رأت الماسونية العالمية تزامن القضاء مع الخلافة العثمانية مع القضاء على روسيا القيصرية، فكان رئيس وزراء السلطان عبدالحميد الثاني مدحت باشا هو الأب الروحي للماسونية العثمانية، وضغط عليه لكي يدخل في حرب مع روسيا القيصرية في وقت لم يكن فيه الجيش مستعدا لذلك. وبعد الهزيمة الكبيرة أمام الروس تنبه السلطان لخطط مدحت باشا وأمر باعتقاله في عام 1878 وحكم عليه بالإعدام مع أخرين ولكن الحكم لم ينفذ التدخل السفير البريطاني، واكتفي بنفيه إلى الطائف حيث توفي هناك فيما بعد من ظروف غامضة (1) .
ظهرت شخصيات ماسونية كثيرة حرضت الشعوب العثمانية ضد الخليفة العثماني مثل نامق کمال بك الذي كان شاعرا شهيرا، ومثل جمال الدين الأفغاني، الذي أظهره التاريخ كمصلح مجدد بينما كان مؤسسا ورئيسا لمحفل ماسوني عامل بنظام ممفيس إبان وجوده بالقاهرة، وهو المحفل الذي ضم 300 عضو کانوا هم القائمين بما عرف بالحركة الوطنية وتحرير المرأة من أمثال سعد زغلول، قاسم أمين، محمود سامي البارودي، إبراهيم اليازجي، أديب إسحاق، والشيخ محمد عبده.
أضف إلى ذلك أنه تم تحريض الأقليات مثل الأرمن ضد العثمانيين فقاموا يعذابح بشعة ضد المسلمين وقطعوا أجسامهم وحرقوا المساجد، فاضطر السلطان للتدخل بحزم، وأنشأ فرقة من الخيالة الأكراد لحماية المسلمين. وفي ظل هذه الظروف قام الأرمن بأعمال شغب في استانبول في 1892 و 1899 واشتركوا في مؤامرة لاغتيال السلطان في عام 1905 عن طريق تفجير عريته، لكنه نجا منهاء وثبت تورط الماسونية في تدبير تلك المؤامرة، ثم أقاموا ما عرف بحزب أو جماعة الاتحاد والترفي أو الأتراك الشباب.
(1) اقرا كتابنا السلطان عبد الحميد الثانى أخر السلاطين المحترمين، الناشر: دار الكتاب العربي،