المتواجدون الآن

انت الزائر رقم : 416005
يتصفح الموقع حاليا : 245

البحث

البحث

عرض المادة

القاسم المشترك بين الروايات السنية والشيعية

القاسم المشترك بين الروايات السنية والشيعية:

   واخيرا ،فالذي يهمنا من هذه الروايات مجموعة من الامور المتفق عليها، والتي هي مدار بحثنا وهي :

اولا: ان الصحابة اجتمعوا بعد وفاة رسول الله في سقيفة بنى ساعدة لاختيار خليفة للرسول .

ثانيا: ان الانصار هم الذين دعوا الى الاجتماع بادىء ذي بدىء وان المهاجرين لم يكونوا على علم باجتماعهم حتى اُخبروا به.

ثالثا: ان الانصار كانوا مزمعين على اختيار سعد بن عبادة ومبايعته.

رابعا: انه حدث خلاف بين المهاجرين والانصار في اول الامر-على خلاف بين المؤرخين حول طبيعة وحدة الخلاف- ثم انتهى بمبايعة ابي بكر.

خامسا: أنه لم يرد الاشارة الى النص والبيعة في اجتماع السقيفة ، لا فيما بين الانصار انفسهم ولا فيما بينهم وبين المهاجرين!

سادسا: ان على بن ابي طالب تخلف ذلك اليوم عن السقيفة لانشغاله بغسل رسول الله .

سابعا: ان الذى اتى بالخبر اخبر عمر ولم يخبر عليا او غيره ، ثم اخبر عمر بدوره ابا بكر ولم يخبر غيره .

ثامنا: بعض الناس احتجوا على اختيار ابي بكر كأبي سفيان وغيره وذهبوا الى علي ليبايعوه فردهم .

تاسعا : لقد بايع جميع الصحابة بمن فيهم علي ما عدا سعدا في بعض الروايات الاّ أن المتفق عليه أنه(اي سعد) لم يحدث اي مشكلة للخليفة والخلافة .

 

ما الذي دعا الانصار الى الاجتماع في سقيفة بني ساعدة؟

تساؤل يرد على الذهن تلقائيا: لماذا سارع الانصار الى الاجتماع في السقيفة ولم يجتمعوا حول جثمان الرسول كما فعل المهاجرون ؟ الم يكن لموت الرسول وقع عليهم كما كان على المهاجرين ؟

لقد وقفت امام هذا الامر طويلا و فكرت فيه مليا واستعرضت جميع الاحتمالات وناقشتها مع نفسي ومع عدد من المعنيين بدراسة التاريخ الاسلامي واطلعت على مجمل اقوال وآراء الشيعة في هذا الامر فاهتديت في النهاية ، بناء على قرائن عديدة ، الى نتيجة سأذكرها فيما بعد، ولكن قبل ذلك سأُورد كل تلك الاحتمالات التي ترد على الذهن او اوردها بعض الناس واناقشها بشيء من التفصيل :

  1. حب الانصار للدنيا وتنافسهم على الزعامة لاسيما زعيم الخزرج سعد بن عبادة.
  2. خوف الانصار من استبداد المهاجرين بالامر دونهم .
  3. خوف الانصار من انتقام القريشيين خاصة والعرب عامة لاسيما الذين اسلموا بعد الفتح لما فعلوا بهم طوال السنين الماضية .
  4. اعتقاد الانصار ان المهاجرين اقوى منهم حجة ويوجد بينهم رجال اكفاء كانوا مقربين جدا من الرسول a كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وابي عبيدة وغيرهم ، فلو اخروا الامر واجتمعوا سوية لبحث الامر لما اختار الناس غيرهم.
  5. اعتقاد الانصار انهم احق بالامر من غيرهم لما بذلوه من تضحيات دفاعا عن الرسول والاسلام، فانتشار الاسلام وتمكنه في الجزيرة وما حولها كان بسبب ايوائهم للرسولa والدفاع عنه باموالهم وانفسهم.
  6. اعتقاد الانصار ان المدينة المنورة هي عاصمة دولة الاسلام وان الناس ينقادون لها دون غيرها وبما انهم هم اهل المدينة فلهم الاولوية في تشكيل الحكومة.
  7. احساس الانصار بالمسؤولية لكونهم من اهل المدينة وان الاسلام انتشر وتمكن بجهودهم فالحفاظ على هذا الكيان يقع على عاتقهم .

هذه هي الاحتمالات التي ترد على الذهن من اول وهلة حين يبحث المرء مسألة السقيفة ويرى اسراع الانصار الى الاجتماع لبحث مسألة الخلافة ، ولكن كيف نختار الاسباب الصحيحة والدوافع المناسبة لهذا الاسراع ؟ أَنُطلقُ العنان لخيالنا يذهب بنا حيثما شاء ونقول بحقهم كل ما طرأ على بالنا ام نعتمد على قواعد علمية فلا نقول بحقهم الا ما يليق بهم وبمكانتهم ويتماشى مع ماضيهم وحسن بلائهم في الاسلام؟

الذي يقتضيه العقل والمنطق هو ان نحكم على تصرفهم ذلك من خلال ماضيهم وسابقتهم في الاسلام ، وهذا ما يفعله المنصفون ازاء كل انسان صدر منه فعل ما ، فالذي اراه بناءً على هذه القاعدة ان جميع الاحتمالات واردة ما عدا الاحتمال الاول وهو حب الدنيا والرياسة ، واهمها عندي أمران :

الاول: الاحساس العميق بالمسؤولية من قبل الانصار هو الذي دفعهم الى الاجتماع في السقيفة بتلك السرعة لاختيار خليفة للرسول ليضبط الامور ويدير شؤون الناس لان مدينتهم كانت عاصمة دولة الاسلام والناس ينتظرون الحلول من العاصمة كما هو الحال في كل العصور وكل البلدان ، فمن الطبيعي اذاً ان يتسارع اهل العاصمة لا سيما السكان الاصليون الذين كان لهم الدور الرئيس في انتصار وانتشار الاسلام كما جاء ذلك واضحا في خطبة زعيم الانصار سعد بن عبادة ، الى الاجتماع لسد الفراغ الذي اوجده موت الرسول .

الثاني: احساس الانصار واعتقادهم بأنهم أحق بالخلافة من غيرهم وان فيهم من هو اهل لذلك.

والذي يؤيد هذا الرأي عدة امور :

  • لو كان الامر حب الزعامة وشهوة الرئاسة لما تنازلوا عن رأيهم ذلك بتلك السرعة ولتمسكوا به رغم كل محاولات المهاجرين لثنيهم عنه فصاحب الشهوة وخاصة الزعامة لا يتنازل عنها بسهولة .
  • ان علاقة المهاجرين بالانصار كانت اقوى بكثير من علاقتهم بالقرشيين الذين اسلموا فيما بعد ، وهذا بنص القرآن ولا يمكن ان نكذب ربنا لقول فلان او علان . فالله سبحانه وتعالى يقول : "وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ."الحشر/9 .

 ويقول ايضا:" وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)"(الانفال) .

 

  • الخميس PM 12:28
    2021-05-20
  • 1046
Powered by: GateGold