قُلِ ٱللَّهُمَّ مَـٰلِكَ ٱلۡمُلۡكِ تُؤۡتِی ٱلۡمُلۡكَ مَن تَشَاۤءُ وَتَنزِعُ ٱلۡمُلۡكَ مِمَّن تَشَاۤءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاۤءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاۤءُۖ بِیَدِكَ ٱلۡخَیۡرُۖ إِنَّكَ عَلَىٰ كُلِّ شَیۡءࣲ قَدِیرࣱ
ادْعُ إِلَىٰ سَبِيلِ رَبِّكَ
شٌبهات وردود
المكتبة المرئية
خَــيْـرُ جَــلـيـسٌ
المتواجدون الآن
حرس الحدود
مجتمع المبدعين
البحث
عرض المادة
توقف النبوة في الأمة
الحديث الرابع والأربعون
قال أبو داود الطيالسي: حدثنا جَرِيْر بن حازم، عن ليث عن عبد الرحمن بن سَابِط عن أبي ثَعْلَبَة الخُشَني، عن أبي عبيدة بن الجراح، ومعاذ بن جبل y عن النبي r قال: "إِنَّ اللَّهَ Uبَدَأَ هَذَا الْأَمْرَ نَبُوَّةً وَرَحْمَةً، وَكَائِناً خِلَافَةً وَرَحْمَةً وَكَائِناَ مُلْكاً عَضُوضاً وَكَائِناً عَنْوَةً وَجَبْرِيَّةً وَفَسَاداً فِي الْأَرْضِ يَسْتَحِلُّونَ الْفُرُوجَ وَالْخُمُورَ وَالْحَرِيرَ وَيُنْصَرُونَ عَلَى ذَلِكَ وَيُرْزَقُونَ أَبَداً حَتَّى يَلْقَوُا اللَّهَ".
تخريج الحديث:
· أخرجه الطيالسي في "مسنده"(1/184/ح225) وأبو يعلى في "مسنده" (1/77/ح 873) عن أبي خيثمة، كلاهما( الطيالسي، وأبن أبي خيثمة) عن جَرير بن حازم.
· وابن أبي عاصم في "السنة"(3/534/ح1130) من طريق عبد الواحد بن زياد.
· والطبراني في "المعجم الكبير"(1/156/ح367) من طريق الفُضَيل بن عياض.
ثلاثتهم(جَرير بن حازم، وعبد الواحد بن زياد، الفُضَيل بن عياض) عن ليث بن أبي سُلَيم، عن عبد الرحمن بن سابط، به، بنحوه، وفي رواية ابن أبي خيثمة عن جَرير بن حازم زيادة قصة في أوله.
· والدارمي في "سننه" في الأشربة، باب ما قيل في المسكر (2/1334/ح2146) والبزار في "مسنده"(4/108/ح1282) كلاهما (الدارمي، والبزار) من طريق مكحول.
· وابو نعيم في "الفتن" في ما يذكر من الخلفاء بعد رسول الله r(1/98/ح 23) من طريق قتادة.
ثلاثتهم (عبد الرحمن بن سَاِبط، ومكحول، وقتادة) به، بنحوه، ورواية مكحول وقتادة عن أبي عُبَيدة t، وَحْدَه دون ذكر معاذ t.
· وأبو نُعَيْم في "الفتن" في ما يذكر من الخلفاء بعد رسول اللهr (1/98/ح 233) من طريق عبد الرحمن بن جُبَير بن نُفَير، عن أبي عبيدة t، به بنحوه، مع زيادة في آخره.
دراسة الإسناد:
1. جَرِيْر بن حازم: ابن زيد بن عبد الله أبو النَضر البصري.
روى عن: ليث بن أبي سُلَيْم، وشعبه بن الحجاج، وطاووس بن كَيْسَان، وغيرهم وعنه: أبو داود الطيالسي، وسفيان الثوري، وسفيان بن عيينة، وغيرهم.
