المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 412288
يتصفح الموقع حاليا : 349

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627129672884.jpg

غلو الرافضة في أئمتهم وطعنهم في الصحابة رضي الله عنهم

أولاً: الغلو في الأئمة.

غالى الرافضة في أئمتهم حتى رفعوهم فوق البشر وأطلقوا عليهم من الصفات ما لم يثبت لأحد، بل هي مما اختص به رب العالمين دون سائر المخلوقين.

ومن هذه الصفات التي يطلقونها على أئمتهم ادعاؤهم أنهم يعلمون الغيب، وأنهم لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما كان وما سيكون إلى قيام الساعة.

جاء في "بحار الأنوار": عن الصادق عليه السلام أنه قال: "والله لقد أعطينا علم الأولين والآخرين. فقال له رجل من أصحابه: جعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء، ويحكم وسعوا صدوركم، ولتبصر أعينكم، ولتعي قلوبكم، فنحن حجة الله تعالى في خلقه ولن يسع ذلك إلا صدر كل مؤمن قوي قوته كقوة جبال تهامة إلا بإذن الله، والله لو أردت أن أحصي لكم كل حصاة عليها لأخبرتكم، وما من يوم وليلة إلا والحصى تلد إيلاداً كما يلد هذا الخلق، والله لتتباغضون بعدي حتى يأكل بعضكم بعضاً"([1]).

هذا ما يعتقده الرافضة في أئمتهم فهم يعتقدون أنهم يعلمون الغيب ويعلمون ما في أصلاب الرجال وما في أرحام النساء، ويعلمون ما في السماوات وما في الأرض، ويعلمون ما في الجنة وما في النار.

أما أهل السنة فيعتقدون أنه لا يعلم هذه الأمور إلا الله تعالى، ويرون أن نسبة شيء من هذه العلوم لأحد من المخلوقين خروج بهم عن طبيعتهم البشرية إلى منزلة الربوبية.

ومن مظاهر غلو الرافضة في أئمتهم اعتقادهم أنهم معصومون، وقد نقل إجماعهم على عصمة الأئمة شيخهم المفيد قال: "إن الأئمة القائمين مقام الأنبياء في تنفيذ الأحكام وإقامة الحدود وحفظ الشرائع وتأديب الأنام معصومون كعصمة الأنبياء وأنهم لا يجوز منهم صغيرة إلا ما قدمت ذكر جوازه على الأنبياء، وأنه لا يجوز منهم سهو في شيء من الدين ولا ينسون شيئاً من الأحكام، وعلى هذا مذهب سائر الإمامية إلا من شذ منهم وتعلق بظواهر روايات لها تأويلات على خلاف ظنه الفاسد في هذا الباب"([2]).

وبهذا فهم يرون أن الأئمة لا يجوز عليهم السهو والغفلة وأنهم معصومون كعصمة الأنبياء فلا يصدر منهم من الصغائر إلا ما كان جائزاً على الأنبياء.

ويشارك المعاصرون سلفهم في هذه العقيدة.

يقول الشيخ محمد رضا المظفر: "ونعتقد أن الإمام كالنبي يجب أن يكون معصوماً من جميع الرذائل والفواحش ما ظهر منها وما بطن من سن الطفولة إلى الموت عمداً وسهواً، كما يجب أن يكون معصوماً من السهو والخطأ والنسيان"([3]).

ولم يكتف الرافضة بهذا بل تمادوا في أكثر من ذلك فقد زعموا أن علي بن أبي طالب t كان له من الفضائل ما لم يكن لرسول الله r.

روى الصدوق فيما نسبه إلى النبي r أنه قال: "أعطيت ثلاثاً وعلي مشاركي فيها، وأعطي علي ثلاثة ولم أشاركه فيها فقيل: يا رسول الله: وما الثلاث التي شاركك فيها علي؟ قال: لواء الحمد لي وعلي حامله، والكوثر لي وعلي ساقيه، والجنة والنار لي وعلي قسيمها، وأما الثلاث التي أعطي علي ولم أشاركه فيها فإنه أعطي شجاعة ولم أعط مثله، وأعطي فاطمة الزهراء زوجه ولم أعط مثله، وأعطي الحسن والحسين ولم أعط مثلهما"([4]).

