المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 413776
يتصفح الموقع حاليا : 215

البحث

البحث

عرض المادة

upload/upload1627127903244.jpg

طعون الشيعة - الجزء الثاني

طعونهم في فاطمة رضي الله عنها

وأهانوا ابنة رسول الله أم الحسن والحسين، زوجة علي، فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، ونسبوا إليها أشياء لم يتصور صدورها من أية امرأة مؤمنة مسلمة، دون أن تصدر من بضعة الرسول وسيدة نساء أهل الجنة، ومنها أنهم قالوا: إنها كانت دائمة الغضب على ابن عم الرسول ورضي الله عنه، وكانت تعترض عليه وتشكوه إلى أبيها في أشياء كثيرة، صغيرة وتافهة وحتى على أمور الخير، كما يروي محدثهم ابن الفتال النيسابوري: أن رسول الله غرس لعليّ حديقة، فباعها علي، وقسم كل ما أخذ منها إلى فقراء المدينة ومساكينها حتى لم يبق درهم واحد. فلما أتى المنزل قالت له فاطمة عليها السلام: يا ابن عم! بعت الحائط الذى غرسه والدي؟ قال: نعم! بخير منه عاجلاً أو آجلاً، قالت: فأين الثمن؟ قال: دفعته إلى أعين استحييت أن أذلها بذل المسألة، قالت فاطمة: أنا جائعة، وابناي جائعان، ولا شك أنك مثلنا في الجوع، لم يكن منه لنا درهم، وأخذت بطرف ثوب علي (ع) فقال علي: يا فاطمة! خلني، فقالت: لا والله! أو يحكم بيني وبينك أبي، فهبط جبريل على رسول الله فقال: يا محمد! الله يقرؤك السلام ويقول: اقرأ علياً مني السلام، وقل لفاطمة: ليس لك أن تضربي على يديه([1]).

وكذلك ما نسبوا إليها أنها تقدمت إلى أبي بكر وعمر بقضية فدك، وتشاجرت معهم، وتكلمت في وسط الناس، وصاحت، وجمع لها الناس([2]). ومرة "أخذت بتلابيب عمر، فجذبته إليها([3]).

وأيضاً هددت أبا بكر: لئن لم تكف عن عليّ لأنشرن شعري ولأشقن جيبي([4]).

فهل كانت عرمة حتى تفعل هذا؟ وأنها دخلت مع الخلفاء في المعارك حتى أحرق بيتها وضربت ووجع به جنبها، وكسر ضلعها، وألقت جنينها من بطنها - عياذاً بالله من هذه الخرافات – وماتت في مثل هذه الظروف ونتيجة هذه الصدمات([5]). هذا ومثل هذا كثير.

طعنهم في إبراهيم بن النبي

فقد رووا رواية باطلة  فيها تصغير لشأن ابن النبي، وتحقيره إياه مقابل حفيده من فاطمة رضي الله عنهم أجمعين، وخلاصة ما قالوا: إن رسول الله كان جالساً وعلى فخذه الأيسر إبراهيم ولده، وعن يمينه حسين حفيده، وكان يقبل هذا تارة وذاك تارة أخرى، فنظر جبريل وقال: إن ربك أرسلني وسلم عليك، وقال: لا يجتمع هذان في وقت واحد، فاختر أحدهما على الآخر، وافد الثاني عليه، فنظر رسول الله إلى إبراهيم وبكى، ونظر إلى سيد الشهداء - انظر إلى التعبير الرقيق، والموازنة بين ابن علي وابن نبي - وبكى، ثم قال: إن إبراهيم أمه مارية، فإن مات لا يحزن أحد عليه غيري، وأما الحسن فأمه فاطمة وأبوه علي فإنه ابن عمي وبمنزلة روحي، وإنه لحمي ودمي، فإن مات ابنه يحزن وتحزن فاطمة، فخاطب جبريل وقال: يا جبريل! أفديت إبراهيم الحسين، ورضيت بموته كي يبقى الحسين ويحيى([6]).