وثقه من الأئمة ابن سعد، ويحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، وقال مرة: "كان حافظاً"، والعجلي، وأحمد بن صالح، والبَزَّار، وقال شعبة : "ما رأيت بالبصرة أحفظ من رجلين هشام الدَسْتُوائي وجَرير بن حازم"، وقال أحمد بن حنبل أيضاً: "في بعض حديثه شيء وليس به بأس"، وقال ابن عدي: "وجَرير عندي من ثقات المسلمين حدث عنه الأئمة من الناس"، وقال النسائي: "لا بأس به"، وقال أبو حاتم: "صدوق"، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال: "وكان يخطئ لأن أكثر ما كان يحدث من حفظه"، وضعفه يحيى بن معين في قتادة.
قال في "الكاشف": "ثقة"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة لكن في حديثه عن قتادة ضعف وله أوهام إذا حدث من حفظه".
والراجح أنه ثقة مع لين في روايته عن قتادة؛ لتوثيق عامة الأئمة له، قال الذهبي: "أحد الأئمة الكبار الثقات ولولا ذكر ابن عدي له لما أوردته".
وقد انتقدت عليه أمواً هي:
أولاً: الوهم إذا حدث من حفظه، كما ذكر ذلك البخاري وغيره من الحفاظ وكون عامة أهل العلم أطلقوا تعديله، يدل على أنه لم يؤثر على روايته، وقد رد الحافظ الذهبي على هذا فقال في: "اغتفرت أوهامه في سعة ما روى".
ثانياً: التدليس، ذكره الحِمَّاني، وقد وضعه الحافظ ابن حجر في المرتبة الأولى من مراتب التدليس، فعليه لا يضر تدليسه.
ثالثاً: روايته عن قتادة، أَعَلَّه بها يحيى بن معين، وأشار إليها الإمام أحمد، وأخرج له البخاري في "صحيحيه" عن قتادة، وقد توبع عليها، كما قال الحافظ ابن حجر.
رابعاً: الاختلاط، ذكره ابن سعد، وأبو حاتم وغيرهما. وهذا الاختلاط لا يضر في روايته؛ فقد ذكر الإمام عبدالرحمن بن مهدي أن أولاده كانوا من المحدثين ومنعوه من التحديث، فلم يحدث بعد الاختلاط.
فيتلخص مما ذُكِر أن هذه الانتقادات الأربعة لا يصح منها سوى روايته عن قتادة، فإن فيها لين. والله أعلم.
توفي سنة: 170ه، وروى له الجماعة([1]).
2. لَيْث: هو بن أبي سُلَيم بن زُنَيم([2]) القرشي أبو بكر، ويقال: أبو بكير الكوفي.
روى عن: عبد الرحمن بن سَابِط، وعطاء بن أبي رباح، وعكرمة مولى ابن عباس وغيرهم، وعنه: جَرير بن حازم، و سفيان الثوري، وشعبة، وغيرهم.
قال البخاري: "صدوق وربما يهم في الشئ"، وقال يحيى بن معين، والعجلي: "لا بأس به"، وقال العجلي مرة: "جائز الحديث"، وقال أبو أحمد بن عدي: "له أحاديث صالحة غير ما ذكرت، وقد روى عنه شعبة، والثوري، وغيرهما من ثقات الناس ومع الضعف الذي فيه يكتب حديثه"، وقال الدارقطني: "صاحب سنة، يخرج حديثه، ثم قال: إنما أنكروا عليه الجميع بين عطاء وطاووس، ومجاهد حسب"، وقال ابن حبان في "المجروحين": "كان من العباد ولكن اختلط في آخر عمره حتى كان لا يدري ما يحدث به، فكان يقلب الأسانيد ويرفع المراسيل ويأتي عن الثقات بما ليس من أحاديثهم كل ذلك منه في اختلاطه، تركه يحيى القطان وابن مهدى، وأحمد بن حنبل، ويحيي بن معين"، وقال أبو حاتم: "ليث أحب إلي من يزيد بن أبي زياد، وأبرأ ساحة، يكتب حديثه، وهو ضعيف الحديث"، وضعفه عامة الأئمة كيحيى بن معين، وأحمد بن حنبل والنسائي، والدارقطني، وغيرهم.
قال في "تقريب التهذيب": "صدوق اختلط جداً ولم يتميز حديثه فترك".