ومما يؤكد اعتقادهم بأفضلية علي على النبي r ما رواه الصدوق في "أماليه" ونسبه ظلماً وبهتاناً للنبي r أنه قال: "علي ابن أبي طالب خير البشر ومن أبى فقد كفر"([5]).

ثانياً: طعنهم في الصحابة وأمهات المؤمنين.

أما موقف الرافضة من الصحابة وأمهات المؤمنين فإنهم يعادونهم ويبغضونهم أشد البغض، ويعتقدون أنهم كفار مرتدون بل يتقربون إلى الله بسبهم ولعنهم ويدعون ذلك من أعظم القربات. وأفضل الأعمال عند الله.

وقد كذبوا على أئمتهم بوضع آلاف الروايات في الطعن في الصحابة وأمهات المؤمنين ورميهم بالفسق والنفاق، بل بالردة بعد النبي r إلا ثلاثة كما دلت على ذلك رواياتهم. أما سبب ارتداد الصحابة بزعمهم فهو بسبب تركهم مبايعة علي رضي الله عنه. روى الكليني عن عبد الرحمن بن كثير عن أبي عبد الله عليه السلام في قوله تعالى: {إن الذين ارتدوا على أدبارهم من بعد ما تبين لهم الهدى}، فلان وفلان([6]) ارتدوا عن الإيمان في ترك ولاية أمير المؤمنين عليه السلام. قلت: قوله تعالى: {ذلك بأنهم قالوا للذين كرهوا ما نزل الله سنطيعكم في بعض الأمر}، قال: نزلت والله فيهما وفي أتباعهما([7]). وأما موقف الرافضة من أمهات المؤمنين فإنهم يعادونهن ويناصبونهن العداء، ويتهمونهن بالفاحشة والعياذ بالله .

أوجه التشابه بين العقيدتين

بعد بيان موقف اليهود من الأنبياء والحاخامات وموقف الرافضة من الصحابة والأئمة يتضح لنا التشابه الكبير بين هذه الموقفين.

فاليهود غالوا في بعض أنبيائهم وحاخاماتهم حتى تجاوزوا بهم منازل المخلوقين إلى مقام رب العالمين، في حين أنهم قدحوا في قسم آخر من الأنبياء والحاخامات وألصقوا بهم كثيراً من الجرائم والفواحش.

وكذلك الرافضة غالوا في أئمتهم وجعلوا لهم منزلة تضاهي منزلة رب العالمين، وقدحوا في صحابة النبي r إلا القليل منهم ونسبوهم إلى الكفر والردة، وتقربوا إلى الله بسبهم ولعنهم وظنوا من جهلهم أن في ذلك أعظم الثواب وأرفع الدرجات.

وهذا التشابه يمكن إبرازه في النقاط التالية:

  • غالى اليهود في موسى عليه السلام حتى زعموا أن الله خاطبه قائلاً: (إنا جعلناك إلهاً لفرعون وهارون أخوك يكون نبيك). وغالى الرافضة في علي بن أبي طالب رضي الله عنه حتى ادعوا فيه الربوبية، قالوا في تفسير قوله تعالى: {أما من ظلم فسوف نعذبه ثم يرد إلى ربه} ، قالوا: يرد إلى أمير المؤمنين.
  • غالى اليهود في النبي دانيال وقالوا: إن اسمه كاسم الله، وإن روح الإله قد حلت فيه، وإن فيه حكمة كحكمة الله وفطنته كفطنة الله. وغالى الرافضة في أئمتهم حتى أطلقوا عليهم أسماء الله الحسنى ووصفوهم بصفات الله العليا، وكذبوا على الأئمة أنهم قالوا: نحن الأسماء الحسنى، نحن منبت الرحمة ومعدة الحكمة ومصابيح العلم.
  • يدعي اليهود أن بعض أنبيائهم يعلمون الغيب، كزعمهم أن دانيال كان يعلم متى ينزل المطر، ويدعي الرافضة أن أئمتهم يعلمون الغيب وأنه لا يخفى عليهم شيء في السماوات ولا في الأرض، وأنهم يعلمون ما في أصلاب الرجال، وما في أرحام النساء، ويعلمون ما في الجنة والنار.
  • يدعي اليهود أن حاخاماتهم أفضل من الأنبياء، قالوا: أقوال الحاخامات أفضل من أقوال الأنبياء" وقالوا: "التفت إلى أقوال الحاخامات أكثر من التفاتك إلى شريعة موسى". ويدعي الرافضة أن أئمتهم أفضل من الأنبياء. قال الخميني عن الأئمة: "ولهم مع الرب مرتبة لا يدانيها ملك مقرب ولا نبي مرسل".
  • يعتقد اليهود في أنبيائهم وحاخاماتهم أنهم يستطيعون إرجاع الحياة للموات من الإنسان والحيوان. ويعتقد الرافضة في أئمتهم ذلك.
  • يعتقد اليهود عصمة حاخاماتهم وأن الله جعلهم معصومين من الخطأ والنسيان ويعتقد الرافضة عصمة أئمتهم وأنه لا يجوز عليهم سهو ولا غفلة ولا خطأ ولا نسيان.
  • قالت اليهود: من جادل حاخاماته فكأنما جادل العزة الإلهية، وقالت الرافضة: الراد على الأئمة كالراد على الله تعالى.

