المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 436057
يتصفح الموقع حاليا : 270

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627302426390.jpg

يا مسلمون احذروا الشيعة الإمامية وما تخفي صدورهم أكبر

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على عباده الذين اصطفى، أما بعد:

كم يتشدق الشيعة الإمامية (الروافض) برغبتهم في التقريب مع أهل السنة والوحدة الإسلامية، وأن عدوهما واحدا هو الوهابية أو السلفيون أهل الحديث، فأتهموهم بتكفير عموم المسلمين والشيعة، والحال أن العكس هو الصحيح فـإن الشيعة الإمامية هي التي تكفر جميع المسلمين أهل السنة والجماعة ويلقبونهم بالنواصب.

وبعد الدراسة والتقصي وجدت أننا نحن أهل السنة والجماعة في نظر الشيعة الإمامية نواصب، لنا أحكاما خاصة في دينهم قال بها علماؤهم في كتبهم ومراجعهم جعلتنا في حكم الكفار والمشركين، فأفتوا باستباحة دمائنا وأموالنا، وأخرجنا عن دائرة الإسلام كما توضحه النصوص الصريحة في هذا البحث الذي جمعته من بعض كتبهم وبخاصة كتاب بحار الأنوار في فقه الأئمة الأطهار لمحمد باقر المجلسي (ت 1111 هـ)، وبعض المراجع الأخرى المذكورة في ثنايا البحث.

وكل ما يقوله الشيعة الإمامية في الفضائيات أو بعض المؤلفات الحديثة، من أنهم وأهل السنة متقاربون بإستثناء الوهابية والسلفيين، هو من باب التقية المقيت، الذي يستخدمه الشيعة الإمامية للتغرير بالسذج من علماء الأمة وعوامها الذين أحسنوا الظن بهم، وظنوا إمكانية التقريب والعيش جنبا إلى جنب معهم بكل ود ومحبة، لكن هل يعيش القط مع الطير في قفص واحد؟!

كما يدغدغ الشيعة الإمامية عواطف المسلمين ومشاعرهم حين يتكلمون عن قضية فلسطين والقدس والجهاد وانتصار حزب الشيطان وحشاه أن يكون حزبا لله، فأين هم من فلسطيني العراق وما حصل لهم من قبل شيعة العراق، وأين هم من مذابح المخيمات الفلسطينية في لبنان التي قامت بها حركة أمل الشيعة وعلى رأسها المجريم نبيه بري. ثم أين هم من المجازر التي حصلت لمسلمي أفغانستان والشيشان إبان الإحتلال السوفيتي، وأين هم من المذابح التي حصلت لمسلمي البوسنة والهرسك.

لقد تعامل الشيعة الإمامية مع أهل السنة والجماعة بطريقة تنم عن خبث ودهاء شديدين مستندين على روايات وأقوال لعلمائهم، مع إستخدام التقية أسوأ استخدام جعلونا في مصاف اليهود والنصارى بل أبعد من ذلك، والمتتبع لهذه الروايات في هذا البحث يعرف موقفهم منا. ولا أدل على ذلك مما ذكره المجلسي في البحار حيث قال:

"فإن إطلاق الناصب على غير المستضعف شايع في عرف الاخبار، بل يظهر من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الاحكام، لكن أجرى الله في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا رحمة للشيعة، لعلمه باستيلاء المخالفين واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم و مناكحتهم ومؤاكلتهم، فاذا ظهر القائم عليه السلام أجرى عليهم حكم المشركين والكفار في جميع الامور[1]، وبه يجمع بين كثير من الاخبار المتعارضة في هذا الباب، وبعد التتبع التام، لا يخفى ما ذكرنا على اولى الالباب".[2]

فانظر كيف جعلونا في حكم المسلمين اضطرارا، على أن كثيرا من الرويات تنقض هذا الكلام، حيث ذكرت روايات الشيعة كما هو مبين في عناويين هذا البحث أننا:

أعداء لهم، ومنتحلون للإسلام، وكفار مشركون، وأننا مخلدون في النار، ومحرومون من شفاعة الأنبياء والملائكة مستحقون للعن، وأننا يوم القيامة تؤخذ حسناتنا وتعطى لهم وتعطى لنا سيئات شيعة آل محمد، وأن دمائنا وأموالنا مستباحة لهم وجوّزوا قتلنا، وأننا متبعون لما تله الشياطـين على ملك سليمان، وحث أتباعهم على عدم الصدقة علينا ومنعنا من شرب الماء، وأننا لا نستحق الرحمة، وأنهم لا يغسلون موتانا ولا يكفنوا ولا يصلى عليهم ولا يدفنوا وإن صلوا على موتانا خصونا بشر دعاء، وأن أعمال البر التي تصدر منا هي بفضل سنخ[3] طينة شيعة آل محمد، وأن معاصيهم هي بسبب سنخ طينتنا، وأننا نبذنا القرآن خلف ظهورنا، وينهون عن الصلاة خلفنا وعدم مناكحتنا والجلوس معنا والضحك في وجوهنا، وأننا نكره جبريل وميكائيل، وأننا شر من مرتكب الكبائر ومن ولد الزنا ومدمن الخمر وعابد الوثن والكلب وأننا أنجس منه، وأننا من شيعة إبليس، فلا حول ولا قوة إلا بالله، وما تخفي صدورهم أكبر. أيها المسلمون في هذا الموقف أتمثل قول المتنبي الشاعر:

إذا رأيت نيوب الليث بارزة فلا تحسبن الليث يبتسم[4]

وأقول أيضا كما قال نصر بن سيار لابن هبيرة:

أرى خلل الرماد وميض جمر ويوشك أن يكون له اضطرام

فإن النار بالعودين تذكى وأن الحرب أولها كلام

فقلت من التعجب ليت شعري أأيقاظ أهل سنة[5] أم نيام

فان كانوا لحينهم نياما فقل قوموا فقد حان القيام[6]

فهذه الأقوال السابقة لم تصدر منا نحن المسلمون في حق أشد أعداء الإسلام عداوة للمسلمين، صدرت من الشيعة الإمامية في حقنا نحن معشر أهل السنة والجماعة ناسبين هذه الأقوال زورا وبهتانا إلى أئمة آل البيت النبوي، وهم منه براء براءة الذئب من دم يوسف، كيف لا وهم أتباع المنهج المحمدي النبوي الذي قال الله فيه: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظّاً غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ}[7]، وقوله عزوجل: {ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}[8]، وقال سبحانه: {وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}[9].

وأختم بقول الشاعر:

ظهر الثعـلب يومــاً فــي ثياب الواعظينـــا

ومشــى في الأرض ويســـب الماكرينـــا

ويقول الحمـــد لله إله العالمينــــــــا

يا عبـــاد الله توبوا فـهو كــهف التـائبينـا

واطلبـوا الديك يؤذن لصـــلاة الصبح فينــا

فأتــى الديك رسول مـــن إمـام المـاكرينـا

عــرض الأمر عليه وهـو يرجــو أن يلينــا

فأجـابه الديـك عُذراً يا أضـــلّ المهتدينـا

مخطئ من ظن يوماً أن للثعـــــلب دينــا

 

 

كتبه: أبو الأشبال

 

 

 

 

من ألف في النواصب من الرافضة

قام بعض علماء الشيعة الإمامية بتأليف كتب خاصة بالنواصب وممن ذكرهم المجلسي في البحار:

  1. كتاب إلزام النواصب ذكره في البحار.[10]
  2. كتاب مصائب النواصب، من مؤلفات القاضي نور الله التستري. ذكره في البحار.[11]
  3. كتاب مسالب الغواصب في مثالب النواصب ذكره المجلسي.[12]
  4. إيضاح دقائق النواصب لمحمد بن أحمد بن شاذان القمي. ذكره المجلسي.[13]
  5. النصب والنواصب لمحسن المعلم، وهو كتاب مطبوع وقد كتب على طرته بيتين من قصيدة له، يصف فيه أهل السنة النواصب بزعمه:

وأنكى من الكفر اللعين بطانة تمثل في أفكارها البعد والقربُ

فقُرب من الإسلام يبدو بمظهر وبُعد عن الإيمان جاش به النصبُ


علماء الشيعة الإمامية و الفضائيات

لقد أكثر علماء الشيعة الإمامية في الفضائيات هذه الأيام الكلام حول الوحدة الإسلامية والبعد عن الطائفية وفتنتها، وخصوصا بعد إحتـلال العراق من قِبل الأمريكان، وقَبلها في محاورات قناة المستقلة الفضائية تحت مسمى (الحوار الصريح). كما كشفت لنا هذه القناة في مناظراتها التي دارت بين علماء من أهل السنة وعلماء من طائفة الشيعة الإمامية، أن علماء الإمامية ينظرون لنا نحن أهل السنة والجماعة على أننا قسمين: قسم سلفية وهابية، وقسم ثاني: هم بقية المسلمين من صوفية وأشاعرة ومقلدة المذاهب الأربعة، وذهبوا إلى أنهم - أي الإمامية والقسم الثاني يواجهون عدوا واحد مشتركا مُصلتا عليهم بسيف العدواة والتكفير، وهو القسم الأول. ولقد وجدت كلمتهم آذانا صاغية، فطارت بها ورحبت بما تحمله من بشائر للأمة الإسلامية ووحدتها أمام عدوها الخارجي اليهودي والنصراني؟.

وأنا هنا أعرض على علماء الأمة من أهل السنة والجماعة حصيلة ما وصلت إليه من أن هذه الدعوة جوفاء برّاقة بريق السراب أمام اللاهث خلف الماء ليبلغ فاه وما هو ببالغه. وكلا القسمين السابقين في نظر علماء الشيعة الإمامية قسم واحد وعدو واحد للشيعة الإمامية، والتعليل لهذا بسيط جدا؟ حيث أننا جميعا (سلفيين وصوفية وأشاعرة ومقلدة) نعتقد إعتقادا جازما في القرآن الكريم وعدالة صحابة رسول الله r والخلفاء الراشدين وأمهات المؤمنين زوجات حبيب رب العالمين، وإن اختلفنا في أمور.

ومن كان هذا معتقده أيا كان مشربه فهو ناصبي ناصبي ناصبي في نظر الشيعة، شـاء أم أبى وهو في خطر عظيم مما يحمله لنا أتباع هذه الطائفة، ومما سيحل بنا إن تمكنوا من الحكم والسياسة، كما تثبته بعض عناويين هذا البحث الطيب المبارك، والموضح لعقيدة القوم نحونا وهو خير دليل على ما ذكرت، ولا أرغب في نبش الماضي التاريخي لما حل ببعض المسلمين السنة من قبل أتباع الإمامية، والحاضر والواقع في العراق ومخيمات فلسطيني لبنان يشهد لذلك.

وأقول لعلماء الإمامية المستنيرين منهم على وجه الخصوص أمثال الدكتور موسى الموسوي صاحب كتاب الشيعة والتصحيح، والأستاذ أحمد الكاتب المشهور من خلال قناة المستقلة الفضائية، وغيرهما من علماء ومفكري الشيعة المعتدلين المنصفين، أن يبذلوا قصارى جهدهم لدحض هذه الروايات المنسوبة زورا وبهتانا لآل بيت رسول الله r وإنكارها والتبريء منها، وحث علماء الطائفة الإمامية على إعلان هذا على الملأ والأمة من خلال كافة وسائل الإعلام، عندها نصدق دعوتهم للوحدة الإسلامية ونطمئن لها.