والراجح أنه ضعيف؛ لتضعيف عامة الأئمة له، وأحسن من حكم عليه الحافظ الذهبي حيث قال: "بعض الأئمة يحسن لليث، ولا يبلغ حديثه مرتبة الحسن، بل عداده في مرتبة الضعيف المقارب، فيروى في الشواهد والاعتبار"، وقد وصفه الهيثمي، بالتدليس وتعقبه الحافظ ابن حجر بقوله: "ما علمت أحداً صرح بأنه ثقة ولا وصفه بالتدليس" أما تعديل يحيى بن معين له، فهي رواية يتيمة وعامة ما يُرْوَي عنه التضعيف على اختلاف في العبارات، وقد ذكر ابن أبي حاتم قاعدة في ذلك أنه إذا اختلفت الرواية عن يحيى بن معين فإن الرواية المعتبرة هي التي يوافق فيها الإمام أحمد وأمثاله، فعلى هذا تكون الرواية الأقرب التضعيف لسببين:
الأول: أن التضعيف هو أكثر الروايات عنه.
ثانياً: أن التضعيف هو القول الذي وافق فيه الإمام أحمد وغيره. والله أعلم.
توفي سنة: 138ه، وقيل غير ذلك، وروى له البخاري تعليقاً، والإمام مسلم، وأهل السنن([3]).
3. عبد الرحمن بن سَابِط: ابن أبي حميضة بن عمرو الجُمَحي([4])، المكي وقيل في اسمه غير ذلك.
وهذا الذي رجحه الإمام يحيى بن معين، وأبو حاتم، والبخاري، وابن حبان، وابن حجر.
روى عن: أبيه سَاِبط الجُمَحي، وأبي ثعلبة الخُشَني، وجابر بن عبد الله y، وغيرهم وعنه: الليث بن أبي سُلَيم، وحَبيب بن صالح ، وحَسَّان بن عطية، وغيرهم.
الأئمة على توثيقه.
وتكلموا في روايته عن بعض الصحابة y، وأنه يرسل عنهم، مثل أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب، وسعد بن أبي وقاص، وغيرهم y.
قال في "الكاشف": "فقيه ثقة"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة كثير الإرسال".
توفي سنة: 118ه، وروى له مسلم، وأهل السنن([5]).
الحكم على الحديث:
الحديث بهذا الإسناد ضعيف؛ لضعف ليث بن أبي سُلَيم، ولكن يشهد له الحديثان اللذان بعده، حديث النُعْمان بن بَشير، وسَفِينة y؛ وعليه يكون الحديث حسن، والله أعلم.
الحديث الخامس والأربعون
قال أبو داود الطيالسي: حدثنا داود الواسطي، وكان ثقة، قال: سمعت حَبيب بن سالم، قال: سمعت النعمان بن بشير بن سعد، قال: كنا قعوداً في المسجد مع رسول الله r، وكان بَشير رجلاً يكف حديثه، فجاء أبو ثعلبة، فقال: يا بَشير بن سعد، أتحفظ حديث رسول الله r في الأمراء؟ وكان حذيفة قاعداً مع بَشير، فقال حذيفة: أنا أحفظ خطبته، فجلس أبو ثعلبة، فقال حذيفة: قال رسول rوسلم: "إِنَّكُمْ فِي النُّبُوَّةِ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ مُلْكاً عَاضّاً فَيَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ جَبْرِيَّةً فَتَكُونُ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ تَكُونَ، ثُمَّ يَرْفَعُهَا إِذَا شَاءَ أَنْ يَرْفَعَهَا، ثُمَّ تَكُونُ خِلَافَةٌ عَلَى مِنْهَاجِ النُّبُوَّةِ"، ثم سكت، قال: فقدم عمر ومعه يزيد بن النعمان في صحابته، فكتبت إليه أذكره الحديث فكتبت إليه: إني أرجو أن يكون أمير المؤمنين بعد الملك العاض والجبرية قال: فأخذ يزيد الكتاب فأدخله على عمر، فسر به وأعجبه.