تقديس اليهود لأنفسهم

يدعي اليهود أن الله تعالى اصطفاهم وفضلهم على سائر الناس، وميزهم عن باقي شعوب الأرض بأن جعلهم شعبه المختار.

جاء في سفر التثنية: "ثم كلم موسى والكهنة اللاويون جميع إسرائيل قائلين: أنصت واسمع يا إسرائيل اليوم صرت شعباً للرب إلهك"([8]).

وفي سفر التثنية: "لأنك أنت شعب مقدس للرب إلهك، إياك قد اختار الرب إلهك لتكون له شعباً أخص من جميع الشعوب الذين على وجه الأرض"([9]).

وفي مخاطبة الله تعالى لبني إسرائيل: "فالآن إن سمعتم صوتي وحفظتم عهدي تكونون لي خاصة من بين جميع الشعوب، فإن لي كل الأرض وأنتم تكونون لي مملكة كهنة وأمة مقدسة"([10]).

هذا ما يعتقده اليهود في أنفسهم أنهم شعب الله المختار وأن الله تعالى اصطفاهم وميزهم عن باقي الشعوب وجعلهم خاصته من بين كل الأمم.

ومن هنا نشأت فكرة تقديس اليهود لنفسهم فأخذوا يدعون لهذه العقيدة في صور متعددة عن طريق تلك النصوص الكثيرة التي جاءت مبثوثة في كتبهم المقدسة. مدعين بتميزهم عن غيرهم من البشر في كل شيء، حتى في أصل خلقهم الأول، ومن ذلك زعمهم أنهم أبناء الله وأحباؤه وأن أرواحهم جزء من روحه، تعالى الله عن ذلك علواً كبيراً.

تقديس الرافضة لأنفسهم

يدعي الرافضة كما ادعى اليهود من قبلهم أنهم خاصة الله تعالى وصفوته، وأن الله تعالى اختارهم من بين كل الناس، ميزهم عن غيرهم بكثير من المزايا، ابتداءً من خلق أرواحهم التي يزعمون أن الله خلقها من نور عظمته، وانتهاء بإدخالهم الجنة وخلودهم فيها متنعمين بما أعده الله لهم من النعيم المقيم.

ومن هذه المزاعم زعمهم أن الله تعالى خلق أرواحهم من طينة غير الطينة التي خلق منها باقي البشر، وأن أصل طينتهم مخلوقة من نور الله تعالى، أو من طينة مكنونة تحت العرش، كما صرحت بذلك رواياتهم الواردة في كتبهم المعتبرة.

جاء في "بصائر الدرجات" عن أبي عبد الله أنه قال: "إن الله جعل لنا شيعة فجعلهم من نوره وصبغهم في رحمته، وأخذ ميثاقهم لنا بالولاية على معرفته يوم عرفهم نفسه، فهو المتقبل من محسنهم والمتجاوز عن مسيئهم ومن لم يلق الله بما هم عليه لم يتقبل الله منه حسنة ولم يتجاوز عن سيئة"([11]).

ويروي الكليني عن أبي عبد الله أنه قال: "إن الله خلقنا من نور عظمته، ثم صور خلقنا من طينة مخزونة مكنونة من تحت العرش، فأسكن ذلك النور فيه، فكنا نحن خلقاً وبشراً نورانيين لم يجعل لأحد في مثل الذي خلقنا منه نصيباً، وخلق أرواح شيعتنا من طينتنا وأبدانهم من طينة مخزونة مكنونة أسف من ذلك الطينة ولم يجعل لأحد في مثل الذي خلقهم منه نصيباً إلا للأنبياء، ولذلك صرنا نحن وهم الناس، وسائر الناس همج للنار وإلى النار"([12]).