من هم النواصب عند أهل السنة والجماعة

أهل السنة والجماعة يحبون علي بن أبي طالب t ويتولونه ويحبون أولاده وسلالته y دون إستثناء، لأنهم أحفاد سيد الخلق r . وبحمد الله وفضله كتبنا نحن أهل السنة والجماعة طافحة بفضائلئهم وذكر محاسنهم، ومن يخالفهم في ذلك أطلق علماؤنا عليه إسم الناصبي. وهذه هي عقيدتنا كمسلمين (سلفيين وصوفية وأشاعرة وأتباع المذاهب الأربعة)، والناصبي في نظر أهل السنة والجماعة هو من يبغض أو يفسق أو يكفر عليا وسلالته y. وإليك ما قاله بعض أئمتنا رحمهم الله في ذلك:

قال الإمام الذهبي رحمه الله: "من سكت عن ترحم مثل الشهيد أمير المؤمنين عثمان فإن فيه شيئا من تشيع، فمن نطق فيه بغض وتنقص وهو شيعي جلد يؤدب، وإن ترقى إلى الشيخين بذم فهو رافضي خبيث، وكذا من تعرض للإمام علي بذم فهو ناصبي يعزر، فإن كفره فهو خارجي مارق".[14] قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "الناصبة اعتقدوا أن عليا t قتل عثمان أو أعان عليه، فكان بغضهم له ديانة بزعمهم ثم انضاف إلى ذلك أن منهم من قتلت أقاربه في حروب علي".[15] وقد وردت عدة نصوص عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في تعريف من يقف من علي t موقف المخالف وسماهم النواصب، ومما جاء عنه في تعريف النواصب: الذين يعتقدون كفره أو فسقه[16]، أوالذين يبغضونه[17] ويقدحون في إيمانه[18]، أوالذين يبخسون بعض الصحابة حقوقهم[19]. ثم بين رحمه الله إتفاق أهل السنة والجماعة على البراءة من الناصبة ومذهبهم، فقال: "إتفق أهل السنة والجماعة على رعاية حقوق الصحابة والقرابة وتبرؤا من الناصبة الذين يكفرون على بن أبى طالب ويفسقونه".[20]كما ذكر من هؤلاء النواصب الحجاج الثقفي.[21] وبين أن من تعصب على الحسين t وأهله من النواصب.[22]

قال صاحب طبقات الحنابلة: "وأما الرافضة فإنهم يسمون أهل السنة الناصبة، وكذبت بل هم أولى بهذا، لإنصابهم أصحاب رسول الله r بالسب والشتم، وقالوا فيهم بغير الحق ونسبوهم إلى غير العدل، كفرا وظنا وجرأة على الله تعالى واستخفافا بحق الرسول r، والله أولى بالتعيير والانتقام منهم".[23]

ومن وسطية أهل السنة والجماعة كما وصفهم بذلك الباري جل في علاه، وعدلهم في الغضب والرضا، أنهم لم يتورعوا عن وصف من عنده أدنى شعور مخالف نحو الصحابي الجليل علي وإخوانه من الصحابة رضي الله عن الجميع بهذا الوصف، والمتصفح لكتب أئمتنا من علماء السنة خصوصا كتب الرجال الخاصة بالجرح والتعديل، تجدهم يذكرون ما قيل في الراوي من قدح متعلق بمخالفة الصحابة y من كونه "شيعي أو رافضي أو ناصبي أو خارجي أو عثماني"، كما بينوا حال الراوي من ناحية مخالفته للعقيدة الصحيحة كقولهم فيه: "جهمي أو قدري أو معتزلي أو مرجيء" ونحوه، وهو ما يندر وجوده في كتب رواة الشيعة ورجالهم.

 

موقف الشيعة الإمامية من سلف الأمة وخيارها

موقف الشيعة الإمامية من أهل السنة منذ فجر الإسلام وحتى اليوم لم يتغير، يقول محسن المعلم أحد علمائهم المعاصرين بعد إيراده الخلفاء الراشدين الثلاثة y ضمن النواصب: "أحجمت طويلا وترددت في إدراج مشاهير الصحابة وأعلامها في قائمة أعلام هذا الفصل، ثم أقدمت على تناول الموضوع عذري في ذلك أن نقف على تراثنا وتركتنا الثقيلة ونتعامل معها بواقعية وجلاء لا أن نغمض الطرف ونرخي الستار".[24] ثم ذكر الخلفاء الراشدين وبعض العشرة المبشرين بالجنة وغيرهم من التابعين والعلماء المتبوعين كـ: أبي بكر[25]، وعمر[26]، وعثمان[27]، والزبير بن العوام[28]، سعد بن أبي وقاص[29] وأنس بن مالك[30]، وأبي هريرة[31]، وجرير بن عبدالله[32]، وحسان بن ثابت[33]، وأم المؤمنين عائشة[34] رضي الله عنهم أجمعين. وذكر من التابعين فمن بعدهم: الإمام سعيد بن المسيب فقيه المدينة وإمامها[35]، والإمام البخاري رحمه الله صاحب الصحيح[36]، ونافع مولى ابن عمر t من أئمة التابعين بالمدينة، قال عنه الكليني: "كان ذميا وهو من التابعين المدينين، والعامة رووا عنه اخبارا كثيرة، ومعظم رواياته عن ابن عمر وهو من الثقات عندهم، وكان ناصبيا خبيثا معاندا لأهل البيت عليهم السلام، ويظهر من أخبارنا أنه كان يميل إلى رأي الخوارج كما يدل عليه هذا الخبر".[37] وإبراهيم بن يزيد بن قيس بن الأسود أبو عمران النخعي. قال عنه المجلسي في البحار لما ذكر رواية له: "ناصبي جدا تخلف عن الحسين".[38] والإمام أبو بكر الباقلاني – من الأشاعرة -[39]، ومحمد بن عمر التيمي البكري فخر الدين الرازي المفسر، وهو من المعتزلة، ذكره المجلسي ووصفه بأنه إمام النواصب. [40] أحمد بن عبدالحليم بن تيمية شيخ الإسلام[41]، الإمام إسماعيل بن كثير صاحب التفسير وهما من أئمة السلفية[42]، أحمد بن حجر الهيتمي من علماء المتصوفة[43].

قال مقيده عفا الله عنه: فهذه الكوكبة من خيار الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين المرضيين، نواصب في نظر الشيعة الإمامية، حكمهم حكم الكفار، مستباحة دماؤهم وأموالهم، والكلب أطهر منهم ظاهرا وباطنا، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

أهل السنة والجماعة هم النواصب في نظر الشيعة الإمامية

الرافضة أهل تقية وكذب، ففي الظاهر يطلقون النصب على أهل الحديث أو ما يسمى اليوم بالسلفيين وأتباع المدرسة الوهابية، ويستثنون من ذلك الأشاعرة والصوفية وأتباع المذاهب الأربعة. لكن عند التحقيق ودراسة نصوصهم التي وردت في الناصبي نجد أن الناصبي عندهم هو كل مسلم سني سواء كان من أهل الحديث أو الأشاعرة والصوفية وأتباع المذاهب الأربعة. إذ الجميع يعتقدون: صحة إمامة أبي بكر t ، وتفضيله وعمر على علي y، ويعتقدون إيمان أبي بكر t، ويعتقدون محبة أمهات المؤمنين رضي الله عنهن، وسهو النبي r في الصلاة ، وأن الآذان رأه بعض الصحابة مناما، ورؤية النبي r وصحابته الكرام t مناما، ومن اعتقد ذلك فهو الناصبي عندهم، وإليك التفصيل:

أولا: أهل السنة يعتقدون صحة إمامة أبي بكر t

إن صحة إمامة أبي بكر t من عقائد أهل السنة والجماعة، والتي لا محيد عنها، ولا تجد أحدا يشكك في ذلك ومن يعتقد هذا المعتقد هو من الناصبة الكفار في نظر الشيعة الإمامية وإليك الدليل:

قال المجلسي صاحب كتاب بحار الأنوار وهو أكبر موسوعة للشيعة الإمامية عن خلافة أبي بكر الصديق t: "المخالفين لنا في هذه المسألة مجمعون على أنه لم يكن إشكال في جواز الاختيار وصحة إمامة أبي بكر، وإنما الناس بين قائلين: قائل من الشيعة يقول: إن إمامة أبي بكر كانت فاسدة فلايصح القول بها أبدا، وقائل من الناصبة يقول: إنها كانت صحيحة، ولم يكن على أحد ريب في صوابها".[44]

ثانيا: أهل السنة يفضلون أبابكر وعمر على علي y

من عقيدة أهل السنة والجماعة، تقديم أبي بكر على عمر وعمر على عثمان وعثمان على علي y، وقد جاء هذا التقديم والتفضيل على لسان علي نفسه t، وأنه يعاقب من يفضله على الشيخين، وقد روي هذا التفضيل على لسان علي t ذكر هذه الرواية الأئمة: "أحمد بن حنبل وأحمد بن حزم، والبيهقي وابن عساكر" رحمهم الله تعالى.[45]

وهؤلاء الأئمة الأجلاء ومن قال بقولهم في نظر الشيعة الإمامية من الناصبة، والدليل:

قال المجلسي في البحار: "ومن حكايات الشيخ وكلامه قال: سئل الفضل بن شاذان رحمه الله عما روته الناصبة عن أميرالمؤمنين عليه السلام أنه قال: (لا أوتي برجل يفضلني على أبي بكر وعمر إلا جلدته حد المفتري ) فقال: إنما روى هذا الحديث سويد بن غفلة، وقد أجمع أهل الآثار على أنه كان كثير الغلط، وبعد فإن نفس الحديث متناقض، لأن الأمة مجمعة على أن عليا عليه السلام كان عدلا في قضيته، وليس من العدل أن يجلد حد المفتري من لم يفتر، لأن هذا جور على لسان الأمة كلها، وعلي بن أبي طالب عليه السلام عندنا برئ من ذلك".[46]

قال مقيده عفا الله عنه: الشيعة الإمامية أهل بهتان وتقية، وهنا أمران:

أولا: إن الأئمة المذكورين أعلاه رووا هذا الأثر من غير طريق سويد بن غفلة، فتنبه! وهذا الطرق ـ وإن كان في بعضها مقال فهي تثبت عدم تفرد سويد بالحديث ـ، هي:

  1. (محمد بن طلحة عن أبي عبيدة بن الحكم عن الحكم بن جحل قال سمعت عليا…الحديث). وهذا الطريق أخرجه أئمة.[47]
  2. (محمد بن طلحة عن شعبة عن حصين بن عبد الرحمن عن عبد الرحمن بن أبي ليلى قال قال علي…الحديث). أخرجه ابن عساكر في تاريخه.[48]
  3. (ابن الجهم نا محمد بن بشر نا الهيثم والحكم قالا جميعا نا شهاب بن حراش عن الحجاج بن دينار عن أبي معشر عن إبراهيم قال سمعت علقمة ضرب بيده على منبر الكوفة قال سمعت عليا عليه السلام…). أخرجه ابن حزم في المحلى.[49]
  4. (أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبدالله أنا أبو بكر الخطيب أنا أبو الحسن علي بن أحمد بن محمد بن بكران الفوي أنا أبو علي الحسن بن محمد بن عثمان الفسوي نا يعقوب بن سفيان نا مسلم بن إبراهيم نا صجع بن أمية نا أبي عن الحكم بن حجل قال قال علي…). أخرجه ابن عساكر.[50]

قال مقيده عفا الله عنه: هذا يثبت عدم تفرد سويد بن غفلة في هذا الحديث.

ثانيا: قول المجلسي عن سويد بن غفلة: "أجمع أهل الآثار على أنه كان كثير الغلط". كذب ظاهر، فأين دعوى الإجماع هذه، وقد وثقه الإمام يحيى بن معين.[51] وقال عنه الإمام الذهبي رحمهما الله: "وكان ثقة نبيلا عابدا زهدا قانعا باليسير كبير الشأن رحمه الله".[52]

ثالثا: أهل السنة والجماعة يعتقدون إيمان أبي بكر t

إن أهل السنة والجماعة يعتقدون إعتقادا جازما لا لبس فيه إيمان أبي بكر t، وأنه من ضروريات الدين ولا يشك في ذلك إلا منافق خارج من الدين، ومن يعتقد إيمانه t في نظر الشيعة الإمامية هم النواصب، والشيعة في هذا الأمر يقدحون في أمانة النبي r وعلي t والأئمة من بعده لإخفائهم هذا الأمر في حق أبي بكر، وأظهره علماء الشيعة الإمامية. وفي هذا يقول المجلسي: "ولمالم يكن مع النبي صلى الله عليه وآله في الغار إلا أبوبكر أفرد الله سبحانه نبيه بالسكينة دونه، وخصه بها ولم يشركه معه، فقال عز اسمه: {فأنزل الله سكينته عليه وأيده بجنود لم تروها}، فلو كان الرجل مؤمنا لجرى مجرى المؤمنين في عموم السكينة لهم، ولولا أنه أحدث بحزنه في الغار منكرا لاجله توجه النهي إليه عن استدامته لماحرمه الله تعالى من السكينة ما تفضل به على غيره من المؤمنين الذين كانوا مع رسـول الله صلى الله عليه وآله في المواطن الاخر على ماجاء في القرآن ونطق به محكم الذكر بالبيان، وهذا بين لمن تأمله. قال الشيخ أيده الله: وقد حير هذا الكلام جماعة من الناصبة وضيق صدورهم فتشعبوا واختلفوا في الحيلة في التخلص منه، فما اعتمد منهم أحد إلا على مايدل على ضعف عقله وسخف رأيه وضلاله عن الطريق".[53]

قال مقيده عفا الله عنه: ذكر الله عزوجل النبي r وصاحبه t في الغار، وأنزل في ذلك قرأنا يتلى حتى قيام الساعة، فلماذا لم ينزل في مبيت علي t على فراشه r ليلة الهجرة؟ وأقول للشيعة الحاقدين: لماذا أختار r رفقة أبي بـكر للهجرة دون علي رضي الله عنهما. وأقول أيضا: ما هو السر في منع النبي r صاحبه أبا بكر t من الهجرة إلى المدينة مع من هاجر من المسلمين؟؟

إن السر في ذلك هو رغبة النبي r في صحبة أبي بكر t للهجرة ونظرا لفارق السن بين كليهما رضي الله عنهما، وفي هذا حديث يرويه الطبراني على ضعف محتمل فيه: عن ابن عمر t قال: "كنا نقول: ما لمن افتتن توبة إذا ترك دينه بعد إسلامه ومعرفته؟ فأنزل الله فيهم {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ …إلى قوله … يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً وَأَنْتُمْ لا تَشْعُرُونَ}، فكتبتها بيدي ثم بعثت بها إلى هشام بن العاص بن وائل، قال هشام: فلما جاءتني صعدت بها كذا أصوت بها وأقول فلا أفهمها، فوقعت في نفسي أنها أنزلت فينا، وما كنا نقول فجلست على بعيري ثم لحقت بالمدينة. وأقام رسول الله r ينتظر أن يؤذن له بالهجرة ولأصحابه من المهاجرين قدموا أرسالا، وقد أقام أبو بكر مع رسول الله r ينتظر أن يؤذن له بالمسير له، وقد كان أبو بكر استأذن رسول الله r في الهجرة، فقال: لا تعجل لعل الله يجعل لك صاحبا!! فطمع أبو بكر أن يكون رسول الله r يعني نفسه، وكان أبو بكر قد أعد لذلك راحلتين يعلفهما في داره".[54]

رابعا: السني محب لأمهات المؤمنين زوجات النبي r

إن التقرب إلى الله عزوجل بحب زوجات النبي r جميعهن من أساسيات العقيدة التي يدين بها أهل السنة والجماعة، ولا تجد عند أحدا منهم مثقال ذرة من كره أو بغض نحوهن جميعا أو بعضهن كعائشة وحفصة، كما هو الحال عند الشيعة الإمامية الذين وصل بهم الحال إلى تكفيرهما ولا حول ولا قوة إلا بالله، وإليك الدليل:

ذكر المجلسي نقلا عن كتاب الصراط المستقيم: في حديث الحسين بن علوان والديلمي عن الصادق عليه السلام في قوله تعالى: {وإذ أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا} فقال: "هي حفصة، قال الصادق عليه السلام: كفرت في قولها: {من أنبأك هذا} وقال الله فيها وفي اختها {إن تتوبا إلى الله فقد صغت قلوبكما} أي زاغت، والزيغ: الكفر.