تخريج الحديث:
· أخرجه أبو داود الطيالسي في "مسنده"(1/349/ح439)، ومن طريقه الإمام أحمد في "مسنده"(30/355/ح18406).
· والبزار في "مسنده" (7/223/ح2796) من طريق يعقوب بن إسحاق.
كلاهما (أبوداود الطيالسي، ويعقوب بن إسحاق) عن داود بن إبراهيم الواسطي به ورواية يعقوب([6])، بنحوه.
دراسة الإسناد:
1. داود الواسِطي: هو داود بن إبراهيم الواسِطي، البَصري، وهو غير داود بن إبراهيم الواسِطي القاضي، الذي يروي عن شعبة وغيره.
روى عن: حَبِيب بن سالم، وطاووس بن كَيْسان، وعنه: أبو داود الطيالسي، وعبد الله بن المبارك.
وثقه أبو داود الطيالسي، وذكره ابن حبان في الثقات، وذكره ابن قُطْلُوبَغَا في "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة"، وترجم له البخاري في "التاريخ الكبير"، وسكت عنه. والصواب أنه ثقة، لتوثيق أبي داود الطيالسي، وعدم وجود من ضعفه([7]).
2. حَبِيب بن سالم: هو الأنصاري مولى النُعْمَان بن بَشِير وكاتبه.
روى عن: أبيه، والنُعْمَان بن بَشِير، وأبي هريرة y، وغيرهم، وعنه: داود بن إبراهيم الواسِطي، وإبراهيم بن مُهاجر، وبَشِير بن ثابت، وغيرهم.
وثقه من الأئمة أبو حاتم، وأبو داود، وذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال ابن عدي: "ليس في متون أحاديثه حديث منكر، بل قد اضطرب في أسانيد ما يروى عنه"، وقال البخاري: "فيه نظر".
قال في "تقريب التهذيب": "لا بأس به".
والراجح أنه ثقة؛ لسببين:
أولاً: الأكثر على توثيقه، ومنهم من اشتُهِر بالتشدد كابن أبي حاتم.
ثانياً: احتج به الإمام مسلم في "صحيحه".
ثالثاً: أن الإمام البخاري على جلالة قدره لم يبين وجه هذا الجرح، والتجريح لا بد له من تفسير خصوصاً إذا خالف فيه إماماً متعنتاً في الجرح والتعديل كابن أبي حاتم. والله أعلم. وروى له مسلم وأصحاب السنن ([8]).
الحكم على الحديث:
الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله أعلم.
الحديث السادس والأربعون
قال الإمام أبو داود: حدثنا سَوَّار بن عبد الله، حدثنا عبد الوارث بن سعيد، عن سعيد ابن جُمهان عن سفينةt قال: قال رسول الله r: "خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْمُلْكَ أَوْ مُلْكَهُ مَنْ يَشَاءُ"، قال سعيد: قال لي سفينة t: "أمسك عليك أبا بكر سنتين، وعمر عشراً، وعثمان اثنتي عشرة، وعلي كذاً" قال سعيد، قلت: لسفينة إن هؤلاء يزعمون أن علياً t لم يكن بخليفة قال: "كذبت إستاه بني الزرقاء يعني بني مروان".
تخريج الحديث:
· أخرجه أبو داود في "سننه" في السنة، باب في الخلافة،(7/43/ح4646) من طريق عبدا لوارث بن سعيد.
· والترمذي في "سننه" في أبواب الفتن، باب ما جاء في الخلافة (4/73/ ح2226) من طريق سُرَيْج بن النعمان، والإمام أحمد في "مسنده"(36/256/ ح21928) عن أبي النَضْر، وأبو داود الطيالسي في "مسنده"(2/430/ح1203)، ثلاثتهم (سُرَيْج بن النعمان، وأبي النَضْر، والطيالسي) عن الحَشْرَج بن نُباتة
· وأبو داود أيضاً في "سننه" في السنة، باب في الخلافة،(7/43/ح4647) من طريق العَوَّام بن حَوْشَب.
· وأحمد بن حنبل في "مسنده"(36/248/ح21919) من طريق حماد بن سلمة.
· والبزار في "مسنده"(9/280/ح3827) من طريق يحيى بن طلحة.