طعونهم في بنات النبي رضي الله عنهن

وأهانوا بنات النبي الثلاثة حيث نفوا عنهن أبويته([7])، وقالوا: إن النبي لم ينجبهن، بل كن ربيبات.

فيذكر حسن الأمين الشيعي: ذكر المؤرخون أن للنبي أربع بنات، ولدى التحقيق في النصوص التاريخية لم نجد دليلاً على ثبوت بنوة غير الزهراء (ع) منهن، بل الظاهر أن البنات الأخريات كن بنات خديجة من زوجها الأول قبل محمد ([8]).

طعونهم في الحسن بن علي

وأما الحسن فلم يهن أحد مثل ما أهين هو من قبل الشيعة، فإنهم بعد وفاة أبيه علي جعلوه خليفته وإماماً لهم، ولكنهم لم يلبثـوا إلا يسيراً حتى خذلوه مثل ما خذلوا أباه، وخانوه أكثر مما خانوا علياً.

يقول المؤرخ الشيعي اليعقوبي: وأقام الحسن بعد أبيه شهرين، وقيل: أربعة أشهر، ووجه بعبيد الله بن عباس في اثني عشر ألفاً لقتال معاوية  فأرسل معاوية إلى عبيد الله بن عباس فجعل له ألف ألـف درهم، فسار إليه في ثمانيـة آلاف من أصحابه  ووجه معاويـة إلى الحسن، المغيرة بن شعبة وعبد الله بن شعبة وعبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن أم الحكم، وأتوه وهـو بالمدائن نازل في مضاربه، ثم خرجـوا من عنده وهو يقولون ويسمعون الناس: إن الله قد حقن بابن رسول الله الدماء، وسكن به الفتنة، وأجاب إلى الصلح، فاضطرب العسكر ولم يشك الناس في صدقهم، فوثبوا بالحسن، فانتهبوا مضاربه وما فيها.

وقد قال المسعودي الشيعي في كتابه: أن الحسن لما خطب بعد اتفاقه مع معاوية قال: يا أهل الكوفة! لو لم تذهل نفسي عنكم إلا لثلاث خصال لذهلت: مقتلكم  لأبي، وسلبكم ثقلي، وطعنكم في بطني، وإنى قد بايعت معاوية فاسمعوا وأطيعوا. وقد كان أهل الكوفة انتهبوا سرداق الحسن ورحله وطعنوا بالخنجر في جوفه، فلما تيقن ما نزل به انقاد إلى الصلح([9]).

وأهانوه إلى أن شدوا على فسطاطه وانتهبوه حتى أخذوا مصلاه من تحته، ثم شد عليه عبد الرحمن بن عبد الله الجعال الأزدي، فنزع مطرفة عن عاتقه، فبقى جالساً متقلداً السيف بغير رداء([10]).

وطعنه رجل من بني أسد الجراح بن سنان في فخذه، فشقه حتى بلغ العظم …. وحمل الحسن على سرير إلى المدائن … واشتغل بمعالجة جرحه، وكتب جماعة من رؤساء القبائل إلى معاوية بالطاعة سراً، واستحثوه على سرعة المسير نحوهم، وضمنوا له تسليم الحسن إليه عند دنوهم من عسكره أو الفتك به، … فازدادت بصيرة الحسن عليه السلام بخذلانهم له، وفساد نيات المحكمة فيه وما أظهروه له من سبه وتكفيره، واستحلال دمه، ونهب أمواله([11]).

هذا وكانوا يهينونه بلسانهم كما كانوا يؤذونه بأيديهم، ولقد ذكر الكشي عن أبي جعفر أنه قال: جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له سفيان بن أبي ليلى وهو على راحلة له، فدخل على الحسن عليه السلام وهو محتب في فناء داره، فقال له: السلام عليك يا مذل المؤمنين! قال وما علمك بذلك؟ قال: عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذه الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله([12]).