وفي رواية: إنه أعلم حفصة أن أباها وأبا بكر يليان الأمر فأفشت إلى عايشة فأفشت إلى أبيها فأفشى إلى صاحبه، فاجتمعا على أن يستعجلا ذلك على أن يسقياه سما، فلما أخبره الله بفعلهما هم بقتلهما فحلفا له أنهما لم يفعلا، فنزل: يا {أيها الذين كفروا لا تعتذروا اليوم}.

يعلق المجلسي بعد إيراده هذه الرواية بقوله: " مُلحة: قال ناصبي لشيعي: أتحب أم المؤمنين ؟ قال: لا، قال: ولم؟ قال: يقول النبي صلى الله عليه وآله: لم تجد امرأة غير امرأتي تحبها ؟ مالي ولزوجة النبي صلى الله عليه وآله ؟ أفترضى أن أحب امرأتك؟.[55]

قال مقيده عفا الله عنه: فإذا كانت هذه مشاعرهم نحو أمهات المؤمنين! في بغضهن وتكفيرهن؟ فكيف بمشاعرهم نحونا الذين نحبهم أكثر من أمهاتنا طاعة لله ورسوله، وتقربا إليه سبحانه.

 

خامسا: أهل السنة والجماعة يعتقدون أن النبي r سها في صلاته

يعتقد أهل السنة والجماعة أن النبي r سها في صلاته، وأن هذا من باب التشريع الإلهي، لكن من يعتقد هذا في نظر الشيعة الإمامية هو من الناصبة، والدليل: قال المجلسي أيضا: "الحديث الذي روته الناصبة والمقلدة من الشيعة: " أن النبي صلى الله عليه وآله سها في صلاته".[56]

سادسا: الآذان والصلاة عند أهل السنة والجماعة

يعتقد أهل السنة والجماعة إعتقادا لا شك فيه، أن الآذان شرعه النبي r لرؤيا رأها بعض الصحابة t، ومن يعتقد هذا في نظر الشيعة الإمامية هو من الناصبة وأنهم كذبوا في دعوى رؤية الآذان في النوم، والدليل على ذلك هو:

يذكر المجلسي نقلا عن صاحب كتاب علل الشرائع أبي جعفر محمـد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي بسنده: "عن الصباح المزني، وسدير الصيرفي، ومحمد بن النعمان الأحول: وعمر بن أذينة، عن أبي عبدالله عليه السلام أنهم حضروه فقال: يا عمر بن أذينه ما ترى هذه الناصبة في أذانهم وصلاتهم؟

فقلت: جعلت فداك إنهم يقولون: إن أبي بن كعب الانصاري رآه في النوم. فقال عليه السلام: كذبوا والله، إن دين الله تبارك وتعالى أعز من أن يرى في النوم".[57]

سابعا: أهل السنة يرون النبي r وصحابته الكرام t في المنام

من عقيدة أهل السنة والجماعة إمكانية رؤية النبي r في النوم للأحاديث الصحيحة الواردة في ذلك، ومن يرى هذا في المنام في نظر الشيعة الإمامية هو من النواصب، والدليل:

يذكر المجلسي في البحار نقلا عن أحد شيوخه: "ثم يرى الناصبي يقول: رأيت رسول الله في النوم ومعه أبوبكر وعمر وعثمان، وهو يأمرني بمحبتهم وينهاني عن بغضهم، ويعلمني أنهم أصحابه في الدنيا والآخرة، وأنهم معه في الجنة، ونحو ذلك مما يختص بمذهب الناصبية فنعلم لا محالة أن أحد المنامين حق والآخر باطل، فأولى الاشياء أن يكون الحق منهما ما ثبت الدليل في اليقظة على صحة ما تضمنه، والباطل ما أوضحت الحجة عن فساده وبطلانه. وليس يمكن الشيعي أن يقول للناصبي: إنك كذبت في قولك: إنك رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله لأنه يقدر أن يقول له مثل هذا بعينه، وقد شاهدنا ناصبيا يتشيع وأخبرنا في حال تشيعه بأنه يرى منامات بالضد مما كان يراه في حال نصبه، فبان بذلك أن أحد المنامين باطل، وأنه من نتيجة حديث النفس، أو من وسوسة إبليس ونحو ذلك، وأن المنام الصحيحة هو لطف من الله تعالى بعبده على المعنى المتقدم".[58]

ثامنا: الناصبي من يعادي الشيعة الإمامية

إن العداء بين أهل السنة والجماعة والشيعة الإمامية قديم منذ القرن الأول الهجري بسبب تجرأهم على عرض رسول الله وطعنهم في بعض زوجاته r، وتكفيرهم جُلّ الصحابة y، وقولهم بأن القرآن محرف، إلى غير ذلك من الأقوال الكفرية، مع زعم الرافضة أنهم مسلمون، وهذه أقوال لايقولها أو يعتقدها مسلم من أهل السنة والجماعة سواهم.

يقول أحد علماء الشيعة الكبار المصلحين وابن أحدهم وهو: الدكتور موسى الموسوي، والذي يعترف بقتل والده في سبيل إصلاح دين الشيعة الإمامية مما علق به من أمور مخالفة للشريعة فيقول: "الخلاف الفكري تجاوز حدود البحث العلمي والإختلاف في الرأي، بل اتخذ طابعا حادا وعنيفا عندما بدأت الشيعة تجرح الخلفاء الراشدين وبعض أمهات المؤمنين، وذلك بعبارات قاسية وعنيفة لا تليق بأن تصدر من مسلم نحو مسلم، ناهيك أن تصدر من فرقة إسلامية نحو صحابة الرسول r وأزواجه، صحابة لهم مكانة كبيرة في قلوب المسلمين، وأزواج للنبي عبر الله عنهن بأمهات المؤمنين".[59] لأجل هذا ذهب الشيعة أن من يناصبهم العداء هم من الناصبة. والدليل:

قال المجلسي في البحار: "وقد روي بأسانيد معتبرة عن أبي عبدالله عليه السلام أنه قال: ليس الناصب من نصب لنا أهل البيت لأنك لا تجد رجلا يقول: أنا ابغض محمدا وآل محمد، ولكن الناصب من نصب لكم وهو يعلم أنكم تتولونا وتتبرؤون من عدونا وأنكم من شيعتنا".[60]

كما ذكر المجلسي في البحار نقلا عن كتاب زيد النرسي قوله: "قلت لابي الحسن موسى عليه السلام: الرجل من مواليكم يكون عارفا يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟ فقال: تبروأ من فعله ولا تبرؤوا منه، أحبوه وابغضوا عمله، قلت: فيسعنا أن نقول: فاسق فاجر؟ فقال: لا، الفاسق الفاجر: الكافر الجاحد لنا الناصب لأوليائنا".[61]

ومما يثبت أن الناصبة في نظر الشيعة الإمامية هم أهل السنة والجماعة، ماذكره المجلسي عن بعض علمائهم قوله:

"…بل يظهر من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الاحكام، لكن أجرى الله في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا رحمة للشيعة، لعلمه باستيلاء المخالفين واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم و مناكحتهم ومؤاكلتهم، فاذا ظهر القائم عليه السلام أجرى عليهم حكم المشركين والكفار في جميع الامور، وبه يجمع بين كثير من الاخبار المتعارضة في هذا الباب، وبعد التتبع التام، لا يخفى ما ذكرنا على اولى الالباب".[62]

وبعد أن ظهر لنا بالأدلة الواضحات من مراجع الشيعة الإمامية أن الناصبة في معتقدهم هم أهل السنة والجماعة قاطبة بكافة أطيافها، وليس هم الوهابية أو السلفيون بزعمهم، وإذا كان ذلك كذلك فليعلم أهل السنة والجماعة أن الشيعة الإمامية يعتبرونهم ألد أعدائهم، وإليك الدليل:

ذكر المجلسي نقلا عن الإحتجاج للطبرسي وتفسير الإمام: "عن أبي محمد العسكري عليه السلام قال: قال محمد بن علي الجواد عليهما السلام: من تكفل بأيتام آل محمد المنقطعين عن إمامهم المتحيرين في جهلهم، الأسرى في أيدي شياطينهم، وفي أيدي النواصب من أعدائنا فاستنقذهم منهم، وأخرجهم من حيرتهم، وقهر الشياطين برد وساوسهم، وقهر الناصبين بحجج ربهم ودليل أئمتهم ليفضلون عند الله تعالى على العباد بأفضل المواقع بأكثر من فضل السماء على الارض، والعرش والكرسي والحجب على السماء، وفضلهم على هذا العابد كفضل القمر ليلة البدر على أخفى كوكب في السماء".[63]

إجماع علماء الشيعة الإماميةعلى تكفير أهل السنة والجماعة

نقل هذا الإجماع أحد علمائهم هو: (نعمة الله الجزائري ت 1112 هـ)[64]. كما ذكر (محسن المعلم) أحد علمائهم المعاصرين إلى أن كفرنا نحن معشر أهل السنة محل إجماع عند الشيعة الإمامية حيث قال: "أجمعت كلمة الشيعة الإمامية على أن الناصبي حكمه حكم الكافر من حيث الإعتقاد". ثم ينقل عن أحد كبرائهم وهو: (أبو القاسم الخوئي) قوله: "والأظهر أن الناصب في حكم الكافر وإن كان مظهرا للشهادتين والإعتقاد بالمعاد".[65]

ومما ذكره المجلسي: "بل يظهر من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الاحكام، لكن أجرى الله في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا رحمة للشيعة، لعلمه باستيلاء المخالفين، واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم و مناكحتهم ومؤاكلتهم، فاذا ظهر القائم عليه السلام أجرى عليهم حكم المشركين والكفار في جميع الامور، وبه يجمع بين كثير من الاخبار المتعارضة في هذا الباب، وبعد التتبع التام، لا يخفى ما ذكرنا على أولى الالباب".[66]

ومن أقوال علمائهم في تكفير أهل السنة:

ذكر المجلسي عن بعض علمائهم قولهم: "إطلاق الناصب على غير المستضعف شايع في عرف الاخبار، بل يظهر من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الاحكام".[67]

كما ذكر نقلا عن كتاب زيد النرسي: قال: قلت لأبي الحسن موسى عليه السلام: "الرجل من مواليكم يكون عارفا يشرب الخمر، ويرتكب الموبق من الذنب نتبرأ منه؟ فقال: تبروأ من فعله ولا تبرؤوا منه، أحبوه وابغضوا عمله، قلت: فيسعنا أن نقول: فاسق فاجر؟ فقال: لا، الفاسق الفاجر: الكافر الجاحد لنا الناصب لأوليائنا".[68] وذكر أيضا: "قال الله عزوجل: {أولئك} أهل هذه الصفات التي ذكرها الموصوفون بها {الذين صدقوا} في إيمانهم وصدقوا أقاويلهم بأفاعيلهم {واولئك هم المتقون} لما أمروا باتقائه من عذاب النار، ولمـا أمروا باتقائه من شرور النواصب الكفار".[69]

كما ذكر أيضا: "والاسلام هو الإذعان الظاهري بالله وبرسوله، وعدم إنكار ما علم ضرورة من دين الإسلام، فلا يشترط فيه ولاية الأئمه عليهم السلام ولا الإقرار القلبي، فيدخل فيه المنافقون، وجميع فرق المسلمين، ممن يظهر الشهادتين، عدا النواصب والغلاة والمجسمة، ومن أتى بما يخرجه عن الدين كعبادة الصنم، وإلقاء المصحف في القاذورات عمدا، ونحو ذلك".[70]

فانظر كيف استثنى النواصب أهل السنة من فرق المسلمين، وجعلهم في حكم عباد الأصنام، ونسي أنهم عباد لقبور أئمتهم!!

