليه السلام قال: لما مات إبراهيم بن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمرني فغسلته، وكفنه رسو الله صلى الله عليه وسلم وحنطه، وقال لي: احمله يا علي، فحملته حتى جئت به إلى البقيع فصلى عليه.. فلما رآه منصباً بكي صلى الله عليه وسلم، فبكى المؤمنون لبكائه حتى ارتفعت أصوات الرجال على أصوات النساء، فنهاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أشد النهي، وقال: تدمع العين ويحزن القلب ولا نقول ما يسخط الرب وإنا بك لمصابون وإنا عليك لمحزونون..).

لاحظ موقف النبي صلى الله عليه وسلم والإمام علي عليه السلام من النياحة.. كيف تحول النهي عن النياحة ووصفها بأنها من عمل الجاهلية إلى حكم (الاستحباب)؟!

ولوضوح النصوص في الزجر عن النياحة صرح الطوسي وابن حمزة بتحريم النوح، ونص الطوسي على إجماع الشيعة على ذلك في زمانه.

وقد نصت الروايات على أن لطم الوجه والصدر من البدع الشنيعة التي لا يرضي بها الله تعالى ولا رسوله المصطفى صلوات الله وسلامه عليه ولا الأئمة الأطهار.

فقد قال الإمام الباقر: (أشد الجزع الصراخ بالويل والعويل، ولطم الوجه والصدر، وجز الشعر من النواصي، ومن أقام النواحة فقد ترك الصبر، وأخذ في غير طريقه).

وقد روي أن الإمام الحسين قد قال لأخته زينب: (يا أُخية، أتقي الله، وتعزي بعزاء الله، واعلمي أن أهل الأرض يموتون، وأن أهل السماء لا يبقون، وأن كل شي هالك إلا وجه الله تعالى الذي خلق الخلق بقدرته فيعودون، وهو فرد وحده، أبي خير مني، وأمي خير مني، وأخي خير مني، ولكل مسلم برسول الله أسوة)، فعزاها بهذا ونحوه، ثم قال لها: (يا أختاه إني أقسمت عليك فأبري قسمي، إذا أنا قُتلت فلا تشقي عليَّ جيباً، ولا تخمشي عليَّ وجهاً، ولا تدعي عليَّ بالويل والثبور).

ولهذا نقل محمد بن مكي العاملي (الشهيد الأول) عن الطوسي قوله: (يحرم تدعي علي بالويل والثبور).

ولهذا نقل محمد بن مكي العاملي (الشهيد الأول) عن الطوسي قوله: (يحرم اللطم والخدش وجز الشعر إجماعاً، قاله في المبسوط، ولما فيه من السخط لقضاء الله).

أما لبس السواد فحسبك قول الإمام علي عليه السلام: (لا تلبسوا السواد فإنه لباس فرعون)

أمام هذه الروايات التي تحرم النياحة واللطم ولبس السواد وقفت حائراً بينها وبين واقع مُرٍّ تربيت عليه ظاناً أن ما أفعله يعبر عن حبي أهل البيت، ولم أكن أعلم أن ما نفعله في الحسينيات والمآتم هو مخالفة صرية لوصايا وأقوال أهل البيت ولأقوال جدهم المصطفى صلوات الله وسلامه عليه.

  • السبت PM 12:07
    2022-03-12
  • 731
Powered by: GateGold