ثم بين الحسن وأوضح ما فعلت به شيعته وشيعة أبيه وما قدمت إليه من الإساءات والإهانات، وأظهر القول وجهر به فقال: أرى والله معاوية خير إلي من هؤلاء يزعمون أنهم لي شيعة، ابتغوا قتلي، وأخذوا مالي. والله! لأن آخذ من معاوية عهداً أحقن به دمي وآمن به في أهلي خير من أن يقتلوني فيضيع أهل بيتي وأهلي، والله: لو قاتلت معاوية لأخذوا بعنقي حتى يدفعوا بي إليه سلماً. والله لئن أسالمه وأنا عزيز خير من أن يقتلني وأنا أسير([13]).

وأهانوه حيث قطعوا الإمامة من عقبه وأولاده، بل افتوا بكفر كل من يدعي الإمامة من ولده بعده.

طعنهم في الحسين بن علي رضي الله عنه

وأما الحسين فلم يكن أسعد من أخيه وأمه وأبيه حظاً مع إظهار مغالاة القوم ومبالغتهم في حبه وولائه، فأهانوه وأرضاه قولاً وفعلاً، فقالوا: إن أمه فاطمة رضي الله عنها بنت رسول الله r كرهت حمله، وردت بشارة ولادته عدة مرات كما لم يكن رسول الله r يريد أن يقبل بشارة ولادته، ووضعته فاطمة كرهاً، ولكراهة أمه لم يرضع الحسين من فاطمة رضي الله عنهما. وهذه الروايات من أهم كتب الحديث عند القوم  وأصحها مثل البخاري عند السنة، فيروي الكليني عن جعفر أنه قال: جاء جبريل إلى رسول الله r فقال: إن فاطمة عليها السلام ستلد غلاماً تقتله أمتك من بعدك، فلما حملت فاطمة بالحسين عليه السلام كرهت حمله، وحين وضعته كرهت وضعه، ثم قال أبو عبد الله عليه السلام: لم تر في الدنيا أم تلد غلاماً تكره، ولكنها كرهته لما علمت أنه سيقتل، قال: وفيه نزلت هذه الآية : ]ووصينا الإنسان بوالديه حسناً حملته أمه كرهاً ووضعته كرهاً[([14]). هذا وعاملوه معاملتهم أخيه وأبيه من قبل، فلقد ذكر جميع مؤرخي الشيعة أن أهل الكوفة، التي كان مركزاً للشيعة، والتي قالوا فيها ما قالوا، وإن جعفراً ذكرها بقوله: إن ولايتنا عرضت على السموات والأرض والجبال والأمصار، ما قبلها قبول أهل الكوفة([15]).

والتي قالوا فيها: إن الله قد اختار من البلدان أربعة فقال: والتين والزيتون وطور سينين وهذا البلد الأمين، فالتين المدينة والزيتون بيت المقدس وطور سيناء الكوفة وهذا البلد الأمين مكة([16]).

كتبوا من هذه الكوفة كتباً إلى الحسين نحواً من مائة وخمسين كتاباً، منها ما جاء  فيه: بسم الله الرحمن الرحيم! للحسين بن عليّ أمير المؤمنين من شيعته وشيعة أبيه عليّ أمير المؤمنين. سلام الله عليك، أما بعد! فإن الناس منتظروك، ولا رأي لهم غيرك فالعجل! العجل! يا ابن رسول الله! والسلام عليكم ورحمة الله([17]).

وكتاباً آخر: أما بعد! فقد اخضرت الجنات، وأينعت الثمار، فإذا شئت فأقبل على جند لك مجندة، والسلام([18]).

ولما تتابعت إليه كتب الشيعة، وتوالى الرسل أرسل إليهم ابن عمه مسلم بن عقيل، فانثل عليه أهل الكوفة واجتمعوا حوله، فبايعوه وهم يبكون، وتجاوز عددهم  ثمانية عشر ألفاً([19]).

وبعد أيام كتب إليه مسلم بن عقيل: "إن لك مائة ألف سيف ولا تتأخر"([20]).فكتب رداً عليه وعليهم: "قد شخصت من مكة يوم الثلاثاء لثمان مضين من ذي الحجة يوم التروية، فإذا قدم عليكم رسولي فانكمشوا في أمركم وجدوا فإني قادم إليكم([21]).