كما ذكر نقلا عن كتاب إكمال الدين لأبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي: "عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قال: من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية، فقلت له كل من مات وليس له إمام مات ميتة جاهلية؟ قال: نعم، والواقف كافر، والناصب مشرك".[71]

كما ذكر المجلسي عن محمد علي ين محمد باقر البهبهاني أن له رسالة في تنجس غير الامامي وخروجهم عن الاسلام.[72]

أهل السنة منتحلون للإسلام

الحكم بتكفيرنا وحرماننا من دخول الجنة والشفاعة ولعننا، هو من أساسيات عقائد الشيعة الإمامية، ومن كان هذا حاله في نظر علماء الشيعة الإمامية، من هذا حاله يكون منتحلا للإسلام وليس بمسلم، وهو ما رمانا به علماء هذه الطائفة الضالة المضلة لأتباعها ناسبين ذلك كذبا وزورا لإمام من أئمة البيت ولا حول ولا قوة إلا بالله.

ذكر المجلسي نقلا عن تفسير الحسن بن علي العسكري، في خطبة لموسى بن جعفر رحمه الله عن معجزات النبي r يقول فيها: "… وكالشجرتين المتباعدتين اللتين تلاصقتا فقعد خلفهما لحاجته، ثم تراجعتا إلى أمكنتهما كما كانتا، وكدعائه للشجرة فجاءته مجيبة خاضعة ذليلة ثم أمره لها بالرجوع فرجعت سامعة مطيعة قال: يا معاشر قريش واليهود ويا معاشر النواصب المنتحلين للإسلام الذين هم منه برآء".[73]

كما ذكر المجلسي نقلا عنه أيضا: "قال الامام عليه السلام: قال الله تعالى: {ولقد أنزلنا إليك} يا محمد {آيات بيينات} دالات على صدقك في نبوتك، مبينات عن إمامة علي عليه السلام أخيك ووصيك وصفيك، موضحات عن كفر من شك فيك أو في أخيك أو قابل أمر واحد منكما بخلاف القبول والتسليم. ثم قال: {وما يكفر بها} بهذه الآيات الدالات على تفضيلك وتفضيل علي عليه السلام بعدك على جميع الورى {إلا الفاسقون}، الخارجون عن دين الله وطاعته من اليهود الكاذبين والنواصب المتسمين بالمسلمين".[74]

عرض قائمهم الغائب الدين على السني

لسان حال علماء الإمامية يقول إن أهل الكتاب والمجوس وعباد الأصنام ليسوا في حاجة لعرض الإسلام عليهم، بل أنتم يا من توليتم أبا بكر وعمر وبقية الصحب الكرام في حاجة لعرض الإسلام والولاية عليكم وتجديد معتقدكم وتغيره، وإلا ضربت أعناقكم أو تدفعوا الجزية كأهل الذمة، وإليك الدليل:

ذكر فرات بن إبراهيم في تفسيره عن أبي عبدالله ـ عليه السلام في قوله تبارك و تعالى: {الذين يمشون على الارض هونا} إلى قوله: {حسنت مستقرا ومقاما} ثلاث عشر آية، قال : "هم الأوصياء يمشون على الارض هونا فاذا قام القائم عرفوا كل ناصب، نصب عليه، فان أقر بالاسلام وهو الولاية وإلا ضربت عنقه أو أقر بالجزية فأديها كما يؤدي أهل الذمة".[75]

وأخرج الكليني بسنده عن سلام بن المستنير قال: سمعت أبا جعفر عليه السلام يحدث: "إذا قام القائم عليه السلام عرض الايمان على كل ناصب فان دخل فيه بحقيقة وإلا ضرب عنقه أو يؤدي الجزية كما يؤديها اليوم أهل الذمة، ويشد على وسطه الهميان، ويخرجهم من الامصار إلى السواد".[76]

قتل السني و إستباحة دمه

إن هذا الموقف من قبل الشيعة الإمامية تجاه المسلمين السنة، موقف في غاية الخطورة ويلزم علماء المسلمين السنة تنبيه الناس وتحذيرهم من ذلك ودعوتهم إلى الحذر من الشيعة وغدرهم، وأن كل دعوة من قبلهم للوحدة ولم الشمل فهي من باب التقية والكذب، ويجب عدم تصديقهم في ذلك.

وإنه مما يؤسف له أن بعض علماء المسلمين قد أحسن الظن بالشيعة الإمامية وعلمائهم إلى درجة الغفلة، جهلا منهم بعقائدهم ومبادئهم وأبجدياتهم تجاه أتباع السنة المحمدية، نتيجة جهلهم بأخطر عقيدة من عقائد الشيعة الإمامية ألا وهي "التقية". لقد حرم الدين الإسلامي السمح دم المسلم وماله وعرضه، واستباحه الدين الرافضي. ففي الصحيحين وغيرهما عن أبي هريرة وعبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال رسول الله r: "أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمـدا رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا منى دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله عز وجل".[77]

وكم أثبت الشيعة الإمامية أنهم غير مسلمين، وكأن لهم دينا قائما بذاته لا يمت للإسلام بصلة، إذ لا يعقل في دين الإسلام إستباحة أعراض الكفار وأموالهم إلا في الحروب وفي أضيق الحدود، فكيف بدم المسلم وماله وعرضه الذي استباحه الشيعة الإمامية.

ذكر المجلسي نقلا عن ابن بابويه القمي في كتاب علل الشرائع بسنده عن ابن فرقد قال: قلت لأبي عبدالله عليه السلام: "ماتقول في قتل الناصب؟ قال: حلال الدم أتقي عليك فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لايشهد به عليك فافعل، قلت: فما ترى في ماله؟ قال توه ماقدرت عليه".[78]

قال المجلسي: "فدم المخالفين وسائر فرق المسلمين محفوظة إلا الخوارج والنواصب".[79]

قلت: عرض تلفزويون الدولة السعودية حفظها الله من شرهم ومكرهم قبل عشرين عام بعض المواد المتفجرة التي هربها بعض الحجاج الرافضة من إيران لتفجيرها بين المسلمين السنة في المشاعر المقدسة لقتل أكبر عدد ممكن منهم لكن لطف الله عزوجل مكن رجال أمن السعودية من كشفهم وتصويرهم على الملأ، ثم قامت السعودية بتفجير هذه المواد وكان حاصله تفجيرا كبيرا جدا لو حصل في المشاعر لكان حصيلته مئات الآلآف من القتلى السنة، هذا يعيد على للأذهان المجزرة التي قام بها هولاكو بتحريض من زعماء رافضة وهوالموضوع التالي؟

أعظم مجزرة في تاريخ البشرية مكيدة  قام بها الشيعة

لقد عمل الشيعة الإمامية بهذه الأحاديث وطبقوها على واقع أهل السنة بحزافيرها، ولا أدل على ذلك من مكيدة وزير شيعي لخليفة سني، وعلى نفسها جنت براقش، وتفصيل هذه المكيدة التي جرت على المسلمين السنة أكبر مجزرة في تاريخ البشرية:

كان ابن العلقمي وزيرا لأخر الخلفاء العباسيين المستعصم بالله رافضيا، هو وأهل محلته بالكرخ ببغداد، وتعصب عليهم أهل السنة ببغـداد وتمسكوا بأن الخليفة وجماعته يظاهرونهم ويودونهم، فحصلت سنة (656 هـ) بين أهل السنة والرافضة في بغداد حرب عظيمة، نهبت فيها الكرخ ومحلة الرافضة حتى نهبت دور قرابات وزير الخليفة الرافضي ابن العلقمي، فغضب لذلك ابن العلقمي ودس إلى حاكم أربل، وكان صديقا له بأن يستحث التتر لِمُلك بغداد[80]، وكان الوزير ابن العلقمي قبل هذه الحادثة يجتهد في صرف الجيوش وإسقاط اسمهم من الديوان، فكانت العساكر في آخر أيام المستنصر قريبا من مائة ألف مقاتل، منهم من الامراء من هو كالملوك الأكابر الأكاسر، فلم يزل يجتهد في تقليلهم إلى أن لم يبق سوى عشرة آلاف، ثم كاتب التتار وأطمعهم في أخذ البلاد وسهل عليهم ذلك، وحكى لهم حقيقة الحال وكشف لهم ضعف الرجال، وذلك كله طمعا منه أن يزيل السنة بالكلية وأن يظهر البدعة الرافضية، وأن يقيم خليفة من الفاطميين وأن يبيد العلماء والمفتيين والله غالب على أمره.[81]

يقول المؤرخ ابن خلدون في ذلك: "ونزل هلاكو بغداد وخرج إليه الوزير مؤيد الدين بن العلقمي، فاستأمن لنفسه ورجع بالأمان إلى المستعصم وأنه يبقيه على خلافته كما فعل بملك بلاد الروم، فخرج المستعصم ومعه الفقهاء والأعيان فقبض عليه لوقته، وقتل جميع من كان معه. ثم قتل المستعصم شدخا بالعمد ووطأ بالأقدام، لتجافيه بزعمه عن دماء أهل البيت وذلك سنة ست وخمسين. وركب إلى بغداد فاستباحها واتصل العيث بها أياما، وخرج النساء والصبيان وعلى رؤسهم المصاحف والألواح، فداستهم العساكر وماتوا أجمعين.

ويقال إن الذي أحصى ذلك اليوم من القتلى ألف ألف وستمائة ألف، واستولوا من قصور الخلافة وذخائرها على ما لا يبلغه الوصف ولا يحصره الضبط والعد، وألقيت كتب العلم التي كانت بخزائنهم جميعها في دجلة، وكانت شيئا لا يعبر عنه مقابلة في زعمهم بما فعله المسلمون لأول الفتح في كتب الفرس وعلومهم. واعتزم هلاكو على إضرام بيوتها نارا فلم يوافقه أهل مملكته".[82]

أما الحافظ ابن كثير فيقول: "فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال، والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الابار وأماكن الحشوش وقنى الوسخ، وكمنوا كذلك أياما لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات، ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى، ومن التجأ إليهم وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي، وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانا بذلوا عليه أموالا جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم، وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها، كانها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس وهم في خوف وجوع وذلة وقلة".[83]

وقال أيضا: "وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فانا لله وإنا إليه راجعون ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وكان دخولهم إلى بغداد في أواخر المحرم، وما زال السيف يقتل أهلها أربعين يوما، وكان قتل الخليفة المستعصم بالله أمير المؤمنين يوم الاربعاء رابع عشر صفر، وعفى قبره وكان عمره يومئذ ستا وأربعين سنة وأربعة أشهر، ومدة خلافته خمس عشرة سنة وثمانية أشهر وأيام، وقتل معه ولده الأكبر أبو العباس أحمد وله خمس وعشرون سنة، ثم قتل ولده الأوسط أبو الفضل عبدالرحمن وله ثلاث وعشرون سنة، وأسر ولده الأصغر مبارك وأسرت أخواته الثلاث فاطمة وخديجة ومريم، وأسر من دار الخلافة من الأبكار ما يقارب ألف بكر فيما قيل والله أعلم، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

وقتل أستاذ دار الخلافة الشيخ محيي الدين يوسف بن الشيخ أبي الفرج ابن الجوزي، وكان عدو الوزير وقتل أولاده الثلاثة عبد الله وعبدالرحمن وعبدالكريم، وأكابر الدولة واحدا بعد واحد منهم الديودار الصغير مجاهد الدين أيبك، وشهاب الدين سليمان شاه وجماعة من أمراء السنة وأكابر البلد، وكان الرجل يستدعي به من دار الخلافة من بني العباس، فيخرج بأولاده ونسائه فيذهب به إلى مقبرة الخلال، تجاه المنظرة فيذبح كما تذبح الشاة، ويؤسر من يختارون من بناته وجواريه، وقتل شيخ الشيوخ مؤدب الخليفة صدر الدين علي بن النيار، وقتل الخطباء والأئمة وحملة القرآن، وتعطلت المساجد والجماعات والجمعات مدة شهور ببغداد، وأراد الوزير ابن العلقمي قبحه الله ولعنه أن يعطل المساجد والمدارس والربط ببغداد، ويستمر بالمشاهد ومحال الرفض، وأن يبني للرافضة مدرسة هائلة ينشرون علمهم وعَلَمهم بها وعليها، فلم يقدره الله تعالى على ذلك، بل أزال نعمته عنه وقصف عمره بعد شهور يسيرة من هذه الحادثة، وأتبعه بولده فاجتمعا والله أعلم بالدرك الاسفل من النار.