خمستهم (عبد الوارث بن سعيد، والعَوَّام بن حَوْشَب، الحَشْرَج بن نُباتة، وحماد بن سلمة، يحيى بن طلحة) عن سعيد بن جُمهان، به، بنحوه، مع زيادة في أوله عند الطيالسي عن الحَشْرَج بن نُباتة، وزيادة بآخرة في رواية العَوَّام بن حَوْشّب ورواية حماد بن سَلَمة مختصرة .
دراسة الإسناد:
1. سَوَّار([9]) بن عبد الله: بن سوّار بن عبد الله بن قُدامة التميمي([10])، أبو عبد الله البصري.( الحفيد).
روى عن: والده، وعبد الوارث بن سعيد، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم، وعنه: أبو داود، والترمذي، والنسائي، وغيرهم.
وثقه النسائي، و ذكره ابن حبان في "الثقات"، وقال الإمام أحمد: "ما بلغني عنه إلا خيراً".
قال في "الكاشف"، وفي "تقريب التهذيب": "ثقة".
والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق النسائي له، وعدم وجود من طعن فيه.
وقد وَهِم من قال أن سفيان الثوري طعن فيه؛ وذلك أن سوّار بن عبد الله بن سوّار (الحفيد) ولد سنة: 182ه، وسفيان الثوري توفي سنة: 161ه، أي: ولد بعد وفاة سفيان بإحدى عشرة سنة.
والسبب في هذا الوهم والله أعلم؛ تشابه الأسماء فالجد اسمه سوّار بن عبد الله بن قُدَامة، والحفيد اسمه سوّار بن عبد الله بن سوّار، وقد نبه الحافظ ابن حجر على هذا الوهم في "تهذيب التهذيب" في ترجمة الجَد([11]). والله أعلم.
توفي سنة: 245ه، وقيل غير ذلك، وروى له أصحاب السنن سوى ابن ماجه([12]).
2. عبد الوارث بن سعيد: هو ابن ذَكْوان، أبو عُبَيْدة البصري.
روى عن: سعيد بن جُمهان، وأيوب السَخْتياني، وبَهْز بن حَكيم، وغيرهم، وعنه: سوّار بن عبد الله بن سوّار، وابنه عبد الصمد، وعلي بن المديني، وغيرهم.
متفق على توثيقه، ورمي بالقدر.
قال في "الكاشف": "الحافظ.. ثبت صالح لكنه قدري"، وقال في "تقريب التهذيب": "ثقة ثبت رمي بالقدر ولم يثبت عنه".
أما رميه بالقدر فقد أنكر ابنه ذلك، كما ذكر ذلك الحافظ ابن حجر.
ونهي حماد بن زيد عنه، لم يَلْتَفِت إليه العلماء؛ لثلاثة أسباب مختلفة:
الأول: أنه لم يكن داعية، فلم ترد روايته، على مذهب بعض العلماء في رد رواية المبتدع الداعية.
ثانياً: لا يرون أن هذه التهمة تضرة، كما هو مذهب بعض أهل العلم في أن المبتدع لا تضره بدعته إذا كان حافظاً.
ثالثاً: وبعضهم لا يرى ثبوتها عنه، كما نقل البخاري عن ولده عبد الصمد، ورجحه الحافظ ابن حجر كما مر آنفاً. والله أعلم، وروى له الجماعة([13]).
3. سعيد بن جُمْهان([14]): هو أبو حفص البصري.
روى عن: سَفِينَة مولى النبي r، وابن أبي أوفى t، وعبيد الله بن أبي بكرة وغيرهم، وعنه: عبد الوارث بن سعيد، وحماد بن سلمة، والعوام بن حَوْشب، وغيرهم.
وثقه من الأئمة يحيى بن معين، وأحمد بن حنبل، ويعقوب بن سفيان، وأبو داود وقال النسائي، وابن عدي، و قال يحيى بن معين مرة: "لا بأس به"، وقال أبو حاتم: "شيخ يكتب حديثه ولا يحتج به"، ولم يرضه يحيى بن سعيد القطان.
قال في "الكاشف": "صدوق وسط"، وقال في "تقريب التهذيب": "صدوق له أفراد".