فالرافضة على ما دلت عليه هذه الروايات تميزوا عن البشر بأصل خلقهم ومادة طينتهم، التي يزعمون أنها مخلوقة من نور عظمة الله تعالى، لهذا هم لا يزيدون ولا ينقصون وهم معروفون عن الأئمة وأسماؤهم مكتوبة عندهم لا يدخل معهم أحد من غيرهم.وفي الحقيقة أن كذب هؤلاء ليس له نهاية ويوجد في كتبهم من أمثال هذه الروايات الكثير.

أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تقديسهم لنفسهم

فيما يلي أهم أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في هذه العقيدة:

  • يدعي اليهود أنهم شعب الله المختار، وأنهم خاصة الله من بين كل الشعوب وأمته المقدسة. ويدعي الرافضة أنهم شيعة الله وأنصار الله، وأنهم خاصة الله وصفوته من خلقه.
  • يدعي اليهود أنهم أحباء الله، ويدعي الرافضة ذلك.
  • يزعم اليهود أن الله سخط على كل الأمم ما عدا اليهود، ويزعم الرافضة أن الله تعالى سخط على كل الناس إلا الشيعة، وأن النبي r مات وهو ساخط على أمته إلا الشيعة.
  • يزعم اليهود أن أرواحهم مخلوقة من الله تعالى وليس ذلك لأحد غيرهم، ويزعم الرافضة أن أرواحهم مخلوقة من نور الله تعالى ولم يجعل الله ذلك لأحد غيرهم إلا للأنبياء.
  • يعتقد اليهود أنه لا يجوز لغير اليهودي أن يدخل معهم، ويعتقد الرافضة أنه لا يجوز لأحد من غير طائفتهم أن يدخل معهم إلى يوم القيامة.
  • يعتقد اليهود أنه لولا اليهود لم يخلق الله هذا الكون ولولاهم لانعدمت البركة من الأرض، ويزعم الرافضة أنه لولا الرافضة لم يخلق الله هذا الكون ولولاهم ما أنعم الله على أهل الأرض.

وغير ذلك من خرافات الطرفين .

تكفير اليهود لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم

يقسم اليهود الناس إلى قسمين:

يهود، وأمميون، والأمميون هم كل من ليسوا بيهود.

ويعتقد اليهود أنهم هم المؤمنون فقط، أما الأمميون فهم عندهم كفرة وثنيون لا يعرفون الله تعالى.

جاء في التلمود: "كل الشعوب ما عدا اليهود وثنيون وتعاليم الحاخامات مطابقة لذلك".

وفي نص آخر من التلمود: "المسيحيون الذين يتبعون أضاليل يسوع وثنيون ويلزم معاملتهم كمعاملة باقي الوثنيين ولو أنه يوجد فرق بين تعاليمهم".

وحتى المسيح عليه السلام لم يسلم من تكفيرهم، فقد جاء في التلمود وصفهم المسيح عليه السلام بأنه "كافر لا يعرف الله".

وفي موضع آخر من التلمود: "إن المسيح كان ساحراً ووثنياً فينتج أن المسيحيين وثنيون أيضاً مثله"([13]).

فهذا هو معتقدهم في كل من خالفهم أنهم كفار ووثنيون وحتى أنبياء الله تعالى الذين أرسلهم الله إليهم لدعوتهم للتوحيد وعبادة الله وحده لا شريك له هم عندهم كفار لأنهم لم يوافقوهم على عقائدهم الفاسدة.

تكفير الرافضة لغيرهم واستباحة دمائهم وأموالهم

يعتقد الرافضة أنهم هم المؤمنون فقط وأن ما عداهم من المسلمين كفار مرتدون ليس لهم في الإسلام نصيب.

أما سبب تكفير الرافضة للمسلمين فلأنهم لم يأتوا "بالولاية" والتي يعتقد الرافضة أنها ركن من أركان الإسلام، فكل من لم يأت بالولاية فهو كافر عند الرافضة كالذي ترك الصلاة أو منع الزكاة، بل إن الولاية مقدمة عندهم على سائر أركان الإسلام.