ولما انقضى الأمر المقدر وانقضت الأربعون يوما، بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول وقد سقط عليهم المطر، فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد، حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.

ولما نودى ببغداد بالأمان، خرج من تحت الارض من كان بالمطامير والقنى والمقابر، كانهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضا فلا يعرف الوالد ولده ولا الاخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الاسماء الحسنى، وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادي الاولى من هذه السنة، إلى مقر ملكه وفوض أمر بغداد إلى الأمير على بهادر، فوض إليه الشحنكية بها وإلى الوزير بن العلقمي فلم يمهله الله ولا أهمله، بل أخذه أخذ عزيز مقتدر في مستهل جمادي الاخرة عن ثلاث وستين سنة، وكان عنده فضيلة في الإنشاء ولديه فضيلة في الادب، ولكنه كان شيعيا جلدا رافضيا خبيثا فمات جهدا وغما وحزنا وندما، إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، فولى بعده الوزارة ولده عز الدين بن الفضل محمد، فالحقه الله بأبيه في بقية هذا العام ولله الحمد والمنة.

وذكر أبو شامة وشيخنا أبو عبد الله الذهبي، وقطب الدين اليونيني أنه أصاب الناس في هذه السنة بالشام وباء شديد، وذكروا أن سبب ذلك من فساد الهواء والجو فسد من كثرة القتلى ببلاد العراق، وانتشر حتى تعدى إلى بلاد الشام فالله أعلم".[84]

والعاقل ينظر في حال أهل السنة اليوم في العراق وكم بثت لنا القنوات الإخبارية أخبار القتل والتعذيب لأهل السنة وقتلهم بطريقة وحشية همجية.

إستباحة مال السني

لقد حرم الدين الإسلامي دم المسلم وماله وعرضه، واستباحه علماء الشيعة الإمامية، كما سبق بيانه آنفا ناسبين هذه الإستباحة لأئمة البيت رضوان الله عليهم كذبا وزورا. لقد نسي أو تناسى علماء الإمامية أن عليا t لم يستبح أموال ودماء من حاربه في صفين والجمل، كما لم يستبحها لما ولي الخلافة t؟

ترجم المجلسي في كتابه بحار الأنوار بقوله: (باب كيفية قسمة الغنائم وحكم أموال المشركين والمخالفين والنواصب).[85] كما نقل عن كتاب السرائر لمحمد بن إدريس الحلي بسنده: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: "خذ مال الناصب حيث وجدت وابعث إلينا بالخمس".[86]

يقول شيخهم المعاصر (محسن المعلم): المسألة السادسة: الخمس: "يجوز أخذ مال النصاب أينما وجد، لكن الأحوط إخراج خمسه مطلقا، وكذا الأحوط إخراج الخمس مما حواه العسكر من مال البغاة إذا كانوا من النصاب ودخلوا فن عنوانهم، وإلا فيشكل حِلّيّة مالهم".[87]

أهل السنة لا يستحقون الرحمة

لقد روى الشيعة الإمامية في تعذيبنا والتنكيل بنا، مالم يرد في حق اليهود والنصار والمجوس، ولا حتى في حق المجرمين العتاة والمفسدين في الأرض وأشد الناس عداوة للدين وأهله.

قال المجلسي معلقا على إحدى الروايات: "يحتمل الخبر الذي رويناه وجها آخر وإن كان قريبا مما ذكر، وهو أن هذا النوع من المحاسبة إنما يكون لمن يستحق العذاب الدائم ولا يستوجب الرحمة كالمخالفين والنواصب".[88] كما ذكر المجلسي في رواية يأتي ذكرها عدم الصدقة عليه، وفيها زجر الشيعي الإمامي من أن يرق قلبه علينا ولو متنا جوعا وعطشا، بل فيها نهيه عن إغاثتنا وإن كنا غرقى بل عليه أن يغطسنا حتى نموت. وذكـر عقاب من يخالف ذلك من الشيعة.

فضل من كان همه كسر أهل السنة

جاء في رواية ذكرها المجلسي عن جعفر بن محمد عليهما السلام قوله: "من كان همه في كسر النواصب عن المساكين الموالين لنا أهل البيت يكسرهم عنهم، ويكشف عن مخازيهم ويبين أعوارهم، ويفخم أمر محمد وآله جعل الله همة أملاك الجنان في بناء قصوره ودوره، يستعمل بكل حرف من حروف حججة على أعداء الله أكثر من عدد أهل الدنيا أملاكا".[89]

ففي هذه الروايات وأمثالها حث وتشجيع بالِغَين من علماء الشيعة الإمامية لأتباعهم، بالتقرب إلى الله بكسر أهل السنة والجماعة والكيد لهم، وهو ما نلمسه اليوم من أتباع الدين الإمامي، ونظرة واحدة على مواقعهم في الإنترنت تكفيك لمعرفة ما هم عليه، وما تخفي صدورهم أكبر.

خلود أهل السنة في النار

سبب هذا الحكم هو تولينا الخلفاء الراشدين الثلاثة، وفي ذلك يقول المجلسي: "واعلم أن أئمة الجور وأتباعهم لمعزولون عن دين الله قد ضلوا وأضلوا، فأعمالهم التي يعملونها كرماد اشتدت به الريح في يوم عاصف لا يقدرون مما كسبوا على شئ ذلك هو الضلال البعيد. وعن أبي عبدالله عليه السلام في قوله تعالى: {والذين كفروا أولياؤهم الطاغوت}، الآية قال عليه السلام: "إنما عنى بذلك أنهم كانوا على نور الاسلام فلما أن تولوا كل إمام جائر ليس من الله خرجوا بولايتهم إياه من نور الاسلام إلى ظلمات الكفر فأوجب الله لهم النار مع الكفار فاولئك أصحاب النارهم فيها خالدون وقد ورد في الناصب ماورد في خلوده في النار، وقد روي بأسانيد كثيرة عنهم عليهم السلام: لو أن كل ملك خلقة الله عزوجل وكل نبي بعثه الله وكل صديق وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عزوجل من النار ما أخرجه الله أبدا، والله عزوجل يقول في كتابه: "ماكثين فيه أبدا".[90]

كما ذكر المجلسي نقلا عن كتاب ثواب الأعمال للصدوق أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين بن موسى بن بابويه القمي: قال الصادق عليه السلام: "إن الناصب لنا أهل البيت لا يبالي صام أم صلى، زنا أو سرق إنه في النار إنه في النار".[91]

أهل السنة  محرومون من الشفاعة أبدا

أخرج الكليني في الكافي بسنده: عن عبدالحميد الوابشي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: "إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها: فقال: سبحان الله وأعظم ذلك؟ ألاخبركم بمن هو شر منه؟ قلت: بلى، قال: الناصب لنا شر منه، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره، وغفرله ذنوبه كلها إلا أن يجئ بذنب يخرجه من الايمان، وإن الشفاعة لمقبولة وما تقبل في ناصب".[92]

كما ذكر المجلسي نقلا عن كتاب ثواب الأعمال لابن بابويه القمي، عن أبي جعفر عليه السلام قوله: "لو أن كل ملك خلقه الله عزوجل وكل نبي بعثه الله، وكل صديق وكل شهيد شفعوا في ناصب لنا أهل البيت أن يخرجه الله عزوجـل من النار ماأخرجه الله أبدا، والله عزوجل يقول في كتابه: {ماكثين فيه أبدا}".[93]

وذكر أيضا: عن أبي بصير قال: قال أبو عبدالله عليه السلام: "مدمن الخمر كعابد الوثن، والناصب لآل محمد شر منه، قلت: جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن؟ فقال: إن شارب الخمر تدركه الشفاعة يوما ما، وإن الناصب لو شفع أهل السماوات والارض لم يشفعوا".[94]

لعن الإمامية لأهل السنة

قام علماء الشيعة الإمامية بوضع الأدعية في لعننا ولعن أسلافنا الكرام من الصحابة وعلى رأسهم الشيخين فمن بعدهم في كتبهم التي لا حصر له، تقربا إلى ربهم بزعمهم، ومما جاء في أدعيتهم علينا ما ذكره المجلسي: "اللهم إني أبرأ اليك ممن اعتقد فيهما اللاهوت، وقدم عليهما الطاغوت، اللهم العن الناصبة الجاحدين والمسرفين الغالين، والشاكين المقصرين والمفوضين".[95]

دعاء صنمي قريش

ومن هذه الأدعية التي يلعنون فيها أهل السنة والجماعة دعاء (صنمي قريش) ويقصدون الخليفتين الراشدين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما حيث يلعنونهما وابتيهما أمي المؤمنين وزوجتي حبيب رب العالمين عائشة وحفصة t، ناسبين هذا الدعاء زورا وبهتانا لأمير المؤمنين علي t. وقبل ذكر نص الدعاء، أريد أن أثبت من كتب القوم أن المقصود بصنمي قريش هما الشيخين أبي بكر وعمر رضي الله عنهما: يثبت لنا المجلسي تحريف الشيعة الإمامية للقرآن من خلال تحريف التفسير ومن ذلك زعمهم أن اللآت والعزى هما أبا بكر وعمر، فقد ذكر في بحاره أن إمامهم القائم إذا خرج من غيبته إحراقه لهما فقال: "فاذا دخل المدينة أخرج اللات والعزى فأحرقهما". ثم عقب المجلسي بقوله: "بيان: يعني باللات والعزى صنمي قريش أبابكر وعمر".[96]

قال المجلسي أيضا: "وكان ضمرة بن سعيد يحدث عن آبائه، عن جدته وكانت قد شهدت أحدا تسقي الماء قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله يقول يومئذ: (لمقام نسيبة بنت كعب اليوم خير من مقام فلان وفلان)، وكان يراها يومئذ تقاتل أشد القتال حتى جرحت ثلاثة عشر جرحا. قال ابن أبي الحديد: قلت: ليت الراوي لم يُكنّ هذه الكناية وكان يذكر من هما بأسمائهما حتى لا يترامى الظنون إلى أمور مشتبهة ومن أمانة الحديث أن يذكر الحديث على وجهه ولا يكتم منه شيئا، فما باله كتم اسم هذين الرجلين؟ ! أقول: إن الراوي لعله كان معذورا في التكنية باسم الرجلين تقية، وكيف كان يمكنه التصريح باسم صنمي قريش وشيخي المخالفين الذين كانوا يقدمونهما على أميرالمؤمنين عليه السلام".[97]

قال مقيده عفا الله عنه: فهذا يثبت المقصود أما الدعاء فنصه كما ذكره المجلسي في البحار معظما لشأنه وفضله، فقال: "هذا الدعاء رفيع الشأن عظيم المنزلة، ورواه عبدالله بن عباس عن علي عليه السلام أنه كان يقنت به، وقال: إن الداعي به كالرامي مع النبي صلى الله عليه وآله في بدر واحد وحنين بألف ألف سهم.

أما الدعاء فهذا نصه من كتبهم:

(اللهم العن صنمي قريش وجبتيها وطاغوتيها وإفكيها، وابنتيهما اللذين خالفا أمرك وأنكرا وحيك، وجحدا إنعامك، وعصيا رسولك، وقلبا دينك وحرفا كتابك، وعطلا أحكامك، وأبطلا فرائضك، وألحدا في آياتك، وعاديا أولياءك وواليا أعداءك، وخربا بلادك، وأفسدا عبادك. اللهم العنهما وأنصارهما فقد أخربا بيت النبوة، وردما بابه، ونقضا سقفه، وألحقا سماءه بأرضه، وعاليه بسافله، وظاهره بباطنه، واستأصلا أهله، وأبادا أنصاره. وقتلا أطفاله، وأخليا منبره من وصيه ووارثه، وجحدا نبوته، وأشركا بربهما، فعظم ذنبهما وخلدهما في سقر ! وما أدريك ماسقر ؟ لاتبقي ولاتذر. اللهم العنهم بعدد كل منكر أتوه، وحق أخفوه، ومنبر علوه، ومنافق ولوه ومؤمن أرجوه، وولي آذوه، وطريد آووه، وصادق طردوه، وكافر نصروه، وإمام قهروه، وفرض غيروه، وأثر أنكروه، وشر أضمروه، ودم أراقوه، وخبر بدلوه، وحكم قلبوه، وكفر أبدعوه، وكذب دلسوه، وإرث غصبوه، وفيئ اقتطعوه، و سحت أكلوه، وخمس استحلوه وباطل أسسوه، وجور بسطوه، وظلم نشروه، ووعد أخلفوه، وعهد نقضوه، وحلال حرموه وحرام حللوه، ونفاق أسروه، وغدر أضمروه وبطن فتقوه، وضلع كسروه، وصك مزقوه، وشمل بددوه، وذليل أعزوه، وعزيز أذلوه، وحق منعوه، وإمام خالفوه. اللهم العنهما بكل آية حرفوها، وفريضة تركوها، وسنة غيروها، وأحكام عطلوها، وأرحام قطعوها، وشهادات كتموها، ووصية ضيعوها، وأيمان نكثوها ودعوى أبطلوها، وبينة أنكروها، وحيلة أحدثوها، وخيانة أوردوها، وعقبة ارتقوها ودباب دحرجوها، وأزياف لزموها وأمانة خانوها. اللهم العنهما في مكنون السر وظاهر العلانية لعنا كثيرا دائبا أبدا دائما سرمدا لا انقطاع لامده، ولانفاد لعدده، ويغدو أوله ولا يروح آخره، لهم ولاعوانهم و أنصارهم ومحبيهم ومواليهم والمسلمين لهم، والمائلين إليهم والناهضين بأجنحتهم والمتقدين بكلامهم، والمصدقين بأحكامهم. ثم يقول: (اللهم عذبهم عذابا يستغيث منه أهل النار آمين رب العالمين) أربع مرات).[98]

قال مقيده عفا الله عنه: فهذا موقف القوم من الشيخين الجليلين صهري رسول الله r، ولا أظن وهابيا أو سلفيا أو أشعريا أو صوفيا أو مقلد لأحد المذاهب الأربعة يقبل بهذا الجحود نحو صحابة رسول الله r.