ولكن انقلبت الأمور وتقلبت الشيعة كشأنهم ودأبهم سابقاً، وقتل مسلم بن عقيل بدون ناصر ومعين، ولما بلغ الحسين نعيه وواجهه عسكر بن زياد من الكوفة و"خرج إليهم في إزار ورداء ونعلين، فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: أيها الناس! إني لم آتكم حتى أتتني كتبكم أن أقدم علينا، فإنه ليس لنا إمام، لعل الله يجمعنا بك على الهدى والحق، فإن كنتم على ذلك فقد جئتكم، فأعطوني ما أطمئن إليه من عهودكم ومواثيقكم، وإن لم تفعلوا، وكنتم لقدومي كارهين انصرفت عنكم إلى المكان الذى جئت منه إليكم([22]).

ثم خذلوه، وأعرضوا عنه، وأسلموه للعدو حتى قتل في نفر من أهل بيته ورفاقه، كما يذكر محسن الأمين: "ثم بايع الحسين من أهل العراق عشرون ألفاً غدروا به وخرجوا عليه وبيعته في أعناقهم، وقتلوه([23]).

وذكر اليعقوبي الشيعي أن أهل الكوفة لما قتلوه: "انتهبوا مضاربه وابتزوا حرمه، وحملوهن إلى الكوفة، فلما دخلن إليها خرجت نساء الكوفة يصرخن ويبكين، فقال علي بن الحسين: هؤلاء يبكين علينا، فمن قتلنا([24])؟

فهؤلاء هم الشيعة وأولئك أهل البيت وهذه معاملاتهم وأحوالهم مع أهل البيت الذين يدعون أنهم محبون وموالون لهم.

طعنهم في العباس عم النبي r  وابن عمه عقيل

فقد قالوا فيهم نقلاً عن علي بن أبي طالب أنه قال - وهو يذكر قلة أعوانه وأنصاره -: ولم يبق معي من أهل بيتي أحد أطول به وأقوى، أما حمزة فقتل يوم أحد، وجعفر قتل يوم مؤتة، وبقيت بين خلفين خائفين ذليلين حقيرين، العباس وعقيل([25]).

ومثله ذكر الكليني عن محمد الباقر أنه قال: وبقي معه رجلان ضعيفان، ذليلان، حديثا عهد بالإسلام عباس وعقيل([26]).

والمعروف أن العباس والعقيل وآلهما من أهل بيت النبوة كما أقر به الأربلي أن رسول الله سئل: من أهل بيتك؟ قال: آل علي، وآل جعفر، وآل عقيل، وآل عباس([27]).

وعن علي بن الحسين أنه قرأ: {ومن كان في هذا أعمى فهو في الآخرة أعمى وأضل سبيلاً}، نزلت في العباس عم النبي.

روى الكشي أن قوله تعالى: {فَلَبِئْسَ المولى وَلَبِئْسَ العَشِير}، نزلت فيه – أي في العباس. وقول الله عز وجل: ]ولا ينفعكم نصحي إن أردت أن أنصح لكم[ : نزلت فيه([28]).

طعنهم في عبد الله بن العباس ابن عم النبي

وأخيه عبيد الله رضي الله عنهم

فقد رووا عن أبي عبد الله جعفر الصادق أنه قال: هل تدرون ما أضحكني؟ قالوا: لا. قال: زعم ابن عباس أنه من الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا ... وذكر كلاماً طويلاً ثم قال: فاستضحكت، ثم تركته يومه ذلك لسخافة عقله([29]).

وعن علي أنه قال: اللهم العن ابني فلان وأعم أبصارهما كما أعميت قلوبهما([30])

قال المحقق في حاشية كتاب الكشي: ابني فلان كناية عن عبد الله وعبيد الله ابني العباس عم النبي r.

وذكروا عن علي أنه قال لابن العباس: فلما أمكنتك الشدة من خيانة أمة محمد أسرعت الوثبة وعجلت العدوة فاختطفت ما قدرت عليه, أما تؤمن بالمعاد، أو ما تخاف من سوء الحساب، أو ما يكبر عليك أن تشتري الإماء وتنكح النساء بأموال الأرامل والمهاجرين([31]).

