المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413881
يتصفح الموقع حاليا : 270

البحث

البحث

عرض المادة

ويمكرون ويمكر الله

من فنون البلاغة في اللغة العربية محسن بديعي يسمى المشاكلة والمشاكلة هو أن تأتي بكلام يشبه كلاما قيل في الشكل لا تريد به المعنى حقيقة ولكنك أتيت به لأنه تقريبا اللغة التي يفهمها من أمامك .. أعطي لك مثالا من الواقع فحينما يتشاجر احد ما معك ويقول لك ابتعد عني فأنا غبي فترد عليه انت غبيا فأنا أغبى منك .. انت لا تريد هذا المعنى حقيقا ولكنك تهدده باللغة التي يفهمها هو .. استخدم العرب قديما هذا المحسن فنجده في قول عمرو بن كلثوم ألا لا يجهلن أحد علينا فنجهل فوق جهل الجاهلين فطبعا رد سفه الحمقى ليس جهلا ً ولكنه رد الكلام بما يشبهه في الشكل لأنها اللغة التي يفهمها من أمامه .. ولأن العرب ولأن القرآن نزل بلسان عربي مبين و نزل بلغة العرب فقد استخدم القرآن العظيم هذا المحسن فقال سبحانه وتعالى ( فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ ) وطبعا رد الاعتداء ليس اعتداء ولكنه استخدم ما يشبه اللفظ في الشكل كذلك قوله سبحانه وتعالى ( وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ ) وكذلك قوله ( يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ ) ومعاذ الله أن يتصف ربنا العظيم بالمكر او الخداع ولكنه جاء بما يناسب اللفظ في الشكل لأنها اللغة التي يفهمونها ولأنه الأسلوب الأمثل في تهديدهم بما يفهمون .

 

  • الاثنين PM 08:05
    2021-09-13
  • 1345
Powered by: GateGold