 

النهي عن  الصدقة وسقيا الماء للسني

عداوة الشيعة الإمامية لنا معشر أهل السنة والجماعة لا حد له، يصدقه قول الباري جل وعلا: {ولتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا}، والرواية التي سنذكرها مع غيرها من الروايات لهي خير دليل على ذلك.

لقد أمرنا الإسلام بالإحسان إلى الحيوان فضلا عن عموم الإنسان وأن في كل كبد رطبة أجر، فدخلت النار إمرأة في هرة[99]، وغفر الله لبغي زانية من أجل كلب[100]، وإن تعجب فعجب ماقالوه في حقنا:

ذكر المجلسي عن الكشي بسنده عن عمر بن يزيد قوله: "سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الصدقة على الناصب وعلى الزيدية فقال: لا تصدق عليهم بشئ، ولا تسقهم من الماء إن استطعت، وقال لي: الزيدية هم النصاب".[101] كما ذكر رواية جاء فيها: "فأما الناصب فلا يرقن قلبك عليه، لا تطعمه ولاتسقه وإن مات جوعا أو عطشا و لاتغثه، وإن كان غرقا فاستغاث فغطسه ولا تغثه، فإن أبي نعم المحمدي كان يقول: من أشبـع ناصبا ملأ الله جوفه نارا يوم القيامة معذبا كان أو مغفورا له".[102]

قال مقيده عفا الله عنه: أين علماء الإمامية من قول أبي جعفر من أن الصدقة تذهب بالخطيئة.[103] ومن قول أبي عبدالله: من تصدق حين يصبح أذهب الله عنه نحس ذلك اليوم.[104]

ترى هل يمكن التقريب بيننا وبين الشيعة الإمامية؟ سؤال أدع جوابه لدعاة التقريب من علماء المسلمين علّهم يفيقون من سباتهم ويفتحون أعينهم على الحقيقة المرعبة.

السني أشر من مرتكب الكبائر

ذكر الكليني في الكافي: "عن عبدالحميد الوابشي، عن أبي جعفر عليه السلام قال: قلت له: "إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى إنه ليترك الصلاة فضلا عن غيرها: فقال: سبحان الله وأعظم ذلك؟ ألاخبركم بمن هو شر منه؟ قلت: بلى، قال: الناصب لناشر منه، أما إنه ليس من عبد يذكر عنده أهل البيت فيرق لذكرنا إلا مسحت الملائكة ظهره، وغفرله ذنوبه كلها إلا أن يجئ بذنب يخرجه من الايمان، وإن الشفاعة لمقولة وما تقبل في ناصب".[105]

وذكر المجلسي نقلا عن ثواب الأعمال لابن بابويه القمي عن عبدالحميد قوله: قلت لابي جعفر عليه السلام: "إن لنا جارا ينتهك المحارم كلها حتى أنه ليدع الصلاة فضلا، فقال: سبحان الله، وأعظم ذلك، ثم قال: ألا اخبرك بمن هو شر منه؟ قلت: بلى، قال: الناصب لنا شر منه".[106]

السني شر من ولد الزنا

منتهى الحقد والبغض يظهر في هذا الهراء الذي ينقله المجلسي، عن كتاب المحاسن لأحمد بن محمد بن خالد البرقي عن أبي عبدالله عليه السلام قوله: "إن نوحا حمل في السفينة الكلب والخنزير، ولم يحمل فيها ولد الزنا، وإن الناصب شر من ولد الزنا".[107]

السني أشر من مدمن الخمر وعابد الوثن

ذكر المجلسي نقلا عن ثواب الأعمال لابن بابويه القمي: عن أبي بصير قال: قال أبوعبدالله عليه السلام: "مدمن الخمر كعابد الوثن، والناصب لآل محمد شر منه، قلت: جعلت فداك ومن شر من عابد الوثن؟ فقال: إن شارب الخمر تدركه الشفاعة يوما ما، وإن الناصب لو شفع أهل السماوات والارض لم يشفعوا".[108]

السني أشر من الكلب وأنجس

ذكر المجلسي نقلا عن كتاب الأمالي لابن بابويه: عن محمد بن الحنفية يحدث عن أبيه قال: ما خلق الله عزوجل شيئا أشر من الكلب والناصب أشر منه.[109] كما ذكر نقلا عن العلل لمحمد علي بن إبراهيم بن هاشم القمي يسنده: عن أبي الله عليه السلام في خبر طويل قوله: "وإياك أن تغتسل من غسالة الحمام، ففيها تجتمع غسالة اليهودي والنصراني والمجوسي، والناصب لنا أهل البيت وهو شرهم، فان الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقا أنجس من الكلب، وإن الناصب لنا أهل البيت أنجس منه".[110] وينقل أحد مشايخهم المعاصرين (محسن المعلم) عن (أبي القاسم الخوئي) أحد كبرائهم المعاصرين الهالكين قوله: "ثم كون الناصب أنجس من الكلب لعله من جهة أن الناصب نجس من جهتين: وهما جهتان ظاهرة وباطنة، لأن الناصب محكوم بالنجاسة الظاهرية لنصبه، كما أنه نجس من حيث باطنه وروحه، وهذا بخلاف الكلب لأن النجاسة فيه من ناحية ظاهرة فحسب".[111]

فهذا الكلب باطنه ورحه أطهر من السني، عند من يدعون للوحدة الإسلامية. قال المجلسي عن البهبهانى أحد علمائهم أن له رسالة في تنجس غير الإمامي وخروجهـم عن الاسلام.[112]

عدم تغسيل موتى أهل السنة أو تكفينهم أو الصلاة عليهم أو دفنهم

ذكر المجلسي نقلا عن كتاب الاحتجاج للطبرسي: عن صالح بن كيسان أن معاوية قال للحسين: هل بلغك ما صنعنا بحجر بن عدي واصحابه شيعة أبيك؟ فقال عليه السلام: وما صنعت بهم؟ قال: قتلناهم وكفناهم وصلينا عليهم، فضحك الحسين عليه السلام فقال: خصمك القوم يا معاوية، لكنا لو قتلنا شيعتك لما كفناهم، ولا غسلناهم، ولا صلينا عليهم، ولا دفناهم. فعقب المجلسي بقوله: "بيان يدل على عدم وجوب تغسيل المخالف وعدم رجحانه، والمشهور وجوب غسل من عدا الخوارج والغلاة والنواصب والمجسمة من فرق المسلمين، وقال المفيد: لا يجوز لأحـد من أهل الايمان أن يغسل مخالفا للحق في الولاية ولا يصلي عليه، إلا أن يدعوه ضرورة إلى ذلك من جهة التقية، وهو المنقول عن ابن البراج وظاهر ابن إدريس".[113]

ولو حصل وصلى الشيعي الإمامي على ميت من أهل السنة فإنه يدعو عليه بشر دعاء، والدليل ما ذكره المجلسي عن نقلا عن فقه الرضا، قوله: وإذا كان ناصبا فقل: "اللهم إنا لا نعلم إلا أنه عدو لك ولرسولك، اللهم فاحش جوفه نارا وقبره نارا وعجله إلى النار، فانه قد كان يتولى أعداءك ويعادي أولياءك، ويبغض أهل بيت نبيك، اللهم ضيق عليه قبره"، وإذا رفع فقل: "اللهم لا ترفعه ولا تزكه"، وإذا كان مستضعفا فقل: "اللهم اغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك وقهم عذاب الجحيم"، وإذا لم تدر مـا حاله فقل: "اللهم إن كان يحب الخير وأهله، فاغفر له وارحمه وتجاوز عنه".[114]

فانظر كيف خصوا السني الناصبي بزعمهم بشر دعاء، ولم يدع للمستضعف ومن لم يعلم حاله.

كما ذكر المجلسي رواية في الإجتهاد في الدعاء على الميت السني فقال: "وروينا عن أهل البيت عليهم السلام أنهم قالوا في الصلاة على الناصب لاولياء الله المعادي لهم: يدعى عليه، وذكروا في الدعاء عليه وجوها كثيرة دلت على أن ليس شئ منها موقت، ولكن يجتهد في الدعاء عليه على مقدار ما يعلم من نصبه وعداوته".[115]

طينة السني

إن موقف الشيعة الإمامية من أهل السنة والجماعة موقف خطير، ينم عن حقد وبغض عظيمين لم يحظ بهما أهل الكتاب وغيرهم من أصحاب الديانات الأخرى، حظي به المسلمون أهل السنة، ومن امثلة هذا الحقد والبغض زعمهم أن طينة الناصبي خلقت من النار وأنها من حمأ مسنون، وأن معاصي الشيعة أتباع الأئمة سببها طينة الناصبي لأنها جبلت على المعاصي، وإليك الدليل:

ذكر المجلسي نقلا عن كتاب بصائر الدرجات لمحمد بن الحسن الصفار: "عن أبي عبدالله عليه السلام قال: إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة، وخلق الناصب من طينة النار، وقال: إذا أراد الله بعبد خيرا طيب روحه وجسده فلا يسمع شيئا من الخير إلا عرفه، ولا يسمع شيئا من المنكر إلا أنكره. قال: وسمعته يقول: الطينات ثلاثة: طينة الانبيآء والمؤمن من تلك الطينة، إلا أن الأنبياء هم صفوتها وهم الأصل ولهم فضلهم، والمؤمنون الفرع من طين لازب كذلك لا يفرق الله بينهم وبين شيعتهم، وقال: طينة الناصب من حمأ مسنون، وأما المستضعفون فمن تراب، لا يتحول مؤمن عن إيمانه، ولا ناصب عن نصبه ولله المشية فيهم جميعا".[116]

سبب أفعال البر من السني و الكبائر من الإمامي

إن ما قاله الشيعة هنا لم يقله أصحاب الديانات الأخرى من أصحاب الكتب السماوية وغيرهم، وهو تحميل المعاصي وكبائر الذنوب التي يفعلها الشيعة الإمامية على ما وقع من طينة الناصبي في بدء خلقه على طينة الشيعي الإمامي، في رواية تدعو إلى العجب والضحك حتى تظهر لهواتنا ونستلقي على ظهورنا، حيث بينا هذا في الموضوع السابق.

روى الكليني عن عبدالله بن كيسان: عن أبي عبدالله عليه السلام قال: قلت له: جعلت فداك،أنا مولاك عبدالله بن كيسان، قال: أما النسب فأعرفه وأما أنت فلست أعرفك، قال: قلت له إني ولدت في الجبل ونشأت في أرض فارس وإنني أخالط الناس في التجارات وغير ذلك فأخالط الرجل فأرى له حسن السمت وحسن الخلق وأمانة ثم أفتشه فأفتشه عن عداوتكم - يقصد السني - وأخالط الرجل فأرى منه سوء الخلق وقلة أمانة ودعارة ثم أفتشه فأفتشه عن ولايتكم فكيف يكون ذلك؟ قال: فقال لي: أما علمت يا ابن كيسان أن الله جل وعز أخذ طينة من الجنة وطينة من النار فخلطها جميعا ثم نزع هذه من هذه وهذه من هذه فما رأيت من أولئك من الأمانة وحسن الخلق وحسن السمت فمما مسهم من طينة الجنة وهم يعودون إلى ما خلقوا منه، وما رأيت من هؤلاء من قلة الأمانة وسوء الخلق والدعارة فمما مسهم من طينة النار، وهم يعودون إلى ما خلقوا منه".[117]

وكما روى الكليني عن أبي عبدالله في رواية طويلة قال فيها: "فكل ناصب مجتهد فعمله هباء".[118]

الصلاة خلف السني

ذكر المجلسي في رواية نقلا عن كتاب دعائم الاسلام للقاضي النعمان بن محمد وفي نسبته له خلاف، عن جعفر بن محمد عليه السلام أنه قوله: "لا تعتد بالصلاة خلف الناصب، ولا الحروري واجعله سارية من سواري المسجد، اقرأ لنفسك كأنك وحدك. وعن أبي جعفر محمد بن علي عليه السلام قال: لا تصلوا خلـف ناصب ولا كرامة، إلا أن تخافوا على أنفسكم أن تشهروا ويشار إليكم، فصلوا في بيوتكم ثم صلوا معهم، واجعلوا صلاتكم معهم تطوعا".[119] وذكر أيضا نقلا عن أحد كتابي الحسين بن سعيد عن الفضل بن يسار قال: سألت أبا جعفر عليه السلام، عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه فقال: لا تناكحه ولا تصل".[120]

قال مقيده عفا الله عنه: لقد صلى علي وأولاده الحسن والحسين وهم من كبار أئمة آل البيت المعصومين في نظر الشيعة الإمامية خلف أبي بكر وعمر وعثمان t، فلا يغرنكم معشر أهل السنة والجماعة صلاة الشيعة الإمامية في مساجدكم أو من رأيتموه يصلي في الحرمين خلف أئمتكم، فإنها من باب التقية، ومبنية على هذه الروايات، وكم رأيناهم يصلون في الحرمين مخالفين للإمام فتجد الإمام والمأمومين سجدا وهم وركوع وبالعكس إمعانا في المخالفة والتشويش. 

