المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 415986
يتصفح الموقع حاليا : 328

البحث

البحث

عرض المادة

هل كان ابو بكر وعمر متآمرين وهل كانا من طلاب الدنيا؟

هل كان ابو بكر وعمر متآمرين وهل كانا من طلاب الدنيا؟

ان دراسة حياة هذين الرجلين قبل وبعد الاستخلاف ستجيب عن هذين السؤالين :

  كيف عاشا مع الرسول وكيف عاشا بعد توليهما الخلافة ، كيف كان مسكنهما وملبسهما ومأكلهما ؟  كم كان دخلهما الشهري او السنوي بعد توليهما الخلافة؟ كم كان عدد الخدم والحشم في قصورهم ؟ كيف كان قصر الخلافة في عهدهم ؟ ماذا كانت اهتماماتهم ؟ هل قربوا ابناءهم واقرباءهم من مراكز الحكم ؟ وهل ولّوهم شيئا من امور الدولة؟ هل أطلقوا أيدي ابنائهم واقربائهم في اموال وممتلكات الدولة ؟ هل مهّد أيٌّ منهما الطريق لأبنائه وذويه لتولي الخلافة من بعده ؟  هل تآمر احدهم على الآخر أو سعى للقضاء على المخالفين والمتربصين بالخلافة ؟ وأخيرا : ماذا قدموا للاسلام في خلافتهما؟

ان الاجابة على هذه التساؤلات ستحل لنا الاشكال وترد تلقائيا الاتهامات التي يكيلها الشيعة لهذين الرجلين العظيمين اللذين بخل التاريخ على البشرية ان ياتي بمثلهما بعد رسول الله ولذلك كان علي والصحابة والتابعون وابناء علي يقولون خير الناس بعد رسول الله ابو بكر ثم عمر .

انني كلما اقرأ حياة الشيخين ثم ارى موقف الشيعة منهما اشفق على الشيعة واقول في نفسي اي خير عظيم حُرمه هؤلاء ببغض هذين الجبلين الشامخين واي جرم ارتكبه علماء الشيعة حين شوهوا صورتهما في عيون الشيعة واي حسرة وندامة سيتجرعونها يوم القيامة حين يرونهما في عليين مع النبـيين والصديقين والشهداء والصالحين واي لوم سيلقونه على علمائهم حين يعرفون الحقيقة ؟!

وليت شعري ماذا يقرأ الشيعة من تاريخ الاسلام بعد طرح حياة الخلفاء والصحابة ، لاسيما الشيخين، جانبا ؟

ان المتتبع لحياة كل من ابي بكر وعمر، لا سيما بعد توليهما الخلافة، يتبين له بوضوح انهما لم يكونا لا من طلاب الدنيا ولا كانا متآمرين ولا كان التآمر سجية لهما، بل على العكس تماما ، سيرى رجلين قد فهما روح الاسلام ومقاصده جيدا وتشبعا بتعاليمه وكانا بحق اهلاً لأن يجعلهما رسول الله وزيريه ورفيقيه في الدنيا كما كتب الله لهما ان يكونا رفيقيه في القبر ورفيقيه ان شاء الله في الجنة .

نعم ان دراسة حياتهما بإنصاف كفيلة بأن ترد كل تلك التهم التي يكيلها لهما الشيعة جزافا ومن غير وجه حق ومن غير ادنى دليل سوى التعصب الاعمى والانحراف الفكري .

لا اظن اننا بحاجة الى ان نثبت ان ابابكر وعمر لم يكونا متآمرين ولم يكن من طبعهما التآمر لأن ما يسمى بتآمر السقيفة تبين انه ليس من  صنعهما ولم يكن لهما يد في تنظيمها كما اسلفنا سابقا .