بقية أهل البيت

وأما الثمانية من أولاد الحسين الذين خلعوا عليهم لقب الإمام، والتاسع الموهوم لم يكونوا بأقل توهيناً وتحقيراً وتصغيراً من قبل القوم أنفسهم، فإنهم تكلموا فيهم، وشنعوا عليهم، وخذلوهم، وأذلوهم، وضحكوا عليهم، واتهموهم بتهم هم منها براء، كفعلتهم مع آباءهم، مع الحسنين، وعلي بن أبي طالب، وصنيعهم مع سيد الكونين ورسول الثقلين r، وأنبياء الله ورسله.

علي بن الحسين

فأهانوا علي بن الحسين الملقب بزين العابدين، والذي يعدونه إماماً مطاعاً، ومتبعاً مبايعاً بعد أبيه بقولهم إنه كان جباناً، ولقد أقر بالعبودية ليزيد قاتل الحسين - حسب زعمهم - والرواية من كتابهم "الكافي" عن ابن زين العابدين محمد الباقر أنه قال: إن يزيد بن معاوية دخل المدينة وهو يريد الحج، فبعث إلى رجل من قريش فأتاه، فقال له يزيد : أتقر لي أنك عبد لي، إن شئت بعتك وإن شئت استرقيتك. فقال له الرجل: والله يا يزيد! ما أنت بأكرم مني في قريش حسباً ولا كان أبوك أفضل من أبي في الجاهلية والإسلام، وما أنت بأفضل مني في الدين ولا بخير مني، فكيف أقر لك بما سألت؟ فقال له يزيد: إن لم تقر لي والله لقتلتك، فقال له الرجل: ليس قتلك إياى بأعظم من قتلك الحسين بن علي عليهما السلام ابن رسول الله r فأمر به فقتل. ثم أرسل إلى علي بن الحسين عليهما السلام فقال له مثل مقالته للقرشي، فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: أرأيت إن لم أقر لك أليس تقتلني كما قتلت الرجل بالأمس؟ فقال له يزيد : بلى فقال له علي بن الحسين عليهما السلام: قد أقررت لك بما سألت، أنا عبد مكره، فإن شئت فأمسك وإن شئت فبع([32]).

هذا وقد أهانوه وآذوه في ولده ووالدته، فلقد قالوا إنه سئل أحد أئمتهم المعصومين من شيعته: "إن لي جارين، أحدهما ناصب والآخر زيدي، ولا بد من معاشرتهما، فمن أعاشر؟ فقال: هما سيان، من كذب بآية من كتاب الله فقد نبذ الإسلام وراء ظهره وهو المكذب بجميع القرآن والأنبياء والمرسلين، قال: ثم قال: إن هذا نصب لك وهذا الزيدي نصب لنا"([33]).

وأوذي في والدته وأهين حيث قالوا: إن جميع الناس ارتدوا بعد قتل الحسين إلا الخمسة، أبو خالد الكابلي ويحيى بن أم الطويل وجبير بن مطيع وجابر بن عبد الله والشبكة زوجة الحسين بن علي([34]). ولا ندري أين ذهبت أمه شهربانو حيث عدت شبكة، ولم تذكر تلك.

طعنهم في محمد الباقر وابنه

وأما محمد الباقر وابنه جعفر فهما المظلومان الحقيقيان لأنه لا يوجد فضيحة ولا قبيحة إلا وقد نسبوها إليهما من الجبن والنفاق والغدر والخيانة والكذب، وباسمهما اخترعوا مذهباً، واختلقوا مسلكاً وهما لا يدريان عنه وعنهم شيئاً، فلقد قالوا إن الباقر كان يحل ما حرمه الله خوفاً وجبناً. فقد قالوا أنه كان يفتي: "أن ما قتل البازي والصقر فهو حلال - مع كونه حراماً –"([35]).