مناكحة السني

أمر علماء الشيعة الإمامية في الإستدال عجيب غريب، فقد نسبوا بعض الرويات لآل البيت في النهي عن تزويج السني أو الزواج بسنية، وهذا النهي منهم هو لكون السنة من الموالين لصحابة رسول الله r الكرام وخلفائه الراشدين ولكزنهم مغتصبين للخلافة، فصارت لهم أحكاما خاصة، عدم مناكحتهم أحدها. وأنا هنا لا أتباكى على منعنا من التزوج من شيعية أو تزويج الشيعي بل استنكف من ذلك، لكن أعجب إلى ما وصل إليه تفكير علماء الشيعة الإمامية؟؟ لقد نسي علماء الشيعة الإمامية أو تناسوا تلك المصاهرة المعقدة التي حصلت بين آل البيت وعلى رأسهم النبي r وعليّ وكبار الصحابة كأبي بكر وعمر وعثمان والزبير بن العوام t.

لقد تزوج أبو بكر أسماء بنت عميس زوجة جعفر الطيار، أخو علـي بن أبي طالب y زوجها له النبي r يوم حنين وبعده تزوجها علي، وهي أخت أم المؤمنين ميمونة لأمها، وكلاهما له أولاد منها رضي الله عن الجميع.[121]

كما خطب علي t عاتكة بنت زيد لما تأيمت من الزبير بن العوام وكانت قبله تحت عمر بن الخطاب y، ولم يتزوجها وتزوجها ابنه الحسن بن علي t فتوفى عنها وهو آخر من ذكر من أزواجها والله أعلم.[122]وقيل تزوجها الحسين بن علي t.[123] وأيضا قول الإمام جعفر الصادق t: "ولدني أبو بكر مرتين"، وذلك لأن أباه جعفر محمد بن علي بن حسين بن علي بن ابي طالب تزوج من أم فروة بنت القاسم بن محمد بن ابي بكر الصديق، وأمها – أي أم فروة هي: أسماء بنت عبدالرحمن بن أبي بكر، وكلاهما أخوي عائشة أم المؤمنين وزوجة سيد العالمين r ورضي الله عن الجميع.[124]

وفوق هذا وذاك تزوج النبي r من إبنتي الصاحبين الجليلين أبي بكر وعمر، كما زوّج r إبنتيه رضي الله عنهما من عثمان t ولأجل ذلك سمي بذي النورين. فيا ترى هل يعقل أن يرضى الله عزوجل لنبيه من التزوج من بنات النواصب الكفار المخالفين لعلي t، المغتصبين لخلافته بزعمهم، وهل يرضى لعثمان من التزوج من بنتي النبي r واحدة بعد الأخرى؟ وكيف يرضى إمام أهل البيت النبوي وهو المعصوم عندهم لزوجة أخيه الشهيد من التزوج بأبي بكر، وكيف يقبل بالتزوج منها بعد وفاته؟

والأعظم من ذلك كيف زوج علي t وهو المعصوم عندهم ابنته أم كلثوم رضي الله عنها من عمر وهو بزعمهم ناصبي غاصب للخلافة، واستولدها t رقية وزيدا[125]، وزوّج رقية بنت عمر من محمد بن جعفر بن أبي طالب[126]، وعمر t يتهمه علماء الشيعة الإمامية الفجرة بأنه كان مخنثا به داء لا يشفيه إلا ماء الرجال[127] وحاشاه t، فيا ترى هل غاب هذا الأمر القبيح المستهجن عن رسول r حيث تزوج ابنته حفصة، وهل غاب هذا الأمر عن علي أو عرفه، فإن كان الأول فهذا يقدح في أئمتهم وعلى رأسهم علي t الذين يزعمون لهم معرفة الغيب والعصمة، ثم كيف عرف علماء الشيعة أمرا غاب عن إمامهم، وإن كان الثاني فهذا يقدح في علي t إذ كيف يرضى بهذا الأمر المشين لنفسه وابنته حفيدة رسول الله r وهو المعصوم عندهـم، وأقل ما يقال فيه دياثة من علي وحاشاه وهذا قادح في عصمته t، فأي الأمرين يختار علماء الشيعة الإمامية لعلي؟.

ثم كيف يرضى الله عزوجل لجد الأئمة أبي جعفر الصادق مـن أن يكون من سلالة أبي بكر مرتين؟ فيا ترى هل هؤلاء الأئمة المعصومين في نظر الشيعة الإمامية عصاة بهذا الفعل – نعوذ بالله من ذلك – وهل يعقل بعد هذه المصاهرة المعقدة بين النبي r وآل بيته والصحابة الكرام y، أن تروى روايات تنسب للأئمة في منع المناكحة والمصاهرة مع من ينسبونهم للنصب؟ وما حكم هذه المصاهرات عند علماء الشيعة الإمامية؟؟ وكيف يروي الأئمة روايات عملوا هم بخلافها، وهل حصلت هذه المصاهرة تقية منهم. وإليك الروايات في ذلك:  

ترجم الكليني في الكافي بقوله: ( باب مناكحة النصاب والشكاك)، ثم ذكر رواية بسنده عن أبي عبدالله (ع) قوله : "تزوجوا في الشكاك ولاتزوجوهم لان المرأة تأخذ من أدب زوجها ويقهرها على دينه".[128]

وذكر المجلسي نقلا عن أحد كتابي الحسين بن سعيد عن الفضل بن يسار قوله: "سألت أبا جعفر عليه السلام، عن مناكحة الناصب والصلاة خلفه فقال: لا تناكحه ولا تصل خلفه".[129] كما ذكر المجلسي نقلا عن أحد كتابي الحسين بن سعيد: "عن ابـن سنان قال: سألت أبا عبدالله عليه السلام عن الناصب الذي قد عرف نصبه وعداوته هل يزوجه المؤمن وهو قادر على رده؟ قال: لا يتزوج المؤمن ناصبة، ولا يتزوج الناصب مؤمنة، ولا يتزوج المستضعف مؤمنة". [130]

وفي رواية أخرى: "عن الفضيل بن يسار قال: قلت لابي جعفر عليه السلام: إن لامرأتي أختا مسلمة لا بأس برأيها وليس بالبصرة أحد فما ترى في تزويجها من الناس؟ فقال: لا تزوجها إلا ممن هو على رأيها وتزويج المرأة التي ليست بناصبة لا بأس به". [131]

وقال فقيه الشيعة محمد بن الحسن الطوسي: "و لا يجوز نكاح الناصبِية المظهرة لعداوة آل محمد (ع) ولا من كون هؤلاء كفار بأدلة ليس هذا موضع شرحها، وإذا ثبت كفرهم فلا تجوز مناكحتهم حسب ما قدمناه". [132]

حرمة الجلوس مع أهل السنة

أخرج الكليني في الكافي بسنده عن أبي عبدالله عليه السلام قوله: "إذا ابتليت بأهل النصب ومجالستهم فكن كأنك على الرضف حتى تقوم، فان الله يمقتهم ويلعنهم فاذا رأيتهم يخوضون في ذكر إمام من الائمة فقم، فان سخط الله ينزل هناك عليهم".[133] وعلق المجلسي بعده بقوله: "فيجب الاحتراز عن مجالستهم إذا لم تكن تقية".[134]

كما ذكر نقلا عن الكافي للكليني بسنده: عن أبي عبدالله عليه السلام قوله: "من قعد عند سباب لأولياء الله فقد عصى الله". ثم عقب المجلسي بقوله: "يدل على تحريم الجلوس مع النواصب. وإن لم يسبوا في ذلك المجلس، وهو أيضا محمول على غير التقية".[135]

قال مقيده عفا الله عن: لقد نسي أو تناسى علماء الإمامية أن كبار أئمة آل البيت المعصومين في نظرهم جالسوا كبار الصحابة في المدينة،كما جالس الأئمة y كبار التابعين رحمهم الله تعالى ورووا عنهم.

حكم الضحك في وجه السني

قال المجلسي: "قال صاحب رياض العلماء (ص 119) ويظهر من بعض اسانيده أنه كان تلميذ الشيخ أبى عبدالله جعفربن محمد بن أحمد الدوريستى وروى فيه عن الاصبغ بن نباته قال: سمعت مولاى أميرالمؤمنين عليه السلام يقول: من ضحك في وجه عدو لنا من النواصب والمعتزلة والخوارج والقدريه ومخالف مذهب الإمامية ومن سواهم لا يقبل الله طاعته أربعين سنة".[136]

ديننا دين السماحة، فقد حثنا على التبسم في وجه المسلم، وأنها من باب الصدقة.[137]

حكم ذبيحة السني

إن من سماحة الإسلام ووسطية أهل السنة والجماعة استباحة ذبائح أهل الكتاب، لكن علماء الشيعة الإمامية حرموا ذبائح أهل السنة والجماعة، ومن أجازها من علمائهم فعلى سبيل التقية، وإليك الدليل:

ترجم المجلسي في بحار الأنوار بقوله: (باب ذبايح الكفار من أهل الكتاب وغيرهم والنصاب والمخالفين).[138] ثم قال المجلسي: "وأجاز العلامة ذباحة المخالف غير الناصبى مطلقا بشرط اعتقاده وجوب التسمية، واستشكل بعض المتأخرين حكم الناصب لإختلاف الروايات، والظاهر حمل أخبار الجواز على التقية أو على المخالف غير الناصب والمستضعف، فإن إطلاق الناصب على غير المستضعف شايع في عرف الاخبار، بل يظهر من كثير من الروايات أن المخالفين في حكم المشركين والكفار في جميع الاحكام، لكن أجرى الله في زمان الهدنة حكم المسلمين عليهم في الدنيا رحمة للشيعة، لعلمه باستيلاء المخالفين، واحتياج الشيعة إلى معاشرتهم و مناكحتهم ومؤاكلتهم، فاذا ظهر القائم عليـه السلام أجرى عليهم حكم المشركين والكفار في جميع الامور، وبه يجمع بين كثير من الاخبار المتعارضة في هذا الباب، وبعد التتبع التام، لا يخفى ما ذكرنا على أولى الالباب".[139] وفيما سبق ذكره أمور:

الأول: النواصب هنا المقصود بهم أهل السنة وهم في حكم الكفار والمشركين، وفيه إقامة قائمهم إذا ظهر حكم الكفار علينا.

الثاني: إستعمال التقية مع السنة، وإجراء حكم المسلمين عليهم – أي السنة – بسبب كون السلطة بأديهم منذ عهد النبوة.

الثالث: هذا ينسف كل كلام يقوله علماء الشيعة الإمامية عن الوحدة الإسلامية والتقريب مع أهل السنة والجماعة.