والراجح أنه ثقة؛ لتوثيق عامة الأئمة له، أما قول أبي حاتم فهو من المتشددين وخالف عامة أهل العلم.
وما حُكِي عن يحيى بن سعيد القطان أنه لم يرضه، فقد كَذَّب الإمام أحمد ذلك قال الـمَوْذي في سؤاله للإمام أحمد: "يروى عن يحيى القطان، أنه سئل عنه، فلم يرضه. فقال: باطل، وغضب، وقال: ما قال هذا أحد غير علي بن المديني، ما سمعت يحيى يتكلم فيه بشيء"، وحتى لو ثبت عن يحيى بن سعيد هذا القول فهو من المتشددين
رحم الله علماء المسلمين. والله أعلم.
توفي سنة: 136ه، وروى له أصحاب السنن ([15]).
4. سَفِيْةَ([16]) t: مولى رسول الله r، وقيل مولى أم سلمة رضي الله عنها، زوج النبي r، وكان أصله من فارس فاشترته أمّ سلمة رضي الله عنها، ثم أعتقته واشترطت عليه أن يخدم رسول الله r حتى يموت، واختلف في اسمه، فقيل: مهران، وقيل: رومان، وقيل: عبس وقيل غير ذلك، وكنيته أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو البُخْتُري.
وقد ذكر سبب تسميته بسفينة فقا: "كنت مع النبي r في سفر، فكان بعض القوم إذا أعيا ألقى عليّ ثوبه حتى حملت من ذلك شيئاً كثيراً فقال: ما أنت إلا سفينة". وقد روى هذه القصة البغوي في "معجم الصحابة"(3/253/ح1192) بإسناد حسن.
كان يسكن بطن نخلة t.
روى عن: النبي r، وعلي بن أبي طالبt، وأم سلمة رضي الله عنها، وغيرهم.
وعنه: سعيد بن جُمْهان، والحسن البصري، وسالم بن عبد الله بن عمر، وغيرهم.
وتوفي زمن الحجاج، وروى له مسلم، وأصحاب السنن([17]).
الحكم على الحديث:
الحديث بهذا الإسناد صحيح. والله أعلم.
المفردات اللغوية:
عَضُوضاً: عَضَّ: أي أمسك على الشيء بأسنانه، والمراد: أي يصيب الرعية فيه عسف وظلم، كأنهم يعضون فيه عضا([18]).
عُنْوة: عنا يعنو إذا أخذ الشيء قهراً، فالعنوة القهر، والغلبة، وهو الأصل، وتأتي بمعنى الطاعة([19]).
جَبْرية: من الجَبْر وهو: القهر والقسر، وتأتي بمعنى الإكراه([20]).
الدراسة الموضوعية:
هذه الأحاديث، تدل على أن النبوة توقفت، وانتهت مع موت النبيr، فلا يكون نبي بعد محمد r، ولكن خلافة على منهاج النبوة، ثم مُلْكاً عضوضاً، ثم مُلْكاً جَبْرياً، ثم بعدها خلافة على منهاج النبوة.
فوائد من الأحاديث:
1. في قوله: "ثُمَّ يُؤْتِي الله المُلْك" دليل على أن الملك لله يؤتيه من يشاء من عبادة، قال الله تعالى
. سورة: آل عمران. اية 26
2. المراد بــــ"خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ" هم الخلفاء الأربعة y، ومنهم من أضاف الحسن بن علي t، قال المباركفوري: "والأمر في ذلك سهل"([21]).
v إشكال: قد يُتَوهم أن حديث: "خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً"، مخالف للحديث الآخر: "إِنَّ هَذَا الْأَمْرَ لَا يَنْقَضِي حَتَّى يَمْضِيَ فِيهِمِ اثْنَا عَشَرَ خَلِيفَةً"([22]).
والجواب عن هذا الإشكال:
أولاً: أن حديث سفينة مقيد بـــ "خِلَافَةُ النُّبُوَّةِ ثَلَاثُونَ سَنَةً"، بينما حديث جابر رضي الله عنهما، لم يقيده بذلك.