ونقلوا عن زرارة بن أعين من كبار رواة الشيعة ومشائخهم الذين عليهم مدار المذهب أنه قال في محمد الباقر: شيخ لا علم له بالخصومة"([36]).

هذا ولقد نقلوا أن زرارة بن أعين قال: سألت محمداً الباقر عن مسألة فأجابني، ثم جاءه رجل فسأله عنها، فأجابه بخلاف ما أجابني، ثم جاء رجل آخر فأجابه بخلاف ما أجابني وأجاب صاحبي، فلما خرج الرجلان قلت : يا ابن رسول الله! رجلان من أهل العراق من شيعتكم قدما يسألان فأجبت كل واحد منهما بغير ما أجبت به صاحبه؟ فقال: يازرارة! إن هذا خير لنا وأبقى لنا ولكم، ولو اجتمعتم على أمر واحد لصدقكم الناس علينا ولكان أقل لبقائنا وبقائكم.

قال: ثم قلت لأبي عبد الله عليه السلام: شيعتكم لو حملتموهم على الأسنة أو على النار لمضوا وهم يخرجون من عندكم مختلفين، قال: فأجابني بمثل جواب أبيه([37]).

وعن عبيد الله الدابغي قال: دخلت حماماً في المدينة فإذ شيخ كبير وهو قيِّم الحمام {يعني المسؤول عنه، والحمام يعني الحمامات العامة}، فقلت: يا شيخ لمن هذا {يعني الحمام}؟ قال: لأبي جعفر؟ قلت: كان يدخله؟ قال: نعم. قلت: كيف كان يصنع؟ قال: كان يدخل فيبدأ فيطلي عانته وما يليها، ثم يلُف على طرف إحليله {يعني الذكر} ويدعوني فأطلي سائر بدنه. فقلت له يوماً: الذي تكره أن أراه قد رأيته. فقال: كلا إن النورة سترته([38])

وقالوا عن جعفر أيضاً أنه مدح أبا حنيفة أمامه، وذمه بعد ما خرج من عنده كما رواه الكليني عن محمد بن مسلم أنه قال: دخلت على أبي عبد الله عليه السلام وعنده أبو حنيفة فقلت له: وجعلت فداك رأيت رؤيا عجيبة فقال لي: يا ابن مسلم! هاتها فإن العالم بها جالس وأومأ بيده إلى أبي حنيفة، قال: فقلت : رأيت كأني دخلت داري وإذا أهلي قد خرجت علي فكسرت جوازاً كثيراً ونثرته علي، فتعجبت من هذه الرؤيا فقال أبو حنيفة: أنت رجل تخاصم وتجادل لئاماً في مواريث أهلك، فبعد نصب شديد تنال حاجتك منها إن شاء الله، فقال: أبو عبد الله عليه السلام : أصبت والله يا أبا حنيفة، قال: ثم خرج أبو حنيفة من عنده فقلت: جعلت فداك إني كرهت تعبير هذا الناصب، فقال: يا ابن مسلم! لا يسؤك الله، فما يواطئ تعبيرهم تعبيرنا. ولا تعبيرنا تعبيرهم وليس التعبير كما عبره، قال: فقلت له: جعلت فداك فقولك: أصبت وتحلف عليه وهو مخطئى؟ قال: نعم! حلفت عليه أنه أصاب الخطأ([39]).

هذا ولقد نسبوا إليه أنه قال: إني لأتكلم على سبعين وجهاً، لي في كلها المخرج([40]).

عن زرارة أنه قال: والله! لو حدثت بكل ما سمعته من أبي عبد الله لانتفخت ذكور الرجال على الخشب([41]). وعن زرارة قال: سألت أبا عبد الله يعني جعفر الصادق عن التشهد؟ فأجاب. فقال زرارة: فلما خرجت ضرطت في لحيته وقلت: لا يفلح أبداً([42]).