ومع كون السقيفة تدل بكل وضوح على ان الامر لم يكن مؤامرة وان المهاجرين لم يكونوا على علم بها الا بعد إخبارهم ، ولكن مع ذلك سنسأل الشيعة بعض الاسئلة عن طبيعة هذه المؤامرة ونقول:

انكم لاتفتأون تذكرون أن السقيفة كانت مؤامرة، ولكنكم لاتذكرون لنا طبيعة هذه المؤامرة  وكيف تم الاعداد لها ولا تذكرون تفاصيلها:

هل كانت هذه المؤامرة باتفاق بين ابي بكر وعمر من جهة وسعد بن عبادة من جهة اخرى؟ اذ لابد لكي يعد هذا الاجتماع مؤامرة ان يكون هناك اتفاق بين منظمي الاجتماع والفائزين فيه ثم يكون فيما بعد لمنظم الاجتماع حظوة عند الفائز فيه ويكون من مقربيه و من اهل مشورته ومن المنتفعين من هذه الخلافة،  لا ان يمتنع عن مبايعتهم ويقاطعهم من اول وهلة ويظل على موقفه الى ان يموت .

ان التاريخ لا يذكر لنا شيئا من ذلك كما لايذكر لنا شيئا عن حدوث اجتماع بين ابي بكر وعمر وسعد بن عبادة  لا قبل السقيفة ولا بعدها لكي يقال انه كان هناك اتفاق بينهم ثم نكث ابو بكر العهد ولم يف بوعده له !  حتى المؤرخون الشيعة لم يذكروا شيئا من هذا القبيل ، وهذه التساؤلات جديدة على الشيعة ولم يعُدُّوا لها جوابا ومع ذلك لا استبعد ان  يأتي احدهم ويقول انه كانت هناك صفقة ما قد تمت بين ابي بكر وسعد بن عبادة الاّ ان ابا بكر تنكر لها ولم يف بعهده لسعد فحصل الخلاف بينهما ، ولكن ادعاءً مثل هذا صعب ومستحيل ولله الحمد لأنه اولا لا يوجد شيء في التاريخ يمكن للشيعة ان يعولوا عليه وان التاريخ صريح بان الخلاف والمقاطعة حصلا في السقيفة فورا بعد انصراف الناس عن سعد واقبالهم على ابي بكر ليبايعوه ،  وان موقف علي من سعد وولده قيس ينفي حدوث مثل هذا الاتفاق ضده كما انه يثبت ايضا عدم وجود نص على علي بالامامة لانه لو كان هناك نص لوجب ان يغضب علي على سعد وولده او على الاقل ان يعاتبهم لانهم كانوا وراء تنظيم ذلك الاجتماع الذي اسفر عن اختيار ابي بكر.

اذاً اين المؤامرة ايها الشيعة وانتم كما ترون لاسبيل لكم الى اثباتها الا هذا السبيل وهو مسدود عليكم  ولله الحمد.

اني ادعو كل سني يحاور الشيعة حول هذا الموضوع ان لايدعهم يمرون عليه مرور الكرام ويلقوا بشبهتهم ثم يمضوا بل يجبرهم على ان يشرحوا له  تفاصيل المؤامرة كما يرونها وامكانية حدوثها ، فاننا ما تركنا وسيلة نحاول فيها الامساك بخيط من خيوط المؤامرة الا وبحثناها فما وجدنا شيئا لأن الاحداث كلها تنفي ذلك وحيثيات السقيفة ايضا تنفي ذلك واني على يقين بانه لا احد ممن يتهم ابا بكر وعمر بالمؤامرة ويصف السقيفة بالمؤامرة يستطيع ان يثبت تلك المؤامرة أو يستطيع ان يخوض في تفاصيلها.

 نقول ايضا: ان الذي يقوم بمثل هذه المؤامرة لابد ان تكون له اطماع دنيوية كأن ينال بها شيئا من متاع الدنيا او يحصل على رغد العيش ويبني القصور الفخمة ويتخذ الاماء والعبيد والخدم ويقرب منه ذويه ويوليهم المناصب الحساسة ويمهد الطريق لأبنائه ليخلفوه في الحكم ثم يسعى للقضاء على منافسيه والمتربصين بالخلافة ليخلو الطريق لابنائه من بعده .