ثانياً: قيل المراد بالحديث الأول هو: الخلافة الكاملة، والثاني المراد به: مطلق الخلافة، والله أعلم([23])
ثالثاً: وقيل أن المراد بالخلافة الملك، والدليل على أن النبي r إنما أوقع عليهم اسم الخلافة بمعنى الملك في غير خلافة النبوة، قوله في الحديث الصحيح من حديث الزُهْري عن أبي سَلَمة عن أبي هريرةt([24]): "سيكون من بعدي خلفاء يعملون بما يقولون ويفعلون ما يؤمرون وسيكون من بعدهم خلفاء يعملون بما لا يقولون ويفعلون ما لا يؤمرون من أنكر بريء ومن أمسك سلم ولكن من رضي وتابع"([25])، وقد بوب ابن حبان على هذا الحديث في "صحيحه"(ذكر البيان بأن الملوك يطلق عليهم اسم الخلفاء في الضرورة أيضاً على ما ذكرناه)([26]).
([1]) ينظر: "الطبقات الكبرى"(7/278)، "التاريخ الكبير"(2/213)، "معرفة الثقات"(1/96)، "الجرح والتعديل"(2/504)، "الثقات"(6/144)، "الكامل في ضعفاء الرجال"(2/344)، "تهذيب الكمال" (4/524)، "الكاشف"(1/291)، "ميزان الاعتدال"(1/392)، "المغني في الضعفاء"(1/129)، "من تكلم فيه وهو موثوق" ص(144)، "إكمال تهذيب الكمال"(3/180)، "تحفة التحصيل" ص(48) "تهذيب التهذيب" (2/69)، "تقريب التهذيب" ص(138)، "طبقات المدلسين" ص(20)، "الكواكب النيرات" ص(111).
([2]) بضم أوله، وفتح ثانيه. ينظر: "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص(120).
([3]) ينظر: "الطبقات الكبرى"(6/349)، "التاريخ الكبير"(7/246)، "معرفة الثقات"(2/231)، "الجرح والتعديل"(7/177)، "المجروحين"(2/231)، "الكامل في ضعفاء الرجال"(7/223)، "تهذيب الكمال" (24/279)، "الكاشف"(2/151)، "المغني في الضعفاء"(2/536)، "سير أعلام النبلاء"(6/312) "تهذيب التهذيب" (8/465)، "تقريب التهذيب" ص(464)، "طبقات المدلسين" ص(65)
([4]) الجُمَحي: بضم الجيم وفتح الميم، هذه النسبة إلى بنى جمح بطن من قريش. ينظر: "الأنساب"(3/326) "لب اللباب في تحرير الأنساب" ص(67).
([5]) ينظر: "التاريخ الكبير"(5/294)، "معرفة الثقات"(2/77)، "الجرح والتعديل"(5/240)، "الثقات" (7/69)، "تهذيب الكمال"(17/123)، "الكاشف"(1/628)، "تحفة التحصيل" ص(197)، "تهذيب التهذيب"(6/180)، "تقريب التهذيب" ص(340).
([6]) في رواية البزار، قُلب اسم، داود بن إبراهيم، إلى إبراهيم بن داود، وقد ساق البخاري في "تاريخه" إسناد البزار السابق في ترجمة داود بن إبراهيم، للتنبيه على أن الاسم مقلوب. والله أعلم. ينظر: "التاريخ الكبير"(3/237).
([7]) ينظر: "التاريخ الكبير"(3/237)، "الجرح والتعديل"(3/407)، "الثقات"(6/280)، "ميزان الاعتدال" (2/4)، "المغني في الضعفاء"(1/216)، "الثقات ممن لم يقع في الكتب الستة"(4/174).
([8]) ينظر: "التاريخ الكبير"(2/318)، "سؤالات أبي عبيد الآجري أبا داود السجستاني في الجرح والتعديل" ص(107)، "الجرح والتعديل"(3/102)، "الثقات"(4/138)، "الكامل في ضعفاء الرجال"(3/314) "تهذيب الكمال"(5/374)، "الكاشف"(1/308)، "ميزان الاعتدال"(1/455)، "إكمال تهذيب الكمال"(3/367)، "تهذيب التهذيب"(2/184)، "تقريب التهذيب" ص(151).