ويعنون بالولاية ولاية علي بن أبي طالب رضي الله عنه والأئمة من بعده، وهذه الولاية لا تحصل عندهم إلا بالغلو في الأئمة حتى إنزالهم منزلة الربوبية والبراءة من الصحابة رضوان الله عليهم، واعتقاد أنهم كفار مرتدون إلا القليل منهم. ومن لم يتبرأ من الصحابة وخاصة الخلفاء الراشدين السابقين لعلي رضي الله عنه في الخلافة فإنه لم يأت بولاية علي رضي الله عنه التي هي ركن من أركان الإسلام عند الرافضة.  ولما كانت جميع الفرق الإسلامية لا توافق الرافضة على هذه العقيدة الفاسدة حكم الرافضة بكفر جميع هذه الفرق وأخرجوهم من الإسلام واستباحوا دماءهم وأموالهم.

هذا هو السبب الذي يكفر الرافضة من أجله المسلمين لعدم إشراكهم برب العالمين ولعدم براءتهم من خيار أصحاب النبي r وخلفائه الراشدين وزوجاته أمهات المؤمنين فأي ضلال أعظم من هذا الضلال وأي خذلان أكبر من هذا الخذلان؟. وقد دل على تكفير الرافضة لغيرهم من المسلمين روايات كثيرة جاءت في أهم الكتب عندهم وأوثقها، نذكر على سبيل المثال لا الحصر منها:

روى البرقي عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "ما أحد على ملة إبراهيم إلا نحن وشيعتنا وسائر الناس منها براء"([14]).

وروى الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال لبعض أتباعه: "أما والله إنكم لعلى الحق وإن من خالفكم لعلى غير الحق"([15]).

وروى المجلسي في البحار بسنده عن ابن فرقد قال : قلت : لأبي عبد الله عليه السلام ما تقول في قتل الناصب – السني - ؟ قال : حلال الدم ؛ فإن قدرت أن تقلب عليه حائطا أو تغرقه في ماء لكي لا يشهد به عليك فافعل قلت : فما ترى في ماله ؟ قال : توه ما قدرت عليه ([16]).

أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في تكفيرهم للمخالفين

واستباحة دمائهم وأموالهم

يتفق اليهود والرافضة في هذه العقيدة اتفاقاً كبيراً فكل من اليهود والرافضة يكفرون من عداهم ويستبيحون دماءهم وأموالهم ويرون أنه ليس لغيرهم من الناس أي حرمة كما دلت عليه النصوص السابقة، وهذا التوافق يمكن إبرازه في النقاط التالية:

  • يكفر اليهود كل من عداهم ويعتقدون أنهم وثنيون ليسوا على دين صحيح، جاء في "التلمود": "كل الشعوب ما عدا اليهود وثنيون وتعاليم الحاخامات مطابقة لذلك". ويكفر الرافضة كل من عداهم ويزعمون أنه ليس على ملة الإسلام أحد غيرهم. رووا عن أئمتهم "ما أحد على فطرة الإسلام غيرنا وغير شيعتنا وسائر الناس من ذلك براء".
  • يزعم اليهود أن كل الناس ما عداهم سيدخلون النار ويكونون خالدين مخلدين فيها. جاء في "التلمود": "النعيم مأوى أرواح اليهود ولا يدخل الجنة إلا اليهود، أما الجحيم فمأوى الكفار من المسيحيين والمسلمين ولا نصيب لهم فيها سوى البكاء لما فيه من الظلام والعفونة". ويزعم الرافضة أن كل الناس ما عداهم وأئمتهم سيدخلون النار. رووا عن أئمتهم أنهم قالوا: "صرنا نحن وهم "أي الرافضة" الناس وسائر الناس همج للنار وإلى النار".
  • يستبيح اليهود دماء مخالفيهم، جاء في "التلمود": "حتى أفضل الغويم- أي غير اليهودي - يجب قتله". ويستبيح الرافضة دماء مخالفيهم. جاء في كتبهم أن أبا عبد الله سئل عن قتل الناصب فقال: "حلال الدم والمال".
  • يستعمل اليهود الغدر والاحتيال لقتل مخالفيهم، جاء في التلمود: "محرم على اليهودي أن ينجي أحداً من الأجانب من هلاك أو يخرجه من حفر يقع فيها بل عليه أن يسدها بحجر". وكذلك الرافضة يستعملون الطرق نفسها للتخلص من مخالفيهم، رووا أن أبا عبد الله سئل عن قتل الناصب فقال: "حلال الدم والمال ، فإن قدرت أن تقلب عليه حائطاً أو تغرقه في ماء لكيلا لا يشهد به عليك فافعل".
  • يستبيح اليهود أموال مخالفيهم ويأمرون أتباعهم بأخذها بأي وسيلة .وكذلك الرافضة يستبيحون أموال المسلمين ويحثون أتباعهم على أخذها أينما وجدت.
  • يحرم اليهود التعامل بالربا فيما بينهم ويجيزونها من غيرهم , وكذلك الرافضة يحرمون التعامل بالربا فيما بينهم ويجيزون أخذ الربا من أهل الذمة وأهل السنة. جاء في كتبهم : ليس بين الشيعي والذمي ولا بين الشيعي والناصب ربا.