وحق لنا أن نبكي دماً على الإمام الصادق ، ... كلمة قذرة كهذه تقال في حق الإمام أبي عبد الله؟؟ أيضرط زرارة في لحية أبي عبدالله؟! أيقول عن الصادق رحمه الله: لا يفلح أبداً؟

واعلم أن أكثر من تَعَرَّضَ للطعن وللغمز واللمز الإمامان محمد الباقر وابنه جعفر الصادق رحمهما الله، فقد نُسِبَتْ إليهما أغلب المسائل كالقول بالتقية، والمتعة، واللواطة بالنساء، وإعارة الفرج و... إلخ. وهما بريئان من هذا كله .

وعن ابن أبي يعقوب قال: خرجت إلى السواد {العراق} أطلب دراهم للحج ونحن جماعة وفينا أبو بصير المرادي، قلت له: يا أبا بصير اتق الله وحج في مالك فإنك ذو مالٍ كثير. فقال: اسكت، فلو كانت الدنيا وقعت على صاحبك لاشتمل عليها بكسائه {يعني جعفر الصادق}([43]).

 

  • "روضة الواعظين" (1/125).
  • "الكافي في الأصول".
  • "الكافي في الأصول".
  • "تفسير العياشي" (2/67)، ومثله في "الروضة من الكافي" (8/238).
  • "كتاب سليم بن قيس" (ص84، 85).
  • "حياة القلوب" للمجلسي (ص593)، وانظر: "المناقب" لابن شهر آشوب.
  • مع أن هذا من الأمور المتفق عليها عند جميع أهل الإسلام أنهن بنات النبي r من صلبه وليست ربيبات كما يكذب الشيعة .
  • "دائرة المعارف الإسلامية الشيعية" (1/27)، ط/ دار المعارف- بيروت.
  • "مروج الذهب" (2/431).
  • "الإرشاد" للمفيد (ص190).
  • "كشف الغمة" (ص540، 541)، واللفظ له، "الإرشاد" (ص190)، "الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة" (ص162)، ط/ طهران.
  • "رجال الكشي" (ص103).
  • "الاحتجاج" للطبرسي (ص148).
  • "الأصول من الكافي" كتاب الحجة (1/464)، باب مولد الحسين.
  • "بصائر الدرجات للصفار" الجزء الثاني الباب العاشر.
  • مقدمة البرهان" (ص223).
  • كشف الغمة" (2/32)، واللفظ له، "الإرشاد" (ص203)، "الفصول المهمة في معرفة أحوال الأئمة" (ص182).
  • "الإرشاد" للمفيد (ص203)، و"إعلام الورى" للطبرسي (ص223) .
  • "الإرشاد" للمفيد (ص205).
  • "الإرشاد" للمفيد (ص220).
  • الإرشاد" للمفيد (ص220).
  • الإرشاد" ص224
  • "أعيان الشيعة" القسم الأول (ص34).
  • "تاريخ اليعقوبي" (1/235).
  • "الأنوار النعمانية" للجزائري، "مجالس المؤمنين" (ص78).
  • "الفروع من الكافي" كتاب "الروضة".
  • "كشف الغمة" (1|43) وهذا من تناقضهم , فمرة يخرجونهم من آل البيت , ومرة يجعلونهم منهم .
  • "رجال الكشي" (52-54).
  • "الكافي" (1/247).
  • "رجال الكشي" (ص52).
  • "رجال الكشي" (ص58).
  • "الروضة من الكافي" (8/234، 235).
  • "الروضة من الكافي" (8/235).
  • "مجالس المؤمنين" للشوشتري، المجلس الخامس (ص144/ط- طهران).
  • "الفروع من الكافي" (6/208)، باب صيد البزاة والصقور وغير ذلك.
  • "الأصول من الكافي"
  • "الأصول من الكافي" كتاب فضل العلم (ص65)، ط/ طهران.
  • "الكافي" (6/497).
  • "كتاب الروضة من الكافي" (8/292)، تعبير منامات.
  • "بصائر الدرجات" الجزء السادس.
  • رجال الكشي" (ص123)، ترجمة زرارة بن أعين.
  • رجال الكشي" (ص142).
  • رجال الكشي" (ص124).

  • السبت PM 02:58
    2021-07-24
  • 941
Powered by: GateGold