([9]) سَوَّار: بفتح السين، وشدة على الواو. ينظر: "المغني في ضبط أسما الرجال" ص(134).
([10]) التَمِيمِي: بفتح التاء، وكسر الميم، هذه النسبة إلى قبيلة تميم العدنانية، وهي النسبة الأشهر، وفيه من ينسب إلى جده، والمترجم له منسوب إلى قبيلة تميم. ينظر: "اللباب في تهذيب الأنساب" (1/223).
([11]) ينظر: "تهذيب التهذيب"(4/269).
([12]) ينظر: "التاريخ الأوسط"(2/383)، "مشيخة النسائي" ص(89)، "الجرح والتعديل"(4/271)، "الثقات" (8/302)، "تهذيب الكمال"(12/238)، "الكاشف"(1/472)، "إكمال تهذيب الكمال"(6/158) "تهذيب التهذيب"(4/268)، "تقريب التهذيب" ص(259).
([13]) ينظر: "الطبقات الكبرى"(7/289)، "التاريخ الكبير"(6/118)، "معرفة الثقات"(2/107)، "الجرح والتعديل"(6/75)، "الثقات"(7/140)، "تهذيب الكمال"(14/478)، "الكاشف"(1/673)، "ميزان الاعتدال"(2/677)، "إكمال تهذيب الكمال"(8/368)، "تهذيب التهذيب"(6/441)، "تقريب التهذيب" ص(367)، "مقدمة فتح الباري"(1/422).
([14]) جُمهان، بضم الجيم. ينظر: "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص(62).
([15]) ينظر: "التاريخ الكبير"(3/462)، "الجرح والتعديل"(4/10)، "الثقات"(4/278)، "تهذيب الكمال" (10/376)، "الكاشف"(1/433)، "ميزان الاعتدال"(2/131)، "من تكلم فيه وهو موثوق" ص(219)، "إكمال تهذيب الكمال"(5/271)، "تهذيب التهذيب"(4/14)، "تقريب التهذيب" ص(234).
([16]) سَفِنة: بفتح السين، وكسر الفاء. ينظر: "المغني في ضبط أسماء الرجال" ص(129).
([17]) ينظر: "معجم الصحابة"(3/252)، "معرفة الصحابة" لأبي نعيم(3/1391)، "الاستيعاب في معرفة الأصحاب"(2/684)، "أسد الغابة"(2/259)، "الإصابة في تمييز الصحابة"(3/111).
([18]) ينظر: "مقاييس اللغة"(4/48)، "تاج العروس"(18/436)، "معجم اللغة العربية المعاصرة"(2/1512).
([19]) ينظر: "مقاييس اللغة"(4/147)، "لسان العرب"(15/101)، "تاج العروس"(39/116).
([20]) ينظر: "لسان العرب"(4/113)، "معجم اللغة العربية المعاصرة"(1/341).
([21]) ينظر: "تحفة الأحوذي"(6/396).
([22]) أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه" في الإمارة،(3/1452/ح1821) من حديث جابر بن سمُرة t.
([23]) ينظر: "تحفة الأحوذي"(6/396).
([24]) الحديث أخرجه أبو يعلى في "مسنده" بلفظ: "سَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا يَعْلَمُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ، وَسَيَكُونُ بَعْدِي خُلَفَاءُ يَعْمَلُونَ بِمَا لَا يَعْلَمُونَ وَيَفْعَلُونَ بِمَا لَا يُؤْمَرُونَ، فَمَنْ أَنْكَرَ عَلَيْهِمْ بَرِئَ وَمَنْ أَمْسَكَ يَدَهُ سَلِمَ وَلَكِنْ مَنْ رَضِيَ وَتَابَعَ"(10/308/ح5902)، بإسناد صحيح، وابن حبان في "صحيحه"(15/41/ح6658).
([25]) ينظر: "عون المعبود"(11/244)، بتصرف.
([26]) ينظر: "صحيح ابن حبان"(15/41).
-
السبت PM 03:06
2021-07-03 - 1354