أهل السنة شيعة إبليس

وهذه من المضحكات المبكيات، ذكر المجلسي نقلا عن الإحتجاج للطبرسي: "قال جعفر بن محمد الصادق عليهما السلام: علماء شيعتنا مرابطون بالثغر الذي يلي إبليس وعفاريته، يمنعونهم عن الخروج على ضعفاء شيعتنا، وعن أن يتسلط عليهم إبليس وشيعته النواصب، ألا فمن انتصب لذلك من شيعتنا كان أفضل ممن جاهد الروم والترك والخزر ألف ألف مرة لانه يدفع عن أديان محبينا، وذلك يدفع عن أبدانهم".[140]

أهل السنة متبعون لما تلته الشياطين على ملك سليمان

ذكر المجلسي نقلا عن تفسير الإمام: "قوله عزوجل: {ولما جاءهم رسول من عند الله} إلى قوله: {لمثوبة من عند الله خير لو كانوا يعلمون}، قال الامام عليه السلام: قال الصادق عليه السلام: {ولما جاءهم} جاء اليهود ومن يليهم من النواصب، {رسول من عند الله مصدق لما معهم} القرآن مشتملا على فضل محمد وعلي عليهما السلام، وإيجاب ولايتهما وولاية أوليائهما وعداوة أعدائهما {نبذ فريق من الذين اوتوا الكتاب كتاب الله}، اليهود التوراة وكتب أنبياء الله عليهم الصلاة والسلام {وراء ظهورهم} ،تركوا العمل بما فيها وحسدوا محمدا صلى الله عليه وآله على نبوته و عليا على وصيته، وجحدوا ما وقفوا عليه من فضائلهما كأنهم لا يعلمون، وفعلوا فعل من جحد ذلك والرد له فعل من لا يعلم مع علمهم بأنه حق {واتبعوا} هؤلاء اليهود والنواصب {ما تتلو} ما تقرأ {الشياطين على ملك سليمان} وزعموا أن سليمان بذلك السحر والتدبير والنيرنجات نال ما ناله من الملك العظيم فصدوهم به عن سبيل الله".[141]

حال أهل السنة يوم القيامة

حتى حسناتكم يا أهل السنة (سلفيين وصوفية وأشاعرة وأتباع المذاهب الأربعة) تصادر منكم وتعطى لشيعة آل محمد r بزعمهم، وليس هذا فحسب بل يمعن في التنكيل بكم فتضاف سيئات شيعة آل محمد إلى سيئاتكم. وإليكم الدليل:

ذكر المجلسي في رواية طويلة في وصف حال النواصب والشيعة يوم القيامة جاء فيها: "…يقول الله تعالى: قدموا الذين كان لا تقية عليهم من أولياء محمد وعلي، فيقدمون، فيقول الله تعالى: انظروا حسنات عبادي هؤلاء النصاب الذين أخذوا الأنداد من دون محمد وعلي ومن دون خلفائهم فاجعلوها لهؤلاء المؤمنين، لما كان من اغتيالهم بهم بوقيعتهم فيهم، وقصدهم إلى أذاهم، فيفعلون ذلك، فتصير حسنات النواصب لشيعتنا الذين لم تكن عليهم تقية، ثم يقول: انظروا إلى سيئات شيعة محمد وعلي فإن بقيت لهم على هؤلاء النصاب بوقيعتهم فيهم زيادات فاحملوا على أولئك النصاب بقدرها من الذنوب التي لهؤلاء الشيعة، فيفعل ذلك، ثم يقول عزوجل: ائتوا بالشيعة المتقين لخوف الأعداء فافعلوا في حسناتهم وسيئاتهم وحسنات هؤلاء النصاب وسيئاتهم ما فعلتم بالأولين، فيقول النواصب: يا ربنا هؤلاء كانوا معنا في مشاهدنا حاضرين، وبأقاويلنا قائلين، ولمذاهبنا معتقدين، فيقال: كلا والله يا أيها النصاب ما كانوا لمذاهبكم معتقدين، بل كانوا بقلوبهم لكم إلى الله مخالفين، وإن كانوا بأقوالكم قائلين، وبأعمالكم عاملين للتقية منكم معاشر الكافرين، قد أعتددنا لهم بأقاويلهم وأفاعيلهم اعتدادنا بأقاويل المطيعين وأفاعيل المحسنين، إذ كانوا بأمرنا عاملين، قال رسول الله صلى الله عليه وآله: فعند ذلك تعظم حسرات النصاب إذ كانوا رأوا حسناتهم في موازين شيعتنا أهل البيت، ورأوا سيئات شيعتنا على ظهور معاشر النصاب، فذلك قوله عزوجل: " كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم".[142]

الصوفية عند الإمامية نواصب

قال المجلسي في رواية ذكرها جاء فيها: "…ويحك يا إبراهيم إنك قد سألتنى عن المؤمنين من شيعة مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب وعن زهاد الناصبة وعبادهم، من ههنا قال الله عزوجل {وقد منا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا}".[143] ومما قالوه عن الصوفية وإمامهم ذكر المجلسي في البحار ما نصه: " ولا يخفى أن الثوري اللعين الذي هو رئيس الصوفية وإمامهم بخرقه الكتاب أظهر كفره ووغل في الشرك قلبه، وخالف النبي صلى الله عليه وآله في جميع الخصال الثلاث".[144]

----------------------------------------------

[1]) وهذا منتهى التناقض من الشيعة الإمامية، حيث أنهم ينهون أتباعهم عن مناكحتنا ومجالستنا، فكيف احتاجوا إلينا هنا، وإذا كان ذلك كذلك، فما هو حكم من نسلهم من هذه المناكحة، هل يأخذ حكم الشيعي أو الناصبي.

[2]) بحار الأنوار (66/16).

[3]) "السنخ الأصل من كل شيء، والجمع أسناخ سنوخ، سنخ كل شيء أصله". انظر لسان العرب (3/26). 

[4]) من شعر المتنبي لسيف الدولة. انظر يتيمة الدهر (1/239).

[5]) البيت أصله "أأيقاظ أمية"، فحورته من عندي لما يقتضيه المقام.

[6]) البيان والتبيين (1/97).

[7]) (آل عمران:159).

[8]) (النحل:125).

[9]) (فصلت:34).

[10]) بحار الأنوار (32/218).

[11]) المصدر السابق (1/22).

[12]) المصدر السابق (85/264).

[13]) المصدر السابق (18/300).

[14]) سير أعلام النبلاء (7/370).

[15]) تهذيب التهذيب (8/458).

[16]) منهاج السنة النبوية (5/46).

[17]) منهاج السنة النبوية (5/466).

[18]) منهاج السنة النبوية (7/105).

[19]) المصدر السابق (7/257).

[20]) فتاوى ابن تيمية (28/492).

[21]) المصدر السابق (25/301).

[22]) المصدر السابق (25/309).

[23]) طبقات الحنابلة (1/36).

[24]) النصب والنواصب (ص 365) 

[25]) النصب والنواصب (ص 365) 

[26]) المصدر السابق (ص 419).  

[27]) المصدر السابق (ص 399).

[28]) المصدر السابق (ص 317).

[29]) المصدر السابق (ص 328).

[30]) المصدر السابق (ص 284).

[31]) المصدر السابق (ص 268).

[32]) المصدر السابق (ص 294).

[33]) المصدر السابق (ص 308).

[34]) المصدر السابق (ص 337).

[35]) المصدر السابق (ص 328).

[36]) المصدر السابق (ص 457).

[37]) انظر الكافي (8/120).

[38]) بحار الأنوار (38/229).

[39]) النصب والنواصب (ص 459).

[40]) بحار الأنوار (36/33).

[41]) النصب والنواصب (ص 272).

[42]) المصدر السابق (ص 283).

[43]) المصدر السابق (ص 279).

[44]) أنظر بحار الأنوار (10/427).

[45]) أنظر فضائل الصحابة (1/83)، والمحلى (11/286)، والإعتقاد (1/385)، وتاريخ دمشق (30/383).

[46]) أنظر بحار الأنوار (10/377).

[47]) أخرجه الأئمة ابن حنبل في فضائل الصحابة (1/83)، وابن أبي عاصم في السنة 2/575)، والبيهقي في الاعتقاد (ص 358)، وابن حزم في المحلى (11/286)، وابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (30/383).

[48]) تاريخ دمشق (30/383).

[49]) المحلى (11/286).

[50]) تاريخ دمشق (44/365)، وقوله "صجع" كذا في المطبوع، ولم يظهر لي بعد البحث من هو.

[51]) أنظر الجرح والتعديل لابن أبي حاتم (4/234).

[52]) تذكرة الحفاظ (1/53).

[53]) بحار الأنوار (10/420).

[54]) المعجم الكبير (22/177). قال الهيثمي في مجمع الزوائد (6/62): "وفيه عبد الرحمن بن بشير الدمشقي ضعفه أبو حاتم".

[55]) انظر بحار الأنوار (22/246).

[56]) المصدر السابق (17/123).

[57]) بحار الأنوار (18/354). وانظر الكافي للكليني (3/482).

[58]) بحار الأنوار (61/212).

[59]) أنظر الشيعة والتصحيح للدكتور موسى الموسوي (ص 15)، وقد ذكر فيه مقتل أبيه بسبب إصلاحاته لدين الإمامية (ص 7).

[60]) بحار الأنوار (8/369). وانظر الكافي (8/235 رواية 314).

[61]) المصدر السابق (68/147).

[62]) المصدر السابق (66/16).

[63]) بحار الأنوار (2/6).

[64]) الأنوار النعمانية (2/306).

[65]) النصب والنواصب (ص 609 - نقلا عن كتاب أبي القاسم الخوئي المسائل المنتخبة ص 56).

[66]) بحار الأنوار (66/16).

[67]) المصدر السابق (66/16).

[68]) المصدر السابق (68/147).

[69]) المصدر السابق (24/386).

[70]) المصدر السابق (68/244).

[71]) المصدر السابق (23/78).

[72]) المصدر السابق (105/138).

[73]) المصدر السابق (9/175). وأنظر التفسير المنسوب إلى الإمام أبي محمد الحسن بن علي العسكري تحقيق ونشر مدرسة الامام المهدي بقم (ص 152).

[74]) المصدر السابق (9/326). وأنظر تفسير العسكري السابق الذكر (ص 459).

[75]) تفسير فرات (ص 293). وانظر بحار الأنوار (52/373).

[76]) أنظر الكافي (8/227)، وبحار الأنوار (52/375).

[77]) انظر البخاري (كتاب الإيمان ح 25)، ومسلم (كتاب الإيمان ح 22).

[78]) بحار الأنوار (27/231).

[79]) المصدر السابق (68/244).

[80]) انظر تاريخ ابن خلدون (5/536)، والبداية والنهاية (13/214).

[81]) البداية والنهاية (13/215).

[82]) تاريخ ابن خلدون (3/537).

[83]) البداية والنهاية (13/215).

[84]) البداية والنهاية (13/215).

[85]) بحار الأنوار (100/54).

[86]) المصدر السابق (100/55).

[87]) النصب والنواصب (ص 615 نقلا عن العروة الوثقى 2/187).

[88]) بحار الأنوار (7/264).

[89]) المصدر السابق (8/180).

[90]) المصدر السابق (8/369).

[91]) المصدر السابق (27/235).

[92]) انظر الكافي (8/101).

[93]) بحار الأنوار (27/234).

[94]) المصدر السابق (27/234).

[95]) المصدر السابق (102/78).

[96]) المصدر السابق (52/284).

[97]) بحار الأنوار (20/133).

[98]) بحار الأنوار (85/260). 

[99]) انظر البخاري (كتاب بدء الخلق ح3318).

[100]) المصدر السابق (ح 3321).

[101]) بحار الأنوار (37/34).

[102]) المصدر السابق (96/72).

[103]) انظر الكافي (2/23).

[104]) المصدر السابق (4/6).

[105]) انظر الكافي (8/101)، وبحار الأنوار (8/56).

[106]) بحار الأنوار (27/237).

[107]) المصدر السابق (5/287).

[108]) المصدر السابق (27/234).

[109]) المصدر السابق (27/221).

[110]) المصدر السابق (81/47).

[111]) النصب والنواصب (ص 610 نقلا عن كتاب أبي القاسم الخوئي التنقيح (الإجتهاد والتقليد) ص 76).

[112]) بحار الأنوار (105/138).

[113]) المصدر السابق (81/298).

[114]) المصدر السابق (81/355).

[115]) المصدر السابق (81/375).

[116]) المصدر السابق (25/9). انظر الكافي (2/3).

[117]) الكافي (2/4).

[118]) الكافي (8/213).

[119]) المصدر السابق (88/110).

[120]) المصدر السابق (103/378).

[121]) الاستيعاب (4/1784). الإصابة (7/490).

[122]) الاستيعاب (4/1880) وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى (3/112): "كان أهل المدينة يقولون من أراد الشهادة فليتزوج عاتكة بنت زيد كانت عند عبد الله بن أبي بكر فقتل عنها ثم كانت عند عمر بن الخطاب فقتل عنها ثم كانت عند الزبير فقتل عنها".

[123]) انظر الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني (18/68)، ديوان الحماسة (1/460).

[124]) انظر سير أعلام النبلاء (6/255).

[125]) الإصابة (8/293).

[126]) الإصابة في تمييز الصحابة (6/8).

[127]) ذكره نعمة الله الجزائري أحد علماء الشيعة الإمامية في كتابه الأنوار النعمانية (1/63).

[128]) انظر انظر الكافي (5/348 رواية 9545).

[129]) بحار الأنوار (103/378).

[130]) المصدر السابق (103/378).

[131]) المصدر السابق (103/378).

[132]) انظر التهذيب (7/303).

[133]) الكافي (2/379).

[134]) بحار الأنوار (74/219).

[135]) المصدر السابق (74/219).

[136]) المصدر السابق (105/216).

[137]) انظر سنن الترمذي (كتاب البر والصلة ح 1956).

[138]) بحار الأنوار (66/1).

[139]) المصدر السابق (66/16).

[140]) بحار الأنوار (2/5).

[141]) انظر التفسير المنسوب للحسن العسكري (ص 471)، وبحار الأنوار (9/330).

[142]) بحار الأنوار (7/189).

[143]) المصدر السابق (67/103).

[144]) المصدر السابق (27/72).

  • الاثنين PM 03:18
    2021-07-26
  • 1912
Powered by: GateGold