احتقار اليهود لغيرهم من الناس

    يعتقد اليهود أنهم شعب الله المختار وأن العنصر اليهودي يفوق كل عنصر بشري آخر , وأنهم معتبرون عند الله أفضل من الملائكة, وهم في ذلك يرون أن غيرهم من الشعوب لا يصلون إلى درجة الإنسانية وإنما هم في الحقيقة حيوانات منحهم الله الصورة البشرية لخدمة أسيادهم اليهود.

جاء في التلمود : تتميز أرواح اليهود عن باقي الأرواح بأنها جزء من الله, كما أن الابن جزء من والده , وأرواح اليهود عزيزة عند الله بالنسبة لباقي الأرواح لأن الأرواح غير اليهودية هي أرواح شيطانية وشبيهة بأرواح الحيوانات([17]).

ويقول أحد كتبة التلمود : أيها اليهود إنكم من البشر لأن أرواحكم مصدرها من الله , وأما باقي الأمم فليست كذلك  أرواحهم مصدرها الروح النجسة([18]).

احتقار الرافضة لغيرهم من الناس

ينظر الرافضة إلى غيرهم من الناس نظرة احتقار ومهانة ومن ذلك:

  • اعتقادهم أن الله خلق مخالفيهم من طينة غير طينتهم وأن هؤلاء المخالفين خلقوا من النار.
  • روى المجلسي في البحار عن أبي عبد الله أنه قال: إن الله خلق المؤمن من طينة الجنة وخلق الناصب من طينة النار ([19]).
  • اعتقادهم نجاسة المخالفين لهم.
  • يقول الخميني: وأما النواصب والخوارج – لعنهما الله – فهما نجسان من غير توقف([20]).
  • إطلاقهم أسماء الحيوانات على مخالفيهم وتفضيل الحيوانات عليهم.
  • رميهم من خالفهم بأنهم أبناء زنا. فقد رووا عن أبي جعفر أنه قال: إن الناس كلهم أولاد بغايا ما خلا شيعتنا ([21]).

 

أوجه التشابه بين اليهود والرافضة في احتقار كل منهما لمخالفيهم

 من أوجه هذا التشابه :

  • يعتقد كل من اليهود والرافضة بتميز مادة خلقهم عن غيرهم من الناس فيدعي اليهود أن أرواحهم مصدرها من روح الله , ومصدر أرواح غيرهم الروح النجسة .
  • ويدعي الرافضة أن أصل طينتهم من الجنة وأصل طينة عدوهم من النار.
  • يعتقد كل من اليهود والرافضة نجاسة مخالفيهم.
  • يفضل اليهود الكلاب على الأجانب، جاء في التلمود أن الكلب أفضل من الأجانب. ويفضل الرافضة الكلب على أهل السنة , جاء في رواياتهم : أن الناصب أهون على الله من الكلب.

النفاق عند اليهود

النفاق خلق يهودي، وصفة من صفات وجودهم، وسمة من سمات تاريخهم، وقد أخبر الله تعالى في كتابه العزيز عن بعض صور النفاق التي كان يمارسها اليهود مع المسلمين في عهد الرسول r.

قال تعالى: {وَإِذَا لَقُوكُمْ قَالُواْ آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْاْ عَضُّواْ عَلَيْكُمُ الأَنَامِلَ مِنَ الْغَيْظِ}. فالله تعالى – وهو أعلم بنفسيات اليهود – يسجل عليهم هذا الخلق في أكثر من موضع من القرآن ويفضحهم، ليكون المسلمون على حذر من أساليب اليهود في النفاق والخداع.

