ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
ويمكرون ويمكر الله
من فنون البلاغة في اللغة العربية محسن بديعي يسمى المشاكلة والمشاكلة هو أن تأتي بكلام يشبه كلاما قيل في الشكل لا تريد به المعنى حقيقة ولكنك أتيت به لأنه تقريبا اللغة التي يفهمها من أمامك .. أعطي لك مثالا من الواقع فحينما يتشاجر احد ما معك ويقول لك ابتعد عني فأنا غبي فترد عليه انت غبيا فأنا أغبى منك .. انت لا تريد هذا المعنى حقيقا ولكنك تهدده باللغة التي يفهمها هو .. استخدم العرب قديما هذا المحسن فنجده في قول عمرو بن كلثوم ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين فطبعا رد سفه الحمقى ليس جهلا ً ولكنه رد الكلام بما يشبهه في الشكل لأنها اللغة التي يفهمها من أمامه .. ولأن العرب ولأن القرآن نزل بلسان عربي مبين و نزل بلغة العرب فقد استخدم القرآن العظيم هذا المحسن فقال سبحانه وتعالى ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) وطبعا رد الاعتداء ليس اعتداء ولكنه استخدم ما يشبه اللفظ في الشكل كذلك قوله سبحانه وتعالى ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) وكذلك قوله ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) ومعاذ الله أن يتصف ربنا العظيم بالمكر او الخداع ولكنه جاء بما يناسب اللفظ في الشكل لأنها اللغة التي يفهمونها ولأنه الأسلوب الأمثل في تهديدهم بما يفهمون .
-
الاثنين PM 08:05
2021-09-13 - 1345