نعم لمثل هذه الامور يتآمر المرء . فلنسأل اذاً : أياً من هذه الاشياء عملها كل من ابي بكر وعمر؟

لو كان ابو بكر وعمر متآمرين لحاولوا القضاء على علي وسعد بن عبادة ولانتقموا من كل من ساندهم ووقف معهم كاسامة بن زيد الذي اسند اليه قيادة الجيش الذي جهز لابعادهما حتى يخلو الجو لعلي بن ابي طالب كما يزعم الشيعة وكابي سفيان الذي حرض بني هاشم وبني امية على ابي بكر وعرض مساعدته لعلي للاطاحة بابي بكر وغيرهم كثير كما يفعل  اهل السياسة اليوم وكما فعل بعض خلفاء بني امية والعباسيون فيما بعد.

        لقد كان الجو مهيئا تماما لعمر ليولي ابنه عبد الله وقد طُلب منه ان يفعل ذلك ولكنه رفض ولم يقبل حتى ادخاله ضمن الستة الذين رشحهم للخلافة .

       هل يستطيع احد ان ينكر ان ابابكر وعمر عاشا ايام خلافتهما عيش الزهاد؟ كيف يزهد في الدنيا من كان همه السلطة ؟ وكيف يزهد من كان منافقا كما يحلو لبعض المتطرفين الشيعة ان يصفوهم به؟

من  ثبّت دعائم الاسلام واركان الدولة الاسلامية غير ابي بكر ؟ من فتح البلدان ونشر الاسلام غير ابي بكر وعمر؟  اهذا عمل المنافقين؟

       لو كان ابو بكر متآمرا على الاسلام كما يصفه الشيعة هل كان يجمع القرآن ام كان يحاول طمسه وطمس تعاليمه ليحكم الناس باهوائه ويحاول القضاء على رسالة الاسلام؟

       وهل كان يحارب أهل الردة ويخوض كل تلك الحروب الضارية لمواجهة المرتدين؟ أم كان يرضى بأن يتقاسم الحكم مع مسيلمة وغيره؟

وهل كان يصر كل هذا الاصرار على محاربة مانعي الزكاة وتوعده كل من يفرق بين الصلاة والزكاة؟

        ان كل واحد من هذه الاعمال يكفيه شرفا وفخرا فكيف وقد فعلها كلها. اذن كيف يقال لمثل هذا الرجل بانه كان تآمريا ومن طلاب الدنيا وانه ما آمن بالرسول الا لنيل الدنيا؟

انني لم اتحدث عن حياة ابي بكر قبل الخلافة في مكة والمدينة كي لا اطيل على القاريء وان كان دراستها ضرورية جدا  لمعرفة هذا الرجل العظيم لان سيرته السابقة على الخلافة تكشف لنا حقيقته وطبيعته وشرفه ومكانته في المجتمع وعند رسول الله ، فحياته كلها كانت جهادا في سبيل الله بالمال والنفس والاولاد ، وقد كرس كل ما يملك لخدمة الاسلام ونصرة رسول الله ، وهذه الحقيقة لا ينكرها الا كل مكابر اعمى الله بصيرته .

 وكذلك عمر فقد قدّم اعلى وارقى مثال للحاكم القوي العادل، والزاهد العابد، الشديد مع ولاته الرفيق برعيته ، واصبح نموذجا يحتذى به على مر العصور .

وقبل ان انتقل الى الحديث عن غرض ابي بكر وعمر فيما فعلاه احب ان اؤكد على اهمية دراسة حياة الصحابة لا سيما الخلفاء الراشدين لانها تؤدي غرضين : اولهما : انها تكشف عن آثار جهود النبـي وتبين طبيعة المجتمع الذي انشأه  رسول الله والتغيير الذي احدثه في اصحابه .

 ثانيا: فيها الرد على اتهامات الشيعة للصحابة .

 

  • الخميس PM 01:55
    2021-05-20
  • 1175
Powered by: GateGold