وفي الحقيقة أن المرء لتأخذه الدهشة، ويذهب به العجب كل مذهب كيف أشربت قلوب هؤلاء النفاق حتى أنه ليكاد يكون صفة خلقية ملازمة لهم في كل عصر ومصر. ولكن ما إن يرجع المرء إلى كتب اليهود – وبالأخص كتاب التلمود – حتى يجد تفسير تأصيل ذلك الخلق عند اليهود.

فواضعوا التلمود قد زرعوا النفاق  في نفوس اليهود، وصبغوه بصبغة دينية شرعية وجعلوه واجباً شرعياً ووسيلة من وسائلهم في تحقيق أغراضهم.

جاء ضمن تعاليم التلمود: "مصرح لليهودي أن يجامل الأجنبي ظاهراً ليتقي شره على أن يضمر له الشر والأذى"([22]).

ويقول أحد كتبة التلمود، ويدعى الحاخام "بشاي": "إن النفاق جائز، وإن الإنسان – أي اليهودي – يمكنه أن يكون مؤدباً مع الكافر ويدعي محبته كاذباً، إذا خاف وصول الأذى منه إليه"([23]).

هكذا يبيح حاخامات اليهود لأتباعهم النفاق ويرون أنه جائز مع غير اليهود، وإنما يكون النفاق جائزاً عندهم في حالة الضرورة، كأن يخشى اليهودي على نفسه، أما إذا أمن اليهودي على نفسه من اعتداء الآخرين، فيحرم عليه مجاملة الأجنبي بل يتحتم عليه إظهار عداوته وبغضه.

يقول الحاخام "أكيبا": "يلزم اليهودي أن لا يجاهر بقصده الحقيقي حتى لا يضيع اعتبار الدين أمام أعين باقي الأمم"([24]).

فالنفاق ضرورة دينية عند اليهود، إذا كان من أجل مصلحة الديانة اليهودية، ثم إن هؤلاء الحاخامات لما قرروا مشروعية النفاق والخداع في دينهم وجعلوه واجباً دينياً عند خوف اليهودي على نفسه أو دينه، وضعوا الأساليب التي ينبغي لليهودي أن يسلكها في نفاقه وخداعه للمخالفين.

التقية عند الرافضة

من العقائد التي تخالف فيها الرافضة الفرق الإسلامية "عقيدة التقية"، وتحتل التقية في دين الرافضة منزلة عظيمة، ومكانة رفيعة، دلت عليها روايات عديدة جاءت بها أمهات الكتب عندهم. فقد روى الكليني وغيره عن جعفر الصادق أنه قال: "التقية ديني ودين آبائي ولا إيمان لمن لا تقية له"([25]). وعن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "إن تسعة أعشار الدين في التقية، ولا دين لمن لا تقية له، والتقية في كل شيء إلا في النبيذ والمسح على الخفين"([26]).

وفي "المحاسن" عن حبيب بن بشير عن أبي عبد الله أنه قال: "لا والله ما على الأرض شيء أحب إليّ من التقية، يا حبيب إنه من كانت له تقية رفعه الله، يا حبيب من لم يكن له تقية وضعه الله"([27]).

فدلت هذه الروايات على مكانة التقية عندهم، ومنزلتها العظيمة في دينهم، إذ التقية عند الرافضة من أهم أصول الدين، فلا إيمان لمن لا تقية له، والتارك للتقية كالتارك للصلاة، بل إن التقية عندهم أفضل من سائر أركان الإسلام، فالتقية تمثل تسعة أعشار الدين عندهم وسائر أركان الإسلام وفرائضه تمثل العشر الباقي.

أوجه التشابه بين استعمال اليهود للنفاق والرافضة للتقية مع مخالفيهم

يتفق اليهود والشيعة في هذين المنهجين في جوانب عديدة سواء من حيث الأسباب والدوافع أو من حيث الطرق والأساليب, أما الدوافع والأسباب فنحصرها في سببين:

  • أن كلا من اليهود والرافضة ضربت عليهم الذلة والمسكنة فكانوا على مر العصور والأزمان يتقلبون في الذلة والمسكنة والهوان قال تعالى مخبرا عن اليهود: {ضربت عليهم الذلة والمسكنة وباءوا بغضب من الله} . وكذلك الرافضة قال محمد رضا المظفر: ومن المعلوم أن الإمامية وأئمتهم لاقوا من ضروب وصنوف الضيق على حرياتهم في جميع العهود ما لم تلقه أية طائفة أو أمة أخرى([28]) .
  • من الأسباب التي جعلت اليهود والشيعة يلتزمون مبدأ النفاق والتقية فساد العقائد اليهودية والشيعية , فاطلاع الناس على هذه العقائد خطر عليهم وعلى دينهم لما فيها من فساد كبير تأباه الشرائع الصحيحة والفطر والعقول السليمة. يقول أحد حاخامات اليهود : يلزم اليهودي أن لا يجاهر بقصده الحقيقي حتى لا يضيع اعتبار الدين أمام أعين باقي الأمم([29]). والشيعة يروون عن أحد أئمتهم أنه قال : اتقوا على دينكم فاحجبوه بالتقية, فإنه لا إيمان لمن لا تقية له ([30]).

وكذلك يتفق اليهود والشيعة في أساليبهم التي يتبعونها مع المخالفين في النفاق والتقية ومن هذه الأساليب :

  • إظهار كل من اليهود والشيعة المحبة والمودة لمخالفيهم في حين أنهم يضمرون لهم البغض والكراهة.
  • من الأساليب التي يتبعها اليهود والشيعة إظهار مجاملة مخالفيهم وذلك بمشاركتهم أفراحهم وأتراحهم كحضور أعيادهم وزيارة مرضاهم وشهود جنائزهم .
  • يجيز اليهود -ضمن وسائلهم في النفاق مع مخالفيهم- الحلف بالله كاذبين وذلك لخداع غيرهم من الناس , وكذلك الشيعة يرون أنه لا يحنث الشيعي إذا حلف يمينا كاذبة للتقية .
  • يتظاهر اليهود باعتناق الأديان الأخرى نفاقا وخداعا لأصحابها وكذلك الشيعة يتظاهرون بموافقة مخالفيهم تقية ونفاقا .

 وفي الختام هذا مايسر الله سبحانه وتعالى من تهذيب كتاب "بذل المجهود في إثبات مشابهة الرافضة لليهود"  نسأل الله سبحانه وتعالى أن نكون قد وفقنا لاختصاره, والحمد لله الذي بنعمه تتم الصالحات.

 

  • المجلسي: "بحار الأنوار" (26/27، 28).
  • "أوائل المقالات" (71، 72).
  • المظفر: "عقائد الإمامية" (104).
  • بواسطة إحسان إلهي ظهير، "الشيعة وأهل البيت" (ص191)، من الحاشية.
  • "أمالي الصدوق" (71).
  • بين شارح "الكافي" أن المراد من فلان وفلان أبو بكر وعمر وعثمان. انظر: "الشيعة والسنة" إحسان إلهي ظهير (ص42).
  • "أصول الكافي" (1/420).
  • الإصحاح السابع والعشرون فقرة (9).
  • الإصحاح السابع فقرة (6).
  • سفر الخروج الإصحاح التاسع عشر فقرتا (5، 6).
  • الصفار "بصائر الدرجات" (ص7)، والمجلسي: "بحار الأنوار" (67/74).
  • "أصول الكافي" (1/389)، والمجلسي في "البحار" (25/12).
  • انظر هذه النصوص في "الكنز المرصود" لروهلنج (99-100).
  • "المحاسن" (ص147).
  • "روضة الكافي" (8/145).
  • "بحار الأنوار " (27|231)
  • "إسرائل والتلمود " (ص67)
  • "الكنز المرصود " (ص68)
  • "بحار الأنوار " (25|9)
  • "تحرير الوسيلة " (1|107)
  • " روضة الكافي " (8|285)
  • عبد الله التل "جذور البلاء" (ص80).
  • روهلنج: "الكنز المرصود" (ص70).
  • المصدر السابق (ص75).
  • "أصول الكافي" (2/219)، والبرقي: "المحاسن" (ص255).
  • "أصول الكافي" (2/217).
  • البرقي: (ص257).
  • "عقائد الإمامية "(ص123)
  • "الكنز المرصود " (ص75)
  • "أصول الكافي " (2|218)
  • من كتاب عبد الله بن سبأ وإمامة علي بن أبي طالب رضي الله عنه .

  • السبت PM 03:27
    2021-07-24
  • 2050
Powered by: GateGold