المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 414856
يتصفح الموقع حاليا : 210

البحث

البحث

عرض المادة

عقيدة الشيعة في ملائكة الله عز وجل، وتوضيح بطلانها

بداءة، ننوه إلى:

أنه لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يُعتقد خطأ أي من ملائكة الله تعالى، أو باحتماليته، أو أن يُعتقد تقصيرهم فيما أُمِروا وكُلِّفوا به منه جل وعلا، وذلك لأنهم (الملائكة) لم يخلقهم الله تعالى مُخيّرين بين الخير والشرّ (كالجنّ والإنس)، وإنما خُلِقوا وجُبِلوا على طاعة الله تعالى وتنفيذ أوامره، وفقًا لمراده جل وعلا ومشيئته وبالغ حكمته.

وإذا كان ذلك الذي أشرنا إليه خاصّ بالملائكة بشكل عام، فما بالنا بمن قد اختُصّوا منه جلّ وعلا ليكونوا ملائكته المقربين، أو من قد اصطفاه الله تعالى لأشرف المهام، وأجلّها وأعظمها، وهي: النزول بالوحي (كلام الله تعالى وأوامره وتكليفاته) على الأنبياء والمرسلين الداعين إلى الله تعالى ؟!!

لذلك فإن القدح في أحدهم لا سيما أشرفهم، ومن اصطفاه الله تعالى للنزول بالوحي، والاعتقاد بخطأه أو تقصيره فيما أُمِر وكُلِّف به من الله تعالى، إنما هو في حدّ ذاته قدح في الذات العلية لله جلّ وعلا، وذم في إحكام صنعته، وانتقاص منها.

بمعنى: أن من يعتقد بخطأ أو تقصير أي من ملائكة الله تعالى (لا سيما أشرفهم)، المجبولين على طاعته وتنفيذ أوامره، فهو بذلك يقول ولو بلسان حاله: أن الله لم يستطع أن يحكم صنعته، وتنفيذ ما أراده، من أن يخلق الملائكة على الكيفية التي أرادها، وتعالى الله عز وجل عن مثل ذلك علوًا كبيرًا.

ومن ثم، فإن الاعتقاد بخطأ أي من الملائكة أو تقصيره، يعني الطعن في مشيئة الله جل وعلا، والزعم بأنه يحدث في ملكوته ومن مخلوقاته ما هو مخالف لمراده ومشيئته، ومن ثم انتفاء حكمته، وعدم كمال قدرته، .... إلى غير ذلك من الصفات التي يُنتقص بها من الذات العلية لله جل وعلا، بسبب الطعن الناشئ عن ما قد زعمته الشيعة (الرافضة) من ذلك الاعتقاد الفاسد.

فما بالنا، وأن من يُطعن فيه، ويُتهم بخطأه وتقصيره، هو أحد الملائكة المقربين، بل أشرفهم، والذي قد اختاره الله تعالى وكلّفه بالنزول بالوحي منه (جل وعلا) على أنبيائه ورسله، وهو الملَك جبريل عليه السلام، أمين وحي السماء؟!!

حيث إن الشيعة (الرافضة) تزعم تقصير الأمين جبريل عليه السلام فيما كلِّف به من ربه، وخطأه في نزوله بالرسالة على النبي محمد r بدلاً من نزوله بها على ابن عمه علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

بل إن هناك من فرق الشيعة من تقول بخيانة الأمين جبريل عليه السلام، لنزوله بالوحي على النبي محمد r بدلاً من أن ينزل بها على ابن عمه علي رضي الله عنه.

ولا شك، أن ذلك كله هراء، لا يستقيم مطلقًا مع الفطر النقية والنفوس الزكية، والعقول الراجحة الرشيدة.

غير أن من يعتقد باحتمالية خطأ أو تقصير أي من ملائكة الله تعالى، لا سيما المقربين منهم، بل أشرفهم وأعلاهم، فيما كُلِّف به من الله تعالى، وجُبل عليه من تنفيذٍ لأوامره فإن ذلك يعني أنه قد يكون أخطأ أو قصّر في غير ذلك مما قد كُلِّف به مرّات ومرّات، إذ لا ضابط لمثل ذلك حينئذ.

وإذا كان الأمر كذلك بالنسبة لمن قد اصطفاه الله تعالى للنزول بالوحي منه على أنبياءه ومرسليه، فما بالنا بالملائكة الأخرى التي هي دونه (دون أمين وحي السماء، المكلّف بالنزول على الأنبياء والرسل بوحي الله تعالى، وهو الأمين جبريل عليه السلام)، في المرتبة والشرف، ودونه في المكانة والمنزلة (مع الاعتقاد بمنزلتهم العالية ومكانتهم الرفيعة عند الله تعالى)؟!!

فلابد حينئذ أن يكونوا قد وقعوا هم أيضًا في الخطأ أو التقصير، لأنه إذا لم يسلم من ذلك من هو أشرف منهم مكانة، وأرفع منزلة (جبريل عليه السلام)، فهل يسلمون هم؟!

(مجاراة لاعتقادات الشيعة بخطأ وتقصير الأمين جبريل عليه السلام).

لا شك، أن الاعتقاد بذلك الزعم الباطل، والذي قد اختلقته الشيعة الرافضة، على يد مؤسسيها كأحد السبل للطعن في الإسلام، يقود إلى وابل من المنكرات، ويفتح الباب على مصراعيه للطعن في الذات العلية لله سبحانه وتعالى، والطعن في مراده ومشيئته، وحكمته وقدرته.

ومن ثم الطعن في رسالاته جل وعلا، والطعن في أنبياءه ومرسليه، والتكذيب بما أنزل عليهم من وحي السماء، من أوامر ونواهي، وتكليفات وتشريعات، وهو ما لا يمكن للفطر النقية والنفوس الزكية أن تقبله.

فما ذلك كله إلا تعارض واضح للعقل الصريح السليم، وتصادم مع أدنى درجات المعقول، ومباهته لضرورياته.

ومع ما أشرنا إليه من بيان موجز لفساد مثل ذلك المعتقد (الاعتقاد بخطأ أو تقصير أحد الملائكة فيما كُلِّف به من الله تالى) إلا أننا نجد أن الشيعة (الرافضة) تعتقد به، وتجعله أحد معتقداتها الراسخة، كأصول ثابتة في مذهبها.

ومن ثم يتبيّن لنا أن الحق ما قد استمسك به أهل سنة الحبيب النبي محمد r، وهو: الاعتقاد بعصمة ملائكة الرحمن جل وعلا عن التقصير والخطأ فيما أُمروا وكلِّفوا به، وذلك لما جُبلوا على طاعة الله جل وعلا وتنفيذ أوامره.

وهذا هو ما تقبله الفطر السويّة والنفوس الزكية، والعقول السديدة، وتتوافق معه.

فالحمد لله تعالى على نعمة الإسلام، والحمد لله تعالى على نعمة الهداية والرشاد.

  • الاربعاء PM 05:24
    2021-05-26
  • 1476
Powered by: GateGold